هجوم الناقلة "هيلاس أفروديتي" يكشف خيوط التعاون بين الحوثيين و"حركة الشباب" بتمويل إيراني

الجمعة 07/نوفمبر/2025 - 01:50 م
طباعة هجوم الناقلة هيلاس فاطمة عبدالغني
 
في حادث يعيد خريطة التهديدات البحرية في المنطقة إلى الواجهة، هرعت قوة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي، الجمعة، لإنقاذ ناقلة النفط "هيلاس أفروديتي" التي ترفع علم مالطا، بعد أن استولى عليها قراصنة مسلحون قبالة السواحل الصومالية، في تطور يعكس تزايد الخطر العابر للحدود في القرن الإفريقي.
الناقلة، التي كانت تحمل شحنة من البنزين متجهة من الهند إلى جنوب إفريقيا، تعرضت لهجوم عنيف استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ"آر بي جي" قبل أن يتمكن المهاجمون من السيطرة عليها، فيما لجأ طاقمها المكون من 24 بحاراً إلى غرفة محصنة داخل السفينة. 
وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة "عملية أتلانتا" أنها تتحرك بسرعة لاستعادة السيطرة، في حين حذر مركز التجارة البحرية البريطاني (UKMTO)  من محاولة أخرى للاعتداء في المنطقة ذاتها، ما يشير إلى نشاط منسق لعصابات قرصنة تعمل تحت مظلة واحدة.
وتشير تقارير أوروبية إلى أن هذه الهجمات مرتبطة بعصابة قرصنة يُعتقد أنها تنطلق من قارب صيد إيراني تم الاستيلاء عليه سابقاً، وهو ما يثير شكوكاً قوية حول تورط شبكات تمويل وتوجيه خارجية في دعم العمليات البحرية الأخيرة. 
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام فقط من محاولة اختطاف السفينة "ستولت ساغالاند"، التي شهدت تبادلاً لإطلاق النار بين المهاجمين وفريق الأمن المسلح على متنها، في مؤشرات على تصاعد وتيرة التهديدات ضد الملاحة في المحيط الهندي.
كما يأتي هذا الهجوم البحري بعد أيام فقط من صدور تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي، الذي كشف عن تصاعد غير مسبوق في مستوى التنسيق بين جماعة الحوثي الإرهابية وحركة الشباب الصومالية، خصوصاً في مجالات التهريب والتدريب العسكري في البحر العربي. 
وأوضح التقرير أن مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين تحولت إلى مراكز تدريب ميدانية تستقبل عناصر من حركة الشباب، حيث تولى خبراء ومهندسون حوثيون تدريب مقاتلين صوماليين على تصنيع المتفجرات والطائرات المسيّرة، مقابل تسهيلات بحرية لتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الموانئ الصومالية الواقعة خارج سيطرة الحكومة المركزية.
كما كشف التقرير عن نقل أكثر من 400 عنصر من حركة الشباب إلى اليمن لتلقي تدريبات قتالية وأيديولوجية بإشراف قيادات حوثية، في حين ضبطت السلطات الصومالية شحنات متفجرات وطائرات مسيرة قادمة من اليمن ضمن شبكة تهريب تضم أكثر من 70 شخصاً تعمل على تأمين خطوط إمداد وتمويل مشتركة بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية في القرن الإفريقي.
وفي هذا السياق، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف ناقلة النفط "هيلاس أفروديتي" قبالة السواحل الصومالية يؤكد ما ورد في التقرير الأممي، ويكشف عن تصاعد مستوى التنسيق العملياتي بين مليشيا الحوثي الإرهابية وحركة الشباب الصومالية، ضمن تحالف عابر للحدود تموله وتوجهه إيران.
وأضاف أن هذا التطور يبرهن أن الحوثيين لم يعودوا تهديداً يمنياً أو إقليمياً فحسب، بل أصبحوا جزءاً من منظومة إرهاب دولية تستهدف خطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتشكل خطراً مباشراً على الاقتصاد العالمي وأمن التجارة الدولية.
وأكد الإرياني أن المليشيا، بتوجيهات مباشرة من طهران، نقلت خبراتها القتالية وتقنياتها العسكرية إلى حركة الشباب، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الهجومية، وساهمت في تدريب عناصرها على تنفيذ عمليات نوعية ضد السفن التجارية، في مخطط يهدف إلى تحويل الممرات البحرية الدولية إلى ساحة ابتزاز وإرهاب منظم. 
وحذر الوزير من أن التهاون مع بقاء المليشيا الحوثية يعني فتح الباب أمام قيام محور إرهابي جديد يمتد من صنعاء إلى الصومال وصولاً إلى طهران، ما يهدد الأمن البحري العالمي ويقوض استقرار المنطقة والعالم بأسره.
ويرى المراقبون أن ترابط الأحداث بين تقرير الأمم المتحدة، وتصاعد الهجمات البحرية، وتصريحات الإرياني يكشف عن مشهد متكامل يؤكد أن البحر الأحمر والقرن الإفريقي باتا جبهة واحدة في معركة النفوذ الإيراني. 
ويشير الخبراء إلى أن شبكات التهريب والقرصنة لم تعد تتحرك بدافع الربح فحسب، بل تعمل ضمن استراتيجية سياسية وعسكرية لإيران تهدف إلى ابتزاز المجتمع الدولي وتهديد خطوط التجارة العالمية، ويحذر محللون من أن استمرار هذا النمط من العمليات سيحوّل البحر الأحمر وخليج عدن إلى مسرح دائم للفوضى والإرهاب البحري، ما لم يتم ردع المليشيات الحوثية ومن يقف خلفها بحزم دولي واضح.

شارك