الحوثيون على خط المواجهة بالتلويح بضرب السفن الأمريكية دفاعًا عن إيران
الأحد 22/يونيو/2025 - 12:46 م
طباعة

في خضم التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران، ومع تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر عبر ضربات واسعة على منشآت عسكرية إيرانية، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن أنها ستستأنف الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن رسميًا في الحرب ضد طهران.
هذا التصريح يمثّل أول إعلان صريح من الجماعة بشأن تضامنها العسكري المباشر مع إيران، كاشفةً عن تحول نوعي في مسار تحالفها الإقليمي، من شعارات دعم غزة إلى اصطفاف استراتيجي كامل إلى جانب إيران.
الإعلان يأتي في وقت بالغ الحساسية، وسط توتر إقليمي غير مسبوق، ويعيد رسم ملامح دور الحوثيين في المنطقة بما يتجاوز المزاعم التقليدية بالدفاع عن فلسطين أو السيادة اليمنية.
وقال الحوثيون في بيانهم إن "في حال تورط الأمريكيين في الهجوم والعدوان على إيران إلى جانب العدو الإسرائيلي، فإن القوات المسلحة ستستهدف سفنهم وبوارجهم الحربية في البحر الأحمر"، ويأتي هذا الموقف بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية داخل إيران، وتحديداً منشآت تابعة للحرس الثوري، هذه التطورات دفعت الجماعة إلى إعلان تضامنها الكامل مع إيران، وتنفيذ عملية مشتركة مع الجيش الإيراني شملت إطلاق صواريخ باليستية تجاه إسرائيل، في أول إعلان رسمي عن تنسيق عملياتي من هذا النوع بين الطرفين.
الموقف الحوثي الجديد يناقض التصريحات السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن، قبل أسابيع، أن الحوثيين "استسلموا" وأن عملية "الحارس الخشن" الأمريكية التي استهدفت الجماعة قد انتهت في مايو بعد اتفاق ضمني بوقف الهجمات البحرية.
لكن إعلان الحوثيين الأخير، في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي لإيران، يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر، بل ويفتح الباب أمام مرحلة أكثر خطورة من التوتر الإقليمي.
الشارع اليمني عبّر عن سخطه الشديد من هذا التورط، حيث يرى كثيرون أن الجماعة تستغل التحالف مع إيران لجر البلاد إلى حروب إقليمية لا علاقة لليمن بها، في وقت يعيش فيه المواطنون تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والإنساني، ومع الضربات الجوية التي استهدفت قيادات حوثية رفيعة في صنعاء – من بينهم رئيس الأركان محمد عبد الكريم الغماري – بات واضحًا أن اليمن قد يتحول مجددًا إلى ساحة صراع مباشرة ضمن تصفية الحسابات الكبرى في المنطقة.
وبحسب تقارير إعلامية الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ألحقت أضراراً كبيرة بمخازن الصواريخ الإيرانية في كرمانشاه، ما سيؤثر على قدرات الحرس الثوري في تزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة المتطورة، ومع ذلك تمتلك الجماعة بدائل متعددة، عبر الإنتاج المحلي وتوسيع شبكات التهريب من القرن الأفريقي والصين وأميركا اللاتينية.
وتقول مصادر أمنية إن الحوثيين يعتمدون على خطوط تهريب عبر الصومال والعراق، ويحتفظون بعلاقات مباشرة مع ميليشيات شيعية وحركات مسلحة أخرى ضمن ما يسمى بمحور المقاومة.
لكنّ المراقبين يرون أن هذه القدرة ليست مستقلة تماماً، بل تعتمد إلى حد كبير على الإسناد الإيراني، الذي بدأ يتراجع بفعل الضربات الأخيرة، ويخشى البعض أن تلجأ إيران إذا استُنزفت قدراتها المركزية، إلى تفعيل كامل للمخزون الصاروخي لدى الحوثيين، كحلقة أخيرة في معادلة الردع.
ويرى البعض أن الحوثيين باتوا الورقة الأخيرة في يد طهران، وأن تفعيلهم الآن يعني أن طهران تعتبر المعركة مع واشنطن وصلت إلى نقطة اللاعودة.
ويحذر مراقبون من أن اليمن سيُدفع مرة أخرى إلى دفع ثمن صراع لا علاقة له به، فالمزاعم الحوثية بالدفاع عن فلسطين باتت غطاءً سياسياً لتدخل إقليمي مباشر، يتعارض مع مصالح اليمنيين وتطلعاتهم.