باحث أمريكي يكشف محاولات الملالي لاستعادة الثقة بالنفس

الأحد 16/نوفمبر/2025 - 01:19 م
طباعة باحث أمريكي  يكشف روبير الفارس
 
ربما تُبالغ طهران في إبراز أوجه القصور الأمريكية والإسرائيلية، وتُظهر ثقتها بنفسها كأداة للردع أكثر من كونها تعبيراً عن القوة الحقيقية. وذلك عقب حربها الأخيرة فالقادة الإيرانيون كثيراً ما يسيئون تفسير نتائج عملياتهم العسكرية، مدّعين أنهم تسببوا في خسائر بشرية تفوق الواقع. على سبيل المثال، أكد علي لاريجاني بثقة أن ستة صواريخ إيرانية أصابت منشآت أمريكية في قطر خلال الحرب، ساخراً من البيان الأمريكي - الصحيح - الذي أوضح أن صاروخاً واحداً فقط أصاب هدفه. وبناءً على ذلك، ينبغي على واشنطن أن تقدّم أدلة موثّقة وواسعة النطاق لا لبس فيها كلما أصدرت بيانات بشأن المواجهات أو الأعمال العدائية مع إيران.
وكشف الدكتور باتريك كلاويون الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني أنه 
من المحتمل جداً أن طهران لا تشعر بالارتباك أو الضعف جراء انتكاساتها العسكرية الأخيرة، على عكس التصور السائد في واشنطن. صحيح أن تصرفات النظام كانت أكثر حذراً منذ حرب يونيو، وتحليلاته العلنية مضللة أو مبالغاً فيها في أفضل الأحوال. ومع ذلك، قد يكون هذا التحليل فعلياً انعكاساً حقيقياً لنظرة إيران إلى ذاتها، وبالتالي ينبغي أخذه في الاعتبار عند إعداد تقييمات واشنطن المستقبلية لما قد يُقدم عليه النظام من خطوات.
واضاف باتريك قائلا 
ومن الجدير بالذكر أن قادة إيران - على عكس شعبها - لا يُبدون قلقاً كبيراً من احتمال أن تتعرض بلادهم لهجمات عسكرية جديدة من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة. إذ يبدو أنهم يعتقدون أن لديهم الوسائل الكافية للرد على أي هجوم من هذا النوع؛ بمعنى آخر، إذا "أخطأت إسرائيل في الحسابات" وهاجمت إيران مجدداً، فإن طهران قادرة - في رأيهم - على الردّ بطرق تجعل إسرائيل في وضع أسوأ.يبدو أن هذا الإحساس المفرط بالثقة دفع طهران إلى عدم الشعور بأي حاجة عاجلة لإحياء المفاوضات النووية. فبدلاً من الشعور بـ"الضغط الأقصى" بعد الضربات التي وقعت في يونيو، يبدو أن القادة الإيرانيين مقتنعون بأنهم قادرون على تحقيق النصر في أي صراع عسكري، مما يجعل العودة السريعة إلى المفاوضات مع الغرب أمراً غير ضروري في نظرهم. وقد جاءت تصرفاتهم الأخيرة منسجمةً مع هذا التصور؛ فلم تُبدِ طهران اهتماماً يُذكر بإعادة فتح المفاوضات مع أوروبا أو الولايات المتحدة. ومؤخراً، وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي بان تبادل الرسائل الأخير مع واشنطن "لا يعني استئناف المحادثات النووية"، موضحاً أن "الظروف الراهنة ليست مواتية لحوار ذي مغزى".
وفي الوقت نفسه، يواصل خامنئي تشديد لهجته "المقاوِمة" يوماً بعد يوم. فخلال اجتماعٍ عقده مع مجموعة من الطلاب إحياءً لذكرى الاستيلاء على السفارة الأمريكية عام 1979، أعلن قائلأ: "إذا توقفوا [الولايات المتحدة] عن دعم النظام الصهيوني، وسحبوا قواعدهم العسكرية من المنطقة، وكفوا عن التدخل في شؤونها، فقد يكون من الممكن إعادة النظر في هذه الأمور. لكن هذا أمر غير متوقع حالياً، ولا في المستقبل القريب. "
باختصار، لا تتصرف إيران كدولة تخشى هجوماً وشيكاً؛ بل تبدو واثقة تماماً من موقعها الاستراتيجي. ولذلك، ينبغي أن يبنى التخطيط الأمريكي المستقبلي على افتراض أساسي مفاده أنه لن يتم التوصل إلى اتفاقٍ دائم مع إيران، وأن النظام سيستمر في انتهاج سلوكاً عدوانياً لتحدي المصالح الأمريكية في المنطقة.

هذا لا يعني أن طهران تستعد حالياً لاستئناف الهجمات أو دعمها ضد المنشآت أو الأفراد الأمريكيين، لكنها - كما في السابق - تُجيد الانتظار حتى اللحظة المناسبة للتحرك. لذلك، يجب على واشنطن أن تبقى يقظة تجاه أي تحركات مفاجئة أو غير متوقعة.

وخاصة تركيز ايران على برنامج الصواريخ بقدر تركيزها على البرنامج النووي، دون أي إشارة تُذكر إلى حلفاء طهران الإقليميين أو وكلائها المسلحين. وقد يُشير ذلك إلى أن المسؤولين الإيرانيين يُحولون جهود الردع تدريجياً نحو تطوير الصواريخ، وربما يتجاوز هذا التحول التقدم النووي ذاته. وفي الواقع، تعمل إيران حالياً على إعادة بناء مصانع الصواريخ التي دُمرت خلال الحرب، بمساعدة مكونات مزدوجة الاستخدام من الصين

شارك