"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الجمعة 27/يونيو/2025 - 10:58 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 27 يونيو 2025.

الاتحاد: اليمن: ملتزمون بتعزيز الأمن والسلام في المنطقة

قال شائع الزنداني، وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، إن التطورات الإقليمية تؤثر بشكل متبادل على الملف اليمني، مؤكداً أن بلاده جزء استراتيجي مهم من المنطقة، ولا يمكن عزل أوضاعها عن السياق الإقليمي.
وأشار الزنداني في تصريح صحفي، إلى أن الدعم الخارجي لميليشيات الحوثي، يشكل العامل الرئيس في استمرار الحرب، مضيفاً أن الحكومة ملتزمة بتعزيز الأمن والسلام في المنطقة، مع احترام الشؤون الداخلية للدول وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وحول الوضع الإنساني في اليمن، أوضح وزير الخارجية اليمني أن إعاقة ميليشيات الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر، تسببت في تداعيات سلبية على اليمنيين، كما أن الردود العسكرية الخارجية أضرت بالبنية التحتية والمرافق الحيوية في البلاد.
وفيما يتعلق بالملف السياسي، أكد الزنداني أن خريطة الطريق التي تم التوصل إليها بدعم من السعودية وسلطنة عُمان، تعطلت بسبب تعنت الحوثيين. وقال إن الحكومة الشرعية تتطلع إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار، لكنه أعرب عن شكوكه في رغبة الحوثيين في التوصل إلى حل سياسي، معتبراً أنهم «ليسوا شريكاً سياسياً حقيقياً». وأضاف أن الجهود مستمرة بدعم من الأشقاء، معرباً عن أمله في أن تحقق هذه الجهود نتائج إيجابية.
أمنياً، أحبط الجيش اليمني، أمس، محاولة هجوم لميليشيات الحوثي غربي محافظة تعز.
وأوضحت مصادر عسكرية، أن قوات الجيش أحبطت هجوماً حوثياً على «التبة السوداء»، في منطقة «الكدحة»، وأجبرتها على التراجع والفرار.
وكبدت قوات الجيش، الميليشيات المهاجمة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح خلال المواجهات.
وفي السياق، أتلف مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن، 4620 قطعة من الذخائر ومخلفات الحرب في محافظة أبين زرعتها ميليشيات الحوثي.
وأكد مكتب «مسام» الإعلامي في بيان له، أن «المشروع نفذ عملية نوعية لإتلاف كمية كبيرة من مخلفات الحرب غير المنفجرة، في منطقة وادي دوفس بمديرية زنجبار محافظة أبين، ضمن جهوده المستمرة لتعزيز الأمن المجتمعي وحماية أرواح المدنيين».
وأوضح البيان، أن «فريق المهمات الخاصة الأول تولى تنفيذ العملية التي أسفرت عن إتلاف 4620 قطعة من الذخائر ومخلفات الحرب، التي توزعت على 155 قذيفة منوعة، و4096 طلقة منوعة، و13 لغماً مضاداً للأفراد، و5 ألغام مضادة للدبابات، و31 قنبلة يدوية، وذخائر أخرى». 
وذكر مصدر في «مسام»، بأن «العملية نُفذت بنجاح في منطقة آمنة، بعيدة عن التجمعات السكنية والمناطق الزراعية، مع الالتزام الكامل بالمعايير الدولية رغم التحديات الميدانية». ويواصل مشروع «مسام»، تنفيذ مهامه الإنسانية في مختلف المحافظات اليمنية التي تعاني انتشار الألغام ومخلفات الحرب، في سبيل تطهير الأراضي وضمان عودة الحياة إلى المجتمعات المحلية.

العربية نت: إسرائيل تعترض صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون

اعترض الجيش الإسرائيلي، الخميس، صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون.

أعلن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "الحوثيين"، الخميس، أن إغلاق البحر الأحمر "بشكل تام" في وجه الملاحة الإسرائيلية مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

أوضح الحوثي في كلمته التلفزيونية الأسبوعية، أن جماعته أطلقت 309 صواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيرة على إسرائيل منذ بداية الجولة الثانية في مارس 2025 2023.

وصف الحوثي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأنه "هزيمة عسكرية" لتل أبيب، التي فشلت، بحسب قوله، في تحقيق أهدافها المتمثلة في تدمير أهداف في إيران.

50 ضربة صاروخية
وأقرت إسرائيل، الخميس، بوقوع ما لا يقل عن 50 ضربة صاروخية في كل أنحاء البلاد خلال الحرب التي استمرت 12 يوما مع إيران، لكن الحجم الفعلي للأضرار غير معلن بسبب القيود العسكرية الصارمة المفروضة على التغطية الإعلامية.

ولطالما مارست إسرائيل رقابة على المواد المكتوبة أو المرئية المنشورة تحت بند "الأمن القومي"، وهو مصطلح فضفاض، وفق القانون.

وتعود جذور الرقابة إلى ما قبل قيام إسرائيل في العام 1948 عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

لكن الهجمات الصاروخية الأخيرة من إيران، والتي لم تنجح منظومة الدفاعات الجوية في اعتراضها ما تسبب بمقتل 28 شخصا، دفعت إلى تشديد القيود أكثر.

وبحسب مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي المسؤول عن شؤون الإعلام والاعتماد الصحافي، فإن أي بث من "منطقة قتال أو موقع سقوط صاروخ" يتطلب إذنا مكتوبا من الرقابة العسكرية.

وإلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، أنه "لم يتم نقل أي شيء من منشآت إيران النووية قبل ضرباتنا"، في إشارة إلى الضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية، الأحد الماضي، في فوردو وأصفهان ونطنز.

وعقد وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، مؤتمرا صحافيا، الخميس، لعرض تقييم جديد للضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية نهاية الأسبوع، بعد سجال بشأن مدى تأثير القصف الأميركي على برنامج طهران النووي، مؤكداً أن "ما فعله الجيش الأميركي في إيران أمر تاريخي".

وقال وزير الدفاع الأميركي إن "عملياتنا ضد إيران أوقفت الحرب، وقد ساهمنا في تراجع عمل منشآت إيران النووية لسنوات طويلة".

وعقب انتهاء المؤتمر الصحافي لوزير الدفاع هيغسيث ورئيس الأركان الأميركي دان كين والذي تم فيه استعراض تفاصيل العملية، كتب الرئيس ترامب على حسابه في منصته "تروث سوشيال": "كان واحدًا من أعظم المؤتمرات الصحافية وأكثرها احترافية وتأكيدًا رأيتها في حياتي! على "الأخبار الكاذبة" طرد كل من شارك في هذه الحملة الشرسة، والاعتذار لمحاربينا العظماء، وللجميع!".

وأضاف الرئيس الأميركي: "كانت السيارات والشاحنات الصغيرة في الموقع تابعة لعمال الخرسانة الذين يحاولون تغطية قمم الأعمدة. لم يُخرج أي شيء من المنشأة. سيستغرق نقلها وقتًا طويلاً، والمواد خطيرة للغاية، وثقيلة جدًا ويصعب نقلها!".

ومن جانبه، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الخميس، إن "إيران انتصرت على إسرائيل وأميركا"، وذلك في أول رسالة مصورة له منذ إعلان واشنطن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مضيفاً أن "إسرائيل كادت تنهار تحت الضربات الإيرانية".

اليمن.. وفاة 476 مختطفا جراء التعذيب بالسجون الحوثية خلال 7 سنوات

كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، عن وفاة 476 مختطفا داخل السجون الحوثية جراء عمليات التعذيب المفضية إلى الوفاة، خلال سبع سنوات.

وقالت الشبكة في تقرير لها بمناسبة ذكرى اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يصادف 26 يونيو من كل عام، إن جماعة الحوثي اختطفت نحو (1937) شخصاً بينهم (117) طفلاً و(43) امرأة و(89) مسناً، خلال الفترة من 1 يناير 2018م وحتى 30 أبريل 2025م في 17 محافظة.

وأوضحت الشبكة أن (476) مختطفاً تعرضوا لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت بينهم (18) طفلاً و(23) امرأة، و(25) مسناً، ما أدى إلى مقتلهم إما داخل الزنازين الحوثية وإما بعد تدهور حالتهم الصحية أو بعد إطلاق سراحهم بأيام فقط، حيث تسعى الجماعة إلى التنصل من جريمة مقتلهم.

وأشارت الشبكة إلى إن جماعة الحوثي تدير نحو (641) سجناً في المحافظات التي تسيطر عليها، منها (368) من السجون الرسمية التي سيطرت عليها الجماعة و(273) سجناً سريا استحدثتها جماعة الحوثي بعد انقلابها على الشرعية داخل أقبية المؤسسات الحكومية كالمواقع العسكرية، ويتوزع بقية العدد في المباني المدنية كالوزارات والإدارات العامة، ومراكز تحفيظ القرآن، وبعض المقرات الحزبية، ومنازل بعض السياسيين.

وأوضحت الشبكة أنها تتابع بقلق بالغ تفشي ظاهرة تعذيب المختطفين وإساءة معاملتهم وتعرضهم للضرب والتقييد في أوضاع مؤلمة، لاسيما مع انتشار ظاهرة السجون السرية في ظل الأوضاع التي تعيشها الجمهورية اليمنية والتي تعد مؤشرا خطيرا لتدهور حالة حقوق الإنسان.

الحكومة اليمنية تحذر من نقل "صناعة الصواريخ والمسيرات الإيرانية" لمناطق الحوثيين

حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم، من التوجه الإيراني نحو توطين أجزاء من برنامج الصناعات العسكرية، وعلى وجه الخصوص تصنيع وتطوير الصواريخ والطائرات المسيرة، في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، وتحديداً صعدة، حجة، وأرياف صنعاء.

وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في حسابه على منصة "إكس"، إن "التهاون الدولي أمام هذه المؤشرات سيكلف المنطقة والعالم الكثير، ويمنح إيران فرصة لترسيخ واقع خطير عبر تحويل اليمن إلى ورشة خلفية لتطوير برامجها المحظورة، وقاعدة صاروخية متقدمة للحرس الثوري الإيراني، ومنصة لانطلاق التهديدات ضد الأمن الإقليمي".

وأضاف: "يعني ذلك تكريس واقع لا يسمح بتحقيق الاستقرار في اليمن أو في محيطه الحيوي، وفتح جبهة دائمة ضد الملاحة والتجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم، هذا التهديد المتصاعد لا يمس فقط دول الجوار، بل يشكل خطراً مباشراً على الاقتصاد العالمي، وسلاسل الإمداد، وأسعار الطاقة".

وأشار إلى أن "الأنظمة الصاروخية التي استخدمها الحرس الثوري خلال حرب الـ12 يوماً، بمختلف أنواعها -من الباليستية إلى الفرط صوتية والمسيرات الانتحارية، مثلت دليلاً عملياً على المصدر الحقيقي للمنظومة الصاروخية الحوثية".

وتابع: "أظهرت المواجهة أن التكتيكات الميدانية التي اعتمدها الحرس الثوري، بما في ذلك الإغراق الصاروخي، وتعدد مسارات الهجوم، واستخدام الطائرات المسيرة منخفضة الارتفاع لتجاوز الرادارات وإنهاك الدفاعات، هي نسخة طبق الأصل من التكتيكات الحوثية في الهجمات ضد دول الجوار، والسفن التجارية، وهو ما يعكس تطابقاً في العقيدة العملياتية، ويؤكد ما وثقته تقارير دولية عن وجود خبراء من الحرس الثوري الإيراني داخل اليمن وتوجيههم الميداني المباشر للعمليات، بما فيها الهجمات على خطوط الملاحة الدولية".

وأكد الإرياني أن هذه المعطيات تسقط مزاعم الحوثيين بشأن "التصنيع العسكري"، وتثبت أن القرار العسكري الاستراتيجي في مناطق سيطرة الحوثيين يخضع بالكامل لقيادة طهران.

ودعا الإرياني المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع هذه التهديدات، مؤكداً أن التهاون سيمنح إيران فرصة لتحويل اليمن إلى قاعدة خلفية لبرامجها المحظورة، مما يهدد الأمن الإقليمي ويغلق الباب أمام أي تسوية سياسية، وفتح جبهة دائمة ضد الملاحة والتجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم.

العين الإخبارية: عودة «صياد الموت».. قناصة الحوثي يستهدفون المدنيين في تعز ولحج

أمام منزله في مديرية صالة، شرقي مدينة تعز اليمنية، كان يجلس سعيد ناشر منصور (55 عاماً) قبل أن يستهدفه قناص حوثي، مساء الخميس.

وتعرض سعيد منصور، لطلقتين أصابت الأولى ساقه اليسرى، وعقب سقوطi إلى الأرض بادره القناص الحوثي المتمركز في مدرسة محمد علي عثمان شرقي تعز، بطلقة ثانية أصابت فخذه الأيسر.

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض لها سعيد منصور للقنص من قبل عناصر الحوثي، إذ هذه هي ثالث إصابة بعد أن تعرض لعمليتي قنص بجوار منزله، وقد أفلت بأعجوبة من الموت، بحسب مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية".

ويأتي استهداف منصور بمدينة تعز بعد نحو 24 ساعة فقط من استهداف قناص للحوثيين كان متمركزاً في جبل جريدم، لسيدة يمنية تدعى "سعيدة محمد عبدالله" بقرية القحيفة، بمديرية مقبنة، غرب المحافظة، مما أدى لمصرعها على الفور.

وفي 23 يونيو/حزيران الجاري، تعرض الطفل عدي عبدالعزيز محمد صالح (13 عاما) لرصاص قناص أمام منزله في قرية قداش شمالي بلدة كرش في محافظة لحج (جنوب) وما يزال حتى اليوم يرقد في العناية المركزة بأحد مستشفيات عدن.

 عودة وسيلة الموت المرعبة
رغم التهدئة التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أبريل/نيسان 2022، يدق عودة جرائم القنص الحوثية ناقوس الخطر لعودة واحدة من أبشع وسائل الموت التي استخدمتها المليشيات الحوثية للترهيب الجماعي للسكان.

وبحسب مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي تستخدم أكثر من 11 سلاح قناصة تطلق عليها أوصاف مختلفة منها سلاح قناص تسميه "صياد" وهو إيراني الصنع، ويبلغ مداه 1500 متر.

وصنفت تقارير حقوقية أسلحة القناصة التي يستخدمها الحوثيون على أنها واحدة من 4 وسائل موت أكثر فتكا بالمدنيين بعد القصف الصاروخي والمدفعي أو الجوي بالطائرات المسيرة أو الألغام الأرضية.

 تعز الأكثر تأثرا
ومنذ مارس/آذار 2015 وحتى نهاية 2020، قتل ما لا يقل عن 725 مدنيا بعمليات قنص في عدد من المحافظات اليمنية منها تعز التي قتل فيها قرابة 365 مدنياً، أي بمعدل النصف.

ووفقا للإحصائيات الحقوقية فقد شمل القنص 141 طفلاً، و78 امرأة، وسقوط مئات من الجرحى وكانت تعز أكثر المحافظات تأثرا بمعدل جرائم القناصة.

وتتركز معظم عمليات القنص التي يرتكبها قناصة مدربون بمهارات عالية يتبعون مليشيات الحوثي في المنطقة الشرقية والغربية من تعز، والتي ترتبط بنقاط التماس مع الحوثيين.

وكانت جرائم القنص في الأحياء الشرقية والغربية من تعز قد أدت لنزوح الكثير من السكان، من مناطق كلابة والشماسي وحوض الاشراف، قبل أن يعود بعضهم في السنوات الأخيرة بعد توقيع اتفاق الهدنة الأممية.

ووفقا لتقارير حقوقية فإن "واقع القنص أصبح مؤشر على طريقة القتل المتعمد من قبل الحوثيين والتي زادت وتيرتها خلال السنوات الماضية، إذ مارس الحوثيون استهداف المدنيين بلا هوادة، بما في ذلك المزارعين ومواشيهم والمارة قبالة خطوط النار.

ووثق آخر تقرير لفريق خبراء لأمم المتحدة بشأن اليمن، مقتل 128 مدنيًا، بينهم 33 طفلًا و6 نساء، وإصابة 93 آخرون، بينهم 35 طفلًا و8 نساء، إثر الهجمات العشوائية وعمليات القنص للحوثيين وذلك خلال النصف الأول من عام 2024.

جبايات الباعة الجائلين.. «الحوثي» يصادر أرزاق فقراء اليمن

يشكو سامي راجح وهو بائع متجول للآيس كريم في أحد شوارع صنعاء من الجبايات المنهكة التي يفرضها الحوثيون والتي تعد مصادرة منهجية لأرزاق الفقراء.

يقول راجح لـ"العين الإخبارية"، إنه ونتيجة الجبايات التي يفرضها الحوثيون على الباعة الجائلين بالكاد يكسب 2000 ريال يمني (8.24 دولار)، طيلة 10 ساعات من العمل خلال النهار.

وتفرض مليشيات الحوثي جبايات على الباعة الجائلين تترواح من 200 ريال يمني (0.82 دولار) إلى 1000 ريال يمني (4.12 دولار) كإتاوات يومية ويشمل ذلك أيضا "البسطات" في الأسواق بصنعاء مثل سوق شميلة.

ويأتي فرض هذه الإتاوات تحت ذريعة "تنظيم الأسواق، أو تابعة لصندوق النظافة" أو غيرها من مسميات ابتكرها الحوثيون لنهب أرزاق الفقراء.

 جبايات واحتكار الأماكن العامة
في الحدائق العامة والمتنزهات، منعت مليشيات الحوثي الباعة الجائلين أمثال باعة الآيس كريم على الدراجات الهوائية وفرضت عليهم جبايات تصل لـ3000 ألف ريال (12.36 دولار) كرسوم مقابل الدخول.

كما تفرض المليشيات على الباعة الجائلين في الحدائق والمتنزهات العامة، ضرورة استخراج تصريح مقابل 35 ألف ريال يمني لمدة 10 أيام في جبايات ممنهجة يفرضها الحوثيون تحت يافطة "رسوم صندوق النظافة".

وترتفع هذه الجبايات خلال المناسبات والأعياد التي تخرج فيها الناس وأطفالهم للأماكن العامة، إذ تفرض المليشيات جبايات تصل لأكثر من 40 ألف ريال يمني (164.83 دولار).

وأقرت مليشيات الحوثي على لسان مدير صندوق النظافة محمد شرف في تصريحات إعلامية أنها استحدثت لائحة لنهب الأموال منها جبايات تصل لـ200 ريال يمني (0.82 دولار) مقابل مواقف السيارات فقط.

وأوضح أن المليشيات جمعت نحو 6 ملاين ريال (24724.53 دولار) يمني كرسوم من الباعة الجائلين فقط بموجب اللائحة المستحدثة وذلك خلال ثلاثة أيام من عيد الأضحى، خلافا عن ملايين الريالات (آلاف الدولارات) كجبايات على أصحاب المتاجر في الأماكن العامة التي يحتكرها الحوثيون.

ووصلت جبايات مليشيات الحوثي حد فرض إتاوات على دخول دورات المياه في الأماكن العامة كحديقة السبعين بصنعاء والذي يزورها خلال الأعياد أكثر من 100 ألف شخص، وتصل هذه الجبايات لـ100 ريال يمني (0.41 دولار) ونحو 500 ريال (2.06 دولار) للمواقف في محطات المركبات.

 قمع واسع
ومؤخراً، شنت مليشيا الحوثي في العاصمة المختطَفة صنعاء حملة قمعية واسعة طالت الأسواق والمتاجر وعربات الباعة المتجولين، بحُجة إزالة العشوائيات والمخالفات، ما أثار موجة استياء واسعة في أوساط المواطنين، وسط تزايد الشكاوى من فرض إتاوات تعسفية طالت مصادر رزق الفقراء.

وأكدت مصادر محلية، أن العشرات من عناصر المليشيا الحوثية نفذوا حملات اقتحام لأسواق ومرافق عامة في عدة أحياء بصنعاء، مستخدمين 17 آلية عسكرية وعشرات الدوريات، تحت إشراف مباشر من قيادات حوثية بارزة.

ولم تقتصر الحملة على مصادرة الممتلكات وتخريب العربات التجارية، بل شملت اعتداءات جسدية وتهديدات مباشرة للتجار والباعة المتجولين لإجبارهم على دفع إتاوات شهرية مقابل السماح لهم بمزاولة أعمالهم، وفقا للمصادر.

وتأتي الحملة الحوثية في ظل ظروف معيشية خانقة يعانيها السكان في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، حيث تفاقمت معدلات البطالة، وانقطعت الرواتب، وتراجعت القدرة الشرائية، في وقت تواصل فيه المليشيات فرض المزيد من الجبايات لتمويل أنشطتها العسكرية وإثراء قياداتها.

في يومهم العالمي.. ضحايا التعذيب باليمن بلا مساندة

بعد 4 أعوام من إطلاق سراحه من سجون الحوثيين، لايزال اليمني صادق الشجاع يبحث عن مساندة لترميم نفسيته وبناء منزله الذي فجره الانقلابيون.

الشجاع هو واحد من آلاف اليمنيين الذين اختطفتهم مليشيات الحوثي وتعرضوا لتعذيب وحشي في زنازينها المظلمة، ويعيشون اليوم في عزلة تامة، بلا أدنى دعم أو مساندة وذلك رغم احتفاء العالم باليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يصادف 26 يونيو/حزيران من كل عام.

في حديثه لـ"العين الإخبارية"، روى الشجاع وهو يقف على أنقاض منزله الذي فجره الحوثيون، بألم كيف اختطفته المليشيات برفقة 4 من أشقائه وعذبتهم بوحشية وما زال أحدهم مخفى قسرياً حتى اليوم ومصيره مجهولا.

وأوضح أن مليشيات الحوثي عرضته وأسرته لإخفاء قسري في أحد سجونها السرية شرقي محافظة تعز ومارست ضده تعذيبا نفسيا وجسديا قبل أن تعمد لتفجير منزله وحرمانه من حق المأوى.

وأكد الشجاع أنه لم يتلق أي مساندة لا محلية ولا دولية للعلاج النفسي أو حتى مساعدته في بناء منزله الذي فجره الحوثيون، مناشدا المجتمع الدولي الضغط على المليشيات بكشف مصير المدنيين المخفيين قسراً في سجونها السرية.

تعذيب وحشي لعمال الإغاثة
لا تختلف قصة الشجاع عما تعرض له المختطف اليمني السابق جمال محمد فرحان، أحد سكان مدينة هجدة في مديرية مقبنة غرب تعز، الذي عاش تجربة مريرة من الاعتقال القسري والتعذيب المستمر.

يقول فرحان لـ"العين الإخبارية" إنه "كان يعمل في المجال الإنساني مع منظمة الهجرة الدولية، وكان مسؤولا عن توزيع مواد الإغاثة للنازحين في مديرية مقبنة، قبل أن يتم اختطافه من قبل مليشيات الحوثي بناء على بلاغ كيدي في أغسطس/آب 2016".

وعاش فرحان في زنازين مليشيات الحوثي لنحو 4 سنوات و8 أشهر، متنقلا من سجن إلى آخر كان أبرزه وضعه في زنزانة انفرادية مظلمة لمدة تسعة أشهر في بلدة "الجبانة" بمحافظة إب (وسط).

وبحسب المختطف اليمني فقد عاش "أصعب فترات الاختطاف في الأشهر الأولى من الاعتقال، إذ تعرضت لأصناف التعذيب على مدى 3 أيام متواصلة، منها الضرب المبرح والصعق بالكهرباء، والتعليق لساعات طويلة، والإخفاء بغرفة مظلمة حجمها متر في متر".

وأضاف "استخدم الحوثيون أقسى أنواع العذاب والحرمان، لدرجة كان يسمح لنا مرة واحدة فقط في اليوم الواحد بالوصول لدورة المياه، واستمر ذلك لقرابة 3 سنوات".

وأشار إلى أن التعذيب الحوثي شمل أيضا "تعليقي في ونش سيارة من بعد العشاء حتى الفجر، ما تسبب في كسر يدي اليمنى وإغماء من شدة الألم"، مؤكدا أنه بعد إطلاق سراحه لم يحصل على أي اهتمام أو مساندة من قبل أي جهة.

أرقام مفزعة
وبمناسبة ذكرى اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يصادف 26 يونيو من كل عام، كشف ائتلاف حقوقي يمني أن مليشيات الحوثي اختطفت نحو (1937) شخصاً بينهم (117) طفلاً و(43) امرأة و(89) مسناً، خلال الفترة من 1 يناير/كانون الثاني 2018 وحتى 30 أبريل/نيسان 2025م في 17 محافظة.

وبحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ائتلاف حقوقي غير حكومي، فقد تعرض نحو (476) مختطفاً لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت بينهم (18) طفلاً و(23) إمراة، و(25) مسناً، ما أدى إلى مقتلهم إما داخل الزنازين الحوثية وإما بعد تدهور حالتهم الصحية وإما بعد إطلاق سراحهم بأيام فقط.

وتدير مليشيات الحوثي نحو (641) سجناً في المحافظات التي تسيطر عليها، منها (368) من السجون الرسمية التي احتلتها المليشيات و(273) سجناً سريا استحدثتها المليشيات الحوثية بعد انقلابها أواخر 2014.

ووفقا للشبكة الحقوقية فإن المليشيات شيدت هذه السجون "داخل أقبية المؤسسات الحكومية كالمواقع العسكرية، ويتوزع بقية العدد في المباني المدنية كالوزارات والإدارات العامة، ومراكز تحفيظ القرآن، وبعض المقرات الحزبية، ومنازل بعض السياسيين".

شارك