الإرياني: إيران تستخدم شعار السيادة غطاءً لمشروعها الطائفي التوسعي
الجمعة 20/يونيو/2025 - 01:11 م
طباعة

أطلق وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني تصريحًا حادًا يعكس حالة التوتر المستمرة بين اليمن والنظام الإيراني، مؤكدًا أن طهران – رغم ترويجها الدائم لمفاهيم "السيادة" و"الاستقلال" – تمارس، منذ قيام "الثورة الخمينية"، سياسات عدوانية وانتهاكية تستهدف جوهر هذه المفاهيم ذاتها في محيطها الإقليمي.
فقد أشار الإرياني إلى أن إيران، تحت ستار الدفاع عن السيادة، انتهكت سيادة جيرانها على مدى ما يقارب خمسة عقود، وزعزعت استقرار المنطقة، وأسهمت في تحويلها إلى بؤر توتر وفوضى عبر دعمها للمليشيات العابرة للحدود وتدخلاتها السياسية والعسكرية.
ويعتبر الإرياني أن تأسيس "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" ليس سوى تجسيد لعقيدة طهران في تصدير الثورة والتدخل في شؤون الدول الأخرى، حيث عملت هذه الأذرع العسكرية على إنشاء مليشيات طائفية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، لتنفيذ أجندة إيرانية تتعارض مع مبدأ السيادة الوطنية وتستهدف فرض واقع سياسي جديد بالقوة والارتهان.
كما انتقد محاولات إيران فرض سيطرتها على الممرات البحرية الاستراتيجية كهرمز وباب المندب، واعتبرها أداة ابتزاز سياسي واقتصادي للمجتمع الدولي، تنم عن رغبة في التحكم بمسارات التجارة العالمية لمصالح ضيقة تتعارض مع أمن واستقرار الشعوب.
وبالنسبة لليمن، فقد اعتبر الوزير اليمني أن بلاده تمثل أوضح الأمثلة على المشروع الإيراني التخريبي، حيث دعمت طهران انقلاب ميليشيا الحوثي، ووفرت لها السلاح والخبراء، وساهمت في تفجير حرب دموية أدت إلى سقوط أعداد هائلة من القتلى والجرحى، وتشريد الملايين، وتدمير البنية التحتية، واستنزاف مقدرات الدولة، وتكبيد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة.
ويرى مراقبون أن تصريحات الإرياني تعبّر عن قناعة راسخة لدى الحكومة اليمنية وعدد من الدول العربية بأن إيران لا تمارس فقط تدخلات عسكرية أو أمنية، بل تحاول فرض واقع طائفي ومذهبي يسهم في تمزيق النسيج الوطني للدول المستهدفة.
ويشير هؤلاء إلى أن الخطاب الإيراني حول "السيادة" لا يتجاوز كونه أداة دعائية تستخدمها طهران عندما يكون ذلك مناسبًا لمصالحها، في حين تنتهكه على الأرض عبر دعم المليشيات والانقلابات، كما هو الحال في بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء.
ويرى المراقبون أن حديث إيران عن احترام القانون الدولي والسيادة لا ينسجم مع ممارساتها، بل يعكس تناقضًا صارخًا بين القول والفعل، ويؤكد أن المشروع الإيراني، في جوهره، توسعي لا يعترف بحدود الجغرافيا ولا بإرادة الشعوب.