تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 8 سبتمبر 2025.
رويترز: بسبب سوريا.. تراجع كبير في طلبات اللجوء بالاتحاد الأوروبي
انخفضت طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 23% في الأشهر الستة الأولى من العام 2025، مدفوعة بالتراجع الكبير في عدد السوريين الساعين للحصول على الحماية، بحسب ما أفادت وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء الاثنين.
أظهرت بيانات الوكالة، أن السوريين تقدّموا بنحو 25 ألف طلب في بلدان التكتل الـ27 وسويسرا والنرويج (الاتحاد الأوروبي زائد EU+)، في تراجع بنسبة 66% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقالت الوكالة في تقرير إن «هذا الانخفاض اللافت ليس مرتبطاً بتغير في سياسات الاتحاد الأوروبي زائد EU+»، مرجعة الأمر بدلاً من ذلك إلى الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. وأضافت: «في وقت تدافع السلطات السورية الجديدة عن الاستقرار وإعادة الإعمار، بات النازحون السوريون يعلّقون آمالاً أكبر على العودة لإعادة بناء مجتمعاتهم».
وبات السوريون الذين كانوا في الماضي يشكّلون أغلبية المتقدّمين بطلبات اللجوء، ثالث أكبر مجموعة بعد الفنزويليين والأفغان.
في الأثناء، حلّت فرنسا وإسبانيا محل ألمانيا كوجهة رئيسية لطالبي اللجوء. وبالمجموع، تلقت بلدان 'الاتحاد الأوروبي زائد EU+'
399 ألف طلب لجوء في الأشهر الستة الأولى من العام.
وشكّل الفنزويليون الذين تعاني بلادهم اضطرابات اقتصادية وسياسية 49 ألفاً من إجمالي عدد المتقدّمين بالطلبات.
ويعد التقرير إيجابياً بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي التي تواجه ضغوطاً للحد من الهجرة، في ظل تحقيق اليمين المتشدد مكاسب انتخابية في عدد من بلدان التكتل. وفي وقت سابق هذا العام، كشفت المفوضية الأوروبية عن خطط تسهّل إعادة طالبي اللجوء وعمليات الترحيل.
إعلام عبري: وزير الخارجية السوري يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي هذا الأسبوع
ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) الأحد، أن من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني هذا الأسبوع، إذ يواصل الجانبان محادثات بوساطة الولايات المتحدة لتهدئة الصراع في جنوب سوريا.
وتأتي اللقاءات غير المسبوقة في أعقاب أعمال عنف اندلعت في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في 13 يوليو وأسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز، وفق آخر حصيلة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من القبائل، ثم تطورت إلى مواجهات دامية بعدما تدخلت فيها القوات الحكومية.
ويومها شنّت إسرائيل ضربات قرب القصر الرئاسي وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق.
وكالات: قتلى وجرحى في إطلاق نار بالقدس
أعلن جهاز نجمة داود الحمراء الإسرائيلي للإسعاف، سقوط قتلى وجرحى جراء إطلاق نار عند مفرق طرق رئيسي في مستوطنة راموت قرب القدس الشرقية، فيما أفادت الشرطة بـ«تحييد» المهاجمين.
أربعة قتلى
وجاء في بيان الإسعاف: «في الساعة 10,13 صباحاً، تلقينا بلاغات عن نحو أربعة قتلى و20 مصاباً، جراء إطلاق نار على ما يبدو، عند مفترق راموت في القدس»، فيما أشارت الشرطة إلى أن التقارير الأولية تفيد بأن «عدة أشخاص أصيبوا نتيجة إطلاق النار، وتم تحييد الإرهابيين».
حالة استنفار واقتحامات
وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة استنفار قصوى بعد الهجوم، معلناً إغلاق جميع المعابر والمداخل والمخارج للقرى المحيطة بمدينة القدس.
كما اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم قلنديا شمال القدس، وأغلق الحواجز العسكرية المؤدية لرام الله، بعد عملية إطلاق النار.
تحقيقات أولوية
وكشفت التحقيقات الأولية في إطلاق النار أن منفذي إطلاق النار هم من القدس الشرقية
رداً على ساعر.. «حماس»: لن نسلم السلاح
قالت حركة «حماس» إنها لن نتخلى عن السلاح إلا بقيام الدولة الفلسطينية.
وأضافت حماس: «نحن جاهزون لهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل». وذكرت حماس: «موقفنا واضح وجاهزون لإطلاق كل الأسرى الأحياء والأموات».
وجاء رد «حماس»، بعدما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأحد، إن الحرب في غزة يمكن أن تنتهي غداً إذا تم إطلاق سراح الرهائن وتخلت حركة حماس عن سلاحها.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي: «أن السلام مع الفلسطينيين لا يمكن تحقيقه إلا عبر تفاهمات ثنائية والاعتراف بدولة فلسطينية من قبل دول أخرى لا يقرب السلام».
وأشار إلى أن «معاداة السامية تزداد انتشاراً في أوروبا وهناك ازدواجية معايير في التعامل مع إسرائيل».
وأوضح: «الدول الأوروبية التي تريد الاعتراف بدولة فلسطين ترتكب خطأ فادحاً». وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي: «مستعدون للحوار مع الدول الأوروبية».
إسرائيل تعمّق هجومها في غزة وتقصف الأبراج
استمرت إسرائيل في استهداف أبراج غزة، ودكت برجاً ثالثاً، مشترطة إطلاق سراح جميع المحتجزين، وتخلي حركة حماس عن سلاحها، لإنهاء الحرب، فيما شددت مصر على رفضها القاطع للعملية العسكرية ومخططات تهجير الفلسطينيين.
وقصفت إسرائيل برجاً إضافياً في مدينة غزة، أمس، وفق ما أفاد الجيش الإسرائيلي، الذي كان أصدر إنذاراً بإخلاء المبنى ومحيطه، بينما أفاد شهود بأن القصف أدى إلى تدمير المبنى المعروف بعمارة الرؤيا بالكامل. وقال الجيش إنه هاجم مبنى متعدد الطوابق. ويقول سكان إن المبنى كان يستخدم لإيواء عائلات نازحة في غزة.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بعدم تسجيل إصابات جراء قصف المبنى الواقع في جنوب غرب مدينة غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن قواته تعمق هجومها في مدينة غزة ومحيطها.
وأضاف في بداية اجتماع لمجلس الوزراء: «نحن نعمق المناورة على مشارف مدينة غزة وداخل المدينة نفسها، وذلك بحسب فيديو نشره مكتبه». وادعى نتانياهو، بأن إسرائيل أنشأت «منطقة إنسانية» أخرى من شأنها السماح للمدنيين في غزة بالانتقال إلى منطقة آمنة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل تم اعتراض إحداهما. وقال الناطق باسم الجيش على منصة إكس: متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة غلاف غزة وبلدة نتيفوت فالحديث عن إطلاق قذيفتين صاروخيتين من وسط قطاع غزة، حيث تم اعتراض إحداهما بينما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة.
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل والدنمارك تخططان لتشكيل فريق مشترك لاستكشاف سبل جديدة لإجلاء المرضى من قطاع غزة. وصرح ساعر، بأن الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي على الفور إذا أطلقت حماس سراح باقي الرهائن وتخلت عن سلاحها. وعلى الفور ردت حماس، بأنها لن تتخلى عن سلاحها، لكنها ستفرج عن كل الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة.
قبول مقترح
من جهتها، أكدت مصر رفضها القاطع للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ومخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وجرائم الإبادة واستخدام التجويع سلاحاً ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، خلال استقباله أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، الفريق جبريل الرجوب، على أهمية قبول إسرائيل بمقترح وقف إطلاق النار من قبل الوسطاء في مصر وقطر، والذي يستند إلى مقترح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، وذلك حتى يتسنى البدء في خطوات إعادة إعمار قطاع غزة، بدءاً بالمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار المقرر عقده بمصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وأدان عبدالعاطي المخطط الاستيطاني الإسرائيلي بمنطقة E1 بالضفة الغربية، والممارسات الإسرائيلية غير القانونية بالضفة، ومنها مصادرة الأراضي وحملات الترهيب التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني.
رفض قاطع
إلى ذلك، أكد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تضامنه الكامل مع مصر في موقفها الرافض للسياسات الإسرائيلية الساعية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ودعمه لجهودها المتواصلة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
كما أكد المجلس في بيان، رفضه القاطع لتصريحات نتانياهو، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر أو أي مكان آخر، مشيراً إلى أنها تتنافى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتمثل تعدياً صارخاً على حقوق الشعب الفلسطيني، واستمراراً لسلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومساعي إسرائيل الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وجدد مجلس حكماء المسلمين، تأكيد دعمه للموقف المصري والعربي والإسلامي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان على قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية دون عوائق، وحماية المدنيين الأبرياء، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من 7 عقود.
وقف رعب
كما أعلنت الأمم المتحدة، إصرارها على إمكانية وقف الرعب الذي تعيشه غزة، مؤكدة أن الموت والدمار والتجويع وتشريد المدنيين الفلسطينيين هناك يعد نتيجة خيارات تتحدى القانون الدولي وتتجاهل المجتمع الدولي.
جاء ذلك في بيان أصدره توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة الطارئة، عبر خلاله عن قلقه إزاء أحدث أمر تهجير أصدرته السلطات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في مدينة غزة، والذي أشار إلى أنه جاء بعد أسبوعين من تأكيد المجاعة في غزة وفي خضم هجوم عسكري إسرائيلي واسع النطاق.
وأعلن أن الفرصة الضئيلة المتاحة حتى نهاية سبتمبر الجاري، لمنع انتشار المجاعة إلى دير البلح وخان يونس، باتت تضيق بسرعة. وشدد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق وبالقدر الذي تستطيع المنظمة تقديمه مع ضرورة الالتزام بحماية المدنيين، وتنفيذ التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية. ودعا فيلتشر إلى إطلاق سراح الرهائن وأيضاً إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين تعسفياً، والعمل على وقف إطلاق النار.
ترامب لـ«حماس»: هذا تحذيري الأخير
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الليلة الماضية، تحذيراً لحركة حماس، مؤكداً أنه «لن يكون هناك تحذير آخر». وقال عبر منصة «تروث سوشال»: «الجميع يريد عودة الرهائن إلى ديارهم. الجميع يريد نهاية هذه الحرب». وأضاف: «لقد قبل الإسرائيليون شروطي.
وحان الوقت لحماس أن تقبلها». وتابع: «لقد حذرت حماس من عواقب عدم قبولها. هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر!». وقال موقع «أكسيوس» الإخباري إن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قدّم الأسبوع الماضي مقترحاً جديداً لحركة حماس بشأن صفقة تشمل وقف إطلاق النار وتحرير رهائن.
ووفقاً لمسؤول إسرائيلي، تضمن المقترح إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين ووقفاً شاملاً لإطلاق النار وإنهاء الهجوم الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 2500 إلى 3000 أسير فلسطيني، والشروع بمفاوضات فورية حول شروط إنهاء الحرب، بما يشمل نزع سلاح حماس، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة. وتتضمن المبادرة تأكيداً على أن ترامب سيتدخل شخصياً لإنهاء الحرب، واستمرار وقف إطلاق النار طالما المفاوضات جارية.
سكاي نيوز: يسرائيل كاتس: على حماس الاستسلام وإلا فسيتم "القضاء" عليها
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الاثنين، بتدمير غزّة والقضاء على حماس ما لم تستسلم الحركة.
وقال يسرائيل كاتس على منصة "إكس": "هذا التحذير النهائي لقتلة ومغتصبي حماس سواء في غزة أو في الفنادق الفخمة في الخارج: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا فسيتم تدمير غزة وسيتم القضاء عليكم".
واضاف كاتس أن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته كما هو مخطط لها ويستعد لتوسيع العمليات لحسم المعركة في غزة.
ويأتي تهديد الوزير الإسرائيلي بعد وقت قصير على إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما قال أيضا إنه "التحذير الأخير" لحماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن المقترح الأميركي الأخير بشأن وقف الحرب في غزة، يتضمن ضمانات جوهرية بعدم استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية طالما استمرت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب في القطاع.
وتقول المصادر أنه في حال تنفيذ المقترح الأميركي فإن الجيش الإسرائيلي لن تبقى في مواقعها الحالية في غزة، بل قد "تعيد تموضعها" أثناء التفاوض نحو وقف دائم لإطلاق النار بعد الإفراج عن المحتجزين.
ومن المتوقع أن تطالب حماس بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة تزامناً مع الإفراج الفوري عن المحتجزين وهو شرط ترفضه إسرائيل بشدة.
السودان.. اتهامات جديدة للجيش باستخدام "الكيماوي" في نيالا
اتهمت مجموعة "محامو الطوارئ" في تقرير لها، الأحد، طيران الجيش باستخدام أسلحة كيماوية في هجمات نفذها في مدينة نيالا التي تحولت إلى عاصمة لحكومة "تأسيس" التابعة لمحمد حمدان دقلو، والتي أعلن عنها مؤخرا.
وقال التقرير إنه استند إلى أدلة تؤكد أن الهجمات الجوية التي نفذها طيران الجيش حول المدينة إلى "بالونة تلوث كبيرة مما تسبب في العديد من حالات الاختناقات وضيق التنفس والالتهابات الصدرية وانتشار أمراض الربو والتسلخات بعد استخدام الجيش سلاح غاز الكلور في المدينة".
ووفقا لإفادات شهود عيان تضمنهم تقرير مجموعة محامو الطوارئ، فإن أعدادا كبيرة من سكان نيالا يعانون من حالات التهابية غريبة، وسط تزايد ملحوظ في حالات الإجهاض وتشوه الأجنة.
حالات غريبة
أشار طبيب محلي إلى أن مستشفيات المدينة تستقبل يوميا العديد من الحالات المشتبه بتأثرها بتلوث كيميائي، وأوضح: "مع تزايد الشكوك بدأ الأطباء في المستشفى التركي والإيطالي في توجيه الكوادر المختصة بإجراء فحص معملي على ملابس المرضى".
وأضاف: "بعد ملاحظة تسلخات في الجلد في أجساد الحالات التي تصلهم بعد القصف مباشرة، بدأنا في إرسال ملابس المرضى للمعامل المختصة التي أفادت بوجود آثار غاز الكلور الكميائي المحرم دوليا".
وقالت معدة التقرير، رحاب مبارك، عضو هيئة محامو الطوارئ: "الشهادات التي حصلنا عليها تؤكد أن ما يحدث في نيالا هو جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان استخدم فيها الجيش الأسلحة المميتة والمحرمة دوليا واستهدف بها قطاع واسع من المدنين الذين يقيمون بالمدينة".
ظواهر خطيرة
منذ بداية العام 2025، يربط مختصون بين عدد من الظواهر الصحية والبيئية ووجود تلوث كيميائي، خصوصا في الخرطوم ووسط السودان وشمال دارفور.
وفي مايو، قالت الولايات المتحدة الأميركية إنها تستند إلى أدلة حقيقية تؤكد استخدام الجيش أسلحة كيميائية، خلال الحرب الحالية المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023.
وفي يناير، نقل تقرير نشرته "نيويورك تايمز" عن أربعة مسؤولين أميركيين كبار، أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل خلال النزاع، ونشرها في مناطق نائية من البلاد.
وقال مسؤولان مطلعان على الأمر للصحيفة إن الأسلحة الكيميائية التي استُخدمت كانت تحتوي على غاز الكلور، الذي يمكن أن يُسبب أضرارًا كبيرة للإنسان والحيوان ومصادر المياه.
ووفقا لتحقيق سابق أجراه موقع "سكاي نيوز عربية"، قال مسؤول محلي في شمال دارفور إن ظواهر غريبة تلت معظم الضربات التي تعرضت لها منطقتي الكومة ومليط خلال الأشهر الماضية والتي بلغت نحو 130 طلعة جوية.
ولخص تلك الظواهر في احتراق جثث الضحايا وتغير ملامحها كليًا، وكان بعضها ينتفخ، كما تنفق الحيوانات بشكل غريب، ويتغير لون التربة والمياه.
وأكد المسؤول المحلي أن هناك عشرات الأدلة التي جُمعت، وتتضمن مقاطع فيديو وصورا وشهادات ناجين، وعينات من التربة، وبقايا جثامين بشرية، وبقايا حيوانية محترقة، وعينات من مياه أُخذت من وادٍ في غرب المدينة تغيّر لون مياهه تماما بسبب تأثير المواد الكيميائية.
انقسام درزي حول انفصال السويداء عن سوريا.. ماذا سيحدث؟
تشهد محافظة السويداء انقسامات داخلية حادة بين أبناء الطائفة الدرزية حول مستقبل علاقتهم بالدولة السورية.
بين دعوات الانفصال الصريحة وبين الدعوات للحفاظ على الوحدة، تتجلى تعقيدات سياسية واجتماعية عميقة داخل المجتمع الدرزي.
هذه الانقسامات تتداخل مع مواقف إقليمية ودولية، أبرزها موقف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف، وموقف شيخ عقل الطائفة في سوريا حكمة الهجري، فضلاً عن المواقف اللبنانية الرسمية والشعبية، ما يجعل من السويداء نموذجاً حياً للصراع بين الهوية الطائفية والمصلحة الوطنية.
في قلب هذا الجدل، يطرح السؤال المركزي: كيف تتعامل دمشق مع هذه التحولات، وما الخيارات المطروحة أمام الحكومة السورية لضمان وحدة الدولة وحقوق الطائفة الدرزية؟
وأعلن الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق طريف، موقفه بوضوح لكنه في الوقت ذاته يحمل مسحة دبلوماسية، إذ لم يؤيد مشروع انفصال الدروز في السويداء عن سوريا، بل دعا الحكومة السورية إلى العمل على استعادة ثقة الدروز وضمان حقوقهم الدينية والسياسية.
وقال طريف إنه يأمل أن يتم إعطاء الدروز حقوقهم ضمن إطار الدولة السورية، مشيراً إلى "فرصة ذهبية" ضاعت في احتضان جميع المكونات داخل الدولة السورية ولم تتحقق.
هذا واعتبر الكاتب الصحفي السوري عهد مراد خلال حديثه إلى برنامج "الظهيرة" على "سكاي نيوز عربية" أن خطابه كان "براغماتياً ودبلوماسياً"، إذ لم يعلن صراحةً دعمه للانفصال، لكنه أشار ضمنياً إلى أن الوضع في سوريا لم يمنح الدروز فرصة كاملة لاحتضان حقوقهم.
وأضاف مراد أن طريف "لم ينخرط في موقف مباشر اتجاه قضية السويداء، بل ترك الباب مفتوحاً أمام خيارات مستقبلية ضمن إطار الدولة".
مراد أشار كذلك إلى أن طريف، رغم البعد البراغماتي في خطابه، لا يمكن أن يكون غير متعاطف مع أهل السويداء، ما يطرح تساؤلات حول حدود تأثير خطاب طريف على المواقف المحلية داخل المحافظة.
خطاب تقرير المصير
على الطرف الآخر، جاء خطاب شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا، حكمت الهجري، أكثر صراحة ووضوحاً.
فقد أكد أن "تقرير المصير حق تكفله جميع المواثيق الدولية"، مشدداً على قدرة الدروز على إدارة مناطقهم بأنفسهم. هذا الموقف يعكس رفض الهجري لأي تدخل خارجي في شؤون السويداء، سواء من دمشق أو من أي قوة إقليمية، ويضع المجتمع الدرزي أمام خيار ذاتي أكثر وضوحاً.
الهجري أشار إلى أن أهالي السويداء يحتاجون إلى ضمانات سياسية وأمنية ملموسة، في ضوء الانتهاكات التي تعرضوا لها، بما في ذلك مقتل الآلاف وتهجير السكان وحرق القرى.
الجدل يمتد للبنان
لم يقتصر الجدل على الداخل السوري، بل امتد إلى لبنان، حيث حذر الحزب التقدمي الاشتراكي من أي دعوات للركون للحماية الإسرائيلية، خصوصاً بعد تصريحات موفق طريف.
ودعا الحزب إلى تعزيز المصالح بين أبناء الطائفة والعشائر العربية في سوريا، مؤكداً على أهمية الحفاظ على العلاقة مع الدولة السورية.
هذا الموقف يعكس حرصاً لبنانياً على عدم إدخال السويداء في حسابات إقليمية قد تهدد عمقها العربي ووحدة الدولة السورية.
قدم مراد قراءة متعمقة للخطابين، مؤكداً أن خطاب موفق طريف لم يكن موجهًا لدعم الانفصال، بل احتوى على بعد براغماتي يحاول الحفاظ على المسافة مع دمشق.
وأضاف مراد أن القضية الحقيقية تكمن في ما قدمته دمشق من مبادرات ملموسة لأهالي السويداء، خاصة في ظل فقدانهم الثقة بعد ما حصل.
وأكد أن أي حل مستقبلي يجب أن يكون سياسياً وأمنياً قبل أن يكون خطابياً، وأن الخطاب البراغماتي لطريف لا يغني عن خطوات عملية لإعادة الثقة.
دمشق والمرحلة الانتقالية
أكد الكاتب والباحث السياسي أدهم مسعود القاق أن الأزمة في السويداء جزء من فشل أوسع للمرحلة الانتقالية في سوريا، التي لم تتمكن من بسط السيطرة على كامل الأراضي السورية.
وأوضح أن الشرعية الممنوحة للحكومة الانتقالية لم تُترجم إلى واقع عملي، ما سمح بتعميق الانقسامات الطائفية والمناطقية.
وأشار القاق إلى أن الطائفة الدرزية ليست وحدها التي لعبت دوراً معيقاً، بل تشمل العديد من الطوائف والمكونات التي لم تندمج بعد في الدولة أو تحت لواء السلطة الانتقالية.
ورأى أن نجاح أي مرحلة انتقالية يعتمد على القدرة على الحوار مع جميع المكونات، وضمان مشاركة كاملة في القرار السياسي، بما في ذلك حماية الحقوق الدينية والسياسية للطائفة الدرزية.
القاق أكد أن الحق في تقرير المصير الذي يطرحه الهجري يطبق عادة على الشعوب المحتلة، وليس على الطوائف داخل الدولة السورية.
ويشير إلى أن الحلول العملية تبدأ بتعزيز مسار الوفاق الوطني وفتح قنوات حوار حقيقية مع جميع المكونات، لضمان اندماج السويداء الكامل في الدولة السورية.