تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 10 نوفمبر 2025.
البيان: الإمارات وأزمة السودان.. جهود أممية وإقليمية تفضح الأكاذيب
الدولة تنتهج مقاربة دبلوماسية تعتمد على أدوات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني
خبراء: الإمارات لا تتعامل مع الملف السوداني كحالة منفصلة بل كجزء من رؤية شاملة للأمن الإقليمي في البحر الأحمر والقرن الأفريقي
الإمارات، التي رسخت نهجاً ثابتاً يقوم على دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة، تواصل اليوم أداء دور فاعل ومتوازن في مساعي إنهاء النزاع في السودان عبر منظومة الأمم المتحدة والمنصات الدولية، متجاهلةً الأصوات النشاز المضللة والأكاذيب التي تحاول النيل من موقفها.
بوصلة السياسة الإماراتية ظلت دوماً تشير إلى الحوار والسلام، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لإنهاء النزاعات، وأن المساعدات الإنسانية يجب أن تبقى بمنأى عن الاستقطاب.
وفي الملف السوداني تحديداً، تركز الإمارات تحركاتها على حماية المدنيين وتعزيز فرص الحوار السوداني – السوداني، بما يعكس التزامها الثابت بمبدأ احترام سيادة السودان ووحدته، وترسيخ السلام المستدام فيه.
وتُمثل هذه الجهود رداً عملياً على محاولات مشبوهة تريد عبثاً التشكيك في نوايا الدولة، حيث تؤكد هذه الجهود أن دور الإمارات الإقليمي تحكمه قيم المسؤولية والشراكة والسلام.
نشاط أممي
في أروقة الأمم المتحدة، واصلت دولة الإمارات أداء دور فاعل في دعم جهود وقف إطلاق النار في السودان، مستندة إلى دبلوماسية متوازنة تراهن على الحلول السياسية واحترام السيادة الوطنية.
فمنذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، تبنت الإمارات مواقف متسقة دعت من خلالها إلى هدنة إنسانية عاجلة، وطالبت بوقف فوري ودائم للقتال، مؤكدةً على ضرورة حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، في التزامٍ واضح بالقانون الدولي الإنساني وبمبادئ العمل الأممي المشترك.
إطار أممي وإقليمي
وبحسب خبراء العلاقات الدولية، تتحرك الإمارات ضمن إطار أممي وإقليمي متكامل يشمل مصر والسعودية والولايات المتحدة، وهو ما يعرف بـ«الرباعية» المعنية بالأزمة السودانية.
وقد عملت من خلال هذا التنسيق على تعزيز فرص التهدئة السياسية، وإنشاء ممرات إنسانية آمنة، مع دعم المساعي الأفريقية والأممية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
ولا تتعامل الإمارات مع الملف السوداني كحالة منفصلة، بل كجزء من رؤية شاملة للأمن الإقليمي في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، حيث يشكل استقرار السودان ركيزة من ركائز التوازن الإقليمي الذي تسعى الدولة إلى ترسيخه عبر التعاون والدبلوماسية لا عبر المواجهة أو الاصطفاف.
إلى جانب التحرك السياسي، كثّفت الإمارات من دعمها الإنساني للسودان عبر برامج الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وأعلنت عن حزم تمويلية متعددة للأعوام 2023 ـ 2025 لدعم الغذاء والصحة ومشروعات النازحين، وأرسلت عشرات الطائرات الإغاثية إلى بورتسودان وتشاد وجنوب السودان.
وبحسب الخبراء، فإن هذا النهج يعكس التزاماً إنسانياً أصيلاً يجعل من الإمارات أحد أبرز المساهمين العرب في الجهد الدولي الإغاثي، وفق بيانات الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، الذي أكد أهمية التمويل الإماراتي في مواجهة الأزمة المتفاقمة.
تقارير أممية تفنّد الادعاءات
ويشير الخبراء إلى أنه ورغم هذه الجهود، إلا أن الإمارات واجهت ادعاءات مغرضة حول دعمٍ مزعومٍ لأطرافٍ مسلحة داخل السودان.
ويؤكد الخبراء أن الإمارات تعاملت مع هذه التقارير بشفافية، إذ نفت رسمياً أي تورط في تزويد أي طرف بالسلاح، وأبدت استعدادها الكامل للتعاون مع الآليات الدولية للتحقق من المزاعم.
وأكدت بعثتها في الأمم المتحدة أن العمل الإنساني الإماراتي لا يرتبط بأي غرض سياسي أو عسكري، وأن سياستها الخارجية قائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
في المقابل، شدّدت جهات أممية على أن أي استنتاج نهائي يجب أن يستند إلى أدلة موثقة وتحقيق مستقل، ما يعزز دعوة الإمارات إلى الوضوح والشفافية في مثل هذه القضايا الحساسة.
مسار السلام
ويؤكد الخبير في الشؤون الأفريقية والعلاقات الدولية د. رامي زهدي، أن الدور الإماراتي في الأمم المتحدة حيال السودان يُعد نموذجاً لدبلوماسية التوازن والمسؤولية، فهو لا يقوم على فرض الإرادة، بل على إعلاء مبدأ السيادة الوطنية ووحدة التراب السوداني، واعتبار أن السلام المستدام لا يُبنى إلا عبر حلول سودانية خالصة، بدعم أممي وإقليمي منسّق.
ويرى أن هذا الموقف أسهم في تعزيز دور الإمارات كشريك دولي موثوق يسعى إلى تحقيق الاستقرار في أفريقيا، لا إلى استثمار أزماتها. كما قدّم نموذجاً عملياً لدور الدول العربية في الأمم المتحدة عندما تتبنى مقاربة استراتيجية ناضجة لا ترتكز على الانحياز، بل على مبدأ المسؤولية المشتركة تجاه الأمن الإقليمي والدولي.
ويضيف زهدي أن تحرك دولة الإمارات في الملف السوداني ينبع من موقع متوازن ومدروس بعناية، ويعكس إدراكها العميق لتداعيات الأزمة على الأمن الإقليمي في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وهي منطقة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن الإمارات وتجارتها واقتصادها، حتى وإن ابتعدت جغرافياً، وكذلك على منظومة الأمن العربي والأفريقي على السواء.
الرؤية الإماراتية للأزمة
ويتابع د. رامي زهدي أنه منذ اندلاع النزاع في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، تبنّت الإمارات مقاربة دبلوماسية تعتمد على أدوات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني كإطار ناظم للتحرك نحو وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة لا تنحاز لطرف على حساب آخر.
ويُبرز الخبير أن الإمارات، خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي (2022 ـ 2023) وبعدها، عملت من خلال بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة على الدفع باتجاه معالجة الأزمة السودانية عبر القنوات الشرعية الدولية، مركّزةً على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري، وحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
كما دعمت الإمارات قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (UNITAMS)، وأكدت أهمية التنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد لتوحيد الجهود الدبلوماسية.
ويتابع زهدي قائلاً إن الإمارات تبنّت نهج «الحياد البنّاء»، من خلال تركيزها على دعم المبادرات الإنسانية والتنموية.
فقد أرسلت عشرات الطائرات الإغاثية إلى بورتسودان وتشاد وجنوب السودان، واستضافت مؤتمرات إنسانية بالتعاون مع الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات، كما موّلت جهود الإغاثة الدولية بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمات الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والصحة العامة.
ويضيف أن هذه المقاربة تعكس رؤية إماراتية تعتبر أن تحقيق السلام في السودان لا يمر عبر موازين القوة، بل عبر إعادة بناء الثقة بين مكونات الدولة السودانية، وهو ما يتطلب بيئة إنسانية مستقرة ووقفاً دائماً للقتال.
التحرك الإماراتي والرؤية الأممية
ويشير زهدي إلى أن التحرك الإماراتي يتناغم مع الرؤية الأممية التي تعتبر أن الأزمة السودانية تمثل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين، وأن انهيار السودان قد يمتد أثره إلى دول الجوار الأفريقي والعربي، في ظل هشاشة الحدود وتدفق اللاجئين وتنامي نفوذ الجماعات المسلحة.
ومن هذا المنطلق، دفعت الإمارات داخل أروقة الأمم المتحدة نحو صياغة مقاربة دولية متوازنة تجمع بين المسارين الإنساني والسياسي، بحيث لا تُستغل المساعدات كأداة ضغط، ولا يُترك المجال لفراغ سياسي تستفيد منه قوى التطرف أو تجار السلاح.
ويؤكد زهدي أن الإمارات اعتمدت أسلوب الدبلوماسية الهادئة بعيداً عن الاستعراض الإعلامي أو التصعيد الخطابي، فتواصلت مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا، ومع الأطراف الإقليمية الفاعلة كمصر والسعودية والاتحاد الأفريقي والإيقاد، لبناء أرضية مشتركة تفضي إلى وقف النار.
كما دعمت الإمارات الجهود السعودية ـ الأمريكية في محادثات جدة، وأعلنت في أكثر من مناسبة استعدادها لاستضافة أو دعم أي جولة حوار تجمع الفرقاء السودانيين تحت مظلة الأمم المتحدة، شريطة أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية وطنية شاملة.
ويختم زهدي بالتأكيد على أن الدور الإماراتي في الملف السوداني يستند إلى محددات استراتيجية واضحة، من أبرزها حماية الأمن في البحر الأحمر باعتباره شرياناً حيوياً للتجارة العالمية ولدول الخليج ومصر والسودان، ومنع تمدد الفوضى والإرهاب من السودان إلى دول القرن الأفريقي والساحل، والحفاظ على التوازنات حتى لا تتحول الساحة السودانية إلى ميدان صراع بين قوى متنافسة، إلى جانب تثبيت دور الإمارات كفاعل مسؤول في المنظومة الدولية يدفع نحو الاستقرار ويستخدم أدوات الدبلوماسية والتنمية بدلاً من التدخل العسكري.
دور فاعل ومتوازن
في السياق ذاته، يؤكد خبير العلاقات الدولية والمحلل السياسي د. طارق البرديسي، أن الإمارات العربية المتحدة تلعب دوراً فاعلاً ومتوازناً في ملف السودان داخل أروقة الأمم المتحدة، حيث تتركّز تحركاتها على دعم جهود وقف إطلاق النار والدفع نحو تسوية سلمية شاملة.
ويرى البرديسي أن الإمارات تؤدي دوراً بارزاً في الساحة الإقليمية والدولية يتميز بالحكمة والاتزان، ويقوم على المبادئ الدولية والإنسانية، بعيداً عن التورط في النزاعات أو تغذية التوترات.
ويضيف أن تحركات الإمارات في الملف السوداني تنبع من دوافع إنسانية وأخلاقية، إذ تركز على دعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، والمساهمة في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار لاحقاً.
فالإمارات ـ كما يوضح البرديسي ـ تسعى لأن تكون جسراً للحل لا طرفاً في الصراع، وتحافظ على اتصالاتها المتوازنة مع جميع الأطراف دون انحياز، ما يعزز فرص نجاحها كوسيط فاعل يحظى بالثقة والاحترام الإقليمي والدولي.
كما يشير إلى أن الدولة تضخ مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة للسودانيين دون شروط أو اعتبارات سياسية، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن استقرار السودان ينعكس بشكل مباشر على أمن المنطقة بأسرها، وأن دعم الشعب السوداني في محنته واجب إنساني وأخلاقي قبل أن يكون التزاماً سياسياً.
رؤية شاملة للسلام والتنمية
ويؤكد البرديسي أن هذا الدور يأتي في إطار رؤية شاملة للسلام والتنمية، تجعل من الإمارات نموذجاً للدولة التي توظف قوتها ونفوذها لصالح الشعوب لا على حسابها، مشيراً إلى أن الإمارات تعمل من خلال مجلس الأمن والمنظمات الدولية على تعزيز الحلول السياسية والدفع نحو مسار حوار وطني سوداني شامل يقود إلى الاستقرار الدائم.
ويشدد على أن جهود الإمارات تتركز على دعم العمل الإنساني والتنمية المستدامة كجزء من مقاربة شاملة تحترم سيادة السودان ووحدته، وتؤكد في كل مداخلاتها الدولية على أهمية وقف العنف فوراً، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة المدنيين.
كما تعمل الإمارات، بحسب البرديسي، على التنسيق مع الدول المؤثرة والمبعوثين الدوليين لضمان بقاء السودان ضمن دائرة الاهتمام الدولي وعدم تركه وحيداً أمام أزماته.
ويختتم خبير العلاقات الدولية بالتأكيد على أن هذا الدور يعكس سياسة إماراتية ثابتة تجاه الأزمات في المنطقة، تقوم على الحلول السياسية واحترام إرادة الشعوب وتغليب الاستقرار والسلام على المصالح الضيقة أو التدخلات السلبية.
الخليج: وفد روسي برئاسة شويغو في مصر لإجراء محادثات سياسية وعسكرية
ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو وصل إلى القاهرة الأحد على رأس وفد كبير في مجالي التسلح والطاقة النووية لإجراء محادثات عسكرية.
وقالت الوكالة إن من المقرر أن يلتقي شويغو بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومستشار الأمن القومي. كما يتضمن جدول أعماله اجتماعات مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، ووزير الدفاع والتصنيع الحربي الفريق أول عبدالمجيد صقر، ورؤساء أجهزة أمنية وأجهزة خاصة أخرى.
ونقلت الوكالة عن المكتب الصحفي لمجلس الأمن الروسي قوله في بيان «تشمل الموضوعات ذات الأولوية آفاق تنفيذ الاتفاقات التي أُبرمت على أعلى مستوى، بما في ذلك التعاون العسكري والعسكري-التقني».
وذكرت الوكالة أن الوفد الروسي يضم مسؤولين من شركة روس أوبورون إكسبورت لتصدير الأسلحة ووكالة الفضاء روسكوسموس ووكالة روس آتوم للطاقة النووية، إضافة إلى ممثلين عن وزارات الداخلية والخارجية والعدل والصناعة والحرس الوطني.
عون: لبنان يطبق إجراءات صارمة لمنع تبييض الأموال وتمويل الإرهاب
أكَّد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الأحد، أن بلاده تطبق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة على الجرائم المالية مهما كان نوعها.
جاء ذلك خلال استقبال عون وفد وزارة الخزانة الأمريكية برئاسة نائب مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا، في قصر بعبدا.
وأشار عون إلى أنه يندرج في إطار هذه الإجراءات، إقرار مجلس النواب لتعديل قانون السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن.
وأكد عون أن الحكومة اللبنانية في صدد إنجاز مشروع قانون ما يعرف بـ«الفجوة المالية» والذي من شأنه أيضاً أن يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد.
ولفت الرئيس اللبناني إلى أنه في موازاة الإجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الأمنية على ملاحقة الخلايا الإرهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص وبالتالي إحباط أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.
وتناولت المباحثات أيضاً الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي والسبل إلى التوصل إلى اتفاق في إطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن، كما تناولت الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعياً ووفق النظم المالية المعتمدة دولياً.
الوضع في الجنوب
وعن الوضع في الجنوب أكد الرئيس عون ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها تطبيق القرار 1701 والاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح.
وجدد عون التأكيد على أن خيار التفاوض الذي أعلنه مراراً ينطلق من أن الحرب لم تؤدِ إلى أي نتيجة، غير أن التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، لافتاً إلى أن هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة ودولاً أخرى.
من جهته، أكد الوفد الأمريكي الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الأمنية الشرعية من القيام بدورها كاملاً.
مقتل شخص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد مقتل شخص جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة، التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان صحفي، إن غارة إسرائيلية على طريق الصوانة - خربة سلم، أدت إلى مقتل مواطن لبناني.
ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، «استهدف الطيران المسير الإسرائيلي بـ3 صواريخ سيارة بين الصوانة وخربة سلم.
يأتي ذلك بعد يوم من مقتل 3 مواطنين في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان.
الشرق الأوسط: حفتر يدعو مجدداً لـ«حراك سلمي» في ليبيا
في خطوة تعكس تصعيداً سياسياً في ليبيا، جدد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتمركز في الشرق، دعوته لـ«حراك سلمي» يقوده الشعب لإحداث «تغيير جذري» في المشهد السياسي، محذراً من «الانقسامات التي تعصف بالبلاد».
وتزامناً مع ذلك، أكد «المجلس الأعلى للدولة» تحفظه على قرارات مجلس النواب التي وصفها بـ«الانقسامية»، بينما عقد رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي، اجتماعاً عسكرياً موسعاً في طرابلس لإعادة تنظيم الجيش، في ظل تنافس مزداد بين حكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة ونجل حفتر، الفريق صدام، للسيطرة في الجنوب الليبي.
واعتبر حفتر، خلال لقائه الأحد مع مشايخ وأعيان وحكماء قبائل بني وليد، أن «البلاد بحاجة إلى تغيير جذري في المشهد السياسي لضمان الأمن والاستقرار ووحدة الوطن»، وأكد أن «الحل الحقيقي للأزمة الليبية يكمن في المسار الذي يقرره الشعب بنفسه».
ودعا حفتر المواطنين مجدداً، إلى «تولي زمام الأمور بأنفسهم عبر حراك سلمي منظم يعبر عن إرادتهم في بناء الدولة وتقرير مصيرهم»، كما طلب من الدول التي تسعى للسلام والاستقرار في ليبيا، إلى «الانحياز الكامل لخيار الشعب، والوقوف إلى جانبه عند اتخاذ قراره ورسم خريطة الطريق لبناء دولته».
ونقل عن الحاضرين «دعمهم الكامل لقوات الجيش ومساعيها في ترسيخ الأمن والاستقرار وبناء الوطن وحمايته وتوحيد صفه».
وكان صدام، نجل ونائب حفتر، أكد خلال زيارته إلى بلدية أوجلة مساء الأحد، حرصه على دعم مشاريع الإعمار والتنمية داخل بلديات الواحات، والعمل على توفير الاحتياجات الأساسية التي تضمن تحسين الخدمات وتعزيز فرص العمل، بما ينعكس إيجابياً على حياة المواطنين. وأدرج الزيارة ضمن «رحلة الوفاء» التي يقوم بها، وتمتد عبر مختلف مدن ومناطق البلاد.
بدوره، أكد المنفي، الذي ترأس الأحد، باعتباره «القائد الأعلى للجيش الليبي»، اجتماعاً موسعاً بالعاصمة طرابلس، بحضور الدبيبة، ضرورة «إعادة تنظيم المؤسسة العسكرية، وتعزيز الجوانب المهنية والانضباطية وتطوير الكفاءات، وتوحيد الهياكل الإدارية، تعزيزاً للدور المهم للجيش الليبي».
وقال بيان للمنفي إن الاجتماع ناقش «الأوضاع الأمنية وإعادة تنظيم هيكلة المؤسسة العسكرية على كل الأصعدة، مع التركيز على تحديد المهام وتطوير الكفاءات، والآليات التنفيذية لتفعيل قانون التقاعد العسكري»، وأشاد بما يبذله الجيش الليبي «من جهود لدعم ركائز الأمن والاستقرار على جميع الاتجاهات».
ويأتي هذا الاجتماع في سياق تنافس حاد على الجنوب الليبي بين الدبيبة وصدام حفتر، حيث يسعى الأخير إلى توسيع النفوذ العسكري والتنموي عبر مبادرات مثل «معاً من أجل الجنوب» وتفقد قواعد حدودية، بينما رد الدبيبة بزيارات ميدانية لتعزيز حرس الحدود.
ويرى مراقبون أن اجتماع المنفي «محاولة لإثبات حضوره السياسي، ووجود المجلس الرئاسي بوصفه جهة توحيدية للجهود العسكرية، وبخاصة مع سيطرة حفتر الفعلية على معظم الجنوب، وانكماش نفوذ الدبيبة خارج العاصمة طرابلس».
إلى ذلك، أكد «المجلس الأعلى للدولة» في بيان أصدره مساء السبت، أن تحفظه على بعض القوانين الصادرة عن مجلس النواب، «لا يتعلق بتحسين حياة المواطنين أو ما يخص المعاشات التقاعدية ومرتبات المعلمين وأعضاء هيئة التدريس والهيئات القضائية... بل إن الرفض أو التحفظ، كان فقط تجاه القوانين التي تكرس الانقسام السياسي أو تخالف الاتفاق السياسي، أو تلك التي تستوجب التشاور والتوافق بين المجلسين؛ مثل قانون إنشاء المحكمة الدستورية وغيرها من التشريعات التي تمس المسار الوطني التوافقي».
وجدد المجلس دعمه الثابت لحقوق المتقاعدين، مؤكداً أن «هذه الفئة تمثل رمزية وطنية كبيرة لما قدمته من جهود وتضحيات في خدمة الوطن، وأن إنصافها واجب قانوني وأخلاقي وإنساني يعزز الاستقرار والتكافل الاجتماعي».
كما شدد على رفضه محاولات ترويج «أخبار مغلوطة» حول مواقفه، مؤكداً «أن حقوق المتقاعدين، بما فيها الزيادات التي نص عليها القانون رقم (5) لسنة 2013 وتعديلاته، ليست محل خلاف أو مساومة، وأن المجلس كان ولا يزال من أشد المدافعين عنها».
ودعا الجهات التنفيذية المعنية إلى «سرعة تنفيذ إجراءات تحسين مرتبات ومعاشات المتقاعدين»، مؤكداً أن «إنصاف هذه الشريحة هو إنصاف للوطن بأسره».
في غضون ذلك، واصل الدبيبة تجاهله للجدل الذي أثارته غارات جوية شنتها قوات تابعة لحكومته على ميناء زوارة بغرب البلاد، بدعوى مكافحة التهريب، وسط تصاعد الاتهامات الموجهة إليها بـ«ترويع المدنيين وقصف قوارب مدنية».
وأكد خلال اجتماعه مساء السبت، مع عمداء بلديات وأعيان المنطقة الوسطى، أن حكومته ماضية في تنفيذ برامجها ومشاريعها بمختلف البلديات، وعلى رأسها قطاعات التعليم والصحة والكهرباء والبنية التحتية، مشيراً إلى أن المنطقة الوسطى تمثل محوراً استراتيجياً في مسار التنمية، و«ستحظى بمزيد من الاهتمام ضمن خطة الحكومة لتحقيق العدالة في توزيع المشاريع».
تحركات كردية تركية لتنفيذ اتفاق دمج «قسد» بدعم من أربيل
أكد زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، للمرة الثانية خلال أيام قليلة، ضرورة عدم المساس بحرية ووجود الأكراد في سوريا.
وقال أوجلان، في رسالة وجهها من سجن إيمرالي في جنوب بحر مرمرة بغرب تركيا إلى مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف من الأكراد في مدينة كولونيا الألمانية للمطالبة بإطلاق سراحه: «مرة أخرى، في سوريا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، يجب أن يكون الأكراد رواداً لحياة تسودها المساواة والحرية والسلام مع جميع الشعوب والأديان، دون المساس بحريتهم ووجودهم».
وبحسب وسائل إعلام تركية، شارك أكثر من 70 ألفاً من الأكراد المقيمين بأوروبا في المظاهرة التي أقيمت في كولونيا السبت، في إطار حملة «الحرية لأوجلان، حل ديمقراطي للقضية الكردية»، التي انطلقت إثر دعوته في 27 فبراير (شباط) الماضي حزب «العمال الكردستاني» إلى حل نفسه ونزع أسلحته، والبدء في عملية «السلام والمجتمع الديمقراطي» سعياً لحل المشكلة الكردية في تركيا.
أوجلان يدعم «قسد»
وقبل ذلك بأيام قليلة، طالب أوجلان، تركيا، بالتعامل بحساسية أكبر مع سوريا كونها دولة مستقلة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإجراء حوار مباشر مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يشكّل الأكراد عمادها الأساسي، مبدياً بذلك دعماً جديداً لبقاء شمال شرقي سوريا تحت إدارة الأكراد.
وفي دعوة للحوار بين تركيا وأكراد سوريا، قال أوجلان، حسبما نقل عنه نجل شقيقه نائب مدينة شانلي أورفا (جنوب شرقي تركيا) عن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، عمر أوجلان، بعد لقائه معه في محبسه بسجن إيمرالي غرب تركيا في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «هناك ضرورة لأن تناقش تركيا مخاوفها مع الأطراف المعنية».
وأضاف: «إذا أُريد تطوير علاقة فهناك مسؤولون وسياسيون وقادة أكراد هناك، قد يكون مظلوم عبدي (قائد قسد) المرشح الأفضل، بدلاً من (الرئيس السوري) أحمد الشرع، وقد تكون إلهام أحمد (الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية -الكردية- في شمال وشرق سوريا) المرشحة الأفضل لإجراء الحوار وتطوير العلاقة».
وسبق أن أكد أوجلان، أن «روج آفا» (أو غرب كردستان بحسب ما تطلق النخبة الكردية على مناطق شمال وشرق سوريا) هي «خط أحمر» بالنسبة إليه.
وتقول تركيا إن دعوة أوجلان لحل حزب «العمال الكردستاني» تشمل جميع امتدادات الحزب، وفي مقدمتها «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود «قسد»، فيما أكدت «قسد» على لسان قائدها، مظلوم عبدي، أنها غير معنية بنداء أوجلان.
وتضغط تركيا من أجل حمل «قسد» على الالتزام بتنفيذ اتفاق 10 مارس (آذار) الموقع في دمشق بين الرئيس الشرع ومظلوم عبدي، بشأن دمج «قسد» في الجيش والمؤسسات الأمنية بسوريا.
مساعٍ لتنفيذ اتفاق الدمج
وكشفت تقارير عن مساعٍ تركية كردية، تدعمها إدارة إقليم كردستان شمال العراق لضمان تنفيذ الاتفاق، قبل نهاية العام الحالي.
وفي هذا الإطار، قام السياسي الحقوقي الكردي البارز النائب الأسبق بالبرلمان التركي عن حزب «الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد، عثمان بايدمير، بجولة شملت إقليم كردستان العراق، حيث زار أربيل والسليمانية والتقى كبار مسؤولي الإقليم، وفي مقدمتهم رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، ومسؤول العلاقات الخارجية في الحكومة، سفين ديزي، والرئيس السابق للحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، الذي سبق له لعب دور كبير في عملية السلام بتركيا بين عامي 2013 و2015.
كما التقى بايدمير، الذي سبق له تولي رئاسة بلدية ديار بكر كبرى مدن جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، والذي يترأس حالياً منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، فضلاً عن كونه عضواً مؤسساً لاتحاد بلديات جنوب شرقي الأناضول، نائب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على محافظة السليمانية، قباد طالباني.
وتمت خلال اللقاءات مناقشة الوضع الإقليمي والتطورات في المنطقة وآخر خطوات عملية السلام بتركيا، حيث أعربوا عن الأمل في أن تمضي العملية بنجاح، وأن تلبي تطلعات الشعبين الكردي والتركي.
وعقب جولته في إقليم كردستان، التقى بايدمير بمقر المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية (الكردية) بشمال وشرق سوريا، قائد «قسد»، مظلوم عبدي، بحضور القيادية في قوات «وحدات حماية المرأة»، روهلات عفرين، والرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد.
وقال عبدي عبر حسابه في «إكس»: «قمنا بتقييم الوضع في شمال وشرق سوريا وعملية السلام في «شمال كوردستان» (إقليم كردستاني العراق) وتركيا، كان اجتماعاً جيداً، وأكدنا أهمية دعم جهود السلام والاستقرار، وفرص الحل السياسي في سوريا والمنطقة».
إردوغان وقضية اللاجئين
بالتوازي، حمل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حزب «الشعب الجمهوري»، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، المسؤولية عن تنامي العنصرية ضد اللاجئين السوريين في بلاده، عبر استغلالها خلال فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2023 من جانب مرشح الحزب للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو.
وقال إردوغان، في تصريحات لصحافيين خلال عودته من أذربيجان حيث شارك في احتفالات «يوم النصر» نشرت الأحد، إن مليوناً و290 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم منذ عام 2016 وحتى الآن، وتتسارع العودة من جميع أنحاء العالم مع تعزيز سوريا وحدتها وتضامنها وسلامها واستقرارها ورفع العقوبات عنها.
مصدر قريب من «الرباعية»: «منبر جدة» مفتوح أمام طرفَي الصراع السوداني
أكد مصدر وثيق الصلة بالمفاوضات التي تجريها الدول الأعضاء في المجموعة «الرباعية الدولية» المعنيّة بالأزمة في السودان، أن الجهود تتواصل بين أعضاء المجموعة التي تضم السعودية والولايات المتحدة ومصر والإمارات، بهدف وقف إطلاق النار في السودان، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، قبل إطلاق حوارات مدنية لوضع إطار لحل سياسي دائم.
وكشف المصدر الذي فضّل حجب هويته، لـ«الشرق الأوسط»، أن المقترح المطروح حالياً على الطاولة من جانب «الرباعية الدولية» يتمثّل في هدنة إنسانية لمدة تتراوح بين 3 و9 أشهر، يتم خلالها فتح الممرات الإنسانية لتوصيل المساعدات للنازحين والمحتاجين، وتُساعد في استئناف الإنتاج الزراعي، ويعود خلالها المواطن السوداني إلى حياته الطبيعية، مضيفاً أنه خلال هذه الهدنة ستواصل أطراف «الرباعية الدولية» العمل مع أطراف النزاع للتوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
حوار سوداني - سوداني
وقال المصدر إنه في حال التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، سيتبعه «حوار مدني سوداني - سوداني»، يتضمن عدة أمور من ضمنها الاتفاق على دستور للبلاد، وآليات تشكيل الدولة من البرلمان والحكومة، والأجهزة التنفيذية التي تنظّم الحياة المدنية في البلاد، وتابع أن «منصة جدة» ما زالت مفتوحة ومهيأة للحوار بين طرفَي الصراع، مذكّراً ببيان أصدرته الحكومة السودانية قبل عام واعتبرت فيه «منصة جدة» مرجعاً لها، وأكّدت أنها تظلّ خياراً متفقاً عليه دائماً بين أطراف الصراع، خاصة بعد انتفاء شرطها، الذي يقضي بخروج عناصر «الدعم السريع» من منازل المواطنين في ولايات الوسط ومنها الخرطوم. وأعرب المصدر القريب من حوارات المجموعة «الرباعية» عن تطلّعه إلى استجابة «إيجابية» من طرفَي الصراع، وأنه يجري تذليل المشاكل والظروف التي خلّفتها الحرب.
وتحدّث المصدر عن جهد كبير تبذله السعودية بشكل منفرد وضمن «الرباعية الدولية» لوقف إطلاق النار في السودان، انطلاقاً من المبدأ الأساسي للمملكة، وهو الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، مضيفاً أن المملكة من قبل الحرب وفي أثنائها عملت على جمع الأطراف السودانية وإقناعها بالابتعاد عن الخلافات والعمل على تنمية بلادهم، وصولاً إلى «اتفاق جدة» الذي وقِّع في مايو (أيار) 2023، وكان مبنيّاً على القانون الدولي والقانون الإنساني.
وعلى الصعيد الإنساني، أكّد المصدر أن هناك 3 برامج سعودية مستمرة، تشمل الجوانب المتعلقة بالأمن الغذائي في السودان، إلى جانب المعونات الطبية، التي تشتمل على أجهزة طبية، وأدوية، ولقاحات، وإجراء عمليات جراحية في السودان، وذلك ضمن جهود تقوم بها فرق طبية تطوّعية سعودية تأتي كل فترة إلى السودان. وأكد أن المملكة تقوم أيضاً بجهود للمساعدة في قطاع المياه، بحفر وتصحيح الآبار، ويدخل قطاع الكهرباء ضمن ذلك، مشيراً في هذا الجانب إلى أن السعودية تقوم باستخدام الطاقة الشمسية في مشاريعها هذه، لتجنّب وضع أحمال على محطات الدولة للكهرباء.
وحول الأزمة في الفاشر ودارفور، قال المصدر إن السعودية تقدّم خلال هذه الفترة المساعدات الإنسانية من خلال برامج مشتركة ما بين «مركز الملك سلمان» والمنظمات الدولية مثل «منظمة الصحة العالمية» و«برنامج الأغذية العالمي» و«المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، إلى جانب معونات إنسانية للنازحين في تشاد وجنوب السودان.
وعلى صعيدٍ متصل، أكد «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» الأسبوع الماضي، أن لدى المركز خطة استجابة مستمرة لتقديم المساعدات في كل المحافظات السودانية، وكشف مدير إدارة الإغاثة الطارئة في المركز فهد العصيمي، لـ«الشرق الأوسط»، عن تنسيق بين المركز والمنظمات الأممية التي لديها إمكانات الدخول إلى مدينة الفاشر، لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين من الفاشر في المحافظات التي نزحوا إليها، مشيراً في الوقت نفسه إلى تقديم دعم لوزارة الصحة السودانية يتمثّل في الأدوية والتجهيزات التي تساعد في تخفيف آثار الأزمة على المواطنين السودانيين.
واستدرك العصيمي بأن المركز ما زال ينتظر المزيد من المعلومات حول الأوضاع في مدينة الفاشر، مؤكّداً أن المركز يعمل كجهة مانحة، في حين يقوم الشركاء على الأرض بالتنفيذ، كما يكون هناك زيارات رقابية من قبل المركز وفقاً للوضع الأمني، إلى جانب وجود الشركاء للرقابة في المناطق التي لا يستطيع المركز الوصول إليها.
المنشر الإخباري: الدعم السريع تسيطر على جميع مناجم الذهب في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا
في تطور ميداني ذي أبعاد اقتصادية خطيرة، أفادت مصادر متطابقة وشهود عيان أن قوات الدعم السريع استولت بالكامل على جميع مناجم الذهب في المثلث الحدودي الفاصل بين السودان وليبيا ومصر.
وتمت هذه السيطرة القسرية خلال شهر أكتوبر الماضي، مما أدى إلى تهجير آلاف المعدنين تحت تهديد السلاح.
إخلاء قسري وسيطرة تامة على المنطقة
أكدت المصادر أن سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي أصبحت كاملة منذ شهر يونيو الماضي، عقب انسحاب الجيش السوداني وحلفائه.
وأوضحت الشهادات أن قوة مسلحة مكونة من ست سيارات، ترتدي زي الدعم السريع، قامت بتطويق مناطق التعدين، وجمعت العاملين من الآبار والمساكن، وأمرتهم بالمغادرة الفورية. وقد هددت القوة بنقل الرافضين إلى سجن دقريس في نيالا.
وقد اضطر المعدنون الفارون إلى العبور نحو داخل مصر، حيث تم تسليمهم لاحقاً إلى السلطات السودانية في مدينة وادي حلفا.
الاستيلاء على 36 موقع تعدين وتأثير على الإنتاج
أكدت المصادر أن قوات الدعم السريع استغلت جميع المناجم التي يزيد عددها عن 36 موقعاً للتعدين الأهلي، والتي كانت تمثل مصدراً لـ “كميات كبيرة من الذهب”.
وأسفر الخوف من الانتهاكات والاعتقال عن فرار أكثر من مئة معدن نحو الحدود المصرية، تاركين خلفهم معداتهم وممتلكاتهم. كما أشار التقرير إلى أن مواقع إضافية تم إخلاؤها بشكل ذاتي خوفاً من الملاحقة.
قصف مصادر المياه يسرّع النزوح الجماعي
أفادت شهادات من منطقة الخناق المجاورة أن غالبية المعدنين غادروا المنطقة بعد حادثة قصف استهدفت بئر “أم الخير”، المصدر الوحيد للمياه على بعد 70 كيلومتراً من المثلث. وقد ساهم استهداف مصدر المياه هذا بشكل كبير في تسريع وتيرة النزوح.
كما ساهم تكثيف سلاح الجو التابع للجيش السوداني لضرباته الجوية على المثلث الحدودي في تسريع النزوح الجماعي.
خسارة اقتصادية ضخمة
يُقدّر عدد المعدّنين الذين كانوا يعملون في المثلث الحدودي بنحو 15 ألف شخص. وتأتي هذه التطورات لتُلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد السوداني، حيث يُسهم قطاع التعدين الأهلي بنحو 83% من إجمالي إنتاج الذهب في البلاد. وقد فرّ آلاف المعدّنين إلى دولتي ليبيا ومصر، فيما عاد آخرون إلى ولاياتهم الأصلية.
المال هو الهدف: واشنطن تستهدف مليار دولار حولتها إيران إلى حزب الله في 2025
أكد جون هيرلي، وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أن الولايات المتحدة ترى “لحظة” أو “فرصة سانحة” في لبنان لقطع التمويل الإيراني عن حزب الله والضغط عليه لنزع سلاحه، مشيرا إلى أن إيران نقلت نحو مليار دولار إلى الحزب خلال عام 2025 رغم العقوبات الغربية.
وفي مقابلة مع رويترز أجراها هيرلي يوم الجمعة 8 نوفمبر 2025 في إسطنبول، أثناء جولة شملت تركيا ولبنان والإمارات وإسرائيل، قال: “هناك لحظة في لبنان الآن. إذا تمكنا من جعل حزب الله ينزع سلاحه، يمكن للشعب اللبناني استعادة بلده”.
وأضاف أن “المفتاح هو طرد النفوذ الإيراني والسيطرة، الذي يبدأ بكل الأموال التي يضخونها في حزب الله”.
يأتي هذا في سياق حملة “الضغط الأقصى” الأمريكية على إيران، خاصة بعد إضعاف حزب الله عسكريا في حرب 2023-2024 مع إسرائيل، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا الذي كان يشكل جسر نقل الأسلحة والأموال.
الإجراءات الأمريكية الأخيرة:
في 6 نوفمبر 2025، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على ثلاثة أفراد وكيانات مرتبطة بحزب الله، متهمين بنقل عشرات الملايين من الدولارات من إيران عبر مكاتب صرافة مرخصة وغير مرخصة في لبنان، لإعادة بناء البنية التحتية العسكرية للحزب.
قال هيرلي إن “لبنان لديه فرصة ليكون حرا ومزدهرا وآمنا، لكن ذلك لن يتحقق إلا بنزع سلاح حزب الله وقطع تمويله الإيراني”.
ترى واشنطن أن إضعاف حزب الله عسكريا وماليا، إلى جانب التزام الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الجماعات غير الشرعية، يشكل فرصة تاريخية لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة. وتستمر إسرائيل في ضربات جوية جنوب لبنان، متهمة الحزب بإعادة بناء قدراته رغم وقف إطلاق النار.
لم يصدر رد رسمي فوري من حزب الله أو إيران على هذه التصريحات، لكن الحزب سبق أن رفض أي ضغوط لنزع سلاحه، معتبرا أنها محاولات لاستغلال الوضع الإقليمي المتغير.
هذه التطورات جزء من استراتيجية أمريكية أوسع للحد من “محور المقاومة” الإيراني، مع دعوات متزايدة للبنان للاستفادة من المساعدات الدولية مقابل إصلاحات تشمل نزع سلاح حزب الله