حملة أمنية تستهدف خلايا إرهابية غربي سوريا/ليبيا.. الاتحاد الأوروبي يحذِّر من التصعيد في طرابلس ويدعو للحوار/ بعد 111 يوماً من إعلان إسرائيل.. "حماس" تؤكد مقتل محمد السنوار
الأحد 31/أغسطس/2025 - 11:59 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 31 أغسطس 2025.
الاتحاد: حملة أمنية تستهدف خلايا إرهابية غربي سوريا
أعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس، إطلاق حملة أمنية استهدفت «أوكاراً تابعة لخلايا إرهابية خارجة عن القانون» في محافظة طرطوس غربي البلاد. وقالت الداخلية السورية، في بيان نشرته على صفحتها بموقع «فيس بوك»، إن «حملة أمنية أطلقتها قيادة الأمن الداخلي في محافظة طرطوس، استهدفت أوكاراً تابعة لخلايا إرهابية خارجة عن القانون، متورطة في تنفيذ هجمات إرهابية على عناصر ومواقع تابعة لقوات الأمن الداخلي، والتي كان آخرها استهداف دورية للأمن الداخلي على أحد مداخل مدينة طرطوس، ما أدى إلى مقتل عنصرين»، مضيفةً أن «الحملة الأمنية لا تزال مستمرة حتى الآن».
وفي سياق آخر، قتل ثلاثة مدنيين إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في ريف حماة الشمالي بوسط سوريا. ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر محلية قولها إن «لغماً من مخلفات النظام السابق انفجر على أطراف قرية البانة شمالي حماة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة ضحايا الألغام ومخلفات الحرب المنتشرة في مناطق متفرقة من سوريا».
كما أصيب ثلاثة أطفال بجروح خطيرة نتيجة انفجار لغم أرضي في منطقة «المضمار» بمدينة تدمر شرقي حمص، بحسب ما ذكرت إدارة المنطقة في منشور بموقع «فيس بوك».
وبلغ عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب السورية 491 شخصاً، بينهم 138 طفلاً و31 سيدة، بالإضافة إلى إصابة 531 آخرين بجراح، بينهم 238 طفلاً و14 سيدة.
الجيش الإسرائيلي يصعد عملياته العسكرية حول غزة
صعد الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية حول مدينة غزة، منهياً توقفاً مؤقتاً لإطلاق النار هناك كان يسمح بتسليم المساعدات، فيما سقط عشرات الضحايا جراء قصف عنيفة، استهدف مختلف مناطق القطاع، وشمل مخبزاً وخياماً للنازحين. وتمضي إسرائيل قدماً في خطتها للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، بدءاً بمدينة غزة، بعد ما يقارب من 23 شهراً من اندلاع الحرب.
وتصاعدت حدة الهجوم على مدينة غزة تدريجياً خلال الأسبوع المنصرم، وقالت إسرائيل إن على المدنيين المغادرة إلى جنوب القطاع.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن 7 جنود أصيبوا جرّاء انفجار عبوة ناسفة في حي الزيتون بمدينة غزة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جندياً واحداً أصيب بجروح متوسطة، بينما أصيب الستة الآخرون بجروح طفيفة في الحادث الذي وقع خلال الليل.
وأضافت أن 5 من الجنود الستة ذوي الإصابة الطفيفة تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفى.
بدوره، ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، أن نحو مليون شخص في شمال قطاع غزة، يواجهون أخطار النزوح، في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة، وتصنيفه المدينة «منطقة قتال خطرة». وأضاف «أوتشا» في بيان: «قرار إسرائيل تصنيف مدينة غزة كمنطقة قتال خطرة سيضاعف المخاطر على حياة السكان، ويعوق وصول عمال الإغاثة، وقدرتهم على تقديم الدعم».
وفي السياق، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أن 1500 مبنى سكني دمره الجيش الإسرائيلي بالكامل في حي الزيتون منذ مطلع أغسطس الجاري.
وأضاف الدفاع المدني، في بيان له، أن لجنة حقوق الإنسان قامت بزيارة مقر الدفاع المدني في محافظة خان يونس، وذلك لأخذ إفادات عدد من المصابين من طاقم الدفاع المدني الناجين من مجزرة مجمع ناصر الطبي، والاستماع إلى شهاداتهم حول ما تعرضوا له من استهداف مباشر خلال أداء واجبهم الإنساني.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة، أمس، وصول 66 ضحية و345 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية من جراء استمرار العدوان الإسرائيلي والقصف المكثف على مدن وأحياء القطاع.
وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية بمقتل 12 شخصاً وإصابة آخرين، بمجزرة إسرائيلية جراء استهداف الطائرات الحربية تجمعاً لخيام النازحين قرب مسجد أبو بكر الصديق بحي النصر غربي مدينة غزة.
وأضافت أن 5 أشخاص ارتقوا وآخرين أصيبوا جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري المساعدات جنوب وادي غزة، وسط القطاع، مشيرة إلى مقتل 4 وإصابة عدد آخر، في قصف إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. كما نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية استهدفت مخبزاً في حي النصر غربي مدينة غزة، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وقالت السلطات الصحية: إن حصيلة العدوان ارتفعت منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 63371 قتيلاً و159835 إصابة. وأضافت أن عدد ضحايا المساعدات الإنسانية الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الماضية بلغ 15 قتيلاً و206 إصابات؛ لترتفع الحصيلة الإجمالية للضحايا إلى 2218 قتيلاً، وأكثر من 16434 إصابة.
ليبيا.. الاتحاد الأوروبي يحذِّر من التصعيد في طرابلس ويدعو للحوار
دعا الاتحاد الأوروبي، أمس، مجدداً جميع الأطراف الليبية إلى ضبط النفس، وتسوية الخلافات عبر الحوار السلمي بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأعرب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، في بيان، عن بالغ القلق إزاء ما وصفه بـ«التطورات الأخيرة المثيرة للقلق الشديد» في العاصمة طرابلس.
وأكد أورلاندو ضرورة تجنب أي خطوات قد تهدد استقرار ليبيا، مشدداً على أهمية الانسحاب الفوري لجميع القوات الأمنية من المناطق السكنية. وأوضح أن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا تقف على أهبة الاستعداد لدعم جهود بعثة الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على السلام وحماية المدنيين من مزيد من المعاناة والدمار. وجدد تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الاستقرار في ليبيا عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية، مشيراً إلى أن الحوار يظل السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات، وتحقيق مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للبلاد.
الخليج: اقتحامات لبلدات الضفة الغربية وعبث استيطاني بالأراضي الزراعية
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، عدة بلدات ومخيمات في الضفة الغربية واعتقلت فلسطينيين وسط إغلاق بلدات ونصب حواجز عسكرية، في وقت يواصل المستوطنون اعتداءاتهم على المناطق الفلسطينية، بينما أعلنت بيانات عشائرية ورسمية فلسطينية رفضها المطلق لخطة إسرائيلية جرى تسريبها تقضي بإقامة «سلطة» في مدينة الخليل تعمل على تكريس الاحتلال.
أغلق الجيش الإسرائيلي، مساء أمس السبت، مدخليْ بلدة حزما، شمال شرق القدس المحتلة، ما تسبب في أزمة مرورية على شارع حزما- عناتا، فيما اقتحمت آليات عسكرية البلدة. كما اقتحمت قوات مخيم الجلزون، شمال مدينة رام الله، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام، دون أن يبلغ عن إصابات. واقتحمت أيضاً بلدات دار صلاح، والعبيدية، والشواورة، وزعترة في محافظة بيت لحم.
وأفادت مصادر أمنية، باعتقال 6 فلسطينيين بينهم أشقاء بعد اقتحام قوات الاحتلال بلدة العبيدية، بينما اقتحمت قوات بلدة تقوع جنوب شرق المحافظة، وداهمت منزل حابس دخل الله أحمد العمور وسلمته بلاغاً لمقابلة مخابراتها.
واقتحمت القوات فجراً بلدة قباطية جنوب جنين بعدة آليات عسكرية، ونشرت فرق المشاة في الشوارع، وداهمت عدداً من المنازل وفتشتها.
واعتقلت القوات، أمس السبت، فلسطينياً من بلدة الظاهرية (جنوب)، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الأسمنتية والسواتر الترابية.
إلى جانب ذلك، أطلق مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، أمس السبت، مواشيهم للرعي في أراضي الفلسطينيين المزروعة بأشتال وأشجار مثمرة، في قرية أم الخير، في مسافر يطا جنوب الخليل. ودرج المستوطنون على هذه الممارسات في محاولة للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين لصالح توسيع المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم جنوب الخليل. كما اقتحم مستوطنون تجمع شلال العوجا البدوي شمال أريحا، وأطلقوا أغنامهم وسط بيوت الأهالي لتخرب ممتلكاتهم.
من جهة أخرى، رفض ممثل عشائر الخليل نافذ الجعبري ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية حول مقترح يقضي بإنشاء «سلطة عشائرية» في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، مقابل اعترافها بإسرائيل ك«دولة يهودية». كما أكد محافظ الخليل خالد دودين، أن «من يراهن على العشائر لتكريس الاحتلال واهم»، مشدداً على أن الخليل «ركن أصيل في المشروع الوطني ولا يمكن فصلها عنه»، وأن الحل الوحيد يتمثل في «إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية». ودعا أبناء المحافظة إلى «نبذ الخلافات وتحصين الجبهة الداخلية».
وكانت وسائل إعلام «إسرائيلية» قد ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد نقاشاً أولياً حول خطة وزير الاقتصاد نير بركات، التي تقضي بفصل الخليل عن السلطة الفلسطينية واستبدالها بكيان عشائري محلي. وتتضمن الخطة وفق التقارير إقامة منطقة صناعية مشتركة بمساحة تتجاوز ألف دونم قرب السياج الأمني، وتشغيل عشرات آلاف العمال الفلسطينيين، مقابل اعتراف الكيان المقترح بإسرائيل «كدولة يهودية».
مليون فلسطيني يواجهون خطر التهجير القسري
اشتدت وطأة الأزمة الإنسانية على مدينة غزة، أمس السبت، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي قصفه وحصاره لأكثر من مليون فلسطيني، فيما تضاربت الأنباء بشأن معركة غير مسبوقة في حي الزيتون، فيما توالت التحذيرات من مغبة تهجير السكان بالقوة.
بعد أن أكَّد الإعلام العبري أن حيي الصبرة والزيتون جنوب شرقي مدينة غزة شهدا مساء الجمعة معارك عنيفة أسفرت عن خسائر بين عناصر الجيش الإسرائيلي وحديث عن أسر أربعة جنود، قبل أن يصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، مساء أمس، نفى فيه الأنباء المتداولة عن وقوع قوة عسكرية في سلسلة من الكمائن.
ووفقاً للجيش الإسرائيلي فإن الأنباء المتداولة حول مقتل وإصابة وأسر جنود إسرائيليين أمس الأول الجمعة في كمين نصبته «كتائب القسام» لقوات الجيش الإسرائيلي في حي الزيتون وسط مدينة غزة، مغلوطة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الجمعة، بوقوع عدة أحداث أمنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة، مشيرة إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود جراء الاشتباكات التي وصفتها بالاستثنائية، فيما أعلنت «القسام» أن عناصرها نصبت كميناً لقوات الجيش الإسرائيلي في حي الزيتون وسط مدينة غزة، أسفر عن سقوط عدد من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية ما جرى بأنه الحدث الأصعب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكَّدت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي وإصابة 11 بجروح خطِرة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن 7 جنود أصيبوا إثر مرور ناقلة جند مدرعة على عبوة ناسفة في حي الزيتون بمدينة غزة. وبعد الأنباء عن فقدان 4 جنود، ذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن الاتصال عاد بهم وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه خلال القتال بحي الزيتون كانت هناك مخاوف من وجود جنود مفقودين وتبين لاحقاً عدم حدوث ذلك وبموازاة ذلك، أفادت مصادر عبرية بأن الجيش الإسرائيلي فعّل ما يعرف ب«بروتوكول هانيبال» لقتل أي جندي قبل وقوعه في الأسر.
وبعد هذه العملية، التي يلفها الغموض، قال مسؤول أمس السبت: إن إسرائيل ستوقف أو تبطئ قريباً وصول المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من شمال قطاع غزة مع توسيع هجومها العسكري وذلك بعد يوم من إعلان مدينة غزة منطقة قتال.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: إن إسرائيل ستوقف عمليات الإنزال الجوي على مدينة غزة في الأيام المقبلة وستقلص وصول شاحنات المساعدات إلى الجزء الشمالي من القطاع، فيما تستعد لإجلاء مئات الآلاف من السكان إلى الجنوب، وفق ما نقلته «أسوشيتد برس».
وصرحت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، بأن إخلاء مدينة غزة جماعياً مستحيل بطريقة آمنة وكريمة في الظروف الحالية، بسبب التدمير الواسع للبنية التحتية والنقص الحاد في الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية.
وأوضحت سبولياريتش، في بيان، أن «مثل هذا الإخلاء سيؤدي إلى نزوح هائل لا يمكن لأي منطقة في غزة استيعابه»، مشيرة إلى أن المدنيين، الذين يعانون صدمات القتال المستمر، غير قادرين على الامتثال لأوامر الإخلاء بسبب الجوع والمرض والإصابات والإعاقات.
وأكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن «القانون الإنساني الدولي يحمي جميع المدنيين، سواء غادروا أو بقوا ويجب السماح لهم بالعودة إلى منازلهم».
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، أمس السبت، 10 وفيات جديدة بينها 3 أطفال، بسبب المجاعة وسوء التغذية، خلال 24 ساعة بين يومي الجمعة والسبت وأفادت المصادر ذاتها، بأن إجمالي ضحايا التجويع وسوء التغذية ارتفع إلى 332، بينهم 124 طفلاً، كما أحصت الوزارة مقتل 66 شخصاً وإصابة 345 خلال الفترة ذاتها، لترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 63371 قتيلاً و159835 إصابة.
من جهتها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس السبت، أن 660 ألف طفل في قطاع غزة خارج مقاعد الدراسة للعام الثالث على التوالي بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي والمتواصلة منذ 23 شهراً.
أضافت الأونروا، في بيان، أن الحرب في غزة هي حرب على الأطفال ويجب أن تتوقف، مشددة على ضرورة حماية الأطفال في جميع الأوقات وعلى حقهم في التعلم وأشارت إلى أن الأطفال في غزة مهددون بأن يصبحوا جيلاً ضائعاً، داعية إلى ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح للأطفال بالعودة إلى مدارسهم وحياتهم.
توغل إسرائيلي بعشرات الآليات في ريف القنيطرة
أطلقت قيادة الأمن الداخلي في محافظة طرطوس، حملة أمنية استهدفت ما وصفتها «أوكاراً تابعة لخلايا إرهابية خارجة عن القانون»، فيما واصلت القوات الإسرائيلية توغلها في الجنوب السوري، حيث دخلت عشرات السيارات المحملة بالقوات الإسرائيلية إلى قرية العشة بريف القنيطرة، بينما أكدت الخارجية السورية، أمس السبت، التزامها بكشف مصير المفقودين وضمان العدالة، لاسيما بعد إنشاء «الهيئة الوطنية السورية للمفقودين»، لمعالجة هذا الملف «بمرجعية مستقلة».
وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان،إن تلك الخلايا متورطة في تنفيذ هجمات إرهابية على عناصر ومواقع تابعة لقوات الأمن الداخلي.
وبينت أن آخر هجمات تلك الخلايا، كان «استهداف دورية للأمن الداخلي على أحد مداخل مدينة طرطوس» في 18 أغسطس/ آب الجاري، ما أدى إلى استشهاد عنصرين.
وأوضحت الوزارة أن الحملة الأمنية لا تزال مستمرة حتى الآن.
من جهة أخرى، دخلت، أمس السبت، عشرات السيارات المحملة بالقوات الإسرائيلية إلى قرية العشة بريف القنيطرة، وعمدت إلى تفتيش عدد من المواقع والمنازل.
وأضافت مصادر أن تلك القوات بدأت بعد ساعات قليلة بالانسحاب والعودة إلى داخل الجولان المحتل.
في سياق آخر،أكدت الخارجية السورية، أمس السبت، التزامها بكشف مصير المفقودين وضمان العدالة، لاسيما بعد إنشاء «الهيئة الوطنية السورية للمفقودين»، لمعالجة هذا الملف «بمرجعية مستقلة».
وشددت الخارجية، فـــي بــيان بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين والمختفين قسراً، الذي يتم الاحتفال به فـــي 30 أغـــسطس من كل عام: على أن «مرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لن يفلتوا من المساءلة، وأن الـعدالة ستظل الأساس الذي تقوم عليه أي معالجة حقيقــيـــة لــهـــذا الملف».
إلى ذلك، غادرت عشرات العائلات، أمس السبت، منازلها في حي تقطنه غالبية علوية قرب دمشق، بعدما هدد مسلحون أفرادها بترك بيوتهم وممتلكاتهم، وفق ما نقل سكان لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد المرصد السوري بأن فصيلاً مسلحاً اقتحم، الخميس، حي السومرية الواقع غرب دمشق مهدداً سكاناً ينتمون إلى الطائفة العلوية بإخلاء بيوتهم خلال يومين من دون السماح لهم بأخذ ممتلكاتهم.
وأورد المرصد أن عمليات إخلاء جرت يومي الخميس والجمعة «تخللها عنف وترهيب عبر استخدام عصي كهربائية لإجبار السكان على الخروج، ما تسبب بحالة فوضى وخوف بين الأهالي، ودفع العديد منهم إلى الهرب فيما بقي آخرون عالقين».
ويقطن حي السومرية بضعة آلاف غالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية، بعضهم في مساكن ضباط مسرّحين ومتقاعدين في جيش النظام السابق.
وفي وقت لم يتناول الإعلام الرسمي هذا الأمر، قال: «تلفزيون سوريا» المقرب من السلطات إن مختار الحي والأهــالي أبلغوا رسمياً من وزارتي الدفاع والداخلية بـ«السماح للسكان بالبقاء في منازلهم وعـــودة من غادروا، وذلك عقب تدخل لجنة الحي واللجنـــة العليا للسلم الأهلي التي تابعت الملف مـــع الجهات المعنية».
تقديرات لبنانية بفشل مهمة المبعوث الأمريكي لـ«حصر السلاح»
تداول الإعلام اللبناني، أمس السبت، في حالة الاستعصاء التي يشهدها موضوع حصرية السلاح، بعد مجاهرة الحكومة الإسرائيلية بعدم استعدادها للقيام بأي خطوة نحو الحل قبل سحب كامل السلاح غير الشرعي، بينما استمر التحليق الاستطلاعي الإسرائيلي المسيّر في أجواء الجنوب اللبناني، أمس، وفق إيقاع أكثر تسارعاً مما هو مألوف. وأعلن الجيش اللبناني تفيك جهاز تجسس إسرائيلي زرع في جنوب لبنان.
ورأى مراقبون على الساحة اللبنانية أن الإعلان الصادر عن الحكومة الإسرائيلية، والمتضمن رفض إسرائيل القيام بأي خطوة نحو الحل قبل سحب كامل السلاح غير الشرعي، يمثل فشلاً لمهمة الموفد الأمريكي توماس باراك، بعدما كانت راجت توقعات عن إمكانية اعتماد نهج الخطوات المتوازية الذي يقوم على تنازلات متبادلة تقدمها كل من إسرائيل و«حزب الله» بما يؤدي إلى لقائهما في منتصف الطريق.
وكان لافتاً في هذا السياق ما نقلته إحدى محطات التلفزة المحلية عن نائب رئيس الحكومة طارق متري أن «الورقة الأمريكية التي حملها باراك قد سقطت، بعدما عاد الموفد إلى لبنان من دون جواب إسرائيلي. ما يعني أن لبنان بات بحل من تلك الورقة». لكنه أوضح في وقت لاحق في تغريدة: «أنا لم أقل أن الورقة الأمريكية سقطت. هذه العبارة قالتها المحاورة. ما قلته أنا أن باراك لم يأت من إسرائيل بأي جديد». وهو ما علق عليه رئيس الحكومة نواف سلام بالقول: «نحن لم نلتزم بالورقة الأمريكية؛ بل بأهدافها بعدما أدخلنا عيها التعديلات التي رأينا أنها تلائمنا، وما زلنا ملتزمين بتلك الأهداف». في غضون ذلك تعقد الحكومة اللبنانية جلسة يوم الجمعة المقبل لمناقشة إجراءات حصرية السلاح على ضوء الخطة التي تقدم بها الجيش بناء على تكليف مجلس الوزراء.
على الصعيد الأمني، أعلن الجيش اللبناني، أمس السبت، تفكيك جهاز تجسس زرعه الجيش الإسرائيلي في مزرعة يارون - بنت جبيل في جنوب لبنان. وأوضح الجيش في بيان أنه ضمن إطار متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسس مموّه ومزود بآلة تصوير زرعه الجيش الإسرائيلي، وعملت الوحدة على تفكيكه. ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى الابتعاد عن الأجسام المشبوهة وعدم لمسها، والتبليغ عنها لدى أقرب مركز عسكري، حفاظاً على سلامتهم.
وحلقت مسيّرات إسرائيلية من دون صوت فوق إقليم التفاح، عين قانا، صربا، حومين الفوقا، كفرفيلا الزهراني.
البيان: بعد 111 يوماً من إعلان إسرائيل.. "حماس" تؤكد مقتل محمد السنوار
أكدت حركة "حماس" مقتل قائدها العسكري في غزة محمد السنوار بعد 111 يوماً من إعلان إسرائيل عن مقتله في غارة في 13 مايو الماضي.
ونشرت "حماس" صورة محمد السنوار مع صور قادة آخرين في الحركة، ووصفتهم بأنهم "القادة الشهداء الأطهار": وهم إسماعيل هنية، يحيى السنوار، محمد الضيف، مروان عيسى، باسم عيسى، رافع سلامة ورائد ثابت.
ومن المتوقع أن يخلف عز الدين الحداد، محمد السنوار في قيادة الجناح المسلح لـ "حماس" في جميع أنحاء القطاع.
محمد السنوار من مواليد العام 1975 وهو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، قائد حماس الذي شارك في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، وقتلته إسرائيل في 16 أكتوبر من عام 2024.
حاولت إسرائيل استهداف محمد السنوار على الأقل خمس مرات، كما ارتبط اسمه بعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وبأدوار عسكرية في حرب غزة الحالية.
تمت ترقيته إلى المراتب العليا في الحركة بعد وفاة شقيقه.
إعلان الاغتيال
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه عثر على جثة محمد السنوار في مسار النفق تحت الأرض الواقع أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس في جنوب قطاع غزة، وتحقق من هويتها، وذلك بعد أيام من إعلان إسرائيل أنها اغتالته في غارة جوية.
وأشار الجيش الاسرائيلي الى أن العثور على الجثة جرى "في عملية دقيقة" نفذها مع جهاز الشاباك، مشيراً الى أن السنوار "تمت تصفيته" بغارة جوية في 13 مايو، مع آخرين بينهم محمد شبانة، قائد لواء رفح في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس.
وقاد العملية الموجهة استخباراتياً الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، وشارك فيها لواء غولاني، ووحدة النخبة "ياهلوم"، وقوات استخباراتية أخرى، بحسب التقرير.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه عُثر على بنية تحتية تحت الأرض، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى مهمة "من بينها مراكز قيادة، ومخابئ أسلحة، ومواد استخباراتية إضافية".
وام: أمين عام مجلس التعاون يرحب بإدانة وزراء خارجية أوروبيين الهجوم الإسرائيلي
رحب معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالبيان الصادر عن وزراء خارجية آيسلندا وإيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، الذي أدان الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وإعلان القوات الإسرائيلية عن وجود دائم في مدينة غزة.
وشدد الأمين العام، في بيان اليوم، على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بجميع دوله ومؤسساته، بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف الانتهاكات الخطيرة والوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لافتا إلى أن هذه الانتهاكات تؤكد خرق القوات الإسرائيلية جميع القوانين والمعاهدات الدولية والأممية التي أقرها المجتمع الدولي للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وجدد معاليه التأكيد على الموقف الثابت والدائم لمجلس التعاون في التصدي لهذه الانتهاكات، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية.
الشرق الأوسط: الجيش الإسرائيلي يعلن قصف «بنى تحتية» لـ«حزب الله» في جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، أنه قصف «بنى تحتية عسكرية» تابعة لـ«حزب الله» في منطقة الشقيف في جنوب لبنان.
وقال الجيش، في بيان، إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أغارت على بنى تحتية عسكرية، من بينها بنى تحتية تحت أرضية في موقع تابع لمنظمة «حزب الله»، حيث تمَّ رصد نشاط عسكري في منطقة الشقيف بجنوب لبنان.
وأوضح أن وجود هذا الموقع والنشاط فيه يُشكِّلان خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، مشدداً على أن الجيش «سيواصل العمل على إزالة أي تهديد عن دولة إسرائيل».
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن قصفاً إسرائيلياً «عنيفاً» استهدف منطقة في النبطية جنوب البلاد.
وأوضحت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن الطيران الإسرائيلي شنَّ غارتين على مناطق: علي الطاهر، وخراج كفرتبنيت، والنبطية الفوقا؛ ما أدى إلى اهتزاز المنازل المجاورة.
يسري في لبنان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل و«حزب الله»، تحوَّل إلى مواجهة مفتوحة اعتباراً من سبتمبر (أيلول). ورغم ذلك، فإن الدولة العبرية تشنّ باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
ونصَّ وقف إطلاق النار على انسحاب «حزب الله» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).
كما نصَّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدَّمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
المنفي يبحث مع الدبيبة وقيادات عسكرية تهدئة التوتر في طرابلس
عقد المجلس الرئاسي في ليبيا اجتماعاً موسعاً برئاسة محمد المنفي، وحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وعدد من القيادات العسكرية والاجتماعية لتهدئة حدة التوتر في العاصمة طرابلس، وذلك وفق ما ذكرته قناة تلفزيون (ليبيا الأحرار).
يأتي الاجتماع وسط تصاعد القلق من مواجهات مسلحة في العاصمة، بعد إعلان مصادر أمنية أن نحو ألف آلية مسلحة بين مصفحة ومدرعة وناقلة جنود وصلت من مصراتة إلى طرابلس خلال يومي الخميس والجمعة.
وفي وقت لاحق، قال تلفزيون المسار الليبي إن المنفي والدبيبة توصلا إلى إطار عام للتوافق على تعزيز الاستقرار في البلاد، وإن الجهود جارية الآن لصياغة اتفاق نهائي بين الجانبين.
وفي وقت سابق من اليوم، عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق إزاء استمرار حشد القوات والأسلحة الثقيلة حول طرابلس ووصفته بأنه تطور خطير.
ودعت البعثة في بيان كافة الأطراف الليبية لمواصلة الحوار لحل المسائل محل الخلاف في أقرب وقت وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب تصعيد التوتر أو تعريض حياة المدنيين للخطر.
وحذرت البعثة الأممية من أن أي عمل ينطوي على استخدام القوة قد يؤدي إلى حدوث مواجهات عنيفة، وحثت السلطات على ضمان عدم وقوع أي اشتباكات.
وشددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على أنها مستمرة في دعم جهود الوساطة وتعمل مع الأطراف الرئيسية لمعالجة التحديات وضمان تماسك الهدنة.
«حميدتي» يؤدي اليمين رئيساً للحكومة الموازية في السودان
أفاد تحالف السودان «تأسيس» يوم السبت، بأن قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدّى اليمين رئيساً للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية بالسودان. وكان تحالف «تأسيس» قد أعلن تشكيل مجلس رئاسي لحكومة انتقالية برئاسة حميدتي خلال اجتماع في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور في يوليو (تموز) الماضي، واختيار محمد التعايشي رئيساً للحكومة الانتقالية.
وأعلن التحالف تعيين عبد العزيز آدم الحلو رئيس «الحركة الشعبية»، نائباً لرئيس المجلس الرئاسي.
على صعيد آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش لوقف فوري لإطلاق النار في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور؛ حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين تحت الحصار منذ أكثر من عام، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك وتبادل القصف المدفعي وقصف الطيران المسيّر، الذي يزهق أرواح عشرات المدنيين يومياً، في حين تتقدم «قوات الدعم السريع» باتجاه مناطق سيطرة الجيش وحلفائه ومقر «الفرقة السادسة مشاة» التابعة له.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في نشرة صحافية، إن غوتيريش أعرب عن «فزعه من الهجمات المتواصلة» التي تشنّها «قوات الدعم السريع» على المدينة، التي تحوَّلت إلى بؤرة قتال دامية مع الجيش و«الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023.
وتشهد مدينة الفاشر منذ أسابيع قصفاً شبه متواصل واقتحامات متكررة لمعسكر «أبو شوك» للنازحين المجاور؛ حيث حذّرت تقارير من أوضاع شبيهة بالمجاعة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكانت الأمم المتحدة قد أكَّدت أن ما لا يقل عن 125 مدنياً قُتلوا منذ 11 أغسطس (آب) في المنطقة، بينهم ضحايا لعمليات إعدام ميداني، مشيرة إلى أن الأعداد الحقيقية مرشحة لأن تكون أكبر.
وأضاف دوجاريك: «الأمين العام قلق للغاية من المخاطر الجسيمة لانتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الانتهاكات ذات الدوافع العرقية».
عراقيل الإغاثة
وفي الأثناء، أعلنت وكالات الإغاثة أن قوافل المساعدات تواجه عراقيل لدخول المدينة؛ حيث تنتظر عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات في مدينة نيالا بجنوب دارفور، كما أشار دوجاريك إلى أن الأشهر الماضية شهدت اعتداءات متكررة على العاملين في المجال الإنساني وممتلكاتهم بشمال دارفور.
وجدّد غوتيريش مناشدته الأطراف المتحاربة «اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودائم، والسماح للمدنيين الراغبين في مغادرة المنطقة بالقيام بذلك بأمان».
في غضون ذلك، يواصل مبعوث الأمين العام الشخصي إلى السودان، رمطان لعمامرة، اتصالاته مع الطرفين المتحاربين، مؤكداً استعداده لدعم أي جهود جادة لوقف العنف وإطلاق عملية سياسية شاملة، تعكس تطلعات الشعب السوداني.
القتال اليومي
ميدانياً، أصبح القتال في مدينة الفاشر «حالة يومية»، وظلّت المدينة تشهد موجات هجوم عنيفة على مدار الأسبوع، بين «قوات الدعم السريع» المهاجمة، والجيش وحلفائه المدافعين عن المدينة، وهي الأخيرة التي تبقت تحت سيطرتهم في إقليم دارفور الشاسع.
وفي حين يستمر القصف المدفعي من قبل «قوات الدعم السريع»، وقصف الطيران المسيّر والمدفعي من قبل الجيش، تُشير التقارير إلى أن يوم الجمعة، شهد أعنف عمليات قصف على المدينة. وقال شهود إن أكثر من 400 قذيفة مدفعية أُطلقت في أنحاء متفرقة من المدينة وخلّفت أعداداً كبيرة من الجرحى، وسط نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية.
ويعيش داخل الفاشر عشرات الآلاف من المواطنين يعانون الجوع وتفشي وباء الكوليرا ونقصاً حادّاً في مياه الشرب النظيفة والدواء والكوادر الطبية، ما جعل مخيمات اللاجئين حول المدينة تتحوّل إلى بؤر للموت جوعاً، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن.
واضطر مئات الآلاف للنزوح مجدداً إلى مخيمات جديدة، خصوصاً في منطقة طويلة التي تبُعد نحو 90 كيلومتراً شمال شرقي الفاشر، وسط مخاطر قد تصادفهم في الطريق، وهو الأمر الذي وصفته منظمة الأمم المتحدة للطفولة الـ«يونيسف» في آخر تقاريرها بأنه «بؤرة لمعاناة الأطفال».
أكل علف الحيوان
وتتناقل منصات التواصل الاجتماعي لقطات لعائلات تتشارك وجبات قليلة من الطعام في المطابخ الجماعية المعروفة محلياً باسم «التكايا»، في حين لا يجد مواطنون آخرون طعاماً سوى العلف الحيواني المعروف في المنطقة بـ«الأمباز»، وهو مخلفات عصر زيوت الفول والسمسم.
ورغم الهجمات المتواصلة والسعي المحموم من قِبَل «قوات الدعم السريع» لإكمال السيطرة على المدينة، فإن الجيش وحلفاءه يؤكدون استعدادهم للقتال حتى النهاية.
وقالت مصادر محلية إن مدينة الفاشر تشهد اشتباكات بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، بالقرب من قيادة «الفرقة السادسة مشاة»، و«السلاح الطبي»، ووزارة التخطيط العمراني للإقليم، والمنزل الرئاسي، وذلك في إشارة لتقدم لافت لتلك القوات باتجاه المواقع العسكرية التابعة للجيش؛ حيث تتمركز قواته إلى جانب حلفائه من الحركات المسلحة المؤيدة له، والمعروفة باسم «القوة المشتركة».
من جهتها، قالت «لجان مقاومة الفاشر»، وهي تنظيمات مدنية شبابية، في منشور على منصة «فيسبوك»: «نخبركم بشيء واحد، نحن سنبقى هنا نقاوم وحدنا، وسنكتب آخر منشور، وسنُطلق آخر طلقة، ولكننا لن نرحل ولن نسقط».
ويؤكد المنشور المؤيد للجيش أن أهل الفاشر «مستعدون للقتال حتى النهاية»، لاعتبارات استراتيجية ورمزية، في حين يرى محللون أن المدينة إذا سقطت فسيُحدث ذلك تحولاً جوهرياً في موازين الحرب لصالح «قوات الدعم السريع»، فيما يعني صمودها مزيداً من التعقيدات في الحرب السودانية.
وتُعد السيطرة على هذه المدينة الجائزة الكبرى لـ«قوات الدعم السريع»؛ لأنها تعني إخضاع إقليم دارفور بالكامل، وربط مناطق نفوذها غرباً وجنوباً وشمالاً. أما الجيش وحلفاؤه فيعدّونها خط الدفاع الأخير عن وجود الحكومة في الإقليم، وأن خسارتها تفتح الباب أمام تهديدات جديدة في البلاد، ما يجعل من معركة الفاشر ليست اختباراً للقوة فحسب، بل لقدرة المجتمع الدولي على منع تكرار مأساة دارفور القديمة.