"داعش في حالة انهيار": حملة بونتلاند العسكرية تضيق الخناق على فلول التنظيم

الإثنين 16/يونيو/2025 - 05:12 م
طباعة داعش في حالة انهيار: علي رجب
 
أكدت السلطات في ولاية بونتلاند الفيدرالية، شمال شرقي الصومال، أن عبد القادر مؤمن، زعيم فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في البلاد، قد فر من سلسلة جبال كال-مسكاد، المعقل الرئيسي للتنظيم خلال الأشهر الماضية، وسط حملة عسكرية متواصلة تحت اسم "عملية هيلاك".

هروب مفاجئ في خضم المعركة
قال المتحدث باسم العملية، الجنرال محمود أحمد فاديجو، إن معلومات استخباراتية وفرتها أطراف دولية، كشفت عن مغادرة مؤمن المنطقة مؤخرا، دون معرفة التوقيت الدقيق أو الوسيلة التي استخدمها للهروب. 

وأضاف فاديجو:"لم يعد عبد القادر مؤمن في كال-مسكاد، وقد استعدنا السيطرة على 98% من السلسلة الجبلية التي كانت ملاذا لمقاتلي داعش".

ورغم فرار زعيم التنظيم، فإن نائبه عبد الرحمن فاهية عيسى محمود، الذي يتولى القيادة العملياتية في الميدان، لا يزال متحصنا في المنطقة، حيث قال فاديجو إن القوات تلاحقه "عن كثب"، متوعدا بالقبض عليه "قريبا جدا".

بدء المرحلة الرابعة من الحملة العسكرية: "أونكود"
جاء هذا التطور بعد إعلان رئيس بونتلاند، سعيد عبد الله ديني، عن إطلاق المرحلة الرابعة من الحملة ضد داعش، تحت اسم "أونكود"، التي تركز على تفكيك ما تبقى من جيوب المسلحين المتخفين في مناطق جبلية نائية.

ديني كشف في خطاب رسمي أن قوات بونتلاند واجهت مقاتلين أجانب من دول متعددة، منها دول أوروبية وآسيوية وأفريقية، وحتى من الأمريكيتين. وقال إن هذه العملية العسكرية قد أحبطت تهديدا حقيقيا كان يستهدف الأمن القومي الصومالي.

اعتقال مقاتلين أجانب: بينهم مواطن تركي وآخر أوروبي
في أحد أبرز نتائج العملية، أعلنت قوات مكافحة الإرهاب عن اعتقال مواطن تركي يدعى حسن عطار، يشتبه في مشاركته بعمليات داعش في جبال كال-مسكاد. وظهر المعتقل خلال مؤتمر صحفي إلى جانب عناصر أخرى تم أسرهم في المعارك الأخيرة.

وبحسب مصادر أمنية، فقد تم أيضا اعتقال مقاتل أوروبي أبيض يعتقد أنه أول أجنبي يؤسر حيا من التنظيم في الصومال منذ سنوات.

دور حاسم للدعم الدولي وغياب الحكومة الفيدرالية
تلقت عملية "هيلاك" دعما كبيرا من القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) والإمارات العربية المتحدة، خاصة في مجالات الاستطلاع الجوي والدعم اللوجستي. وقد ساعدت هذه التقنيات في تقليص قدرة داعش على شن هجمات مضادة أو إعادة التموضع.

لكن الجنرال فاديجو انتقد ما وصفه بـ"غياب الدعم الميداني" من الحكومة الفيدرالية في مقديشو، معتبرا أن بونتلاند تتحمل العبء الأكبر في الحرب ضد داعش، رغم محاولات الحكومة المركزية "نيل الفضل" في ضربات لم تشارك فيها فعليا.

خاتمة: معركة نحو الحسم
بينما يعاني تنظيم داعش من تفكك واضح في قياداته وانهيار خطوطه الدفاعية في منطقة باري، تؤكد بونتلاند أن المعركة مستمرة حتى القضاء الكامل على وجود التنظيم في أراضيها.

وقال فاديجو:"نحن نخوض حربا فاصلة. ومع الدعم المستمر من شركائنا، سننهي وجود داعش في شمال شرق الصومال".

يبقى السؤال الآن: هل ستتمكن بونتلاند من استئصال الخطر الداعشي نهائيا؟ وما مدى تأثير هذا الانتصار في إعادة تشكيل مشهد الأمن في الصومال عموما؟

شارك