الشرع: سوريا لا تقبل القسمة ولن تتنازل عن ذرة تراب واحدة/«الرئاسي الليبي» يتحدث عن اتفاق بين «الوحدة» و«الردع»/الجيش السوداني يتصدى لمسيّرات هاجمت مدينة الأُبيّض
الأحد 14/سبتمبر/2025 - 11:59 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 14 سبتمبر 2025.
الاتحاد: الدوحة: القمة العربية الإسلامية تعكس التضامن الواسع مع قطر
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن قطر ستستضيف القمة العربية الإسلامية الطارئة غداً الاثنين، والتي تُعقد في ضوء التطورات الأخيرة بالمنطقة.
وأضاف أن القمة ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، سيقدمه الاجتماع التحضيري للقمة، الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اليوم في الدوحة، مؤكداً أن انعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت له معانٍ ودلالات عدة، ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف الدوحة مؤخراً، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.
مساندة الأشقاء
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن قمة الدوحة فرصة تاريخية للدول العربية والإسلامية لتأكيد وقوفها إلى جانب الأشقاء في قطر، في مواجهة الانتهاك الإسرائيلي السافر لسيادتها.
وأوضح السفير هريدي، لـ«الاتحاد»، أن انعقاد القمة بعد أيام قليلة من الهجوم الغادر، يوجه رسالة واضحة بأن قطر ودول مجلس التعاون الخليجي تحظى بتأييد عربي وإسلامي واسع النطاق حمايةً لمصالحها واستقلالها وسيادتها، وأن الشعب القطري لا يواجه العدوان بمفرده.
وأوضح أن الهدف الوحيد من وراء هذا العدوان هو إفشال أي فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن المخططين للهجوم كانوا يُدركون النتائج التي ستترتب عليها في حالة نجاح هذه العملية.
وحذر الدبلوماسي المصري من أن هذه الانتهاكات والجرائم تؤثر على الأمن والاستقرار بالمنطقة، وهو ما ظهر جلياً خلال العامين الماضيين، مشدداً على ضرورة أن تخرج القمة بقرارات صريحة تُعلن التضامن مع قطر وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني، مع توجيه رسالة واضحة بأنه لا سلام عربياً وإسلامياً مع إسرائيل طالما لم يتم تنفيذ حل الدولتين على الأرض.
وحدة الصف
من جانبه، قال الكاتب والإعلامي والأكاديمي القطري، الدكتور عبدالله فرج المرزوقي، إن انعقاد هذه القمة الطارئة جاء لبحث العدوان الغاشم على دولة عربية وإسلامية مسالمة تسعى دائماً إلى السلام وتعمل على توحيد الصفوف في أي بقعة من بقاع الأرض، مؤكداً أن إسرائيل بهذا الاعتداء تجاهلت كل القرارات الأممية. وأوضح المرزوقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الهجوم يعد تهديداً مباشراً وإعلان حرب على جميع الدول العربية والإسلامية، مشدداً على أن اجتماع القادة في الدوحة يؤكد وقوفهم صفاً واحداً للدفاع عن السيادة العربية، وإعلان استمرار دعمهم للقضية الفلسطينية.وأشار إلى أن قطر بذلت منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 جهوداً دبلوماسية وسياسية لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة «حماس»، حيث استضافت جولات مفاوضات بالتعاون مع مصر وأميركا، للوصول إلى سلام دائم وحل لوقف الحرب وإطلاق الرهائن، ونجحت في إطلاق سراح العديد من الرهائن.
مواقف شجاعة
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي فأكد أن قمة الدوحة ليست شكلية، وإنما تأتي في توقيت حساس جداً ولحظة حاسمة مصيرية تمر بها الأمة العربية في ظل العدوان الإسرائيلي على سيادة دولة قطر.
وأوضح الأيوبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الاعتداء على قطر وسيادتها ليس موجهاً إليها وحدها، بل هو اعتداء على العرب جميعاً، متوقعاً أن تصدر عن القمة مواقف حاسمة تشمل معاقبة إسرائيل سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وقانونياً، وإعادة الاعتبار للتضامن العربي.
وشدد الأيوبي على أن هذه القمة من أهم القمم على الإطلاق في تاريخ الأمة العربية، وأن المواطن العربي ينتظر منها مواقف حاسمة وملزمة ورادعة للعدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء واعتدى على الأخلاق وانتهك الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي وسيادة الدول، خصوصاً وأن قطر دولة وسيطة وليست طرفاً في الحرب على غزة. وأشار إلى أن انعقاد هذه القمة في موعدها رسالة واضحة للإسرائيليين وحلفائهم وللعالم أجمع بأن الأمة العربية قادرة على التوحد في اللحظات الحاسمة، وأنها على قلب رجل واحد ومتكاتفة ومتضامنة، مؤكداً أن حجم التضامن مع دولة قطر تجاه العدوان عليها غير مسبوق عربياً.
حدث استثنائي
وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي اللبناني أحمد عياش أن انعقاد القمة يمثل حدثاً استثنائياً كبيراً على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أن العدوان الآثم على قطر أثار موجة استنكار واسعة عربياً وإسلامياً ودولياً.
وقال عياش، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الدعوة لعقد القمة شكلت عنواناً كبيراً لأي تحرك دبلوماسي عربي وإسلامي، ورسمت الأفق السياسي بإدانة عدوان إسرائيل تجاوز قواعد السلوك الدولي ويستحق المحاسبة، مؤكداً في الوقت نفسه أن قطر لم تتخل عن دورها التاريخي في الوساطة لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني.
موقف حازم
من جانبها، أوضحت الدكتورة سلمى السعيدي، الأستاذة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية في الجامعة التونسية، أن قمة الدوحة تأتي في توقيت شديد الحساسية، مشددةً على أن القمة ليست مجرد اجتماع بروتوكولي، بل إعلان واضح عن قدرة الأمة العربية والإسلامية على توحيد مواقفها في مواجهة التحديات.
وأكدت السعيدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أي اعتداء على قطر هو اعتداء على جميع العرب والمسلمين، وأن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للأمة، مشددةً على أن المرحلة الراهنة تستدعي خطوات عملية تُعيد الثقة للشعوب، وتؤكد جدية العمل والتضامن العربي والإسلامي المشترك.
وطالبت القادة والزعماء باتخاذ إجراءات عملية تشمل تحريك القضايا ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن والمحاكم الدولية، ودراسة خيارات الضغط الدبلوماسي والاقتصادي عليها، وتعزيز الدعم المباشر لقطر على مختلف المستويات، وتشكيل لجنة عربية إسلامية للتحرك دولياً لضمان تنفيذ القرارات.
الجيش اللبناني يتسلم 8 شاحنات من سلاح المخيمات
تسلم الجيش اللبناني، صباح أمس، ثلاث شاحنات من السلاح الفلسطيني في مخيم «البداوي» للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، وخمس شاحنات من مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
يأتي ذلك في إطار استكمال عملية تسليم السلاح من المخيمات الفلسطينية، حيث جرى تسلم السلاح من «حركة فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وأعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني السفير رامز دمشقية، في تصريح صحفي من مخيم البداوي، انتهاء تسليم خمس شاحنات في مخيم عين الحلوة، موضحاً أن «عملية تسليم السلاح هي مسار جدي ومستمر، وهناك حوار مع الفصائل الفلسطينية الأخرى لتسليم سلاحها».
وكانت المرحلة الأولى من عملية تسليم السلاح الفلسطيني إلى الجيش اللبناني بدأت في مخيم برج البراجنة في بيروت، في 21 أغسطس الماضي، ثم تسليم السلاح في مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي في مدينة صور في جنوب لبنان في 28 من نفس الشهر.
وكان اجتماع جرى بين الرئيسين اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عباس في 21 مايو الماضي، وأكد الرئيسان على سيادة لبنان على كامل أراضيه، وبسط سلطة الدولة، وتطبيق مبدأ حصرية السلاح.
الخليج: الشرع: سوريا لا تقبل القسمة ولن تتنازل عن ذرة تراب واحدة
أكَّد الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، أن سوريا لا تقبل القسمة ولن تتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرضها، وشدّد على أنها لا تريد أن تكون بحالة من القلق والتوتر مع أي دولة في العالم وتسعى إلى بناء علاقاتها الخارجية على أساس سيادتها واستقلال قرارها ومصلحتها أولاً،فيما أكد المجلس الوطني الكردي السوري،أمس السبت، ضرورة إجراء حوار جاد مع الحكومة لضمان التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الكردية لتحديد شكل الدولة السورية المستقبلية.
وقال الشرع، في لقاء مع قناة «الإخبارية» السورية مساء أمس الأول الجمعة: «إن أي سلطة لديها مهمتان أساسيتان، حماية الناس والسعي في أرزاقهم وتحت هذا المبدأ سارت السياسة السورية منذ اللحظات الأولى»، مبيناً أن الاقتصاد ليس فقط حالة تجارية واستثمارية، بل هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تُنظَّم وتُرتَّب بشكل متزن حتى الوصول إلى بيئة اقتصادية مناسبة وزيادة معدلات الإنتاج في الزراعة والصناعة.
وأوضح الشرع أن إصلاح المنظومتين القضائية والتعليمية، وتنمية وتطوير الموارد البشرية، هو أكبر رأس مال للاقتصاد، إضافة إلى الطاقة والطرق والإنترنت والاتصالات والعلاقات السياسية المنفتحة مع الدول المجاورة.
وقال الشرع: إن سوريا تجري مفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق تخرج بموجبه الدولة العبرية من مناطق احتلتها بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر.
وقال: «نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش».
وتابع «اعتبرت إسرائيل مع سقوط النظام، أن سوريا خرجت من هذا الاتفاق» في إشارة إلى اتفاق فضّ الاشتباك، وذلك «رغم أن سوريا من أول لحظة أبدت التزامها» به.
وأضاف «الآن يجري التفاوض على الاتفاق الأمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر».
وكشف الشرع أن قوات سورية انخرطت في مفاوضات سرية مع روسيا، حليفة الأسد، خلال الهجوم الذي أطاح الأخير.
وقال الشرع: «عندما وصلنا إلى حماة في معركة التحرير جرت مفاوضات بيننا وبين روسيا».
وتابع «عند وصولنا إلى حمص» ابتعد الروس في ذاك الوقت عن المعركة، ضمن اتفاق جرى بيننا وبينهم.
وأشار الشرع إلى تجنّب قواته مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم.
وشدد على أن «الروس قدموا التزامات معينة إلى السلطة الحالية والأخيرة قدمت التزامات وقد وفى الطرفان بها حتى اللحظة».
من جهة أخرى، أكد المجلس الوطني الكردي السوري،أمس السبت، ضرورة إجراء حوار جاد مع الحكومة لضمان التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الكردية لتحديد شكل الدولة السورية المستقبلية.وجدد المجلس، في بيان، تأكيد «أهمية استمرار التعاون والعمل المشترك بين مكونات الشعب السوري كافة، بما يضمن تحقيق تطلعات الجميع في دولة ديمقراطية تعددية تتسع لجميع مكونات سوريا».
إسرائيل تكثف نسف أبراج غزة وتدمر مدارس لـ «الأونروا»
واصل الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، هدم أبراج مدينة غزة وخطط تهجير السكان قسراً، وقالت حكومة القطاع إن الاحتلال هدم عديد الأبراج وهجرت مئات الآلاف منذ أغسطس الماضي، بينما قتل وأصيب نحو 250 فلسطينياً بعضهم من منتظري المساعدات، خلال 24 ساعة، كما تم تسجيل 7 وفيات جديدة بينها طفلان بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال 24 ساعة.
في اليوم ال708 من حرب الإبادة على غزة، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، برج «النور» السكني في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، ما أدى إلى تشريد مئات الفلسطينيين من سكانه ومن النازحين المقيمين في خيام ملاصقة له.
وقال شهود عيان إن مقاتلات إسرائيلية شنت غارة عنيفة على البرج، ما أسفر عن تدميره بشكل كامل، وتضرر عشرات الخيام التي كانت تؤوي نازحين في محيطه وتحوّل كثير منها إلى قطع قماشية غير صالحة للاستخدام.
وأشار الشهود إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر السكان بالإخلاء قبل نحو 5 دقائق من القصف، ما أثار حالة من الذعر والخوف بين المدنيين الذين لم يتمكن معظمهم من أخذ مستلزماتهم الأساسية. وطلب جيش الاحتلال من الفلسطينيين التوجه إلى منطقة المواصي جنوبي القطاع، التي يزعم أنها «منطقة إنسانية آمنة»، على الرغم من قصفه لها أكثر من مئة مرة خلال الأشهر الماضية.
وفي وقت سابق، أمس السبت، قال جهاز الدفاع المدني بغزة في بيان، إن الفلسطينيين بمدينة غزة يتعرضون ل«التطهير العرقي» وسط اشتداد القصف الإسرائيلي والتدمير الواسع الذي يستهدف ما تبقى من مبان ومراكز لإيواء النازحين، ضمن مساعي لإعادة احتلالها.
وقال المكتب إن إسرائيل هجّرت قسراً 350 ألف شخص من شرق مدينة غزة إلى وسطها وغربها منذ بدء الهجوم البري في أغسطس الماضي، ودمرت أكثر من 1600 برج وبناية متعددة الطوابق تدميراً كاملاً، إضافة إلى تدمير جزئي أو بليغ لأكثر من 2000 مبنى آخر.
وأضاف المكتب في بيان أن الجيش الإسرائيلي دمر 1600 بناية متعددة الطوابق و13 ألف خيمة بمدينة غزة منذ بدء هجومه البري عليها في 11 أغسطس الماضي، مضيفاً أن إسرائيل أقدمت منذ مطلع سبتمبر على نسف وتدمير 70 برجاً وبناية سكنية بشكل كامل، وتدمير 120 برجاً وبناية سكنية تدميراً بليغاً، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف و500 خيمة.
وذكر البيان أن هذه الأبراج والعمارات السكنية كانت تضم أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية يقطنها ما يزيد على 50 ألف نسمة، فيما كانت الخيام التي استهدفها العدوان الإسرائيلي تؤوي أكثر من 52 ألف نازح. وشدد المكتب على أن «الاحتلال الإسرائيلي دمّر مساكن وخياماً كانت تحتضن أكثر من 100 ألف نسمة، ما أدى إلى نزوح قسري مع جرائم الإخلاء القسري، يفوق 350 ألف مواطن من الأحياء الشرقية لمدينة غزة نحو وسط المدينة وغربها».
وأكد البيان أن إسرائيل تتعمد استهداف المدنيين ومنازلهم وأماكن نزوحهم وترتكب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وتهجير قسري بشكل واضح وممنهج في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيانها الإحصائي اليومي، إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة، بين يومي الجمعة والسبت، «47 قتيلاً و205 مصابين» جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية. وسجّلت مستشفيات القطاع أيضاً 7 حالات وفاة، بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الفترة نفسها. وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 420، من بينها 145 طفلاً.
بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس السبت، من أن إسرائيل تقوم بإخلاء أحياء بأكملها من السكان في مدينتي غزة وجباليا بشمال القطاع. وأكدت «الأونروا» عبر منصة «إكس» أن أكثر من 86% من مساحة مدينة غزة تخضع لأوامر إخلاء أو تحولت إلى مناطق عسكرية إسرائيلية، ما يترك السكان من دون أي مكان آمن للجوء إليه. وبعدما زعم جيش الاحتلال أن أكثر من 250 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة، أكد الدفاع المدني في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية أن عدد النازحين من غزة إلى الجنوب يقارب 68 ألفاً فقط، مشيراً إلى أن الكثير من المواطنين ما زالوا متشبثين بالبقاء في حين لا يجد آخرون مكاناً يقيمون فيه في الجنوب.
وقال الناطق باسم الجهاز، محمود بصل إن «مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة».
جيش الاحتلال يقتحم بلدات بالضفة الغربية ويعتقل فلسطينيين
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، العديد من البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية ونفذت اعتقالات، فيما هاجم المستوطنون تجمعات قروية وبدوية فلسطينية، في وقت حذرت فيه أوساط فلسطينية من خطر يحدق بالمسجد الأقصى بفعل تحريض المتطرفين في إسرائيل.
فقد أصيب عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة طوباس وأفادت مصادر في الهلال الأحمر، بأن طواقمها تعاملت مع إصابات ناجمة عن اعتداءات بالضرب وإصابات بالاختناق بالغاز السام لأطفال.
واعتدت قوات الاحتلال على فلسطيني واحتجزت جراره الزراعي ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه، كما اعتقلت متضامنين أجنبيين، في خربة أبزيق، شمال شرق طوباس وأصيب طفل بالرصاص الحي في البطن، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة.
كما أصيب فلسطيني في الرجل برصاص الاحتلال في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، كما لاحقت القوات عدداً من العمال قرب جدار الفصل والتوسع العنصري وأطلقت النار تجاههم. واقتحمت قوات الاحتلال فجر السبت، منازل ومتاجر في بلدة بيتونيا وعدة أحياء في مدينة البيرة.
وأصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال عند مدخل مخيم طولكرم الغربي وذكرت جمعية الهلال الأحمر، أن طواقمها تعاملت مع مسن أصيب بالرصاص الحي بالفخذ.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة قراوة بني حسان، غرب سلفيت وداهمت عدة منازل وفتشتها واستولت من داخلها على تسجيلات كاميرات مراقبة، كما اقتحمت بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت وانتشرت في أكثر من منطقة داخل البلدة، دون أن يبلغ عن اعتقالات واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين من قرية كفا، جنوب طولكرم بعد أن داهمت منزليهما في القرية.
واعتقلت أيضاً أربعة فلسطينيين من حيي عصيدة وأبو الطوق في مدينة الخليل واقتحمت مدرستي البخاري والسموع الثانويتين في بلدة السموع جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية ونصبت القوات عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية وأعاقت حركة تنقل المواطنين.
واعتدى مستوطنون، أمس السبت، على فلسطيني من بلدة قريوت بالضرب، أثناء مروره بمركبته العمومية على الطريق الواصل بين رام الله ونابلس، هاجم مستوطنون مسلحون، تجمعاً بدوياً قرب بلدة جبع، شرق القدس المحتلة وأفادت مصادر محلية، بأن المستوطنين، هاجموا تجمع بدو العراعرة وأضرموا النار في عدد من المساكن.
وقد أطلق مستوطنون، مواشيهم في أراضي الفلسطينيين في منطقة خلايل اللوز، شرق بيت لحم وهي مزروعة بأشجار الزيتون، ما ألحق أضراراً بالأشجار والمحاصيل الزراعية.
من جهة أخرى، حذرت أوساط فلسطينية، من خطورة ما يخطط له المستوطنون وحكومتهم المتطرفة بحق المسجد الأقصى المبارك في الأيام المقبلة.
وقال عضو هيئة أمناء الأقصى فخري أبو ذياب: إن المسجد المبارك على موعد مع أيام قاسية وشديدة الخطورة
وأوضح أن محاولات الاحتلال متصاعدة لتغيير الوضع القائم في المسجد واستخدام الأنفاق لتزييف التاريخ والسطو عليه.
يأتي ذلك في وقت، دعت فيه منظمة (بيدينو) المتطرفة أنصارها لاقتحام واسع للمسجد الأقصى بين 22 و24 سبتمبر الحالي، إحياءً لما يسمى ذكرى رأس السنة العبرية.
وام: الإمارات والسعودية ومصر وأمريكا: مستقبل حكم السودان لا يخضع لسيطرة أي طرف
أصدرت المجموعة الرباعية التي تضم الإمارات ومصر والسعودية وأمريكا، بياناً مشتركاً عقب مشاورات مكثفة بشأن الصراع في السودان، أجراها وزراء خارجية الدول الأربع، أكدوا فيه أن هذا الصراع تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأن مستقبل حكم السودان يقرره الشعب السوداني من خلال عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية، ولا يخضع لسيطرة أي طرف متحارب.
والتزم الوزراء بمجموعة من المبادئ المشتركة لإنهاء الصراع في السودان، من بينها أن سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ضرورية للسلام والاستقرار، ولا يوجد حل عسكري مجد للصراع، وأن استمرار الوضع الراهن يُسبب معاناة غير مقبولة ومخاطر على السلم والأمن، وأنه يجب على جميع أطراف النزاع تسهيل الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، ومن خلال جميع الطرق اللازمة، وحماية المدنيين، والامتناع عن الهجمات العشوائية على البنية التحتية. ودعا الوزراء إلى هدنة إنسانية، لثلاثة أشهر بصفة أولية، لتمكين الدخول السريع للمساعدات الإنسانية.
إلى ذلك، أعرب الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق، عن عميق امتنانه لدولة الإمارات، لاستضافتها آلاف السودانيين الذين شردتهم الحرب. وقال في حوار مع «البيان»: إن دعم الإمارات امتد ليشمل تقديم مساعدات إنسانية عاجلة داخل السودان نفسه، فضلاً عن إيصال العون لملايين اللاجئين السودانيين في دول الجوار، مشدداً على أن الإمارات سند حقيقي للسودانيين في الداخل والخارج.
البيان: الدفاع المدني في غزة يتهم الجيش الإسرائيلي بالكذب حول عدد النازحين
أعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تكثيف الهجمات للسيطرة على المدينة، فيما اتهم الدفاع المدني بغزة الجيش الاسرائيلي بالكذب بشأن هذه الأعداد.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة إلى مناطق أخرى من القطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ تكثيف هجومه على المدينة، بعدما كان عدد سكانها ممن بقوا فيها أو نزحوا إليها يقدر بنحو مليون شخص وفق اندبندنت عربية.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" أنه، بحسب تقديرات الجيش، "انتقل أكثر من ربع مليون من السكان والمقيمين في مدينة غزة إلى خارج المدينة حفاظاً على سلامتهم".
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، كان نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها قبل تكثيف الجيش هجماته للسيطرة على غزة وبدء تدميره للأبراج العالية قبل نحو أسبوع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يريد السيطرة على مدينة غزة، التي قال إنها تشكل آخر معاقل حركة "حماس" في القطاع.
في المقابل، حثت الأمم المتحدة وأطراف أخرى في المجتمع الدولي الجيش الإسرائيلي على التخلي عن خطته السيطرة على المدينة، محذرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية المستفحلة أصلاً.
في السياق، أكد الدفاع المدني في غزة أن عدد النازحين من غزة إلى الجنوب يقارب الـ 68 ألفاً فقط، مشيراً إلى أن كثيراً من المواطنين ما زالوا متشبثين بالبقاء، بينما لا يجد آخرون مكاناً يقيمون فيه في الجنوب.
وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل إن "مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة".
من جهته، قال المدير العام لمستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن حركة النزوح لا تزال مستمرة داخل مدينة غزة من الشرق إلى الغرب، وتابع أن "هناك عدداً قليلاً ممن خرجوا إلى جنوب قطاع غزة لعدم توافر أماكن في غرب مدينة غزة... حتى أولئك الذين يفلحون في الفرار إلى الجنوب غالباً لا يجدون مكاناً للإقامة، فمنطقة المواصي ممتلئة تماماً ودير البلح مزدحمة أيضاً". وأضاف أن كثراً عادوا لمدينة غزة بعدما فشلوا في تأمين مأوى أو خدمات أساسية وسط الوضع الكارثي.
وأوضح أبو سليمة "بعد انتهاء الاحتلال من قصف المدارس والبيوت والأبراج والخيام، يعود المواطنون للمناطق نفسها وينصبون خيامهم من جديد، فالمواطنون متشبثون بمدينتهم".
الجنوب ليس آمناً
وقال بكري دياب (35 سنة) الذي كان نازحاً من الشمال إلى غرب مدينة غزة، وقد نصب خيمته في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، "القصف مستمر هنا أيضاً، فالجنوب ليس مكاناً آمناً كما يدعي الاحتلال... كل ما فعلوه هو دفع الناس إلى التكدس في أماكن بلا مقومات حياة، بلا خدمات، وبلا أمان أيضاً".
وأفاد الدفاع المدني في القطاع عن مقتل 12 فلسطينياً منذ فجر اليوم السبت بعمليات قصف إسرائيلي، غداة إعلانه عن مقتل 50 شخصاً في الأقل في مختلف أنحاء القطاع المحاصر والمدمر جراء الحرب المستمرة منذ 23 شهراً.
بعمق 38 كم.. تفاصيل أكبر توغل إسرائيلي في سوريا
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، السبت، تفاصيل عملية عسكرية وُصفت بأنها الأوسع داخل الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث توغلت قوات إسرائيلية لمسافة 38 كيلومتراً داخل العمق السوري.
وذكرت الصحيفة أن العملية التي حملت اسم "الأخضر الأبيض" شارك فيها مئات من جنود الاحتياط التابعين للفرقة 210، وأسفرت عن السيطرة على قاعدتين عسكريتين سوريتين دون قتال، إضافة إلى الاستيلاء على نحو 3.5 أطنان من الأسلحة والذخائر، بينها صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى، فضلاً عن دبابات وشاحنات قديمة.
كما تمكن الجيش الإسرائيلي، بحسب التقرير، من السيطرة على شريط حدودي بعمق 10 كيلومترات وصولاً إلى منطقة حمات غدير، وأقام على طوله ثمانية مواقع عسكرية جديدة، واستغرقت العملية 14 ساعة، تخللها دخول وحدات مدفعية إسرائيلية إلى الأراضي السورية لأول مرة منذ حرب 1973.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن السيطرة تمنح إسرائيل ميزة إستراتيجية في مراقبة الطريق الرابط بين دمشق وبيروت، وكشف مسارات تهريب السلاح إلى حزب الله في البقاع اللبناني.
وأضافت أن بعض المواقع التي سيطر عليها الجيش تكشف مواقع إسرائيلية حساسة، ما دفعه إلى تثبيت وجوده فيها، مشيرة إلى أن الجنود الإسرائيليين تواصلوا مع سكان من القرى الدرزية في ريف دمشق الذين قدموا معلومات عن مخازن أسلحة تابعة للجيش السوري السابق.
الشرق الأوسط: «الرئاسي الليبي» يتحدث عن اتفاق بين «الوحدة» و«الردع»
تحدّث المجلس الرئاسي الليبي، السبت، عن التوصل إلى اتفاق «مفاجئ» بين حكومة الوحدة «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، و«جهاز الردع» المناوئ لها بقيادة عبد الرؤوف كارة، يقضي بـ«ترتيبات أمنية جديدة في العاصمة طرابلس»، من شأنها نزع فتيل التوتر الذي هدد باندلاع حرب جديدة، وأدى إلى تحشيدات عسكرية متبادلة خلال الأسابيع القليلة الماضية داخل المدينة.
وفي غياب أي إعلان رسمي من المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، قال مصدر لديه إنه «وفقاً للاتفاق الذي رعاه (الرئاسي) تم البدء الفعلي في تطبيقه بانسحاب قوة الردع الخاصة من مطار معيتيقة، والبدء في الترتيبات الأمنية بالعاصمة بانسحاب جميع القوات العسكرية منها، بالإضافة إلى تسليم السجن لوزارة العدل والشرطة القضائية خلال الأيام المقبلة».
وحسب المصدر فإن «الاتفاق الذي تم على ما يبدو بوساطة تركية نص على تعيين آمر جديد لجهاز الشرطة القضائية، وتسليم المطلوبين إلى مكتب النائب العام، وانسحاب القوات العسكرية التي دخلت العاصمة من مواقعها»، وكذلك «تتولى لجنة الترتيبات الأمنية التابعة للمجلس الرئاسي متابعة تنفيذه ميدانياً، واشترطت التزام جميع الأجهزة الأمنية بعدم التستر على المطلوبين من النائب العام، والتعاون للقبض عليهم، وعدم عرقلة قرارات الحكومة بحل جهاز (الهجرة غير المشروعة) وقوة العمليات الخاصة».
وأكد المصدر أن «هذا الاتفاق يمثّل خطوة لافتة نحو إعادة تنظيم الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، التي لطالما شهدت تنافساً بين التشكيلات المسلحة على النفوذ والسيطرة».
وقال مستشار المجلس الرئاسي، زياد دغيم، في تصريحات متلفزة، السبت، إن الاتفاق يستهدف احتواء التصعيد في العاصمة وتعزيز الاستقرار وتطوير أداء المؤسسات الأمنية والعسكرية. وأوضح أن «الاتفاق جاء بجهد تكاملي بين المنفي وحكومة الوحدة». وشكر تركيا لتوفير الضمانات اللازمة لتنفيذه، مشيداً بما وصفه بالدور الأساسي والفاصل للبعثة الأممية، ودور «جهاز الردع»، الذي قال إنه أبدى «مسؤولية كبيرة»، وتكفل بالخطوات الأولى لتعزيز حسن النية، على حد قوله.
في المقابل، أكد مصدر في «جهاز الردع» أن «الاتفاق يقضي بتكليف قوة محايدة وموحدة لإدارة وتأمين مطارات طرابلس الدولي ومصراتة وزوارة ومعيتيقة»، موضحاً أنه «تم الاتفاق على استبدال شخصية توافقية يختارها (الرئاسي) بآمري الشرطة القضائية المعيّنين من حكومة الدبيبة، وإحالة ملف السجناء إلى النيابة العامة».
وكان نائب رئيس جهاز المخابرات التركية، جمال الدين تشاليك، قد التقى أخيراً خلال زيارة سرية إلى العاصمة طرابلس، مع قيادات عسكرية وأمنية بارزة، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس الرئاسي في إطار المساعي التركية لمنع اندلاع حرب جديدة في العاصمة، ووضع ترتيبات أمنية جديدة. وناقشت الزيارة التي لم تؤكدها بعد مصادر رسمية تركية أو ليبية، ملفات تتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتأكد من أوضاع السجناء في معيتيقة قبل نقل التبعية إلى وزارة العدل والشرطة القضائية.
على صعيد آخر وفي محاولة لاحتواء غضب القبائل على الحدود الليبية-المصرية، قدم الفريق صدام، نائب ونجل القائد العام المشير خليفة حفتر، تعازيه إلى قبيلة «أولاد علي» في مقتل أحد أبنائها برصاص الشرطة الليبية في منطقة أمساعد شرق البلاد، مما أثار حالة من الغضب والاستياء بين عشائر وقبائل محافظة مرسى مطروح شمال مصر، التي ترتبط تاريخياً بروابط اجتماعية وثيقة بالقبائل الليبية في الشرق.
وأكد نجل حفتر لدى لقائه، مساء الجمعة، في مدينة بنغازي مع عُمد ومشايخ وأعيان قبائل «أولاد علي» من مصر، وبعض مشايخ وأعيان القبائل الليبية؛ الروابط التاريخية والاجتماعية المتميزة التي تجمع الشعبَيْن في ليبيا ومصر. ونقل للوفد تحيات والده المشير حفتر، وتقديره الكبير لمكانتهم ودورهم، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية التي تربط ليبيا ومصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار نجل حفتر إلى ما وصفها بـ«المكانة الرفيعة لقبائل أولاد علي بصفتها جسراً للربط بين الشعبَيْن الليبي والمصري»، مشيداً بدور العُمد والمشايخ والأعيان في صون النسيج الاجتماعي، وحفظ وحدة الصف، وتعزيز روابط الأخوة بما يضمن الأمن والاستقرار ويخدم المصير المشترك بين البلدين.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى الأيام الماضية، حين نفّذت قوة أمنية مداهمة في أمساعد، انتهت بإطلاق النار الذي أودى بحياة شاب مصري، رغم دخوله الأراضي الليبية بتأشيرة رسمية. وقد نُقلت جثته أولاً إلى مستشفى طبرق، قبل أن تُرحّل لاحقاً إلى مصر. وأصدر صدام حفتر، حينها، أوامر عاجلة إلى الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري في ملابسات الواقعة، مؤكداً ضرورة التعامل مع القضية بجدية، في ظل حساسيتها الاجتماعية والسياسية، وما قد تثيره من توتر بين القبائل على جانبي الحدود.
ردود غاضبة بعد وفاة رجل دين في بغداد
أثارت وفاة رجل دين في العاصمة العراقية بغداد، بعد تعرضه لاعتداء داخل أحد المساجد، غضباً واسعاً في الأوساط الدينية والسياسية، ودفع الحكومة العراقية إلى فتح تحقيق رسمي عالي المستوى.
وفارق عبد الستار القرغولي، وهو إمام وخطيب معروف في بغداد، الحياة يوم الجمعة بعد ما وصفته مصادر دينية وأمنية بـ«اعتداء جسدي داخل مسجد كريم الناصر» في منطقة الدورة جنوبي العاصمة. وتشير التقارير إلى أن الاعتداء تم من قبل مجموعة يعتقد أنها تابعة لتيار ديني.
ما الذي حدث؟
بحسب روايات متعددة من شهود عيان ومصادر دينية، فإن الحادث وقع خلال خلاف على من يلقي خطبة الجمعة داخل المسجد.
وكان من المقرر أن يتولى القرغولي الخطبة، وفقاً لجدول أعدّه الوقف السني، المؤسسة الرسمية المشرفة على المساجد في العراق، بالتناوب مع خطيب آخر من تيار يُعرف محلياً باسم «المدخليين».
لكن خطيباً آخر حضر إلى المسجد بصحبة مجموعة مكونة من نحو 30 شخصاً، يُقال إنهم جُلبوا من خارج المنطقة، وقاموا بمنع القرغولي من الصعود إلى المنبر، واحتجزوه في غرفة داخل المسجد.
ووفق روايات طبية وأمنية، تعرض القرغولي إلى دفع واعتداء جسدي، ما تسبب في أزمة قلبية حادة أدت إلى وفاته، خاصة أنه كان يعاني من مشكلات صحية مزمنة في القلب.
ردود فعل
أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ويشغل أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة، بفتح تحقيق فوري في الحادثة، وتشكيل لجنة يرأسها قائد عمليات بغداد، تضم ممثلين عن وزارة الداخلية، وجهاز الأمن الوطني.
وقال السوداني في بيان إن الحكومة «لن تتهاون في محاسبة أي جهة يثبت تورطها، أو تقصيرها»، مشدداً على أهمية «ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، ورفض كل أشكال التحريض والكراهية الدينية».
من جانبه، وصف ديوان الوقف السني الحادث بأنه «عمل إجرامي»، مؤكداً توقيف عدد من المتورطين، ومطالباً بحماية أئمة وخطباء المساجد الذين قال إنهم «يؤدون واجباً دينياً ووطنياً مهماً».
أما المجمع الفقهي العراقي، وهو من أبرز المؤسسات الدينية السنية في العراق، فقد طالب الرئاسات العراقية الثلاث بالتدخل، وإقامة دعوى على الخطيب المسؤول عن الحادثة.
اتهامات سياسية
من جهته، أدان مصطفى البياتي، رئيس مجلس أئمة وخطباء منطقة الأعظمية في بغداد، الحادثة بشدة، متهماً ما سماهم «بلطجية مدعومين سياسياً» بالوقوف وراء الهجوم، ومحذراً من أن هذه الجماعات تمثل «تهديداً متصاعداً، وتعمل حاضنة للتطرف».
واتهم البياتي أطرافاً سياسية بعرقلة تنفيذ قرارات أمنية سابقة كانت تهدف لمنع نفوذ مجموعات متشددة داخل المساجد. وقال إن ما حدث «نتيجة للتراخي السياسي، وغياب الحزم أمام جماعات متطرفة تثير الفتنة في المجتمع».
وحسب مراقبين، فإن الحادثة سلطت الضوء على صراع داخل المؤسسة الدينية في العراق بين تيارات مختلفة تتنافس على النفوذ داخل المساجد، والتي بدأت تتصاعد مع قرب الانتخابات العراقية.
ومنذ سنوات، تشهد مساجد في بغداد وغيرها من المحافظات محاولات من جماعات دينية لبسط نفوذها، وسط اتهامات بتلقيها دعماً سياسياً من أطراف متنازعة انتخابياً.
تأتي الحادثة بعد أيام فقط من تحذير رئيس الوزراء العراقي من «أصوات مأزومة تريد جرّ البلاد إلى الفتنة وعدم الاستقرار»، في إشارة ضمنية إلى نشاطات جماعات دينية وسياسية متشددة.
«التعاون الخليجي» يرحب بالبيان الصادر عن «الرباعي» بشأن النزاع في السودان
رحَّب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، السبت، بالبيان المشترك الصادر عن الاجتماع الرباعي لكل من مصر، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة الأميركية، بشأن النزاع في السودان.
وأشاد جاسم البديوي، الأمين العام للمجلس، بالمبادئ الواردة في البيان، التي أكدت على احترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، وعلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقاً للقانون الدولي الإنساني، والانتقال إلى عملية سياسية شاملة وشفافة تقود إلى تشكيل حكومة مدنية ذات شرعية واسعة تعبر عن تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار.
وثمَّن الأمين العام الجهود الحثيثة التي تبذلها السعودية، والإمارات، ومصر، والولايات المتحدة، بشأن النزاع في السودان.
وأكد البديوي دعم دول مجلس التعاون الكامل لهذه الجهود الدولية والعربية، واستعداد المجلس للتعاون مع مختلف الشركاء لتعزيز فرص السلام الدائم، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق، وضمان الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية واستقرارها.
وكان وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات وأميركا، أكدوا، في بيان مشترك، صدر عقب مشاورات مكثفة بين الوزراء، بدعوة من واشنطن، التزامهم المشترك بإنهاء الصراع في السودان، مشددين على أن الحرب المستمرة أدت إلى «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، وشكلت تهديداً مباشراً على السلم والأمن الإقليميين.
وأكد البيان أن الحل العسكري للأزمة «غير مجدٍ»، وأن استمرار الوضع الراهن «يتسبب في معاناة غير مقبولة»، ويعرِّض أمن المنطقة لمخاطر متزايدة.
وأشار البيان إلى أن مستقبل السودان «يقرره شعبه» من خلال «عملية انتقالية شاملة وشفافة»، بعيداً عن سيطرة الأطراف المتحاربة، مؤكداً الرفض لأي تدخل من جماعات متطرفة «مرتبطة بشكل موثق بجماعة (الإخوان)»، التي وصف البيان تأثيرها بـ«المزعزع للاستقرار».
الجيش السوداني يتصدى لمسيّرات هاجمت مدينة الأُبيّض
أعلن الجيش السوداني، يوم السبت، أن مضاداته الأرضية تصدّت بفاعلية لهجوم شنّته مسيَّرات «قوات الدعم السريع» كانت تحاول استهداف منشآت في مدينة الأُبيّض، أكبر مدن إقليم كردفان. وقال المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله: «لا توجد خسائر... ولن يوقف هذا العبث الصبياني مسيرة النصر».
ونقل مواطنون لـ«الشرق الأوسط» أنهم سمعوا دوي المضادات الأرضية في مناطق متفرقة من المدينة، بالتزامن مع أصوات تحليق الطائرات المسيّرة فجراً. وذكر شهود عيان أن الهجوم على المدينة تم بعدد كبير من المسيّرات. وأضافوا أنهم سمعوا سلسلة انفجارات للمضادات الأرضية وهي تتصدى للهجوم الذي استمرَّ أكثر من ساعة.
وتصاعدت حرب المسيّرات بين الجيش و«قوات الدعم السريع» مجدداً، وبوتيرة أعنف، بعد فترة من التوقف المتقطع خلال الأشهر الماضية.
ويأتي هذا الهجوم الواسع على الأُبيّض مع وجود نائب القائد العام للجيش، شمس الدين كباشي، الذي يشرف على غرفة قيادة العمليات العسكرية في كردفان.
وكان الجيش قد استعاد، الأسبوع الماضي، مدينة بارا في شمال كردفان من قبضة «قوات الدعم السريع» التي سيطرت عليها أكثر من عامين، في أكبر تقدم يحرزه الجيش بالإقليم الواقع في وسط غربي البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023.
كما حقق الجيش والفصائل المسلحة المتحالفة معه خلال الأيام الماضية تقدّماً ملحوظاً بالسيطرة على منطقة كازقيل التي تبعد 40 كيلومتراً جنوب مدينة الأُبيّض.
وفي المقابل، أعلنت «قوات الدعم السريع» في وقت سابق إسقاط طائرة مسيّرة تركية الصنع من طراز «بيرقدار آقنجي» في منطقة الخوي غرب الإقليم، وهي الثانية في غضون أسبوع.
وتكثّف «قوات الدعم السريع» منذ أشهر هجماتها بالمسيّرات، مستهدفة محطات الكهرباء والمطارات والمقار العسكرية التابعة للجيش في عدد من ولايات السودان. وأكدت مصادر محلية أن الطرفين حشدا قوات كبيرة من المقاتلين والعتاد، في محاولة لتحقيق نصر ميداني حاسم في هذا الإقليم الاستراتيجي.
من جهة أخرى، جدد الرئيس الكيني وليام روتو التأكيد على التزام بلاده بدعم الجهود الرامية إلى وقف الكارثة الإنسانية المأساوية التي يمر بها شعب السودان، ووقف الحرب، وإعادة البلاد إلى المسار المدني الديمقراطي.
جاء ذلك خلال مباحثاته مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، في قصر الرئاسة بنيروبي، حيث ناقشا مستجدات الملف السوداني ومسارات وقف الحرب.
وقال روتو في تدوينة على صفحته الرسمية في «فيسبوك»: «أطلعني لعمامرة على جهود الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وتهدئة الحرب، ودعم عملية تُفضي إلى إدارة مدنية في السودان». وأضاف: «كما أشرت مراراً، لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في السودان، ونحث طرفَي الصراع على أن مراعاة احتياجات شعب السودان فوق كل المصالح الأخرى».
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، عقد المبعوث الأممي في العاصمة نيروبي اجتماعات مع قادة الحكومة الموازية بقيادة «قوات الدعم السريع» و«التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة - صمود»، إضافة إلى مجموعة واسعة من منظمات المجتمع المدني السودانية، حيث طرح خريطة طريق الأمم المتحدة لوقف القتال وبحث الجوانب المتعلقة بحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.
ومن المقرر أن ينتقل المبعوث الأممي إلى العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان؛ لبحث الأجندة ذاتها في لقاءاته المرتقبة مع مسؤولين في قيادة الجيش والحكومة السودانية.