"الإرياني" يعري المشروع الإيراني.. من تصدير الفوضى إلى احتراق الداخل

الثلاثاء 17/يونيو/2025 - 01:43 م
طباعة الإرياني يعري المشروع فاطمة عبدالغني – أميرة الشريف
 
في تصريح يعكس عمق الغضب اليمني من السياسات الإيرانية وتداعياتها الكارثية على المنطقة، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن ما تتعرض له طهران اليوم هو نتيجة حتمية لعقود من السياسات العدوانية والتخريبية التي مارستها في الشرق الأوسط.
 الإرياني أشار إلى أن إيران، منذ عقود، اختارت طريق الفوضى وزرعت أدوات الخراب في الجغرافيا العربية عبر تسليح المليشيات الطائفية، وتقويض الدول الوطنية وإشعال الحروب بالوكالة، غير آبهة بانعكاسات ذلك على استقرارها الداخلي، إلى أن جاء اليوم الذي ارتدت فيه النيران إلى عقر دارها.
 وأضاف في تعبير لافت "من يشعل الحريق في بيت جيرانه، لا ينجو من لهيبه"، في إشارة مباشرة إلى أن سياسة التصعيد الدائم والإنكار للمسؤولية لم تعد تجدي.
وأوضح الإرياني أن السلوك الإيراني، القائم على تصدير الأزمات والاحتماء خلف ميليشيات عقائدية لم يكن خيارًا تكتيكيًا عابرًا، بل عقيدة استراتيجية للنظام استثمر فيها موارد ضخمة، وخاض من خلالها معارك خارجية متعددة ظنًا منه أنه سيبقى بمنأى عن العواقب، ولعل أخطر هذه الرهانات كما أشار الوزير كان في اليمن، حيث ساهم الدعم الإيراني المفتوح لمليشيا الحوثي في تفجير واحدة من أعنف الأزمات في المنطقة، أطاحت بمؤسسات الدولة اليمنية وخلقت حالة من الانقسام المجتمعي والدمار الواسع النطاق.
 وأكد الإرياني أن اليمن كان ولا يزال الضحية الأبرز لهذا المشروع، إذ دفعت البلاد ثمناً باهظاً لم يكن فقط في الأرواح والممتلكات، بل في تمزيق نسيجها الوطني وفرض واقع سياسي وأمني مشوّه تقوده مليشيا تدين بالولاء لطهران لا لصنعاء.
الإرياني اعتبر أن طهران بنت استراتيجيتها في اليمن ولبنان والعراق وسوريا على فرضية خاطئة، تقوم على إشعال الجبهات وتحريك الوكلاء من دون أن تطالها النيران، مكتفية بلعب دور المُحرّض والمُموّل والمتاجر بقضايا الشعوب، بينما تقدم نفسها ضحية للمؤامرات، غير أن هذه المعادلة حسب تعبيره، لم تصمد طويلًا، فالأزمات الداخلية التي تعصف بإيران والانكشاف الدولي لدورها التخريبي، أجهض هذه الأكذوبة وفضح المشروع أمام العالم، كما قلّص من هامش المناورة الذي كانت تلعب فيه لعقود.
وشدد الوزير على أن لحظة الحقيقة قد حانت، وأن نهاية المشروع الإيراني في المنطقة قد بدأت تتشكل مع انهيار أذرعه المسلحة واحدة تلو الأخرى، وعلى رأسها مليشيا الحوثي التي فقدت كثيرًا من وهجها الدعائي وزخمها العسكري. 
وأشار إلى أن هذه الجماعة لم تعد تملك الغطاء الشعبي أو السياسي، وأن سقوطها بات مسألة وقت لا أكثر، ما يضع أمام المجتمع الدولي تحدياً واضحاً بضرورة التحرك الفعلي لتجفيف منابع تمويل وتسليح هذه المليشيا، كخطوة أولى نحو استعادة الدولة في اليمن.
واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن بقاء الحوثيين يعني استمرار الفوضى ليس فقط في اليمن بل في عموم المنطقة، وهو ما يستدعي موقفًا حازمًا من القوى الإقليمية والدولية لوقف العبث الإيراني وأدواته. 
ورأى أن المشهد الميداني في اليمن يشير بوضوح إلى أفول مشروع الانقلاب، وانكشاف زيف الشعارات التي رفعتها المليشيا، وتآكل قدرتها على التأثير، بعد أن فقدت الدعم المباشر وتراجعت قدراتها اللوجستية والعسكرية.
ويرى المراقبون أن هذا التصريح يعكس تحوّلاً في الخطاب الرسمي اليمني، يزاوج بين تحميل طهران المسؤولية المباشرة عن الدمار، وبين تأكيد الحتمية التاريخية لانهيار أدواتها المسلحة.
 كما يؤشر التصريح إلى فهم عميق في صنعاء لطبيعة المرحلة الجديدة، التي يشهد فيها الداخل الإيراني ضغوطاً غير مسبوقة، سواء من خلال العقوبات الدولية أو الحراك الشعبي المتصاعد، ما يجعل نظام طهران أقل قدرة على إدارة شبكاته الخارجية. 
ويرى كثير من المحللين أن الإرياني لم يكن يتحدث فقط بلغة الغضب، بل بلغة حسابات استراتيجية جديدة بدأت تتشكل في الإقليم، تُراهن على تراجع النفوذ الإيراني وانكفاءه لصالح ترتيبات أكثر واقعية واستقراراً.
ويعتقد هؤلاء أن اليمن قد يكون أول مسرح لإعادة بناء هذه المعادلة الجديدة، لا سيما إذا ما ترافقت التصريحات الرسمية مع جهود عسكرية ودبلوماسية منسقة تهدف إلى تقليص نفوذ الحوثيين، وفتح المجال أمام حل سياسي حقيقي لا يُدار من طهران، بل من داخل اليمن وبإرادة يمنية خالصة.

شارك