إسرائيل تصعّد الإبادة الجماعية وتلوّح بـ «مناورة» في قلب غزة/خطة سلام أميركية لتسوية الأزمة الليبية/طرفا الحرب في السودان يتبادلان الاتهامات بارتكاب مجازر

الإثنين 14/يوليو/2025 - 11:30 ص
طباعة إسرائيل تصعّد الإبادة إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 14 يوليو 2025.

الاتحاد: الوسطاء يترقبون تدخلاً أميركياً لإنعاش المفاوضات

يترقب الوسطاء في مصر وقطر ما ستسفر عنه التحركات الأميركية حول صفقة تبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل بعد تعثر المباحثات بسبب تشدد كل طرف في مواقفه، ما أدى لجمود في العملية التفاوضية خلال الساعات الماضية، بحسب ما أكده بشارة بحبح الوسيط الأميركي من أصل فلسطيني.
وقال بحبح عبر حسابه الرسمي على «فيس بوك»: أهالي غزة الكرام، ترددت في أن أكتب لأنه ليس هناك من جديد، ولكن الحقيقة أننا نعمل جاهدين مع جميع الوسطاء لإيجاد حل للجمود الحالي في المفاوضات.
بدوره، أكد مصدر مصري لـ«الاتحاد» أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع مسؤولين كبار في إسرائيل كي لا تنهار المباحثات مع حماس، مشيراً إلى أن الوسيط المصري يعمل على التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية التي تتمسك بالتوصل لاتفاق حول غزة خلال الشهر الجاري. وأشار المصدر إلى أن حركة حماس ترفض مقترح «المدينة الإنسانية» التي تعمل إسرائيل في الوقت الحالي على تجهيزها لنقل أكثر من نصف مليون فلسطيني على الحدود المصرية – الفلسطينية، موضحاً أن القاهرة تتحفظ أيضاً على حشد مئات آلاف الفلسطينيين على حدودها في ظل ما يتردد عن وجود نوايا إسرائيلية بتهجير الفلسطينيين بالقوة.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شريكيه في الائتلاف الحكومي، بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، إلى اجتماع طارئ عقد في مكتبه في القدس مساء أول أمس.
وجاء الاجتماع في محاولة من نتنياهو لاحتواء معارضة الوزيرين المتشددين للصفقة، التي تشمل أيضاً وقفاً لإطلاق النار في القطاع، ولمنع أزمة ائتلافية قد تهدد بقاء حكومته.
ورجحت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن يقدم وزير الأمن القومي بن غفير استقالته من الحكومة إذا جرى توقيع الاتفاق مع حماس، موضحة أن المفاوضات الجارية في قطر تسببت في أزمة داخل الائتلاف الحاكم، في ظل معارضة بن غفير وسموتريتش لأي اتفاق يعتبرانه تنازلاً لحماس.
وتدرس إسرائيل تقديم تعديل على مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، لحل القضايا العالقة في المفاوضات مع حركة حماس، وذلك بعد أن رفضت الأخيرة المقترح الأميركي وعبرت عن ترحيبها بالعودة إلى المقترح القطري الذي قدم في يناير الماضي.
ووفقاً لمصادر مطلعة على سير المحادثات، فإن التعديل الإسرائيلي سيتضمن ثلاثة عناصر رئيسية، أبرزها يتعلق بخطوط إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى جدول زمني مختلف للانسحاب، وذلك بشكل مشروط بالتقدم في المفاوضات بشأن ترتيبات دائمة وفق ما ذكرته تقارير إعلامية.
إضافة إلى ترتيبات الإمدادات والإشراف عليها، وتحديداً استمرار تسليم المساعدات الإنسانية تحت إشراف مؤسسة غزة الإنسانية. فيما بقية التفاصيل لم تُكشف بالكامل بعد، لكن المصادر تشير إلى أن المقترح يهدف إلى تجاوز نقاط الخلاف المتبقية بعد تعثر الوساطة الأميركية.
في غضون ذلك، أبدت حركة حماس استعدادها للعودة إلى المقترح الذي قدمته قطر في يناير الماضي، والمتعلق بالخرائط الأمنية في قطاع غزة، حسبما أفادت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر مطلعة على المحادثات.
وبحسب المصادر، فإن المقترح القطري ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط حدودي يبعد 700 متر عن الحدود، مع السماح بزيادة تصل إلى 400 متر في مواقع محددة، وفق خرائط متفق عليها بين الأطراف.
وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، أفاد بأن إسرائيل وحماس تمكّنتا من حل ثلاث من القضايا الأربع العالقة خلال «محادثات تقارب» في الدوحة، وأضاف «نأمل أن نتوصل إلى اتفاق بنهاية هذا الأسبوع».

خطة سلام أميركية لتسوية الأزمة الليبية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيّة واشنطن تقديم «خطة سلام» لتسوية الأزمة الليبية، وذلك خلال لقائه برؤساء خمس دول أفريقية الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، موريتانيا، والسنغال في البيت الأبيض مؤخراً.
وأكد ترامب أن بلاده تسعى إلى تسوية سلمية شاملة في كل من ليبيا والسودان، ما أثار تساؤلات واسعة بشأن طبيعة الخطة الأميركية المرتقبة، وموقف إدارة ترامب من الصراع الليبي بعد سنوات من التباين في الرؤية الدولية.
في الأثناء، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فتح باب التسجيل، أمس، للشباب للمشاركة في مشاورات حول العملية السياسية من خلال حلقة نقاشية عبر الإنترنت. وقالت بعثة الأمم المتحدة، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك أمس: «يتركز النقاش حول الخيارات والتوصيات التي قدمتها اللجنة الاستشارية، وفهم مخاوف الشباب وتوصياتهم»، مشيرة إلى أن الحلقة متاحة للشابات والشباب من طلبة مختلف الجامعات الليبية، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاماً. وأكدت البعثة أن الجلسات التشاورية ستعقد عبر منصة «زووم» ضمن برنامج «الشباب يشارك» التابع للبعثة الأربعاء المقبل، مشيرة إلى أنه سيتم التواصل مع المشاركين الذين أكملوا بيانات التسجيل بشأن تفاصيل المشاركة. ولفتت إلى الإعلان عن المزيد من المشاورات، سواء حضورية أو عبر الإنترنت، في الأيام القادمة.
وتستمر النقاشات التي تجريها البعثة الأممية لمناقشة توصيات اللجنة الاستشارية بشأن الوصول إلى الانتخابات ومستقبل ليبيا السياسي، وكان آخرها عقد نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام، ستيفاني خوري، جلسة حوارية مع عدد من شباب الجنوب.
واقترحت اللجنة الاستشارية أربعة مسارات أو اقتراحات، الأول: إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة مع تعديلات على القضايا الخلافية في قوانين الانتخابات الحالية، والثاني: إجراء انتخابات تشريعية أولًا، يليها اعتماد دستور دائم، ثم إجراء انتخابات رئاسية.
أما المقترح الثالث فهو اعتماد دستور دائم قبل الانتخابات العامة، والرابع: إنشاء لجنة حوار سياسي وفقًا للمادة 64 من الاتفاق السياسي الليبي، لتحل محل جميع المؤسسات موقتاً، واستكمال قوانين الانتخابات، واختيار حكومة موقتة.
في غضون ذلك، يبدو أن الاتحاد الأوروبي تجاوز الأزمة الطارئة بشأن طرد وفده من بنغازي الأسبوع الماضي، مع تأكيدات أوروبية لاستمرار التعاون مع مختلف الأطراف الليبية، حسبما أفاد تقرير لجريدة «بروكسل تايمز». وعاد التقرير إلى ملابسات طرد وفد الاتحاد الأوروبي – الذي ضمَّ المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة ماغنوس برونر، ووزراء الداخلية المختصين بالهجرة من إيطاليا واليونان ومالطا – فور وصوله الثلاثاء الماضي إلى مطار بنينا في بنغازي، حيث كان من المقرر مناقشة التصاعد المفاجئ للهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
ووصف ناطقون باسم المفوضية الأوروبية المهمة إلى ليبيا بأنها «معقدة». 
وفي حين اعتبروا مناقشات طرابلس «مثمرة»، أرجعوا حادثة بنغازي إلى «مشكلة بروتوكولية» دون الخوض في تفاصيل، مشيرين إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في انخراطه، وسيبقي قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الفاعلين الرئيسيين في ليبيا، لمعالجة تحديات الهجرة المشتركة.

الخليج: قتلى من الجيش السوري في اشتباكات السويداء

أعلنت سوريا الاثنين، سقوط قتلى من قوات الجيش أثناء انتشارهم لإيقاف الاشتباكات الدائرة في محافظة السويداء بين مقاتلين دروز وعشائر من البدو، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 130 قتيلاً وجريحاً.

مجموعات خارجة عن القانون
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) في بيان لها مقتل عدد من قوات الجيش العربي السوري أثناء انتشارهم لإيقاف الاشتباكات وحماية الأهالي في السويداء بعد استهدافهم من قبل مجموعات خارجة عن القانون.

30 قتيلاً و100 جريح
وأعربت وزارة الداخلية السورية عن بالغ القلق، بعد «اشتباكات مسلحة اندلعت بين مجموعات عسكرية محلية وعشائر في حي المقوس» في شرق مدينة السويداء، وأسفرت عن سقوط «أكثر من 30 قتيلاً، ونحو مئة جريح في إحصاء أولي»، بحسب ما جاء في بيان.
وأفادت الوزارة بأن «وحدات من قواتها، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ستبدأ تدخلاً مباشراً في المنطقة، لفض النزاع، وإيقاف الاشتباكات، وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث، وتحويلهم إلى القضاء المختص»، فيما صرح مصدر حكومي أن قوات وزارة الداخلية توجهت إلى المنطقة لفض الاشتباكات.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن هذه الاشتباكات وقعت «على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة».
من جانبه، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقوط 37 قتيلاَ في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرق مدينة السويداء ومناطق في المحافظة، وهم 27 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، ونحو 50 جريحا.
وهي أول اضطرابات تشهدها المنطقة منذ أعمال العنف التي وقعت بين دروز وقوات الأمن وأوقعت عشرات القتلى في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار الماضيين.

-مطالب بضبط النفس
وكانت منصة «السويداء 24» المحلية أفادت في وقت سابق بوقوع مواجهات مسلحة، وتبادل إطلاق قذائف، مشيرة إلى قطع طريق دمشق السويداء الدولي.
ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى «ضرورة ضبط النفس، والاستجابة لتحكيم العقل والحوار»، مضيفاً: «نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين».
كما دعت قيادات درزية إلى الهدوء، وحضّت سلطات دمشق على التدخل. وتشكل محافظة السويداء أكبر تجمع للدروز في سوريا الذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة.
وأسفرت اشتباكات دامية اندلعت في منطقتين قرب دمشق في أبريل/ نيسان الماضي، وامتدت تداعياتها إلى السويداء، عن مقتل 119 شخصاً على الأقل، بينهم مسلحون دروز وقوات أمن.
وإثر هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد الذي سلط الضوء مجدداً على تحديات تواجهها السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

الجيش اللبناني ينفي دخول مسلحين من الحدود السورية

نفت قيادة الجيش اللبناني أنباء عن دخول مسلحين إلى الأراضي اللبنانية، وانسحاب وحدات الجيش من مناطق حدودية في البقاع، مؤكدة أن هذه المزاعم عارية من الصحة، وجاءت بالتزامن مع توترات تشهدها المنطقة بسبب التهريب، كما نفى «حزب الله» بشكل قاطع ما ورد في بيان الداخلية السورية بشأن ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بالحزب.

وانتشرت أنباء، أمس الأحد، عن انسحاب مزعوم للجيش اللبناني من أبراج المراقبة في منطقة بعلبك-الهرمل، وتراجعه إلى خلف بلدة الطفيل ومناطق أخرى على السلسلة الشرقية، وقد أثارت هذه الأنباء تساؤلات بشأن حقيقة الوضع الأمني في هذه المنطقة الحدودية.

واكتسبت هذه الأنباء زخماً قوياً لتزامنها مع تحذير المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك، من احتمالية عودة لبنان ليصبح «جزءاً من بلاد الشام»، والتي تسببت بحملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ومخاوف على سيادة البلاد في ظل مساع أمريكية لتدشين مشروع إقليمي غير واضح المعالم بعد.

وأوضحت قيادة الجيش اللبناني، في بيان، أن الوحدات العسكرية تواصل تنفيذ مهامها الاعتيادية في ضبط الحدود اللبنانية - السورية، إلى جانب مواصلة متابعة الوضع الأمني الداخلي بهدف الحفاظ على الاستقرار، ومنع أي تهديد للأمن العام.

وبموازاة ذلك، نفى «حزب الله» ما ورد في بيان الداخلية السورية بشأن ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بالحزب. وأكد عدم وجود أي نشاط أو وجود له داخل الأراضي السورية.

وكانت الداخلية السورية قد أعلنت في وقت سابق، تنفيذ عملية أمنية «نوعية واستباقية» في حمص أسفرت عن إلقاء القبض على شخص يدعى محمود فاضل، وضبط عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام كانت بحوزته، وقالت إن الشخص ينتمي إلى «حزب الله». وتأتي هذه التطورات، بينما تنشغل الأوساط اللبنانية بالتصريحات الأخيرة للموفد الأمريكي لجهة التحذير من عودة لبنان إلى حضن الشام، كما لم تتجاهل المراجع عينها التوضيحات التي أعاد طرحها في إطار شرح حقيقة موقفه.

وكان توماس باراك، أوضح في تصريحات لاحقة أنه قصد الحديث عن «احتمال نهضة سوريا بسرعة البرق لاغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع العقوبات الأمريكية، محذراً من أن «إهمال اللبنانيين في تسوية ملفاتهم الداخلية يعيق نهضتهم وقد يعيدهم إلى ما عاشوه في الماضي تحت «أيد إقليمية»، في إشارة إلى محطات تاريخية غابرة».

وفي محاولة واضحة لطمأنة اللبنانيين والتخفيف من حجم الصدمة التي تسببت بها مواقفه، اضطر باراك إلى تأكيد أنه لم يقصد بحديثه عن عودة لبنان إلى «بلاد الشام» أي تهديد للبنان، بقدر ما طلب من المسؤولين اللبنانيين بأن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه المرحلة بالذات، مشيراً إلى أن«قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش».


إسرائيل تصعّد الإبادة الجماعية وتلوّح بـ «مناورة» في قلب غزة

كثفت إسرائيل، أمس الأحد، قصفها على قطاع غزة، وواصل الجيش الإسرائيلي حرب «الإبادة» وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، مستهدفاً الأطفال عند نقطة توزيع لمياه الشرب، والجوعى عند نقاط توزيع المساعدات، علاوة على قصف المنازل فوق رؤوس أصحابها ومراكز الإيواء وخيام النازحين.
هدد الجيش الإسرائيلي باستكمال خطة «عربات جدعون» والقيام بمناورة في قلب غزة إذا فشلت المفاوضات الجارية في الدوحة، بينما تواصلت المواجهات الميدانية بين الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش التي تواصل توغلها في مناطق القطاع، مع حدوث اشتباكات مباشرة وجهاً لوجه في مدينة خانيونس، في وقت جددت وكالة «الأونروا» تحذيرها من كارثة إنسانية وشيكة في غزة بسبب نقص الإمدادات.
وواصلت إسرائيل حربها على قطاع غزة لليوم ال646 على التوالي، وسط غارات جوية ومدفعية كثيفة طاولت مناطق متفرقة من القطاع، أوقعت نحو 100 قتيل وعشرات الجرحى، وأسفرت عن دمار واسع في الأحياء السكنية، في ظل تصاعد العمليات الميدانية وتفاقم الوضع الإنساني. وشهدت مدينة خانيونس اشتباكات مباشرة بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، تخللها تفجير مبانٍ مفخخة وعمليات إجلاء جوي لجرحى من الجنود، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. في الوقت نفسه، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على مخيم النصيرات وألقت قنابل مضيئة في سماء المنطقة. وذكرت مصادر فلسطينية أن مستشفى العودة استقبل 10 قتلى، بينهم 8 أطفال، و16 مصاباً بعد استهداف الجيش الإسرائيلي نقطة توزيع مياه في شمال غرب مخيم النصيرات.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 58026 قتيلاً و138520 مصاباً، أما منذ استئناف الحرب في 18 آذار/ مارس 2025، فقد بلغت الحصيلة 7450 قتيلاً و26479 مصاباً حتى أمس الأحد، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة. وفي ما يتعلق بضحايا انتظار المساعدات أو البحث عنها، ذكرت الوزارة أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الماضية 28 قتيلاً وأكثر من 180 مصاباً ضمن هذه الفئة، لترتفع حصيلة «ضحايا لقمة العيش» إلى 833 قتيلاً و5432 مصاباً منذ بدء العدوان.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم»، أمس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي ينتظر قرار المستوى السياسي بشأن استمرار العمليات في غزة بعد أن أوشكت عملية «عربات جدعون» على الاكتمال. وقالت الصحيفة: «يخطط الجيش الإسرائيلي لاستكمال عملية عربات جدعون، ولا يزال بإمكان قواته التقدم لاحتلال بضعة أجزاء من القطاع، وفقاً للخطة الأصلية، سيقسم الجيش الإسرائيلي القطاع إلى عدة نقاط، ويطبق نموذج رفح على جميع المناطق التي يصل إليها في القطاع». وأضافت: «ينتظر الجيش الإسرائيلي قرار المستوى السياسي بشأن استمرار العمليات في قطاع غزة. لا يزال بإمكان الجيش المضي قدماً في احتلال ما بين 5 و7 في المئة إضافية من أراضي قطاع غزة، لكنه يطالب المستوى السياسي باتخاذ قرارات بشأن الاستمرار، حيث إن خطة عربات جدعون التي بدأها الجيش قبل أسابيع على وشك الاكتمال».
وحذّرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أنه من المتوقع أن يصادق المستوى السياسي على تنفيذ مناورة عسكرية نحو قلب مدينة غزة. ونقل موقع «والا» عن مصادر عسكرية، أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة تشمل تحريك السكان نحو جنوب القطاع وتطويق مناطق المخيمات الوسطى، بما فيها دير البلح.
في غضون ذلك، ذكرت «الأونروا» أمس الأحد أن طواقمها تواصل تقديم الخدمات الإنسانية في قطاع غزة رغم التحديات الهائلة والنقص الحاد في الإمدادات الأساسية، خصوصاً في قطاع الرعاية الصحية. وأوضحت في بيان أن عياداتها داخل القطاع سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والفئات الأكثر ضعفاً، منذ بدء الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة في مارس الماضي. وأشارت إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والأدوية، تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية لسكان القطاع، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لضمان وصول الإمدادات الحيوية وإنهاء المعاناة المتصاعدة. كما حذرت الوكالة من أن استمرار هذا الوضع ينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية الصحية وارتفاع معدلات الفقر وسوء التغذية، لا سيما بين النساء والأطفال.
ومن جانبها، أوضحت «أطباء بلا حدود» أن عياداتها في المواصي جنوب القطاع وغزة شماله، شهدت تسجيل أعلى أعداد من حالات سوء التغذية، حيث تعالج أكثر من 700 امرأة من الحوامل والمرضعات، إضافة إلى قرابة 500 طفل يعانون سوء التغذية الحاد. وأكدت المنظمة ضرورة إدخال الطعام والإمدادات الطبية إلى غزة فوراً وبوتيرة مستمرة، لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.

البيان: انتظار لبناني ثقيل للرد الأمريكي

لا يزال لبنان ينتظر الردّ الأمريكي- الإسرائيلي على الورقة اللبنانية التي جاءت ردّاً على مقترحات المبعوث الرئاسي الأمريكي توم باراك، فيما انطلقت مشاورات بين السياسيين اللبنانيين استعداداً لما ستكون عليه المرحلة المقبلة في ضوء الردّين المنتظرين. علماً أن باراك استبق ردّ بلاده رسمياً على الورقة اللبنانية بإطلاق تحذير بأن «لبنان يواجه تهديداً وجودياً، في حال عدم معالجة مسألة سلاح حزب الله».

وتردّدت معلومات بأن واشنطن توقفت عند الاقتراح اللبناني بدمج «حزب الله» في الدولة، وهو ما تضعه الإدارة الأمريكية في خانة إعادة تثبيت النفوذ الإيراني في لبنان. أما التقديرات، فتشير إلى أن الردّ الأمريكي على الردّ اللبناني قد يشتمل على تلميح إيجابي للضمانات التي يطلبها لبنان من واشنطن، شرط أن يقترن الأمر بتطوير الموقف اللبناني إلى برمجة نزع السلاح، والذي يتصدّر المرحلة من ضمن واجب الدولة، كدفعة على الحساب، لإعادة الإعمار.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس اللبناني العماد جوزف عون استبق وصول الردّ الأمريكي بالتأكيد على أن القرار بحصريّة السلاح «قد اتّخذ ولا رجوع عنه»، ولكنّ «تطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار والسلم الأهلي والوحدة الوطنية».

أما «حزب الله» فلا يزال يطالب بضمانات تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي والالتزام بوقف الخروقات، وترك الأمر بعهدة اللبنانيين ضمن «استراتيجية دفاعية». وأكدت مصادر دبلوماسيّة لـ«البيان» أن الموفد الأمريكي سيعود إلى بيروت قبل نهاية الشهر الجاري، حاملاً جواباً يرتكز على ضرورة الفصل بين المسارين اللبناني والإيراني، ويشدّد على أن الإبقاء على سلاح «حزب الله» يعني بقاء لبنان «رهينة»، واستمرار الضربات الإسرائيلية وفقدان الثقة الدولية بأيّ خطة إنقاذ أو إعادة إعمار.

بعد التفاؤل بالهدنة.. توسيع الحرب أحبط الغزيين

في حين راهن أهل غزة على هدنة ثانية تمنحهم الفرصة لالتقاط الأنفاس وتضميد الجراح، ظلت الحرب مستمرة، بل أخذت تتنوع في أشكالها، ما يهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية الدائرة رحاها للأسبوع الثاني، من الدوحة إلى واشنطن، مروراً بالقاهرة.

ولا يجد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، العائد من واشنطن، حرجاً في الإعلان المتكرر بأن الحرب ستستمر حتى تحقيق أهدافها، الأمر الذي يقرأ فيه مراقبون محاولة لاستخدام معاناة غزة، من أجل تمرير أجندة وأهداف سياسية.

ولعل مشاهد القتل والتجويع والتعطيش أصبحت السمة الرئيسية لمجمل الخطاب الإسرائيلي الذي يلوح به نتانياهو وائتلافه الحاكم، إذ تبدو إسرائيل كمن يسابق الزمن، لتوسيع نطاق الحرب، وليس إخماد جذوتها.

ولم يعـد غريباً استمرار سقوط المدنيين والنازحين، بل إن الأيام الأخيرة التي دارت خلالها مفاوضات التهدئة في الدوحة، وتزامنت مع مباحثات ترامب - نتانياهو في واشنطن، غطّت على الجهود السياسية، بالدم والنار.

يقول المواطن الفلسطيني عباس شامية، تعليقاً على توسيع نطاق الحرب على غزة، في خضم مفاوضات التهدئة في الدوحة «يبدو أن الجيش الإسرائيلي يعمل بوتيرة متسارعة، ويسابق الزمن كي يتمكن من تدمير كل شيء في قطاع غزة، قبل التوصل إلى تسوية سياسية إن تمت».

صادم ومرعب

ويصف النازح حمد الزعانين، الوضع في بيت حانون بالصادم والمرعب، موضّحاً أن «الجيش الإسرائيلي لا يترك شيئاً إلا ويدمره ويحوله إلى رماد.. كل بيت حانون مسحت. تزايد أعمال القصف والتفجير يعيد إلى أذهاننا ما حدث قبل الهدنة الأولى في 19 يناير الماضي، عندما دُمرت بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا بشكل كامل».

وبينما كان يتحدث، كانت الجرافات الإسرائيلية تتجول بين المنازل المدمرة في حيي الزيتون والشجاعية بغزة، لتهدم ما لم تجهز عليه قذائف الدبابات وصواريخ الطائرات، بينما كانت الآليات العسكرية الثقيلة تواصل تقدمها على طريق صلاح الدين.

يضيف الزعانين أن «مشاهد الدمار تدل على أن الجيش الإسرائيلي يتعمد تخريب كل شيء، وأحياناً نستدل على قرب التوصل إلى تهدئة، من خلال تكثيف الغارات من الجو، ومواصلة عمليات التجريف على الأرض، كما جرى قبل الهدنة الأولى، لكن الأنباء القادمة من الدوحة لا تشي بأن الاتفاق على وقف الحرب في غزة بات وشيكاً»، أضاف الزعانين، وقد قطع حديثه أصوات انفجارات ضخمة، استهدفت مباني من طبقات متعددة.

وبينما تناول مواكبون لحراك الدوحة، سيناريوهات عدة، وخيارات واسعة يجري التفاوض بشأنها، بهدف البحث عن مخرج لإنهاء الحرب، فإن النظرة الفاحصة للمراقبين، وشهادات النخب السياسية، تفيد بأن هامش المناورة السياسية أخذ يضيق أمام الطرفين (حماس وإسرائيل)، وأن احتمالات الاتفاق أخذت بالتراجع، ما أصاب آمال الغزيين في مقتل.

معركة طرابلس المنتظرة: الدوافع والمآلات

تتجه العاصمة الليبية طرابلس نحو «معركة الحسم»، بحسب أطراف محلية وإقليمية ودولية، ترجح أن الحرب قادمة بين قوات تابعة لحكومة الوحدة من طرابلس ومصراتة، وقوات من العاصمة تابعة للمجلس الرئاسي، ولديها حضور واسع بالمنطقة الغربية، ويتقدمها بالأساس جهاز قوة الردع الخاصة، والتشكيلات المسلحة المتحالفة معها.

واعتبر رئيس حكومة الوحدة الليبية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، أن التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون تحولت إلى كيان موازٍ للدولة، وتمتلك ترسانة من الأسلحة تفوق ما تملكه المؤسسات الرسمية.

واتهم بعض الميليشيات بتلقي أسلحة من دول خارجية من دون علم المؤسسات الليبية، وأشار إلى ضبط بعض الطائرات، التي كانت تستخدم في هذه العمليات، وهو بذلك يشير إلى جهاز قوة الردع الخاصة، التي تبسط نفوذها على مطار وميناء طرابلس الدوليين، وهي أقوى التشكيلات المسلحة من حيث عدد المنتسبين وحجم التسليح الذي تتميز به، وتعمل منذ ديسمبر 2020 تحت إشراف المجلس الرئاسي، وتحظى بشعبية واسعة في غرب ليبيا. وطرح الدبيبة أربعة شروط للحؤول دون اندلاع حرب جديدة خلال الأيام المقبلة، وهي تسليم المطلوبين للنائب العام، وإخضاع مطار معيتيقة وميناء طرابلس والسجون لسيطرة الدولة، وحلّ التشكيلات المسلحة الخارجة عن السلطة، والامتثال التام لمؤسسات الدولة وقوانينها.

ويربط الدبيبة بين الحرب المرتقبة وما حدث في 12 مايو الماضي، عندما تم اغتيال رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، الذي كان تابعاً للمجلس الرئاسي، ما أدى إلى انهيار تام داخل الجهاز، وبخاصة في منطقة أبوسليم الشعبية، التي كان يتخذ منها معقله الأساسي وسط طرابلس.

وام: البديوي: دول التعاون تؤمن بأهمية الحلول السلمية للأزمات الدولية

أكد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن دول مجلس التعاون تؤمن بأهمية الحلول السلمية والدبلوماسية سبيلا فاعلا لمعالجة القضايا والأزمات الإقليمية والدولية بما فيها الأزمة الروسية - الأوكرانية.
جاء ذلك خلال لقاء البديوي مع أندريه سيبيها وزير خارجية أوكرانيا على هامش مشاركته في أعمال منتدى "دوبروفنيك 2025" في كرواتيا.
وأوضح أن موقف دول الخليج العربية من هذه الأزمة مبني على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.
بحث الجانبان خلال اللقاء عددا من الموضوعات، واستعرضا العلاقات الثنائية بين مجلس التعاون وأوكرانيا، وسبل تنميتها وتعزيزها بما يحقق الأهداف المرجوة، وذلك في إطار مذكرة التفاهم التي وقعت بين الجانبين في نوفمبر2017 لتعزيز وتنمية وخدمة المصالح المشتركة بين الجانبين، إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ومنها الأزمة الروسية الأوكرانية.

«العين الإخبارية» تكشف.. البرلمان الأوروبي يفتح ملف مواجهة الإخوان

وصل ملف الإخوان إلى أروقة البرلمان الأوروبي بعد أن حركت فرنسا ومن قبلها عدة دول صخرة المكافحة.
وتناقش لجنة في البرلمان الأوروبي يوم الخميس المقبل، ملف الإخوان الإرهابية، وبالتحديد التقرير الذي أصدرته فرنسا عن خطر الجماعة مؤخرا، وفق أجندة البرلمان المتاحة لـ"العين الإخبارية".

والبند الخامس في مسودة جدول أعمال اللجنة الخاصة المعنية بدرع الديمقراطية الأوروبية، يوم الخميس المقبل، متعلق بمناقشة التقرير الذي أصدرته الحكومة الفرنسية مؤخرا حول "الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا". 

واللجنة الخاصة المعنية بدرع الديمقراطية الأوروبية تختص بفحص كل ما يهدد الديمقراطية الأوروبية سواء كانت دولا بعينها، عبر التدخل في الانتخابات وغيرها من الآليات، والفواعل من غير الدول، مثل تنظيم الإخوان والتنظيمات المتطرفة الأخرى. 

ويعد فتح اللجنة ملف الإخوان في جلسة الخميس المقبل، خطوة مهمة، وفق مراقبين، نظرا لما تضمنه التقرير الفرنسي عن اختراق ممنهج ومحاولة للتأثير على عمل المؤسسات الأوروبية تنفذه جماعة الإخوان. 

ووفق التقرير الذي أعدته الاستخبارات الفرنسية، فإن منظمات على صلة بجماعة الإخوان تحاول التأثير على مؤسسات الاتحاد الأوروبي من خلال ”أنشطة ضغط كبيرة“.

كما سعى الحلفاء الأيديولوجيون للجماعة الإسلاموية إلى دفع بروكسل إلى الترويج لرؤية ”أحادية“ للحرية الدينية تتعارض مع نموذج فرنسا الصارم للدولة العلمانية التي تحمي حرية الدين والحرية من الدين، بحسب التقرير. 

التقرير أشار إلى أن البرلمان الأوروبي وأعضاءه ”مستهدفون بشكل خاص“ من أذرع الإخوان. 

التقرير قال أيضا؛ إن جماعة الإخوان التي تأسست قبل أكثر من 100 عام في مصر، تدفع بأجندتها عبر العديد من المنظمات الأوروبية التي تشارك الجماعة أيديولوجيتها وتتلقى أموالًا من دول في الخارج.

ومن بين المنظمات المدرجة مجلس مسلمي أوروبا ومنتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية (FEMYSO). 

ووفق التقرير، فإن أعضاء من الدائرة المقربة من جماعة الإخوان كانوا أعضاء في مجلس مسلمي أوروبا، وأن منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية كان يستخدم كهيكل تدريبي لمسؤولي الإخوان.

الشرق الأوسط: دعوات لوقف التصعيد في العاصمة الليبية

استدعى تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، تحذيرات ومخاوف قيادات محلية في 3 بلديات رئيسية، من مغبّة اندلاع مواجهات مسلحة تهدد حياة المدنيين وتؤجج الانقسام، بالتوازي مع مطالبة «تجمع الأحزاب الليبية»، بمحاسبة المسؤولين عن التصعيد.

وحذَّرت قيادات محلية في بلديات سوق الجمعة وطرابلس المركز وعين زارة، مما وصفوه بـ«الوضع الخطير الذي تمر به العاصمة» مشددين على أن «الخلافات السياسية لا تعالج بالحرب».

وقالوا في بيان مساء السبت، إنهم «يتابعون بقلق عودة الاضطرابات والتحشيد والمظاهر المسلحة التي تمر بها طرابلس وضواحيها»، ولفتوا إلى أن «الاضطرابات والتحشيد والمظاهر المسلحة، قد تصل إلى إشعال فتيل الحرب».

وأدانوا استخدام السلاح داخل العاصمة طرابلس من أجل مصالح ضيقة لا تخدم الوطن والمواطنين، وحذَّروا من أن «اشتعال الحرب سيطول جميع المناطق ويخلِّف إزهاق الأرواح والممتلكات العامة والخاصة».

وتتصاعد على نحو لافت التحشيدات العسكرية بين قوات عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة من جانب، وقوات تابعة لجهاز «قوة الردع الخاصة» بقيادة عبد الرؤوف كارة وموالين له من جانب آخر، وسط دعوات أطراف محلية للتهدئة والتمسك بالهدنة الموقعة في العاصمة.

وعدُّوا أن الخلافات السياسية «لا تعالج بالحرب؛ بل بالحوار والتفاهم»، وقالوا إنه «لا يمكن بناء مؤسسات عسكرية وأمنية في ظل الانقسام الحالي؛ بل بتوحيد البلاد تحت حكومة موحدة بمشروع حقيقي».

وحمَّلوا المجتمع الدولي والبعثة الأممية مسؤولية «تباطؤ العملية السياسية»، وطالبوا «باتخاذ خطوات جادة»، محذرين من أن تأخير الحل «سيؤدى إلى مزيد من الفساد والخراب والانهيار».

كما حمَّلوا المجلس الرئاسي المسؤولية التاريخية للانفلات الأمني في حال اندلاع الحرب، وطالبوه بـ«تحمل الأمانة التي أخذها على عاتقه منذ توليه مهامه».

وطالبوا الشعب بعدم الانجرار وراء عودة التخريب، والتعرض للمؤسسات الخاصة والعامة، ودعوا زملاءهم في المنطقة الغربية إلى «نبذ خطاب الفتنة والعمل من أجل مستقبل يسوده العدل والاستقرار».

في السياق ذاته، أعرب «تجمع الأحزاب الليبية» عن «قلقه البالغ» من التصعيد العسكري المتجدد في طرابلس، محذراً من تهديده أمن المواطنين، وتعطيله مسار الاستقرار.

وأكد بيان للتجمع مساء السبت: «رفضه أي استخدام للعنف أو السلاح لحل الخلافات»، داعياً إلى «وقف فوري للتحركات العسكرية وتحكيم العقل والحوار». ورحب التجمع ببيان بعثة الأمم المتحدة بهذا الشأن، مجدداً دعمه أي جهود دولية أو محلية لوقف التوترات، ومشدداً على أن الحل يكمن في المسار السياسي الجامع القائم على التوافق والحوار دون إقصاء.

كما حمّل التجمع الأطراف المسلحة المسؤولية الكاملة عمّا يجري، مطالباً النائب العام بمحاسبة من يثبت تورطه في تأجيج الفتنة، ودعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه من يعرقلون السلام، والفرقاء الليبيين لتغليب مصلحة الوطن، واعتماد الانتخابات والدستور سبيلاً نحو الاستقرار.

وكان من المقرر -وفقاً لوسائل إعلام محلية- أن يُعقد مساء الأحد اجتماع مهم في «قاعدة أبو ستة البحرية» لممثلين من سوق الجمعة، والزنتان، ومصراتة، والزاوية، لمناقشة آخر التطورات على الساحة في العاصمة وتأمين الاستقرار.

بموازاة ذلك، بحث حسن أبو زريبة، رئيس «جهاز دعم الاستقرار» التابع للمجلس الرئاسي، مع قيادات فروع الجهاز في المنطقة الغربية وطرابلس بمقره في أبو صرة، الأحد، الترتيبات الأمنية القادمة.

كيف نجا العراق من «تهديد وجودي» خلال حرب إيران وإسرائيل؟

كشفت مصادر دبلوماسية في بغداد لـ«الشرق الأوسط» عن أن العراق نجا من «تهديد وجودي أخطر من (داعش)» كان يمكن أن يعصف به لو أنه انزلق إلى الحرب الإسرائيلية - الإيرانية.

وذكرت المصادر أن سلطات العراق خَشيَت وقوع ما عدَّته «سيناريو الكارثة» إذا شنت فصائل بالبلاد هجمات على إسرائيل، فترُد بدورها بموجة اغتيالات شبيهة بتلك التي نفَّذتها ضد قادة «حزب الله» اللبناني، أو الجنرالات والعلماء الإيرانيين؛ وهو ما كان يمكن أن يُضفي على الأزمة طابع مواجهة شيعية مع إسرائيل، وربما يوقظ التهديد لوحدة العراق.

ولاح خطر آخر في احتمال إعلان الأكراد أن إقليمهم بات يفضل الابتعاد عن بغداد لأن الاقتراب منها يقحمه في حروب لا يريدها.

لكن حكومة محمد شياع السوداني أبلغت الفصائل بحزم أنها لن تتسامح حيال أي محاولة لإقحام البلاد في صراع يهدد وحدتها، وأبقت في الوقت ذاته قنواتها مفتوحة مع القوى الإقليمية والدولية، لا سيما أميركا. وعلى الرغم من هذا، خططت «مجموعات منفلتة» لثلاث هجمات، نجحت السلطات في إحباطها قبل تنفيذها.

طرفا الحرب في السودان يتبادلان الاتهامات بارتكاب مجازر

تبادل طرفا الحرب في السودان اتهامات بارتكاب مجازر في إقليم كردفان بغرب البلاد، إثر عمليات برية وجوية خلال اليومين الماضيين، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.

وقالت «شبكة أطباء السودان» إن «قوات الدعم السريع» قتلت 11 شخصاً وجرحت 31، بينهم نساء وأطفال، في هجوم وصفته بـ«الجريمة البشعة» على قرية شق التوم في شمال كردفان. وعدّت الشبكة الهجوم انتهاكاً لكل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية، ودعت المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي ومنظمات حقوق الإنسان إلى «تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية بالتحرك الفوري لوقف الانتهاكات وتقديم مرتكبيها للعدالة». ودعت الشبكة الأمم المتحدة إلى «التحرك الفوري والجاد لوقف هذه الانتهاكات الممنهجة، والعمل على تقديم مرتكبيها للعدالة».

من جانبها، قالت «قوات الدعم السريع» في بيان، يوم الأحد، إن الطيران الحربي أغار على أحياء سكنية في مدينة الفولة بولاية غرب كردفان، مستخدماً البراميل المتفجرة، مما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، ووصفت الغارات بـ«الجريمة المروعة» التي تضاف إلى «سجل الإبادة الجماعية».

واتهم البيان الجيش بتنفيذ سلسلة هجمات جوية طالت مدن بارا، والنهود، والمجلد، والفولة، وأبو زبد، بالإضافة إلى مراكز إيواء نازحين، عادّاً هذه الهجمات «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، واستهدافاً ممنهجاً للمدنيين على أسس إثنية وجهوية، بما يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية».

وطالبت «قوات الدعم السريع»، هي الأخرى، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، بالتحرك العاجل لمحاسبة من أطلق عليهم «المتورطين في الأفعال الإجرامية الشنيعة»، ودعت لملاحقة قضائية من سمّتهم «جنرالات بورتسودان وقادة تنظيم الحركة الإسلامية».

بلدة أم صميمة
وفي التطورات الميدانية، أعلنت «قوات الدعم السريع»، يوم الأحد، أنها سيطرت على بلدة أم صميمة في ولاية شمال كردفان، واتهمت الطيران الحربي التابع للجيش بشن غارات بالبراميل المتفجرة على بلدة الفولة في غرب كردفان، مما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.

وبثت منصات موالية لـ«قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو، قالت فيها إنها سيطرت على البلدة التي تبعد عن مدينة الأُبيّض، حاضرة ولاية شمال كردفان، بنحو 40 كيلومتراً، وذكرت أنها ألحقت خسائر فادحة بقوات الجيش وحلفائه، وأسرت عدداً كبيراً منهم.

وتعد بلدة أم صميمة خط الدفاع الأول عن مدينة الأبيض الاستراتيجية التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» من ثلاث جهات. وقال سكان محليون إن أصوات انفجارات متتالية سُمعت في مدينة الأُبيّض نتيجة لقصف متبادل بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، استخدمت فيه المدفعية الموجهة والطيران المسير.

وفي مايو (أيار) الماضي، شن الجيش هجوماً كبيراً استهدف بلدة الخوي، وهو في طريقه لاستعاد بلدة أم صميمة من «قوات الدعم السريع» التي كانت تسيطر عليها، ثم تبادل الطرفان السيطرة على الخوي بمعارك كر وفر، انتهت لصالح «قوات الدعم السريع» التي ذكرت حينها أنها ألحقت هزيمة كبيرة بالقوات الحكومية، لكنها اضطرت للتراجع حتى بلدة أم صميمة التي سيطرت عليها يوم الأحد.

مدينة الفاشر
وفي الوقت الذي لا تشهد فيه محاور القتال المختلفة قتالاً برياً كبيراً، لم تتوقف هجمات «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر الاستراتيجية في إقليم دارفور، طوال الأيام الماضية، مستهدفة السيطرة على المدينة ومقر «الفرقة السادسة مشاة» التابع للجيش، وهو الموقع الوحيد في دارفور الذي تبقى تحت سيطرة الجيش.

ونفذت «قوات الدعم السريع» عمليات عسكرية من محاور مختلفة خلال اليومين الماضيين، قالت إنها سيطرت بموجبها على «قوات الاحتياطي المركزي»، وسجن «شالا» و«سوق المواشي»، في جنوب غربي الفاشر. لكن الجيش قال إنه استرد المناطق الثلاث بهجوم معاكس، يوم السبت، وكبد «قوات الدعم السريع» خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وتحاصر «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر من كل الجهات منذ مايو 2024، وتسيطر على أجزاء من المدينة، لكنها لم تفلح في السيطرة على مقر «الفرقة السادسة» الذي تتحصن فيه القوات الحكومية. وتسبب الحصار والقصف المدفعي والطيران المسيّر في أزمة إنسانية خانقة، مما أجبر عدداً كبيراً من سكان المدينة، التي شحت فيها المؤن الغذائية ومياه الشرب، على النزوح إلى مناطق أخرى، بينما يواجه المدنيون المتبقون في المدينة الجوع والموت تحت القصف المدفعي والجوي.

شارك