إسرائيل تدرس ضم الضفة الغربية/عودة حرب المسيّرات في السودان/طرابلس الليبية تسابق الزمن لاحتواء اندلاع حرب بين «الوحدة» و«الردع»/"شبح القسام".. اسم أخير باق من مهندسي 7 أكتوبر تلاحقه إسرائيل
الإثنين 01/سبتمبر/2025 - 11:39 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 1 سبتمبر 2025.
الاتحاد: إسرائيل تدرس ضم الضفة الغربية
قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن إسرائيل تدرس ضم الضفة الغربية المحتلة في رد محتمل على اعتراف فرنسا ودول أخرى بدولة فلسطينية، وذكر مسؤول إسرائيلي آخر أن الفكرة ستحظى بقدر أكبر من النقاش.
ومن غير الواضح أين سيُطبق أي إجراء من هذا القبيل على وجه التحديد ومتى، سواء في المستوطنات الإسرائيلية فقط أو في بعضها أو في مناطق محددة من الضفة الغربية مثل غور الأردن، وما إذا كانت أي خطوات ملموسة ستعقب المناقشات.
ولم يرد متحدث باسم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على طلب للتعليق على ما إذا كان ساعر قد ناقش هذه الخطوة مع نظيره الأميركي ماركو روبيو خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي. ولم يرد مكتب نتنياهو بعد على طلب للتعليق على ما إذا كان رئيس الوزراء يدعم الضم، وإذا كان الأمر كذلك، فأين المناطق التي ستضمها إسرائيل.
وقالت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في عام 2024 إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ومنها الضفة الغربية والمستوطنات هناك، غير قانوني ويجب إنهاؤه في أسرع وقت ممكن.
البيان: وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد: مقتل أبوعبيدة
أفادت القناة 14 الإسرائيلية، الأحد، أن المؤسسة الأمنية تلقت تأكيداً نهائياً بشأن اغتيال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، المعروف باسم أبو عبيدة، وذلك في أعقاب هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة يوم أمس.
كما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى إلى أن إسرائيل قد نجحت في تصفية أبو عبيدة أحد أبرز الوجوه الإعلامية للجناح العسكري لحماس، والذي ظل متواريا عن الأنظار لسنوات طويلة، ولعب دورا محوريا في بث الرسائل العسكرية خلال التصعيد مع إسرائيل وفق سكاي نيوز.
خلال الـ 24 ساعة الماضية تواردت أنباء متضاربة عن مقتل "أبوعبيدة" المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، ولم تؤكد الحركة الأمر، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى استهداف الجيش الإسرائيلي أبو عبيدة أمس لكن بانتظار النتائج.
وبحسب قناة "العربية" فإن مصادر فلسطينية أفادت بمقتل أبو عبيدة مع أطفاله في غارة جوية، وكانت في شقة استأجرتها عائلته قبل أيام فقط.
وأفاد مصدر لقناة العربية بأن "أبو عبيدة" قُتل مع من كانوا معه، وتم التعرف عليه من قبل عائلته ومسؤولين كبار في التنظيم.
وبحسب موقع معاريف استخدم الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بقيادة القيادة الجنوبية وتوجيهات مديرية الاستخبارات العسكرية، أمس طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لقصف مبنى كان يقيم فيه أبو عبيدة، وقدّر الجيش الإسرائيلي نجاح عملية إحباط العملية، وتم تصفية المتحدث، بينما نفت "حماس" هذه المزاعم.
ووفق التقارير الواردة من قطاع غزة، فقد نُفذ الهجوم على طابقين من مبنى قرب تقاطع التايلندي، بالقرب من استاد فلسطين، وأفادت التقارير بمقتل سبعة أشخاص وإصابة العشرات نتيجة الهجوم.
وأصدرت حماس بياناً رداً على ذلك الاستهداف قائلة: "إن قصف الاحتلال لعمارة سكنية في حي الرمل غرب مدينة غزة هو استمرار للتدمير والتصعيد بهدف إجبار المدنيين على إخلاء المدينة. وهذا جزء من مخططات الاحتلال لتدمير مدينة غزة وتهجير سكانها قسرًا، ندعو المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف العدوان واتخاذ إجراءات رادعة ضد الاحتلال وتقديم قادته للعدالة على جرائمهم".
إسرائيل تؤكد استهدافه
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو، اليوم، إن الجيش الاسرائيلي استهدف "أبو عبيدة"، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس".
وأضاف نتانياهو، خلال اجتماع الحكومة، إن "الجيش يتحقق من استهداف أبو عبيدة وننتظر نتائج الهجوم".
وبحسب قناة القاهرة الإخبارية ذكرت "القناة 12" العبرية، إن "لدى إسرائيل مؤشرات تُفيد بأن أبو عبيدة تم تصفيته بالفعل، لكن في هذه المرحلة لا يوجد تأكيد نهائي".
وأفاد موقع "واي نت" العبري، نقلًا عن الجيش الاسرائيلي، بأن المعلومات المتعلقة بحالة أبو عبيدة لا تزال قيد الفحص لكن التقديرات تشير إلى إصابته بجروح خطيرة.
إلى ذلك أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن إسرائيل تنتظر تأكيدًا استخباراتياً بشأن نجاح اغتيال "أبو عبيدة" الناطق باسم "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، جراء استهدافه بغارة جوية من الجيش الاسرائيلي في مدينة غزة.
الشرق الأوسط: عودة حرب المسيّرات في السودان
تصاعدت حرب الطائرات المسيّرة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، مجدداً، وبوتيرة أعنف، وذلك بعد توقف متقطع خلال الأشهر الماضية، متزامنة مع أداء «المجلس الرئاسي» الذي شكله «تحالف السودان التأسيسي»، المدعوم من «قوات الدعم السريع»، اليمين الدستورية في نيالا، وإعلان حكومة «السلام» الموازية.
واستهدفت طائرة مسيّرة، يعتقد أنها تابعة للجيش، مستوصف «يشفين» في نيالا التي يتخذ منها تحالف «تأسيس» عاصمة له، ما أدى إلى مقتل مدنيين، بينهم أربع نساء، وإصابة عشرات من «قوات الدعم السريع». كما قصفت مسيّرات «مستشفى الشهيد بركة الله»، شرق نيالا، بعد أقل من ساعة من استهداف مستوصف «يشفين»، حسب مصادر إعلامية في دارفور.
من جهته، أكد الجيش السوداني في بيان مقتل 5 مدنيين من أسرة واحدة في بلدة «أولاد الشريف» بولاية شمال كردفان، نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع».
إعلام ليبي: إخلاء أحياء وإغلاق شوارع بعد انفجارات بمخزن ذخيرة في مصراتة
ذكرت صحيفة «الساعة 24» الليبية، يوم الأحد، أن سلسلة انفجارات ضخمة وقعت بمخزن ذخيرة بمنطقة السكيرات في مصراتة، لكن لم ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا.
وقالت الصحيفة إن السلطات الأمنية أغلقت جميع الشوارع المؤدية لموقع الانفجار، مع وصول سيارات الإسعاف إلى الموقع.
وذكر تلفزيون «المسار» الليبي بدوره أن الأجهزة الأمنية في مصراتة قامت بإخلاء الأحياء السكنية والأماكن العامة القريبة من موقع الانفجار.
طرابلس الليبية تسابق الزمن لاحتواء اندلاع حرب بين «الوحدة» و«الردع»
مع استمرار حالة التوتر الأمني في العاصمة الليبية طرابلس وسط تحشيدات عسكرية متزايدة، سعى المجلس الرئاسي لإقناع حكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة بتجنب اندلاع حرب جديدة، وذلك بعدما أعلنت وزارة دفاع «الوحدة» موافقة «جهاز الردع» على الإطار العام لشروط الحكومة.
واستمر التحشيد العسكري عبر دخول المزيد من الميليشيات المسلحة القادمة من مصراتة، غرب البلاد، إلى طرابلس، فيما أعلن «اللواء 444» التابع لحكومة لـ«الوحدة» النفير في كامل طرابلس وطلب من عناصره التوجه للمعسكرات.
وفي ظل هذه التحركات، أكدت «لجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية» بالمجلس الرئاسي على «التزامها الكامل بمهامها المقررة في تعزيز الاستقرار ودعم المسار الأمني والعسكري تحت إشراف المجلس».
وشددت اللجنة في بيان أصدرته الأحد «على التمسك بمبدأ الشرعية في كافة التحركات العسكرية والأمنية، وأن أي نشاط خارج الأطر الرسمية يعد مخالفة جسيمة للقوانين والاتفاقات النافذة»، مشيرة إلى «أهمية الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار باعتباره أساساً للحفاظ على الأرواح والممتلكات، وضمان استمرار العملية السياسية والأمنية».
ودعت جميع الوحدات والتشكيلات العسكرية والأمنية إلى «الانضباط، وتجنب أي تصرفات أحادية قد تهدد أمن المواطنين أو تعرقل جهود الترتيبات الأمنية»، لافتةً إلى «ضرورة عودة جميع القوات والوحدات إلى مناطقها ومعسكراتها، والامتناع عن أي تمركز أو انتشار غير مشروع داخل المدن أو خارج نطاق التكليفات الرسمية».
وطمأنت اللجنة الرأي العام «بإعلان اتخاذها جميع الإجراءات اللازمة، وأنها على تواصل مستمر مع الشركاء المحليين والدوليين لدعم الاستقرار في كافة أنحاء البلاد».
مباحثات ولقاءات
في السياق نفسه، بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، بصفته «القائد الأعلى للجيش الليبي»، مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» عن المنطقة الغربية المستجدات المتعلقة بالأوضاع العسكرية والأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى جهود التهدئة الهادفة لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، والعمل على تنفيذ استمرار وقف إطلاق النار في كافة أنحاء البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة»، في وقت سابق الأحد، موافقة «جهاز الردع» برئاسة عبد الرؤوف كارة، عبر وساطة للمجلس الرئاسي، على الإطار العام للشروط الموضوعة من قبل الحكومة، مؤكدة أن «التنفيذ الفعلي لبنود الاتفاق سيبدأ خلال 24 ساعة من توقيع محضر رسمي بالخصوص».
غير أن «قوة فرض القانون» التابعة لوزارة الدفاع أشارت في بيانها إلى أن «جهاز الردع سبق ووقع اتفاقاً مماثلاً في أغسطس (آب) 2025، لكنه لم يلتزم بتنفيذه، الأمر الذي يثير شكوكاً حول جدية التزامه الحالي».
وهددت بأن أي تعنت أو تعطيل من جانب «الردع» سيُواجَه بإجراءات عسكرية «حاسمة ومباشرة وبكامل القوة»، لحماية أمن العاصمة وصون هيبة الدولة، مؤكدة أن هذه الخطوات تأتي في إطار واجبها حماية الوطن والمواطن وضمان استقلالية المؤسسات الأمنية والعدلية. ومن بين الشروط إخلاء قاعدة معيتيقة التي يسيطر عليها «الردع».
وقبل ساعات من صدور هذا البيان، ترأس المنفي مساء السبت اجتماعاً موسعاً بحضور الدبيبة، وعدد من القيادات العسكرية والاجتماعية.
وقال مكتب الإعلام الرئاسي إن الاجتماع «استهدف تهدئة الأوضاع في العاصمة طرابلس»، لافتاً إلى أنه «تم التوصل إلى إطار توافقي مع الدبيبة لتعزيز الاستقرار وتفعيل العمل المؤسسي».
ولم يفصح مكتب المنفي عن تفاصيل هذا الاتفاق، لكنه أشار إلى أنه «يراعي في بنوده المعايير الدولية والتشريعات النافذة»، وقال إنه «تجري الآن صياغة اتفاق نهائي تمهيداً لتحديد مواعيد ومراسم توقيعه».
نفي أحاديث
كان «جهاز الردع» قد نفى السبت التوصل لأي اتفاق مع حكومة الدبيبة، وقال مصدر بالجهاز لوسائل إعلام محلية «إنه لا علم له بأي شروط»، واعتبر أن المتداول إعلامياً في هذا الشأن «عارٍ تماماً عن الصحة».
من جانبها، نفت البعثة الأممية مغادرتها العاصمة طرابلس تحسباً لخروقات أمنية، وفقاً لما أعلنه المتحدث باسمها محمد الأسعدي لوسائل إعلام محلية، مؤكداً استمرارها في عملها كالمعتاد لدعم الشعب الليبي ومؤسساته.
كما نفى مدير مطار معيتيقة الدولي إبراهيم فرطاس ما أشيع بشأن إخلاء المطار ومطالبة الموظفين بالمغادرة، مؤكداً أن «العمل داخل المطار يسير بشكل طبيعي ودون أي عراقيل».
وفي الإطار، نفت إدارة مستشفى معيتيقة العسكري ما تردد عن إخلائه من المرضى، وأكدت في بيان أصدرته السبت أنه يواصل أداء مهامه الطبية والإنسانية بصورة طبيعية.
من جهته، أعرب المجلس الاجتماعي بالمنطقة الغربية عن بالغ القلق إزاء التهديدات والتحركات العسكرية التي تستهدف العاصمة، مؤكداً في بيان أن طرابلس هي عاصمة كل الليبيين وليست ملكاً لطرف دون آخر.
وعدَّ المجلس أي اعتداء على طرابلس بمثابة اعتداء على كل ليبيا، وخلص إلى أن «طرابلس خط أحمر»، مؤكداً أن أهالي المنطقة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة لجر العاصمة إلى أتون الحرب والفوضى.
اجتماع بأعيان وحكماء الساحل الغربي
وفي إطار مناقشة المستجدات الأمنية والعسكرية التي تشهدها المنطقة الغربية عموماً، ومدينة طرابلس على وجه الخصوص، استقبل المنفي، يوم الأحد، وفداً من أعيان وحكماء مناطق الساحل الغربي، وذلك بمقر المجلس في العاصمة طرابلس.
وتطرق اللقاء إلى أهمية احتواء الأزمة عبر تعزيز قنوات التواصل والتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك في إطار مساعٍ حثيثة لنزع فتيل المواجهات وتجنيب العاصمة ويلات الصراع.
وثمّن وفد الأعيان والحكماء المساعي الرامية لتحقيق الاستقرار، معربين عن تأييدهم التام لمسار التهدئة ومبادرات تثبيت وقف إطلاق النار، ومؤكدين ضرورة توحيد الجهود لمعالجة التحديات الراهنة وتغليب صوت العقل والحكمة، حفاظاً على أمن الوطن وسلامة المواطنين.
كما شدد الوفد على أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس واحترام تعهدات وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد جدد تأكيده على محاسبة المسؤولين عن أي اعتداءات تستهدف المدنيين أو تعرقل مسار السلام.
العربية نت: "شبح القسام".. اسم أخير باق من مهندسي 7 أكتوبر تلاحقه إسرائيل
لم يبق سوى اسم واحد على قائمة قادة حماس المطلوبين في غزة، بعد إعلان استهداف المتحدث العسكري باسم حركة حماس، أبو عبيدة، في غارة إسرائيلية بقطاع غزة، والمطلوب الأخير وهو عز الدين الحداد، قائد لواء مدينة غزة، وفق مصادر إسرائيلية.
وأوردت صحيفة معاريف العبرية، نقلاً عن أجهزة الأمن الإسرائيلية قولها إن الحداد بات الهدف المركزي المتبقي على قائمة الاغتيالات التي تشرف عليها شعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك). وإلى جانبه، هناك قيادات أخرى لحماس في الخارج، تؤكد مصادر أمنية أن متابعتهم تقع تحت إشراف الموساد وبقرار سياسي من المستوى الأعلى.
وكان أبو عبيدة يُعتبر واجهة إعلامية محورية للحركة وذراعاً دعائية قوية لها، إذ ارتبط اسمه بالبيانات العسكرية منذ سنوات، كما لعب دوراً محورياً في حملات الحركة السياسية والإعلامية، وهو ما جعل تصفيته – وفق التقديرات الإسرائيلية – ضربة على مستوى "الوعي العام" داخل غزة وخارجها.
وعقب تأكيد حركة حماس مقتل محمد السنوار، الذي كان القائد الأبرز لكتائب القسام الذراع المسلحة للحركة، لم يبقَ عملياً من الأسماء المعروفة في الكتائب، أو ممن شاركوا في التخطيط والعمل لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 سوى قائد لواء مدينة غزة، عز الدين الحداد، الذي تلاحقه إسرائيل أيضاً.
وخلال الحرب المتواصلة في غزة، تمكنت إسرائيل من اغتيال قائد القسام محمد الضيف، ومحمد السنوار القائد الميداني للكتائب، ومروان عيسى نائب الضيف.
وعلى مستوى قادة الأولوية، فقد قتلت إسرائيل أيضاً؛ أحمد الغندور قائد الشمال، وأيمن نوفل قائد لواء الوسطى، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس، ومحمد شبانة قائد لواء رفح، وجميعهم كانوا يشكلون المجلس العسكري المصغر لـ"القسام"، إلى جانب الحداد. ولذا يمكن القول إن الحداد أيضاً هو آخر رموز "السابع من أكتوبر" المتبقين على قيد الحياة.
وكتب آفي أشكنازي، المعلق الأمني في صحيفة "معاريف"، أن اسم الحداد يظهر حاليّاً على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية "قائمة انتقام 7 أكتوبر".
وأردف: "لم يتبقَ الآن سوى اسم واحد على قائمة كبار شخصيات (حماس) في غزة الذين قادوا وأداروا (7 أكتوبر)؛ عز الدين الحداد، قائد لواء مدينة غزة". وإلى جانب الحداد، يوجد آخرون، لكن جميعهم يقيمون الآن خارج غزة.
من هو عز الدين الحداد؟
لا تتوفر معلومات كافية عن الحداد ونشأته، لكن وسائل إعلام فلسطينية، تقول إنه سبب "صداعا" للجيش الإسرائيلي بعد أن فشل في اغتياله مرات عدة، كان أولها خلال حرب 2008.
وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف منزله ثلاث مرات في 2008 و2012 و2021، وداهمه أيضا خلال الحرب الجارية، وعثر على صور تجمعه بقادة بارزين في حركة حماس وجناحها العسكري.
وتؤكد وسائل الإعلام الفلسطينية أن الحداد قاد المقاتلين في المنطقة الشرقية من مدينة غزة في حرب 2008، قبل أن يتولى قيادة لواء "القسام" جنوبي غزة في حرب 2012، وهو المنصب الذي استمر فيه خلال ما يعرف بـ"معركة سيف القدس" عام 2021 إلى جانب قيادة "الدعم القتالي" في جميع أنحاء القطاع.
كما تشير تقارير أخرى إلى أن عز الدين الحداد، أدى دورا بارزا في تنظيم "مجد" داخل كتائب القسام، المسؤول عن ملاحقة العملاء والجواسيس الذين يتعاملون مع إسرائيل.
ولد الحداد المعروف بكنية "أبو صهيب" عام 1970 في غزة، وانضم إلى حركة حماس مع بداية تأسيسها عام 1987، وفوراً التحق بكتائب "القسام"، وترقى فيها من مقاتل عادي إلى قائد فصيل في لواء غزة، ثم قائد كتيبة، ثم قائد اللواء نفسه عام 2021 بعد اغتيال قائد لواء غزة السابق باسم عيسى، إلى أن بات قائد "القسام" الآن.
خلال فترات عمله، كان الحداد عضواً في جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس، المكلف بملاحقة المتعاونين مع إسرائيل.
يحمل الرجل لقب "شبح القسام"، وهو لقب أطلقته وسائل إعلام إسرائيلية لقدرته على التخفي والنجاة من عدة محاولات اغتيال.
حاولت إسرائيل قبل الحرب الحالية وأثناءها اغتياله أكثر من مرة، وقصفت منزله في معظم الحروب السابقة، ورصدت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 مكافأة، قدرها 750 ألف دولار مقابل أي معلومات تقود إليه.
وأثناء محاولة تعقبه، قتلت إسرائيل ابنه البكر صهيب، بداية العام الحالي، في غارة على مدينة غزة، كما قتلت ابناً آخر له، ولم يُشاهد خلال تشييعهما.
كان على تواصل مع قيادات القسام، وعُرف عنه أنّه وجّه بشكل مباشر إلى جانب القادة الآخرين القلائل في القسام، هجوم 7 أكتوبر، وقبله أشرف على عملية صناعة قذائف "الياسين 105"، وأمر بزيادة إنتاجها.
ظهر في الهدنة الأخيرة في قطاع غزة في تسجيلات، أكّد فيها حتمية انتصار المقاومة، لكنه عاد واختفى مع استئناف الحرب، قبل أن ينشر الجيش الإسرائيلي في يوليو (تموز) الماضي صوراً جديدة زعم أنها أظهرته متنكراً.
ثعلب الكتائب
ويفضل مناصرو حماس وعناصر القسام وصفه بـ"ثعلب الكتائب"، كما معروف عنه، بحسب تقارير نشرت في "وول ستريت جورنال"، ومواقع إسرائيلية، أنه ضليع في التخفي والتواري عن الأنظار، ويتحدث اللغة العبرية بطلاقة.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن تقارير استخبارية أن الحداد، قبل ساعات من الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر 2023، أو ما عرف بـ "طوفان الأقصى" استدعى القادة التابعين له، وسلّمهم ورقة طُبع عليها شعار "كتائب القسام"، كُتب عليها: "إيماناً بالنصر الحاسم، وافقت قيادة الألوية على إطلاق العملية العسكرية الكبرى (طوفان الأقصى) توكلوا على الله، قاتلوا ببسالة، واعملوا براحة ضمير".
وقال أسير إسرائيلي مفرج عنه، لم يتم ذكر اسمه، لوسائل إعلام عبرية، إنه "التقى الحداد 5 مرات في غزة، حتى إنه بات في نفس الشقة التي كان يقيم فيها، وأخبر الحداد الأسير ومن معه أنه مسؤول عن جميع الأسرى".
وبحسب الأسير السابق، فإن الحداد "كان مهتماً بشأن الطريقة التي سيصف بها الأسرى معاملتهم لهم. وعندما أخبره الأسير أن بعض حراسهم أفضل من غيرهم"، ردّ الحداد: "هذه هي الحياة. هناك أناس طيبون، وهناك أناس أشرار".
بعد أن أكد الجيش، في نهاية مايو (أيار)، مقتل محمد السنوار، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قادة حماس المتبقين في غزة والخارج، وقال كاتس: "عز الدين الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج، وجميع شركائهما في الجريمة، أنتم التالون".
وفقاً لمصادر في الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، فإن عز الدين الحداد مدرج بالفعل على قائمة الأهداف لدى إسرائيل في اللحظة الراهنة، وذلك بعد تصفية "أبو عبيدة"، كما أن إسرائيل تخطط لاغتيال عدد من كبار مسؤولي حماس المتواجدين في الخارج.
المطلوب الأول
وفي منشور سابق على منصة "إكس"، وضع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الحداد بمثابة المطلوب الأول.
وكتب أدرعي آنذاك أن الجيش الإسرائيلي "يواصل تفكيك لواء غزة في حماس. ومن أصل سبعة قادة اللواء الكبار تم حتى الآن تصفية أربعة، ولم يتبقَ سوى ثلاثة قادة كبار ضمن سلسلة القيادة"، وكان على رأسهم عز الدين الحداد.
ووضع الجيش الإسرائيلي في منشورات وزعها في غزة خلال الحرب الجارية مكافأة وصلت إلى 750 ألف دولار مقابل معلومات عن الحداد، إضافة لقادة آخرين.
اختراق أمني هز طهران.. كيف تعقبت إسرائيل اجتماعاً سرياً لقادة إيران وقصفت المخبأ
كشفت مصادر استخباراتية قصة استهداف نادر لأعلى المستويات القيادية في إيران، حين تعقبت إسرائيل اجتماعاً سرياً للغاية للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في قلب طهران خلال الأيام الأولى من الحرب الأخيرة. ورغم السرية المشددة التي أحاطت باللقاء، نجحت المقاتلات الإسرائيلية في قصف المخبأ الذي احتضنه الاجتماع، في عملية وُصفت بأنها من أخطر الاختراقات الأمنية التي واجهتها الجمهورية الإسلامية منذ عقود، وفقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
تفاصيل الاجتماع السري
الواقعة جرت في 16 يونيو/حزيران، في اليوم الرابع من اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل. كان المكان مخبأً محصناً على عمق مئة قدم تحت منحدر جبلي غربي العاصمة. دخل المسؤولون تباعاً، في سيارات منفصلة، دون هواتف محمولة، ضمن إجراءات أمنية مشددة خشية التعقب. ومن بين الحاضرين الرئيس مسعود بزشكيان، ورئيسا السلطة القضائية ووزارة الاستخبارات، إلى جانب قيادات عسكرية بارزة. لكن، رغم الحذر البالغ، أغارت الطائرات الإسرائيلية بعد دقائق قليلة من بدء الاجتماع، وألقت ست قنابل ضخمة على مداخل المخبأ. لم يُصب أي من القادة في الداخل، غير أن الانفجارات قتلت عدداً من الحراس المتمركزين في الخارج، وخلّفت حالة من الفوضى والذهول بين كبار الحاضرين.
ثغرة قاتلة في الهواتف المحمولة
التحقيقات الإيرانية أظهرت سريعاً أن إسرائيل لم تعتمد على الصدفة، فقد استطاعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحديد موقع الاجتماع عبر اختراق هواتف الحراس والسائقين المرافقين للمسؤولين، والذين لم يلتزموا بالقواعد الأمنية بنفس صرامة رؤسائهم. هذه الأجهزة، عبر بيانات الاتصالات والموقع، كشفت مسارهم بدقة لتصبح الخريطة واضحة أمام تل أبيب. وقال ساسان كريمي، النائب السابق للرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، إن "المسؤولين التزموا بعدم استخدام الهواتف، لكن الحراس والسائقين لم يأخذوا الأمر بجدية، فكانت النتيجة كارثية".
ووفق تقرير "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن هذه التفاصيل جُمعت من خلال مقابلات مع خمسة مسؤولين إيرانيين كبار، وعضوين من الحرس الثوري، وتسعة مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين. وتكشف القصة كيف ساعد الاستخدام غير المنضبط للهواتف المحمولة ـ بما في ذلك النشر على وسائل التواصل الاجتماعي ـ في تمكين إسرائيل من تعقّب العلماء النوويين والقادة العسكريين، وتصفية بعضهم خلال الأيام الأولى من الصراع. المسؤولون الإيرانيون يعترفون اليوم بأن الاختراق عبر الحراس لم يكن سوى وجه واحد لحرب تجسس أوسع.
تمكّنت إسرائيل، بحسب التقديرات، على مدى سنوات من تجنيد عملاء واستخدام تقنيات متقدمة لاختراق دوائر الأمن الأكثر حساسية في إيران. وفي يونيو/حزيران، تجلّى هذا الجهد في نجاحها بتصفية شخصيات مؤثرة في الجيش والبرنامج النووي، في عملية وُصفت بأنها "مدمرة" لأجهزة الأمن الإيرانية. وأكد مسؤولون إيرانيون أن التسلل بلغ أعلى مستويات صناعة القرار. وفي مقابلة أواخر يونيو، قال نائب الرئيس والوزير السابق مصطفى هاشمي طابا، إن "التسلل وصل إلى قمة هرم الدولة".
نفذت السلطات حملة اعتقالات سرية داخل مؤسسات الجيش والمخابرات والحكومة، شملت عشرات الضباط والمسؤولين، بعضهم برتب رفيعة، للاشتباه في تعاونهم مع إسرائيل. كما أُعدم العالم النووي روزبه فادي هذا الشهر بعد إدانته بالتجسس وتسهيل اغتيال عالم آخر. ومع ذلك، لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ أي صلة لها بالمتهمين، تاركة طهران في مواجهة أسئلة معلّقة حول مدى اتساع شبكة الاختراق.
القصف الذي استهدف المخبأ في طهران لم يحقق هدفه المباشر بقتل القادة المجتمعين، لكنه وجّه ضربة قوية لهيبة أجهزة الأمن الإيرانية. فنجاة المسؤولين الكبار لا تُخفي حقيقة أن تل أبيب اخترقت الدائرة المحيطة بهم ووصلت إلى عتبة غرفهم السرية. ويرى محللون أن نجاح إسرائيل في قتل هذا العدد الكبير من العلماء والقادة خلال فترة قصيرة يعكس تفوقها في حرب الظل التي استمرت عقودًا مع إيران. وما جرى في يونيو (حزيران) الماضي يظهر أن المواجهة لم تعد تقتصر على اغتيالات فردية أو ضربات متفرقة، بل باتت معارك مفتوحة ذات آثار استراتيجية، تعيد تشكيل موازين القوة في المنطقة.