ماذا نعرف عن هيثم الطباطبائي، الرجل الثاني في حزب الله والقائد العسكري الأعلى؟
الإثنين 24/نوفمبر/2025 - 06:40 م
طباعة
علي رجب
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد 23 نوفمبر 2023 أنه قتل هيثم علي طباطبائي، الرجل الثاني في حزب الله والقائد العسكري للجماعة المدعومة من الجمهورية الإسلامية، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبعد ساعات، أكد حزب الله اللبناني أيضًا مقتل علي الطباطبائي، ووصفه بأنه "قائد جهادي عظيم".
وتعتبر هذه أول عملية اغتيال تستهدف قائدا كبيرا في حزب الله تنفذها إسرائيل بعد وقف إطلاق النار.
كان هيثم علي الطباطبائي، المعروف بأبي علي الطباطبائي، رئيس أركان الجماعة بعد مقتل خليفته، حسن نصر الله، والعديد من كبار القادة العسكريين في حزب الله. كان فعليًا أعلى مسؤول عسكري رتبة في الجماعة، والرجل الثاني في القيادة بعد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، ويمثل مقتله ضربة موجعة أخرى للجماعة، التي تتعرض لضغوط متزايدة لنزع سلاحها.
قُتِل هيثم علي الطباطبائي، الرجل الثاني في حزب الله، في الهجوم الإسرائيلي على بيروت.
قُتِل هيثم علي الطباطبائي، الرجل الثاني في حزب الله، في الهجوم الإسرائيلي على بيروت.
مكان الميلاد والخلفية العائلية والانضمام إلى حزب الله
وُلِد هيثم علي طباطبائي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1968 في النبطية لأب إيراني وأم لبنانية. أمضى طفولته في جنوب لبنان، وانضم إلى حزب الله في سن مبكرة. شارك في اشتباكات مباشرة مع الجيش الإسرائيلي في التسعينيات، وأصبح أحد القادة الميدانيين لحزب الله مع نهاية العقد.
الترويج بعد حرب الـ33 يومًا
بعد حرب الـ33 يوماً في عام 2006، اكتسب علي الطباطبائي مكانة أكثر أهمية في هيكل القيادة العليا لحزب الله، وتحول تدريجياً من شخصية ميدانية إلى مهندس الهياكل العسكرية والعملياتية للمجموعة.
وكان من مؤسسي وحدات حزب الله المتخصصة في مجالات التخطيط والتدريب والقيادة والعمليات الخاصة.
المهام عبر الحدود: سوريا واليمن
بعد عام ٢٠٠٨، نفّذ طباطبائي، إلى جانب قادة آخرين في حزب الله، مهام خارج لبنان. واعتبرته وسائل الإعلام الغربية شخصيةً محوريةً في حزب الله في سوريا. وتزعم إسرائيل أنه لعب دورًا هامًا في تدريب قوات الحوثيين في اليمن.
وأفاد مركز أبحاث ألما الإسرائيلي أيضاً عن مسؤوليته المحتملة في بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله في مرتفعات الجولان.
قوة رضوان وموقف علي الطباطبائي في حزب الله
كان هيثم علي طباطبائي قائدًا بارزًا في قوة الرضوان، وحدة العمليات الخاصة الأبرز والأكثر عدوانية في حزب الله، والمسماة تيمنًا بعماد مغنية (الحاج رضوان). خلال الحرب الأهلية السورية، وُصف مرارًا بأنه "القائد الميداني الأبرز" للوحدة.
محاولة اغتيال فاشلة في القنيطرة عام ٢٠١٥
استُهدف لأول مرة في عملية اغتيال إسرائيلية عام ٢٠١٥، في غارة جوية على القنيطرة أسفرت عن مقتل العميد محمد علي الله دادي وستة من عناصر حزب الله، من بينهم جهاد مغنية، لكن علي طباطبائي نجا من الهجوم. لم تؤكد الجمهورية الإسلامية وحزب الله التفاصيل الدقيقة للعملية.
عقوبات أميركية ومكافأة خمسة ملايين دولار
في27 أكتوبر/تشرين الأول 2016، صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية هيثم علي طباطبائي "إرهابيًا عالميًا" وفرضت عليه عقوبات. وفي عام 2020، عرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، ويعود ذلك جزئيًا إلى دوره في عمليات حزب الله في سوريا واليمن.
القيادة العسكرية بعد الحرب مع إسرائيل
في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتجدد الصراع بين إسرائيل وحزب الله، استهدفت إسرائيل معظم كبار قادة حزب الله. بعد وقف إطلاق النار، رُقّي طباطبائي، الذي نجا من الهجمات السابقة، بسرعة وعُيّن رئيسًا للأركان العامة لحزب الله، وهو منصب جعله الرجل الثاني في قيادة حزب الله بعد نعيم قاسم.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه حول مقتل هيثم علي طباطبائي: "بعد وقف إطلاق النار، كان طباطبائي مسؤولاً عن إعادة بناء حزب الله واستعادة جاهزيته للحرب مع إسرائيل".
على مدى العامين الماضيين، كان قائداً لقسم من قوات العمليات المقاومة في جميع أنحاء المنطقة.
الاغتيال الثاني ونهاية رحلة طويلة
وأخيراً، في 23 نوفمبر استهدفت طائرات مسيرة إسرائيلية السيارة التي كانت تقل هيثم علي طباطبائي في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت في محاولة ثانية لقتله، وهو الهجوم الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه "عملية دقيقة ضد رئيس أركان حزب الله".
وتقول مصادر أمنية لبنانية إنه كان ينفذ مهمة ميدانية لحظة الهجوم، وقتل مع عدد من عناصر قواته.
