تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 22 يوليو 2025.
د ب أ: النمسا تقضي بسجن صبي خطط لشن هجوم إرهابي
قضت المحكمة الإقليمية في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الاثنين، بسجن صبي يبلغ من العمر 15 عاما لمدة عامين بتهمة التخطيط لشن هجوم إرهابي على محطة قطارات "فيستبانهوف" غربي فيينا.
ويمكن استئناف الحكم لأنه ليس نهائيا.
وأعرب الفتى، المؤيد لتنظيم داعش الإرهابي، عن ندمه واعترف خلال المحاكمة.
وقال الفتى "أنا دائما أتحمل مسؤولية أخطائي"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء النمساوية.
وأوضح المدعي العام أن المشتبه به كان يعتزم التسبب في حمام دم إما بمسدس أو بقنبلة.
وألقي القبض على الصبي في فبراير الماضي بناء على بلاغات من مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية. ووفقا للائحة الاتهام، كان من المقرر تنفيذ هذا العمل في الصيف، حيث قال المدعي العام إنه "مثال واضح على التطرف عبر الإنترنت".
وذكرت لائحة الاتهام أن إحدى الخطط تضمنت طعن رجل شرطة، والاستيلاء على مسدسه، وإطلاق النار. وخلال تفتيش منزل المشتبه به، عثر أيضا على تعليمات لتحضير مواد متفجرة، يعتقد المحققون أنها كانت تستخدم كمفجر لقنبلة.
الإفراج عن آلاف الوثائق بشأن مارتن لوثر كينغ جونيور
أصدرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب آلاف السجلات التي يحتفظ بها مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن مارتن لوثر كينغ جونيور، على الرغم من معارضة عائلته.
تتضمن الوثائق أكثر من 240 ألف صفحة من السجلات التي كانت محجوبة وفقا لقرار فرضته محكمة منذ عام 1977، عندما جمع مكتب التحقيقات الفيدرالي السجلات لأول مرة وسلمها إلى إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية.
كان مارتن لوثر كينغ جونيور زعيمًا أميركيًّا من أصول أفريقية، وناشطًا سياسيًّا إنسانيًّا، عرف بنشاطه في إطار حركة الحقوق المدنية الأميركية والمطالبة بإنهاء التمييز ضد الأميركيين من أصول أفريقية.
من أجل نضاله السلمي، حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1964.
وتلقت عائلة كينغ، بما في ذلك أبناؤه اللذين على قيد الحياة، مارتن الثالث وبرنيس، إخطارا مسبقا بالإفراج عن السجلات، وكان لديهم فرقهم الخاصة التي راجعت السجلات قبل الكشف العلني عنها.
اغتيل في 4 أبريل 1968 في مدينة ممفيس بولاية تينيسي.
رويترز: الدبابات الإسرائيلية تتوغل في دير البلح وتثير مخاوف عائلات الرهائن
توغلت الدبابات الإسرائيلية في الأحياء الجنوبية والشرقية من مدينة دير البلح بقطاع غزة لأول مرة "الاثنين"، وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش يعتقد أن بعض الرهائن المتبقين محتجزون هناك.
وتكتظ المنطقة بالفلسطينيين النازحين خلال الحرب المستمرة منذ 21 شهرا في غزة حيث فر المئات منهم غربا أو جنوبا بعد أن أصدرت إسرائيل تعليمات للسكان بالإخلاء قائلة إنها تسعى إلى تدمير قدرات حركة حماس وبنيتها التحتية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "لا يزال موظفو الأمم المتحدة في دير البلح، وقُصف دارا ضيافة تابعان للأمم المتحدة على الرغم من إبلاغ الأطراف بمواقع مباني المنظمة الدولية، وهي حرمة لا يجوز انتهاكها. يجب حماية هذه المواقع، شأنها شأن جميع المواقع المدنية، بغض النظر عن أوامر الإخلاء".
وذكر مسعفون أن خمسة أشخاص على الأقل، منهم أسرة من رجل وزوجته وطفليهما، قُتلوا داخل خيمة في غارة جوية شنتها إسرائيل بخان يونس.
وقالت وزارة الصحة في غزة في تحديثها اليومي إن 130 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ألف بنيران إسرائيلية وغارات في أنحاء القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أحد أعلى المعدلات في الأسابيع القليلة الماضية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن سبب بقاء الجيش خارج دير البلح حتى الآن هو الاشتباه في أن حماس ربما تحتجز رهائن هناك. ويعتقد أن 20 رهينة على الأقل من 50 محتجزين في غزة ما زالوا أحياء.
وعبرت عائلات الرهائن عن قلقها على ذويها وطلبت توضيحا من الجيش عن كيفية حمايتهم.
وقال مقر منتدى عائلات الرهائن في بيان "شعب إسرائيل لن يغفر لأي شخص تعمد تعريض الرهائن للخطر... لن يستطيع أحد أن يدعي أنه لم يكن يدرك حجم الخطر".
ونوه مسؤولو الصحة في غزة إلى احتمال حدوث "وفيات جماعية" في الأيام المقبلة بسبب الجوع الذي أودى بحياة 19 شخصا على الأقل منذ يوم السبت.
جوع
وقال دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عبر عن استيائه من التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في غزة "حيث ينهار آخر شريان يبقي الناس على قيد الحياة".
وأضاف دوجاريك إن غوتيريش "يعبر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والبالغين من سوء التغذية".
واوضح أن "إسرائيل عليها التزام بالسماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي تُقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة لها".
يقول مسؤولو الصحة إن الوقود والمساعدات الغذائية والأدوية تنفد من المستشفيات مما يهدد بتوقف العمليات الأساسية.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة أن الطواقم الطبية تعتمد على وجبة واحدة في اليوم، وإن مئات الأشخاص يتدفقون على المستشفيات يوميا وهم يعانون من التعب والإرهاق بسبب الجوع.
ونفذت إسرائيل مداهمات وهجمات على مستشفيات في أنحاء غزة خلال الحرب، متهمة حماس باستخدام تلك المنشآت في أغراض عسكرية وهو اتهام تنفيه الحركة. ويعد إرسال قوات سرية لتنفيذ اعتقالات أمرا نادر الحدوث.
ويعقد التوغل في دير البلح وزيادة أعداد القتلى فيما يبدو محادثات وقف إطلاق النار التي تجريها حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية وبدعم من الولايات المتحدة.
وقال مسؤول في حماس "الأحد" إن الحركة غاضبة من تزايد أعداد القتلى وأزمة الجوع في القطاع، مما قد يؤثر بشدة على المحادثات بشأن هدنة لمدة 60 يوما واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على منصة إكس اليوم إنها تتلقى رسائل يائسة من غزة، بما في ذلك من موظفيها، تحذر من المجاعة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية 40 ضعفا.
أ ب: توم برّاك: «أمريكا ليس لديها موقف» و لا توجد «خطة بديلة» لسوريا
شدد المبعوث الأميركي على دعم واشنطن للحكومة السورية الجديدة، قائلاً، الاثنين، إنه لا توجد «خطة بديلة» للعمل معها لتوحيد البلاد التي لا تزال تعاني من سنوات من الحرب الأهلية وتعاني من عنف طائفي جديد.
وفي مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، انتقد توم برّاك أيضاً التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، واصفاً إياه بأنه سيئ التوقيت، وقال إنه عقّد جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.
برّاك هو سفير لدى تركيا ومبعوث خاص إلى سوريا، وله ولاية قصيرة الأجل في لبنان. تحدث في بيروت عقب أكثر من أسبوع من الاشتباكات في محافظة السويداء جنوب سوريا بين ميليشيات من الأقلية الدينية الدرزية وعشائر بدوية سنية.
وقال برّاك إن الولايات المتحدة «ليس لديها موقف» بشأن احتمال إبرام اتفاقية دفاع بين سوريا وتركيا.
وأضاف: وقال: «ليس من شأن الولايات المتحدة أو مصلحتها أن تملي على أي من الدول المحيطة ما يجب فعله».
خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي ، أعلن برّاك وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل. أعادت قوات الحكومة السورية انتشارها في السويداء لوقف تجدد الاشتباكات بين الدروز والبدو، ومن المقرر إجلاء المدنيين من كلا الجانبين.
أشار مبعوث أميركي إلى أن «إسرائيل تريد رؤية سوريا منقسمة».
صرّح برّاك لوكالة «أسوشييتد برس» أن «القتل والانتقام والمجازر من كلا الجانبين لا تُطاق»، لكن «الحكومة السورية الحالية، في رأيي، تصرفت بأفضل ما بوسعها كحكومة ناشئة ذات موارد محدودة للغاية لمعالجة القضايا المتعددة التي تنشأ، في محاولة لمّ شمل مجتمع متنوع».
وفي مؤتمر صحافي لاحق، قال إن السلطات السورية «بحاجة إلى محاسبة» على الانتهاكات.
فيما يتعلق بالضربات الإسرائيلية على سوريا، قال برّاك: «لم يُطلب من الولايات المتحدة، ولم تشارك في هذا القرار، ولم تكن مسؤولية الولايات المتحدة في مسائل تعتقد إسرائيل أنها دفاع عن نفسها». ومع ذلك، قال إن تدخل إسرائيل «يخلق فصلاً آخر مُربكاً للغاية»، و«جاء في وقت سيئ للغاية».
قبل أعمال العنف في السويداء، كانت إسرائيل وسوريا تجريان محادثات حول المسائل الأمنية، بينما كانت إدارة ترمب تدفعهما نحو التطبيع الكامل لعلاقات دبلوماسية.
وعندما اندلع القتال الأخير، قال برّاك: «كانت وجهة نظر إسرائيل أن جنوب دمشق منطقة مشكوك فيها، ومن ثم فإن أي شيء يحدث عسكرياً في تلك المنطقة يحتاج إلى اتفاق ومناقشته معهم. الحكومة الجديدة (في سوريا) لم تكن على هذا الاعتقاد تماماً».
وقال إن وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه، يوم السبت، بين سوريا وإسرائيل، هو اتفاق محدود يتناول فقط الصراع في السويداء. ولا يتناول قضايا أوسع نطاقاً، بما في ذلك زعم إسرائيل بأن المنطقة الواقعة جنوب دمشق يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح.
وقال برّاك، ال إنه لا يعتقد أن العنف في السويداء سيعرقل هذه المحادثات، وأنه قد يكون هناك تقدم «في الأسابيع المقبلة».
وعرضت تركيا المجاورة، التي تريد الحد من نفوذ الجماعات الكردية على طول حدودها، والتي تربطها علاقات متوترة مع إسرائيل، تقديم مساعدة دفاعية لسوريا.
وواصلت إسرائيل شن غارات جوية شبه يومية على لبنان، تقول إنها تهدف إلى منع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته. وأكد «حزب الله» أنه لن يناقش نزع سلاحه حتى توقف إسرائيل ضرباتها، وتسحب قواتها من كامل جنوب لبنان.
أ ف ب: بدء عمليات "تأمين خروج" البدو من السويداء بجنوب سوريا
دخلت حافلات حكومية صباح الاثنين إلى مدينة السويداء لبدء "تأمين خروج" عائلات البدو وفق مراسل فرانس برس، في وقت أكدت السلطات التوصل لاتفاق يقضي باخراج المدنيين الراغبين بمغادرة المدينة، للمرة الأولى بعد أسبوع من أعمال عنف دامية أوقعت أكثر من الف قتيل.
وشاهد مراسل فرانس برس على مشارف المدينة دخول اربع حافلات، وسيارات خاصة لإجلاء عائلات من البدو بينهم نساء وأطفال، وخروجها باتجاه مراكز إيواء في درعا ودمشق بالتنسيق مع الهلال الاحمر العربي السوري.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن دخول "حافلات الحكومة إلى مدينة السويداء لإجلاء 1500 شخص من عشائر البدو.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "وصلنا لصيغة نستطيع فيها نزع فتيل الازمة بإخراج عوائل أهلنا من البدو والعشائر الموجودين حاليا داخل مدينة السويداء"، مؤكدا أن "الوضع الإنساني صعب جدا وكل الحكومة مستنفرة، بانتظار دخول الخدمات".
وشهدت مدينة السويداء هدوءا منذ صباح الأحد، غداة إعلان الرئاسة السورية وقفا لإطلاق النار، انتشرت بموجبه قوات الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة، تزامنا مع انسحاب مقاتلي العشائر الذين خاضوا اشتباكات دامية ضد مسلحين دروز محليين.
ودخلت الأحد أول قافلة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري الى السويداء تحمل سللا غذائية ومستلزمات طبية وطحينا ومحروقات وأكياسا للجثث، بحسب الهلال الأحمر.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 1100 شخص، معظمهم من الدروز، منذ بدء الاشتباكات في 13 يوليو في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، سرعان ما تطورت الى مواجهات دامية، .
ودفعت أعمال العنف أكثر من 128 ألف شخص في محافظة السويداء الى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وكالات: توغل إسرائيلي في أحياء دير البلح بحثاً عن الرهائن
توغلت الدبابات الإسرائيلية، أمس الاثنين، في الأحياء الجنوبية والشرقية من مدينة دير البلح بقطاع غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش يعتقد أن بعض الرهائن المتبقين محتجزون هناك، فيما استقبلت مستشفيات غزة نحو 1250 قتيلاً وجريحاً بين يومي الأحد والاثنين.
وأفاد سكان المدينة بأن جنوداً إسرائيليين سيطروا على المباني في جنوب غرب المدينة وسط قطاع غزة ونشروا قناصة على أسطح المنازل.
وتكتظ المنطقة بالفلسطينيين النازحين خلال الحرب المستمرة منذ 21 شهراً في غزة، حيث فر المئات منهم غرباً أو جنوباً بعد أن أصدرت إسرائيل تعليمات للسكان بالإخلاء قائلة إنها تسعى إلى تدمير قدرات حركة «حماس» وبنيتها التحتية. وقال مسعفون في غزة إن ثلاثة فلسطينيين على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في قصف بالدبابات استهدف منازل ومساجد.
وأصدر الجيش، أمس الأول الأحد، أمر إخلاء لعدد من التجمعات السكنية في جنوب غرب المدينة. وقال السكان، إنهم غادروا منازلهم في وقت مبكر من أمس الاثنين.
وكانت إسرائيل قد امتنعت في السابق عن القيام بأي عمل عسكري في دير البلح بسبب الاشتباه في وجود الرهائن لدى حركة حماس. ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، «لا يزال 50 شخصاً اختطفوا من إسرائيل محتجزين في غزة، ويعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن العملية العسكرية الجارية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة تهدف بشكل رئيسي إلى زيادة الضغط على حركة «حماس» في إطار المفاوضات الجارية.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قوات من «لواء غولاني» بينها وحدات هندسية ومدرعات بدأت التوغل جنوب دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب على القطاع المحاصر. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن العملية بدير البلح تشمل كتيبة واحدة، وقد تعمل لأسابيع حسب التطورات السياسية، بينما أبدت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين تخوفها من بدء العملية العسكرية في دير البلح.
وقالت وزارة الصحة في غزة في تحديثها اليومي، أمس الاثنين، أكثر من 130 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ألف بنيران إسرائيلية وغارات في أنحاء القطاع، بين يومي الأحد والاثنين، وهو أحد أعلى المعدلات في الأسابيع القليلة الماضية.
وذكرت الوزارة، في بيان رسمي، «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 134 قتيلاً بينهم 4 تم انتشالهم من تحت الأنقاض، و1155 إصابة خلال الساعات الماضية».
ووفقاً للبيان فقد بلغت حصيلة ضحايا استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 8196 قتيلاً و30094 مصاباً. وأضاف البيان أن عدد ضحايا «لقمة العيش» في القطاع الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال ال24 ساعة الماضية بلغ 99 قتيلاً وأكثر من 650 مصاباً نتيجة استهداف مستفيدي المساعدات، ليرتفع بذلك إجمالي الضحايا الذين استقبلتهم المستشفيات إلى 1021 قتيلاً وأكثر من 6511 مصاباً.
وقف إطلاق النار بالسويداء يقاوم الخروقات المستمرة
ذكرت وسائل إعلام رسمية وشهود أن مئات المدنيين من أفراد العشائر البدوية تم إجلاؤهم من مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في سوريا أمس الاثنين، في إطار وقف إطلاق نار تدعمه الولايات المتحدة ويهدف إلى إنهاء اشتباكات بين البدو والدروز أودت بحياة المئات، فيما انتقد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا.
ودخل وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطات السبت حيز التنفيذ عملياً أمس الأول الأحد، بُعيد انسحاب مقاتلي البدو والعشائر من مدينة السويداء التي استعاد المقاتلون الدروز السيطرة عليها وأفادت مصادر بتسجيل «خروقات للاتفاق» تمثلت ب«إطلاق قذائف وهجمات بطائرات مسيّرة من قبل مسلحي العشائر علىمحاور عدة في شمال مدينة السويداء».
وبث موقع (السويداء 24) الإخباري لقطات أظهرت ما بدا أنه عدد كبير من أكياس الجثث في الأرض أمام مستشفى في السويداء.
ويقول مسؤول في الطبابة الشرعية في المستشفى لوكالة الصحافة الفرنسية، من دون الكشف عن اسمه «سلمنا 361 جثة إلى عائلات أصحابها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية».
وأظهرت لقطات لرويترز أمس الاثنين سيارات إسعاف وشاحنات وحافلات تنقل مئات المدنيين من البدو بينهم نساء وأطفال وجرحى من السويداء إلى مخيمات قريبة للنازحين.
وقال شعيب عصفور وهو أحد أفراد قوات الأمن السورية التي تشرف على عملية الإجلاء: إن الدفعة الأولى شملت نحو 300 من البدو وسيتم إجلاء مجموعة ثانية تضم نحو 550 مدنياً خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة إذا ظل الوضع هادئاً.
وذكر عصفور أن المرحلة التالية ستشهد إجلاء مسلحين من البدو محتجزين لدى الدروز ونقل جثث البدو الذين قتلوا في الاشتباكات.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء: إنه سيتم إجلاء ما مجموعه 1500 بدوي من السويداء.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي القول: إن تلك القوات ستسهل أيضاً عودة آخرين من النازحين من السويداء إلى ديارهم.
وتقول الأمم المتحدة: إن ما لا يقل عن 93 ألف شخص نزحوا بسبب القتال معظمهم داخل محافظة السويداء لكن آخرين نزحوا غرباً إلى محافظة درعا أو شمالاً إلى ريف دمشق.
من جانبه، انتقد توماس باراك المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا واعتبر باراك في تصريحات لوكالة «أسوشيتد برس» أن تدخل إسرائيل في الجولة الأخيرة من الصراع في سوريا «زاد الأمور تعقيداً».
وأكد باراك دعم واشنطن للحكومة السورية الجديدة قائلاً: إنه لا توجد خطة بديلة للعمل معها لتوحيد البلاد التي لا تزال تعاني سنوات من الحرب الأهلية وتعاني العنف الطائفي الجديد.
وقال: «إن التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، جاء في وقت سيئ وأدى إلى تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة».
وفي ما يتعلق بضربات إسرائيل على سوريا، قال باراك: إن الولايات المتحدة لم تُطلب منها ذلك ولم تشارك في هذا القرار ولم يكن من مسؤولية الولايات المتحدة في أمور تشعر إسرائيل أنها دفاع عن نفسها.
وقال باراك: إن القتل والانتقام والمجازر من الجانبين أمر لا يطاق، لكن الحكومة الحالية في سوريا، في رأيي، تصرفت بأفضل ما في وسعها كحكومة ناشئة ذات موارد قليلة للغاية لمعالجة القضايا المتعددة التي تنشأ في محاولة جمع مجتمع متنوع معاً».
وفي مؤتمر صحفي عقده في وقت لاحق، قال المبعوث الأمريكي: إن السلطات السورية بحاجة إلى أن تتحمل المسؤولية عن الانتهاكات وأشار إلى أن إسرائيل تفضل رؤية سوريا مجزأة ومنقسمة بدلاً من وجود دولة مركزية قوية تسيطر على البلاد.
قال: الدول القومية القوية تُشكّل تهديداً وخاصةً الدول العربية التي تُعتبر تهديدًا لإسرائيل وأضاف: لكن في سوريا، أعتقد أن جميع الأقليات ذكية بما يكفي لتقول: «نحن أفضل حالًا معاً، مركزياً».
وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالرئيس السوري المؤقت لإظهاره موقفاً قوياً وقال: إن الشرع لم يتنازل في الصراع السوري مع إسرائيل واتخذ خطوة «إيجابية للغاية» بالتوصل إلى تفاهم مع الدروز.
جهود مكثفة لإيصال المساعدات ودعم المتضررين
قال محافظ السويداء، مصطفى البكور إن المحافظة كثفت من جهودها لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، مشيراً إلى أن التواصل قائم مع عدد من المرجعيات الدينية بهذا الخصوص.
وأكد محافظ السويداء لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأولوية في المحافظة هي لتلبية الحاجة الإنسانية والاستجابة العاجلة للنداءات داخل المدينة، في ظل النقص الكبير في المواد الإغاثية والخدمات الأساسية نتيجة تضرر البنية التحتية.
في الأثناء، ارتفعت حصيلة القتلى جراء أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى 1265، وفق ما أورد مصادر حقوقية السورية، أمس الاثنين.
وأحصت المصادر في عداد القتلى 505 مقاتلين و298 مدنياً من الدروز، بينما قتل 408 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة إلى 35 من أبناء العشائر. كما أسفرت غارات شنتها إسرائيل خلال التصعيد عن مقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية.
إسرائيل تقطع آخر شرايين الحياة في غزة باجتياح دير البلح
بلغ الوضع الإنساني في قطاع غزة مرحلة غير مسبوقة من التدهور، مع اجتياح إسرائيل لمدينة دير البلح وسط القطاع لأول مرة منذ بداية الحرب قبل 21 شهراً، لتقطع آخر شرايين الحياة.
وفي ظل المجاعة المتفاقمة استنكرت دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة و25 دولة غربية عمليات القتل والتجويع التي تنفذها إسرائيل في القطاع، وطالبتها بوقف الحرب فوراً.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، عن إدانة دول المجلس واستنكارها لاستمرار حصار إسرائيل للقطاع ومنع دخول المساعدات. ودعا المجتمع الدولي لوقف هذا الحصار الوحشي فوراً، ووقف آلة القتل والتجويع.
كما أعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة عن استيائه الشديد إزاء التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في غزة، خصوصاً مع اجتياح دير البلح، ما شكل انهياراً لآخر شرايين الحياة.
كما استنكرت بريطانيا و24 دولة غربية، التوزيع البطيء للمساعدات وعمليات القتل التي ترافقها. وقال وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك ودول أخرى في بيان مشترك: «نبعث معاً برسالة بسيطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن».
ومقابل هذه البيانات زادت إسرائيل من توغلها ونفذت أول اجتياح بالدبابات للأحياء الجنوبية والشرقية من دير البلح التي تكتظ بالنازحين، حيث فر الآلاف من القصف.
وقالت وزارة الصحة في تحديثها اليومي إن 134 فلسطينياً على الأقل قتلوا، وأصيب أكثر من ألف بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وهو أحد أعلى المعدلات في الأسابيع الأخيرة.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش عرض على المستوى السياسي في إسرائيل، خطة عسكرية للسيطرة على القطاع، تحسباً لفشل المفاوضات مع حركة حماس في الدوحة، تتضمن تصعيداً عسكرياً أكثر قسوة، للسيطرة على القطاع.
توماس باراك يوجه "رسائل" إلى حزب الله وسوريا وإسرائيل
وجه سفير الولايات المتحدة الأمريكية في تركيا والمبعوث الخاص في الملف السوري السفير توماس باراك، من لبنان، رسائل سياسية إلى كل من الحكومة اللبنانية وحزب الله وسوريا وإسرائيل، متطرقاً إلى ملفات ساخنة ومحاولاً تصوير الولايات المتحدة أنها لا تملك حلولاً لأزمات المنطقة.
وقال توماس باراك، في تصريح له بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم، إن مسألة نزع سلاح "حزب الله" هي "مسألة داخلية، ولا نستطيع أن نرغم إسرائيل أن تقوم بأي شيء".
وقال باراك ردا على سؤال إن "حزب الله بالنسبة لأمريكا هو منظمة إرهابية، ومسألة نزع سلاح حزب الله هي مسألة داخلية للغاية، ونحن نبحث مع حكومتكم كيفية المساعدة، وإذا لم يحصل ذلك هناك خيبة أمل وليس هناك عواقب.
ونحن نحاول أن نساعد، أن نؤثر، أن نرشد للعودة إلى المثال الذي تريدون أن ترونه جميعا، الازدهار والسلام .
ونحن هنا نحاول أن نساعدكم في الوصول إلى الحل"،وردا على سؤال بشأن وجود ضمانات أمريكية قال باراك: "لا أعرف ما هي الضمانات، ولا نستطيع أن نرغم إسرائيل أن تقوم بأي شيء، لسنا هنا لفرض أي أمر على أحد.
نحن هنا للمساعدة، لا لفرض الحلول". ورأى أن "هنالك اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي دخلت حيز التنفيذ ولكنّها لم تنجح وهنالك أسباب لعدم نجاح هذه الاتفاقية، وهذا ما نحاول أن نعالجه"، مضيفا: "لم اطلّع على أي ملاحظة صادرة عن حزب الله".
والجدير بالذكر أن باراك وصل الى الجهورية اللبنانية وبدأ سلسلة من اللقاءات والاتصالات "غير المرئية “التي تتجاوز الرؤساء الثلاثة جوزيف عون، نواف سلام، ونبيه بري. لتطال مجموعة من النواب والجهات السياسية من داخل وخارج الحكومة
هذا الطابع "الطارئ" للزيارة يعكس رغبة أميركية واضحة في تسريع التفاوض وإبلاغ لبنان بموقف حاسم، خصوصا أن واشنطن تبدو قاب قوسين أو أدنى من إغلاق هذا الملف دبلوماسيا أو الذهاب إلى خيارات أكثر صرامة.
في المقابل، لا يظهر حزب الله أي استعداد للتخلي عن سلاحه في الظرف الراهن، إذ يربط بقائه بعدم التزام إسرائيل بأي من تعهداتها السابقة، خصوصا ما يتعلق بوقف إطلاق النار، ويعتبر أن "تجارب الماضي" لا تشجع على الوثوق بأي ضمانات أميركية أو إسرائيلية.
سكاي نيوز: إسرائيل ترفض دعوة دولية لإنهاء حرب غزة.. وغوتيريش "مستاء"
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الإثنين، رفضها البيان المشترك الصادر عن أكثر من 20 دولة والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ووصفت الخارجية هذا البيان بأنه "منفصل عن الواقع ويوجه رسالة خاطئة لحركة حماس".
وأضاف البيان الإسرائيلي: "البيان يفشل في تركيز الضغط على حماس ويتجاهل دورها ومسؤوليتها عن الوضع".
كما انتقدت السفارة الأميركية في إسرائيل البيان وقالت: "مثيرة للاشمئزاز 25 دولة تضغط على إسرائيل بدلا من توجيه الضغط على همج حماس! غزة تعاني لسبب واحد: حماس ترفض كل مقترح. إلقاء اللوم على إسرائيل غير منطقي".
ودعت بريطانيا وأكثر من 20 دولة أخرى، الإثنين، إلى وقف فوري للحرب في غزة وانتقدت نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي بعد مقتل مئات الفلسطينيين بالقرب من مواقعه في أثناء محاولات الحصول على الطعام.
وقال وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمرك ودول أخرى في بيان مشترك "نحن الموقعون أدناه، نبعث معا برسالة بسيطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن".
وأضافوا: "نحن مستعدون لاتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم وقف إطلاق نار فوري (وإيجاد) مسار سياسي يفضي إلى تحقيق الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأسرها".
وأكدوا أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية "خطير ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية".
غوتيريش "مستاء"
قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "مستاء من التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في غزة ويؤكد أن آخر خطوط النجاة التي تُبقي الناس على قيد الحياة تنهار".
وأضاف: "غزة تعاني من نقص حاد في الضروريات الأساسية للحياة وإسرائيل ملزمة بالسماح بوصول المساعدات من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وتسهيل هذا الوصول".
وأوضح أن "الأمين العام للأمم المتحدة يأسف بشدة للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والكبار من سوء التغذية".
وشدد على أن "النظام الإنساني في غزة يتعرض للعرقلة والتقويض والخطر".
القرار العسكري في سوريا..بين انقسامات الداخل وتجاذبات الخارج
في الجنوب السوري، حيث تتقاطع الطموحات الإقليمية وتتداخل أجندات القوى الدولية، تتكرّس معركة حقيقية حول من يملك القرار العسكري في سوريا، ومن يرسم مسارها السياسي في مرحلة حسّاسة من تاريخها.
وبينما يحاول الرئيس السوري أحمد الشرع بسط سيطرة مركزية على كامل التراب السوري، تواجه الدولة تحديات كبيرة على جبهات متعددة: من الداخل المشتعل بالانقسامات الطائفية والفصائلية، إلى الخارج المتداخل في تفاصيل المشهد السوري، دعما، أو قصفا، أو تفاهما ضمنيا.
بين دعم أميركي مشروط وقصف إسرائيلي مبرر
الولايات المتحدة، بحسب التصريحات الأخيرة، تُبقي على خيط من التواصل والدعم السياسي لحكومة دمشق، لكنها تشترط مقابل ذلك بسط الدولة السورية لسيادتها الفعلية على أراضيها كافة.
وفي موقف لافت، انتقدت واشنطن التوقيت الإسرائيلي في استهداف مواقع جنوب سوريا، واصفة الضربات الجوية الأخيرة بـ"السيئة التوقيت" في ظل خطوات تهدئة حساسة.
وفي المقابل، تبرّر إسرائيل ضرباتها ضد مواقع في السويداء ودمشق بأنها تأتي "لحماية دروز سوريا" مما تصفه بـ"مجازر النظام".
وذهب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس إلى حد القول إن "من ينتقد تلك الهجمات لا يدرك الحقائق"، ملمحا إلى استخدام بعض القيادات الدرزية علاقاتها بتل أبيب كوسيلة لبسط النفوذ المحلي، في إشارة مباشرة إلى الشيخ حكمت الهجري.
وأطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات ذات دلالات واضحة، حين أشاد بـ"موقف الرئيس الشرع القوي" في وجه إسرائيل، مؤكًا على دعمه لتفاهم الحكومة السورية مع الطائفة الدرزية.
واعتبر أردوغان أن "الشارع اتخذ خطوة إيجابية للغاية" بتقريب وجهات النظر مع مكونات السويداء، مشيرا إلى أن معظم الفصائل الدرزية وافقت على احترام وقف إطلاق النار، ما عدا فصيل واحد.
هذه الإشادة من أنقرة، تأتي ضمن تحول تدريجي في سياسة تركيا حيال دمشق، وبخاصة في الجنوب السوري، حيث تخشى أنقرة من تمدد حالة فوضى مشابهة لشمال سوريا.
الطائفة الدرزية منقسمة.. بين الولاء للدولة والاستقواء بالخارج
في مشهد ميداني بالغ التعقيد، تنقسم الطائفة الدرزية بين تيارات متعددة، أبرزها "رجال الكرامة" بزعامة ليث البلعوس، الذي أكد بدوره أن أطرافا دولية أبدت حرصا على عدم انزلاق السويداء نحو الفوضى.
لكن البلعوس أشار إلى "تعنت الطرف الآخر" في اتخاذ القرار داخل الطائفة، واتباعه لما وصفه بـ"أجندات خارجية"، في تلميح مباشر إلى الشيخ الهجري، الذي لا يخفي اتصالاته بدوائر إسرائيلية.
خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، قدّم أستاذ العلاقات الدولية الدكتور ياسر النجار، قراءة عميقة للصراع الداخلي على السلطة في الجنوب السوري، قائلا إن "دمشق تسعى إلى احتواء السويداء كاحتواء الأب للابن"، في إشارة إلى خطاب حكومي يفضل التفاهم والتكامل بدلا من التصعيد الأمني.
واعتبر النجار أن من يُفشل اتفاق وقف إطلاق النار هو "من لا يحرص على إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لأهل السويداء"، متهما أطرافا محلية بالارتهان لإملاءات خارجية، بهدف ضرب الاستقرار من الداخل.
ويرى النجار أن تل أبيب تُحاول خلق مبرر دائم لتدخلها العسكري تحت ذريعة "حماية الدروز"، فيما هي في الواقع تبحث عن خلق بؤر اضطراب جديدة داخل سوريا، تلهي الرأي العام عن أزمتها الداخلية وفي غزة.
وأشار النجار إلى أن إسرائيل "تُضخّم ما يجري في السويداء" لتمويه الجرائم التي ارتكبتها في قطاع غزة.
وتساءل النجار: "كيف نفاوض من لا يعترف أصلا بالدولة السورية؟"، معتبرا أن الهجري هو المسؤول المباشر عن إفشال عدة اتفاقات ميدانية سابقة، وبأن تحركاته لا تنتمي إلى مشروع سياسي سوري داخلي، بل تستمد شرعيتها من دعم خارجي".
وشدد على أنه "لا يمكن لفصيل يملك سلاحا ثقيلا، ولا يعترف بالدولة، أن يطلب منا احتواؤه تحت مسمى التفاهم الوطني، لأن أجندته خارجية بحتة".
الشرع على رأس الدولة.. والجيش ملتزم
وفي تقييمه لبنية السلطة المركزية، أكد النجار أن "الرئيس أحمد الشرع هو الجهة الوحيدة التي تتعامل معها الدول العربية، الإقليمية، والاتحاد الأوروبي".
وتساءل النجار "هل نعطي القرار العسكري لشخصية مثل حكمت الهجري، أم لرئيس يثق به العالم لضبط الأمن وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار؟".
وأكد أن الجيش السوري "التزم بقرارات الدولة رغم وقوع شهداء في صفوفه، ما يعكس انضباطا عاليا وطاعة مؤسساتية"، وهو ما يعزّز وفقا للنجار فكرة أن سوريا اليوم تبني دولة جديدة قوامها القانون والطاعة.
واختتم النجار حديثه بالدعوة إلى حوار وطني داخلي حقيقي، تتصدره النخب والمثقفون، قائلا: "لا نحتاج فقط إلى رسائل أمنية وسياسية من الخارج، بل إلى ثقافة وطنية جامعة ومشاريع سياسية شاملة، تُعيد بناء النسيج السوري المتنوع".
كما أشار إلى أهمية بناء العدالة الداخلية، قائلا: "ما يهمنا هو أن يؤمن السوريون بعدالة دولتهم، وأن يحاسب كل من ارتكب انتهاكا وفق القانون، بغض النظر عن انتمائه أو موقعه".
سوريا بين التماسك والانزلاق.. من يملك القرار؟
يتضح من تعقيدات المشهد السوري أن الصراع على القرار العسكري لم يعد مجرد نزاع على الأرض أو السلاح، بل بات اختبارا عميقا لشرعية السلطة، لوحدة الدولة، ولمدى قدرتها على احتواء مكوناتها ضمن مشروع وطني واحد.
وفي ظل تدخلات خارجية متعددة، بين من يدعم الدولة ومن يراهن على الفوضى، تبقى معركة القرار العسكري في سوريا مفتوحة على كل الاحتمالات.
لكن المؤكد أن الدولة، برئاسة الشرع، تسعى إلى ترسيخ خطاب جديد يتجاوز الصدام إلى التفاهم، شرط أن تكون الطروحات داخلية، لا قائمة على التموضع تحت عباءة الخارج.
عودة "حسم".. هل تتجدد تهديدات الإخوان للأمن المصري؟
تعود مصر مجددا إلى واجهة المشهد الأمني بعد إعلان وزارة الداخلية إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف منشآت أمنية واقتصادية في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة.
التحقيقات كشفت أن المخطط تقف خلفه حركة "حسم"، التابعة لجماعة الإخوان في الخارج، وذلك في إشارة خطيرة إلى عودة هذا التنظيم إلى الواجهة بعد فترة من التراجع شبه التام منذ عام 2017.
العملية الأمنية التي نفذتها السلطات المصرية أسفرت عن مقتل إرهابيين كانا متورطين في الإعداد للهجوم. وتثير هذه التطورات عدة أسئلة حول خلفيات عودة "حسم" إلى المشهد، ومدى فاعلية الإجراءات الاستخباراتية والوقائية التي حالت دون وقوع الهجوم.
الرهان الخاسر
في مداخلة مع "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، رأى الباحث المتخصص في شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب منير أديب أن هناك ثلاث مستويات رئيسية لفهم عودة "حسم" إلى الواجهة. الأول يتعلق بالبنية الفكرية للجماعة الأم، جماعة الإخوان، المنحازة تاريخيًا إلى العنف كأداة سياسية. وأشار إلى أن التنظيم أعلن صراحة منذ عام 1938 على لسان مؤسسه حسن البنا استعداده لاستخدام القوة عندما تتعطل الوسائل الأخرى.
أما المستوى الثاني فيتعلق بـ"استلهام التجربة السورية"، إذ يعتقد الإخوان حسب أديب أنهم ربما يستطيعون تكرار سيناريو الفوضى الذي أدى إلى انهيار الدولة في سوريا، ما يفتح لهم الباب لإعادة التموضع والعودة إلى السلطة في مصر، رغم أن السياق المصري مختلف تمامًا من حيث البنية المؤسساتية والقدرة الأمنية والاستخباراتية.
الحسم المصري حاضر
يرى أديب أن الاضطرابات الإقليمية، من حرب غزة إلى حرب السودان، مرورًا بالتوترات في ليبيا واليمن، شكلت بيئة خصبة لحركة "حسم" كي تعيد تفعيل شبكاتها.
أحد القتيلين في عملية بولاق – حسب مصادر أمنية – كان قادمًا من السودان، وهو ما يؤشر إلى الاستفادة من خطوط الفوضى في المنطقة كنقاط عبور وتحشيد وتخطيط.
كما أن ما سماه أديب "الهشاشة الأمنية" في بعض دول الجوار، وتحديدًا ليبيا والسودان، أتاح لجماعات العنف فرصة إعادة الانتشار. غير أن المؤشر الأبرز الذي يؤكد محدودية هذه التهديدات، هو السرعة الفائقة في تعامل أجهزة الأمن المصرية مع المعلومة، ونجاحها في إحباط المخطط قبل تحركه فعليًا على الأرض.
اختبار الخبرة والجهوزية.. لماذا فشل المخطط؟
في قراءته الأمنية، يؤكد أديب أن حركة "حسم" تفتقر إلى الخبرة التنظيمية والميدانية مقارنة بجماعات مسلحة سابقة.
ويضيف أن المعلومات التي تحصلت عليها أجهزة الأمن، وتحديدًا قطاع الأمن الوطني، مكّنت من تحييد الخلية قبل تحركها العملي، وهو ما يكشف عمق النفاذ الاستخباراتي المصري داخل بنية التنظيم.
العملية لم تكن عشوائية. فهي – بحسب المصادر – امتدت على مدى أيام من الرصد والتتبع قبل تنفيذ الضربة الأمنية بدقة، مما يشير إلى وجود بنية معلوماتية فعالة، وأجهزة تحليل ميداني على درجة عالية من الكفاءة، استطاعت تفكيك الشبكة قبل أن تنفذ أي هجوم فعلي.