التصعيد الإسرائيلي ضد «حزب الله» ينذر بحرب واسعة/قذائف «عشوائية» تصيب مدنيين في عين زارة جنوبي العاصمة الليبية/«الحرس الثوري» يعلن اعتقال خلية «إرهابية» في بلوشستان المضطربة
الثلاثاء 25/نوفمبر/2025 - 11:30 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 25 نوفمبر 2025.
البيان: وزير مجلس الوزراء السوداني السابق:آن الأوان لموقف دولي يحسم عبث "الإخوان
أكد المهندس خالد عمر يوسف، وزير مجلس الوزراء السوداني السابق والقيادي في تحالف قوى الثورة السودانية "صمود"، ان السودان دفع الثمن الأكبر لجرائم "الإخوان، بدليل تسببها في إشعال الحرب وتمزيق البلاد.
جاء ذلك على خلفية ما أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عزمه المضي في إجراءات تصنيف جماعة "الإخوان" كمنظمة إرهابية، وهو ما أعاد فتح النقاش الدولي حول دور الجماعات المتطرفة في زعزعة استقرار المنطقة.
وقال خالد عمر يوسف: "ما نطرحه اليوم ليس سوى جزء يسير من الحقيقة المؤلمة، فهذه الجماعة الإرهابية كانت ولا تزال أحد أخطر أسباب تدمير المنطقة، وكان السودان هو الضحية الأكبر لجرائمها وانحرافاتها".
مضيفاً: "لقد تسببت في تمزيق البلاد إلى دولتين، وارتكبت فظائع ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية في الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وها هي اليوم تعود لتصبّ الوقود على حرب تحرق كل أنحاء السودان بلا رحمة، غير مبالية بأرواح المواطنين ولا باستقرار الوطن ومستقبله".
وختم: "إن استمرار هذه الجماعة في تغذية الصراع يمثل تهديدًا مباشرًا لما تبقى من وحدة السودان وأمنه، ويستلزم موقفًا وطنيًا وإقليميًا ودوليًا حاسمًا لوقف عبثها ومحاسبة المتورطين في جرائمها وتجفيف منابع دعمها".
من غزة إلى بيروت.. الخروج من الرمضاء إلى النار
حال غزة وبيروت لا يبدو مريحاً بعد وقف الحرب، فالمؤشرات المختبئة خلف ركام المنازل، توحي بأنه لن يكون بمقدورهما تخطي عتبات ويلات جديدة، تحملها نذر التصعيد الجارية فيهما، حتى بعد توقيع اتفاقيتي وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وإذ ينهمك الفلسطينيون في أولوية وقف كل أشكال الحرب، وما تفرع عنها من قتل وجوع ونزوح ودمار، والتشديد على الالتزام باتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار المبرم في 9 أكتوبر الماضي، تدشن بلاد الأَرز موجة تصعيد جديدة.
وإن لم ترتقِ إلى مستوى المواجهة الشاملة، كتلك التي نشبت قبل عامين، في حين نجحت إسرائيل في تكريس أمر واقع من طرف واحد، قوامه تنفيذ وقف النار بالنار.
فهل هي ساعة الصفر لعودة الحرب الإسرائيلية على جبهتي غزة وبيروت؟ أم تدشين موجة تصعيد عاتية، متوجة باغتيال شخصيات بارزة من حركة حماس وحزب الله، بما يلهب المشهد العسكري، الذي بدا كأنه يسير بتمهيد سياسي من تل أبيب، بعد اتهامها كلاً من حماس وحزب الله بخرق بنود الاتفاقيات الموقعة معهما، وجوهرها سحب السلاح وتقويض القدرات العسكرية.
وجلي أن اتفاقيات وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024 الخاصة بحزب الله، و9 أكتوبر 2025 المبرمة مع حركة حماس، لم تخمد نار المواجهة على خط غزة بيروت، لكنها خفضت مستواها إلى هجمات من طرف واحد، من خلال قيام إسرائيل بضرب أهداف معينة، ما ينتج عنه في كل غارة سقوط أهداف وتدمير منازل ونسف مربعات سكنية.
تصدير أزمات
ويلخص الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، ما يجري بأنه استكمال للأهداف الإسرائيلية التي لم تتحقق خلال عامين من الحرب على قطاع غزة ولبنان.
مبيناً أن الحرب تغادر الآن خانة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مجال أوسع، من خلال استدراج حزب الله للرد على الهجمات الإسرائيلية، مشدداً على أن الحرب في المنطقة لم تتوقف وأن السلام ما يزال بعيداً.
ويرى عوكل أن الحرب عادت لتتصاعد وتأخذ شكل الطابع اليومي، وما يجري في غزة يتكرر اليوم في بيروت، وفيما تشكو قوات «اليونيفيل» الخروقات الإسرائيلية في لبنان، يشكو النازحون الخروقات ذاتها في غزة، في حين لا يملك المستوى السياسي في البلدين سوى دعوات وقف الحرب والخروقات، والالتزام باتفاقيات وقف إطلاق النار، على حد تعبيره.
والفصل والربط بين غزة وبيروت ليس في الجغرافيا فقط، بل في السياسة أيضاً، كما يقول مراقبون، وهكذا يعكس مشهد التصعيد نفسه، فيما بدا كأنه تصدير للأزمات التي تكشفت سريعاً، عقب إعلان وقف إطلاق النار، ما يُدخل الفلسطينيين واللبنانيين في مرحلة جديدة من التصعيد والتعقيد.
المربع الأول
ومع ارتفاع سقوط الضحايا، والتخوف من الوصول إلى أعداد أكثر ودمار أكبر، فإن الحديث عن وقف الحرب في غزة وبيروت، يبقى فارغ المضمون، بل يخالف المنطق، فماذا يعني انشغال الفلسطينيين واللبنانيين في البلدين بوقف الغارات الإسرائيلية؟
ولماذا لا تختلف قراءات المراقبين الأولية، بأن المستقبل لا يحمل بين ثناياه عناصر تفاؤل على الإطلاق؟ ثمة يقين لدى الشعبين الفلسطيني واللبناني، في موجة التصعيد هذه، مفاده عودة الحرب وتداعياتها إلى المربع الأول.
الخليج: التصعيد الإسرائيلي ضد «حزب الله» ينذر بحرب واسعة
شيّع «حزب الله»، أمس الاثنين، قائده العسكري هيثم علي الطبطبائي، وأربعة من عناصره، غداة مقتلهم بضربات إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، فيما ينذر التصعيد الإسرائيلي اليومي والمفتوح بحرب شاملة جديدة، خاصة إذا قرّر «حزب الله» الرد على اغتيال كوادره، في وقت تواصلت الخروقات من قصف وتمشيط جنوباً إلى تحليق مكثّف للمسيّرات في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى، فيما نظمت تظاهرة في شارع الحمرا البيروتي استنكاراً للاعتداءات الإسرائيلية.
ودعا «حزب الله» مناصريه إلى المشاركة بكثافة في تشييع الطبطبائي في ضاحية بيروت الجنوبية، في مراسم تخللتها مسيرة شعبية حاشدة. والطبطبائي، هو أعلى قيادي في «حزب الله» يُقتل بنيران إسرائيلية، منذ سريان وقف إطلاق النار الذي أنهى في 27 نوفمبر الماضي، حرباً بين الجانبين استمرت لعام.
وجاء التصعيد الإسرائيلي الجديد بعد يوم واحد من تجديد الرئيس اللبناني جوزيف عون إطلاق مبادرته في ذكرى الاستقلال، بالاستعداد للتفاوض، ما ينذر بتصعيد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية كماً ونوعاً، في وقت يستبعد المراقبون أن يرد «حزب الله» في الوقت الراهن على هذه العملية، لأن موازين القوى ليست لصالحه، وسيعمل على احتواء الضربات تجنباً لمواجهة واسعة ومفتوحة.
وعلى الجانب الآخر، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أجرى جولة ميدانية على الحدود اللبنانية في ظلّ أجواء الاستنفار التي تلت اغتيال الطبطبائي. ونقل الإعلام الإسرائيلي عن الجيش تقديراته بأن لدى «حزب الله» عدة خيارات محتملة للرد على إسرائيل رداً على اغتيال الطبطبائي، منها إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات اقتحام للنقاط ال 5 جنوبي لبنان، وأنه لا يستبعد الرد من سوريا أو تنفيذ عملية ضد إسرائيليين في الخارج، في وقت دعت فيه تل أبيب الحكومة اللبنانية منع «حزب الله» من تنفيذ الرد على الاغتيال.
وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية بأنّ المنظومة الأمنية مستعدة لكل السيناريوهات بعد اغتيال الطبطبائي، وأشارت إلى أنّ أحد احتمالات الردّ هو أن يطلق تنظيم في لبنان الصواريخ بدلاً من «حزب الله»، وقالت إنّ «الجيش الإسرائيلي يمتلك مسبقاً خططاً «غير متناسبة» للرد بحال إطلاق نار من لبنان».
وبموازاة ذلك، استهدفت المدفعية الإسرائيلية المرتفعات الشمالية لبلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي بالتزامن مع تحرك للآليات الإسرائيلية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة.كما استهدف القصف المدفعي الأطراف الغربية لبلدة حولا من جهة وادي السلوقي، فيما أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة ثالثة باتجاه عناصر الدفاع المدني اللبناني أثناء محاولتهم إخماد النيران في بلدتي يارين والزلوطية.
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر أمس غارات وهمية في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح وعلى علو متوسط. وبالتزامن، يسجل تحليق مكثف ومركز للطيران المسير الإسرائيلي في أجواء بلدات النبطية وفوق الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع تشييع الطبطبائي.
وانطلقت ظهر أمس، من أمام مبنى «فرنسبنك»، عند تقاطع مصرف لبنان في شارع الحمرا البيروتي، المسيرة التي دعا إليها عدد من الصحفيين والناشطين، إستنكاراً «للاستباحة الإسرائيلية اليومية للأراضي اللبنانية»، منذ توقيع اتفاقية وقف النار، وللمطالبة باسترجاع الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، بمشاركة عشرات المواطنين، بالإضافة إلى الناشط المفرج عنه أخيراً من السجون الفرنسية جورج عبدالله، وشخصيات سياسية وفكرية وإعلامية.
سيناريوهات رد «حزب الله» على اغتيال الطبطبائي
توقعت تقارير إعلامية إسرائيلية رداً محتملا من حزب الله اللبناني، على عملية استهدفت قائد أركان الحزب هيثم علي طبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي أسفرت عن مقتله.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن تقييمات الجيش تشير إلى أن هناك خيارات عدة لرد حزب الله، من بينها إطلاق وابل من الصواريخ على عمق إسرائيل.
وأضافت أنه من المتوقع أن يشمل الرد محاولة التسلل إلى الداخل الإسرائيلي، أو إلى مواقع قوات الجيش في جنوب لبنان.
وأشارت التقديرات أيضاً إلى أن جماعة الحوثيين قد تعود الى استهداف إسرائيل رداً على اغتيال الطبطبائي، قائلة إن القيادي البارز كان مقرباً من الحوثيين.
وأشارت التقارير ذاتها إلى أن حزب الله قد يلتزم التهدئة ولا يرد على مقتل طبطبائي.
أكد حزب الله مقتل القيادي العسكري البارز هيثم الطبطبائي في الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق اغتيال الطبطبائي الذي وصفه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأنه «القائد الأبرز» في الحزب.
الشرق الأوسط: قذائف «عشوائية» تصيب مدنيين في عين زارة جنوبي العاصمة الليبية
شهدت ضاحية عين زارة، إلى الجنوب من العاصمة الليبية طرابلس، توتراً أمنياً مفاجئاً، إثر سقوط قذائف خفيفة ومتوسطة وشظايا، مساء الأحد، أسفرت عن إصابة عدد غير معلوم من المدنيين وأضرار مادية في ممتلكات بعض المواطنين، في حين نفت ميليشيات تابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة ضلوعها في الأمر.
وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت، نقلاً عن شهود عيان ومصادر أمنية وطبية، أن عدداً من الجرحى المدنيين سقطوا في هذه الأحداث وتضررت بعض الممتلكات التي أصابتها «مقذوفات عشوائية» مصدرها أحد معسكرات «اللواء 444 قتال» التابع لحكومة «الوحدة» في عين زارة، فيما قالت مصادر أخرى إن «الشظايا ناتجة عن تدريبات لعناصر اللواء، الذي يقوده محمود حمزة».
لكن مصدراً مسؤولاً من «اللواء 444» نفى تنفيذ تدريبات عسكرية داخل العاصمة طرابلس، مؤكداً أن «تدريباته الخاصة تتم خارج نطاق المدينة والمناطق المأهولة بالسكان». وأوضح في تصريحات أن ما يُشاع عن وقوع إصابات أو أضرار نتيجة التدريبات هو «كذب محض»، في إطار ما وصفه بحملة «تشويه مستمرة».
كما نفت «إدارة العمليات والأمن القضائي»، التابعة لحكومة «الوحدة»، صلتها بأي تحركات أو مواجهات بينها وبين أي مكونات عسكرية أخرى في المنطقة، وقالت في بيان إنه «لا علاقة لها بما حدث من إصابات بليغة في صفوف المواطنين وممتلكاتهم، نتيجة القذائف الخفيفة والمتوسطة التي سقطت، مساء الأحد، على المواطنين»، مشيرة إلى أن «هذه الأفعال الشائنة من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار وبث حالة الهلع والفزع بين المواطنين».
مطالبات بالتحقيق
وقالت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» إنها «وثقت تلقّي عدد غير محدد من المواطنين العلاج والإسعافات الأولية بمستشفى الكحيلي في منطقة عين زارة، إثر إصابتهم بسقوط شظايا مصدرها تدريبات داخل مواقع إحدى الوحدات العسكرية بالمنطقة»، حسب مصادر أمنية وطبية.
وطالبت المؤسسة النائب العام والمدعي العام العسكري بالتحقيق في ملابسات الواقعة، وضمان ضبط المتهمين فيها وتقديمهم إلى العدالة، و«ذلك بالنظر إلى الاستهتار بأمن وسلامة وحياة السكان المدنيين في المناطق السكنية المكتظة، وإيقاع الضرر بالمدنيين، وعدم الالتزام بإجراءات السلامة في استخدام الأسلحة النارية، ومبدأ النسبة والتناسب في استخدام الأسلحة».
وعين زارة ضاحية سكنية مزدحمة تقع إلى الجنوب من طرابلس، وتبعد نحو 10 كيلومترات عن وسط المدينة، حيث اعتاد «اللواء 444 قتال» -وهو تشكيل عسكري رئيسي- الاحتفاظ بمقراته ومفارزه هناك، مما جعله طرفاً في «اشتباكات أمنية متكررة» سبق أن شهدتها المنطقة، بما في ذلك «حوادث سقوط قذائف وشظايا أدت إلى إصابات مدنية».
لقاءات في مسقط
سياسياً، أكد عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، خلال اجتماعه، مساء الأحد، في العاصمة العمانية مسقط مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، وسلفها غسان سلامة، ضرورة «توحيد المسارات وتكثيف الدعم الدولي، لضمان تقدم العملية السياسية نحو تنظيم انتخابات شاملة، وتعزيز مشروع المصالحة الوطنية».
ونقل الكوني عن تيتيه «التزام البعثة بمواصلة التنسيق مع مختلف الأطراف الليبية لدعم الحلول السلمية»، فيما دعا سلامة إلى «البناء على ما تحقق خلال السنوات الماضية، لتقريب وجهات النظر، وتثبيت مسار الحوار، وصولاً للانتخابات التي يطمح إليها الشعب الليبي».
كما نقل الكوني عن وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، الذي التقاه أيضاً في مسقط، تأكيده «دعم بلاده لجهود المجلس الرئاسي الهادفة إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتشجيع مسار الحوار والمصالحة بين الليبيين».
لقاء حفتر مع مشايخ وأعيان ككلة
في غضون ذلك، أكد المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني» في شرق البلاد، أن «الشعب الليبي هو الأحق والأقدر على تصحيح المسار وتوحيد البلاد».
وقال حفتر، خلال لقائه، مساء الأحد، مع مشايخ وأعيان وحكماء قبائل من مدينة ككلة إلى الجنوب من العاصمة الليبية، إن ما وصفه بالتأزم السياسي والتفكك المؤسسي جعل المواطن يتحمل معاناة في مواجهة متطلبات الحياة وتحدياتها، مشدداً على أن «الشعب الليبي هو الأحق والأقدر على تصحيح المسار، لضمان وحدة البلاد وبناء الدولة وتحقيق نهضة شاملة في جميع الميادين».
وأضاف أن «الخلافات بين مؤسسات الدولة العليا تعوق أداء واجباتها تجاه المواطن»، لافتاً إلى طموح الليبيين لأن تشهد بلادهم «استقراراً وتطوراً شاملاً في جميع القطاعات».
ونقل حفتر عن المشايخ تقديرهم «لدوره وقوات الجيش في حفظ الأمن والاستقرار وحماية المواطن، ودعمهم لخياراته نحو استعادة الدولة وبناء مؤسساتها»، مشيداً بمواقفهم الوطنية وحرصهم على تعزيز جهود المصالحة الوطنية والتمسك بوحدة ليبيا وسلامتها.
بدوره، زار الفريق صدام، نجل ونائب حفتر، مقر «كتيبة 36 صاعقة» بالقوات الخاصة التابعة لـ«الجيش الوطني»، مساء الأحد، حيث اطَّلع على «سير البرامج التدريبية».
وأكد صدام «أهمية الانضباط والجاهزية العسكرية»، مطالباً بتكثيف جهود التدريب لتطوير المهارات ورفع القدرات القتالية، بما يؤهل القوات لأداء مختلف المهام «باقتدار وكفاءة».
«الحرس الثوري» يعلن اعتقال خلية «إرهابية» في بلوشستان المضطربة
أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، (الاثنين)، اعتقال خلية «إرهابية» في محافظة بلوشستان المحاذية للحدود الباكستانية والأفغانية جنوب شرقي البلاد.
وقال إن الخلية تابعة لجماعة «جيش العدل»، أبرز الفصائل البلوشية المناوئة لطهران. وأوضح «الحرس»، في بيان، أن «عملية استخباراتية قادت إلى تحديد هوية أفراد الخلية واعتقال عدد من عناصرها، إضافة إلى ضبط حزامين ناسفين بحوزتهم».
وتعد محافظة بلوشستان من أكثر مناطق إيران اضطراباً، إذ يسكنها عدد كبير من البلوش السُّنة الذين يشتكون منذ سنوات من التمييز والإقصاء السياسي والتهميش الاقتصادي.
وتشهد المنطقة بشكل متكرر مواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين، إلى جانب نشاط واسع لعمليات تهريب معقدة عبر الحدود مع باكستان وأفغانستان.
وقتل أكثر من 100 متظاهر في مدن بلوشستان خلال الاحتجاجات التي هزت إيران في سبتمبر (أيلول) 2022 في أعقاب وفاة مهسا أميني. وتقول الأمم المتحدة إن المحافظة تتصدر قائمة الإعدامات في إيران.
وتنشط في المحافظة جماعة «جيش العدل»، التي تصنفها طهران منظمة إرهابية. وتقول الجماعة إنها تدافع عن حقوق البلوش في مواجهة ما تصفه بـ«الاضطهاد السياسي»، وقد تبنت في السنوات الماضية عدة هجمات استهدفت قوات «الحرس الثوري» ومؤسسات حكومية.
يأتي الإعلان بعدما قال وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، السبت الماضي: «الأعداء فعلوا شبكات تهريب الأسلحة والتخزين داخل البلاد، وأسسوا شبكات متعددة باستخدام الأموال والعملات الرقمية، وشنّوا هجمات سيبرانية واسعة، سعياً لإحداث اضطرابات في شمال غربي البلاد وجنوبها الشرقي وعمقها الداخلي».
وخلال الأعوام الماضية، كثّفت إيران اتهاماتها لإسرائيل بالوقوف وراء عمليات تسلل وتخريب داخل أراضيها، شملت استهداف منشآت نووية واغتيال علماء بارزين.
وفي العام الماضي، أعلنت طهران تفكيك عدة شبكات تجسس قالت إنها مرتبطة بـ«الموساد»، من بينها خلية كانت تخطط لتفجير مركز صناعي في محافظة أصفهان، باستخدام تقنيات متقدمة تتهم إيران جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتوفيرها.
«الدعم السريع» تعلن هدنة إنسانية في السودان من طرف واحد لثلاثة أشهر
أعلنت «قوات الدعم السريع» السودانية، الاثنين، هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، غداة إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحاً دولياً بالهدنة.
وقال قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، في كلمة مسجلة: «انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية واستجابة للجهود الدولية المبذولة وعلى رأسها مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومساعي دول الرباعية... نعلن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر» والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأكد دقلو، في كلمته، «التزامنا بمسار سياسي يشارك فيه الجميع ما عدا (الحركة الإسلامية الإرهابية) و(الإخوان المسلمين) والمؤتمر الوطني؛ لأنهم يتحملون كل المأساة التي يعيشها شعبنا طيلة ثلاثة عقود».
وطوال العامين الماضيين، قام طرفا الحرب في السودان بخرق جميع اتفاقات الهدنة، ما أدى إلى فشل جهود التفاوض.
وفي وقت سابق، أكد القائد العام للجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، مجدداً رفضه لأي تسوية تُبقي على «قوات الدعم السريع» أو تعيدها إلى الشراكة في الحكم من خلال أي اتفاق للمرحلة الانتقالية أو مستقبل السودان. وهاجم البرهان بحدة لافتة مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، معتبراً إياه منحازاً لـ«قوات الدعم السريع»، كما أبدى عدم ثقته بمبادرة «الرباعية الدولية» معتبراً إياها «أسوأ ورقة» قُدمت لهم لوقف الحرب، وانتقد مشاركة دولة الإمارات في «الرباعية» واتهمها بدعم «قوات الدعم السريع»، بينما أشاد بالدور السعودي ومبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وشن البرهان هجوماً حاداً على بولس واصفاً إياه بأنه «عقبة في سبيل السلام» في السودان، مضيفاً: «هو (بولس) يتصرف كأنه يريد أن يفرض علينا الحلول. فالورقة التي طرحها علينا أسوأ ورقة؛ لأنها تلغي وجود القوات المسلحة، وتطالب بحل الأجهزة الأمنية، وتحفظ لـ(قوات الدعم السريع) أماكنها ووجودها». وأعلن البرهان رفضه القاطع لخريطة طريق «الرباعية»، موجهاً حديثه لبولس بقوله: «ورقتك هذه غير مقبولة، لا تغني ولا تسمن من جوع».
وجاءت تصريحات البرهان لحسم الجدل بشأن مبادرة دول «الرباعية» التي تضم كلاً من الولايات المتحدة والسعودية، والإمارات، ومصر، والتي أعلنتها في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتشمل خريطة طريق لحل الأزمة في السودان، وأبرز معالمها هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، ثم وقف دائم لإطلاق النار، وفترة انتقالية قصيرة تقود إلى حكومة مدنية مع التشديد على عدم وجود حل عسكري، وإبعاد الإسلاميين من المشهد السياسي لمرحلة ما بعد الحرب.
عنف مستمر
وكانت «قوات الدعم السريع» أعلنت في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) موافقتها على مقترح الهدنة الإنسانية، غير أنها قامت في اليوم التالي بقصف الخرطوم وعطبرة الواقعتين تحت سيطرة الجيش.
وأعقب ذلك إعلانها وصول «حشود ضخمة» من مقاتليها إلى مدينة بابنوسة في غرب كردفان، في محاولة للسيطرة على مقر الجيش هناك، فيما يستمر حصارها لمدينتي كادوغلي والدلنغ بجنوب كردفان.
وفي منتصف نوفمبر استهدفت «قوات الدعم السريع» سد مروي الرئيسي في شمال السودان بضربات عدة بواسطة مسيّرات، كما قصفت مقر الجيش في المدينة.
وخسر الجيش في 26 أكتوبر (تشرين الأول) مدينة الفاشر بعد حصار طويل من جانب «قوات الدعم السريع» التي باتت تسيطر على كل غرب السودان.
وامتدت المعارك من إقليم دارفور إلى منطقة كردفان المجاورة الغنية بالنفط والتي تربط العاصمة الخرطوم بغرب السودان.
ومنذ سقوط الفاشر تتوالى تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة «الدعم السريع».
وحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ منذ نهاية الشهر الماضي أكثر من 100 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى نحو 40 ألف نازح من شمال كردفان.
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن عزمه على إنهاء «الفظائع» الدائرة في السودان بناء على طلب من ولي العهد السعودي.
ورحّبت «قوات الدعم السريع» والإمارات بإعلان الرئيس الأميركي، كما أكد البرهان استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض لإنهاء الحرب.
وأدّت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع حادّة تهدد ملايين المدنيين.
