تنظيم القاعدة.. بين الحلّ وإعادة الهيكلة

الثلاثاء 07/أبريل/2015 - 08:58 م
طباعة تنظيم القاعدة.. بين
 
تنظيم القاعدة.. بين
ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية  في عددها الصادر الجمعة الماضي 3 أبريل 2015 ، نقلا عن عنصر سابق في تنظيم القاعدة الارهابي أن زعيم التنظيم أيمن الظواهري بصدد إبلاغ فروع تنظيمه حول العالم بأنها باتت "في حل من بيعته"، مفسحًا بذلك المجال أمامها للتوحد مع جماعات أخرى محلية أو حتى الانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي بزعامة أبو بكر البغدادي، واستبعد الخبراء في الشئون الإسلامية أن يقوم التنظيم بحل نفسه لأن هذا يعتبر ضد ايديولوجيته الخاصة فقد أكد منير أديب، الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن التنظيمات الإرهابية لا تلجأ لتفكيك نفسها وحل تنظيمها؛ كونها تعترف بأنها تنظيم مرادف للإسلام، وحلها يعني تغيير مسارها عن ما يأمر به الإسلام، وهو ما يخالف الأيديولوجية الخاصة بهم، والتي قام على أساسها التنظيم".
وأوضح "أديب"، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن "ما أثير حول قيام أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بحل التنظيم ليست أنباء دقيقة، خاصة أن هذه التنظيمات لا يمكن حلها أبداً إلا في حالات استثنائية؛ وذلك عن طريق المواجهة الأمنية، كما فعلت مصر وحلت جماعة الإخوان المسلمين، أو الاختلاف في الأيديولوجية كما فعلت الإمارات ووضعت جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب المحظورة دوليا".
وأشار الباحث في شئون الإرهاب الدولي، إلى أن "حل القاعدة وإن صحت الأنباء التي نشرت ذلك لا يعني انتهاء التنظيم الإرهابي كونه تمدد ليخرج منه داعش والعديد من التنظيمات الإرهابية".

إعادة الهيكلة:

إعادة الهيكلة:
وعلى صعيد آخر قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن فرع القاعدة في اليمن يستغل الفوضى التي تشهدها البلاد، من أجل إعادة بناء نفسه، حسبما أفاد مسئولون أمريكيون.
 وأوضحت الصحيفة أن قاعدة السي أي إيه للطائرات بدون طيار الموجودة بصحراء المملكة العربية السعودية والتي شهدت ترميمات واسعة خلال السنوات الماضية هي واحدة من المكونات القليلة التي لا تزال سليمة في حملة إدارة أوباما لمكافحة الإرهاب في اليمن.
وقد تم سحب المستشارين العسكريين الأمريكيين وعملاء السي أي إيه من اليمن وسط تصاعد العنف الطائفي خلال الأسابيع الأخيرة، وسارعت الوحدات اليمنية التي دربتها الولايات المتحدة لملاحقة القاعدة بسبب انهيار الحكومة، ودمرت أسلحة أمريكية تقدر بملايين الدولارات في غضون أيام بسبب الهجمات العربية التي تهدف إلى جعل تلك الأسلحة غير مجدية للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون الآن على العاصمة صنعاء.
 الفراغ سمح للقاعدة بالتركيز على إعادة بناء نفسها ويقول المسئولون الأمريكيون، إن هذا الفراغ قد سمح على ما يبدو للقاعدة في شبه الجزيرة العربية بالتركيز على إعادة بناء قوتها بعد سنوات من ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار ضد قادتها، وقد أدى اقتحام سجن في شرق اليمن يوم الخميس الماضي 2 ابريل 2015 إلى تحرير 300 من السجناء بينهم قيادي بارز في القاعدة بعملية اعتبرت جزءًا من محاولة أكبر من قبل التنظيم لدعم صفوفه.
ويقول المسئولون الأمريكيون، إن طائرات الدرون المسلحة التابعة للسي أي إيه لا تزال تحلق فوق اليمن، ومستعدة لشن ضربات ضد أعضاء القاعدة، كما أصر المسئولون أيضا على أن الدعم الاستخباراتي الأمريكي للحملة العربية لم يحول الموارد بعيدا عن تعقب التنظيم.
 إلا أن معركة مكافحة الإرهاب قد تحولت من الجبهة الأكثر نشاطا في اليمن إلى صراع ثانوي.
وقد توقفت هجمات الدرون الأمريكية منذ فبراير ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لم تنفذ أي ضربة بالطائرات بدون طيار منذ منتصف فبراير عندما أعلن الحوثيون رسميا استيلاءهم على الحكم، وقد شهدت حملة الدرون توقعات على مدار عدة سنوات، إلا أن المسئولين الأمريكيين يقولون إنه ستصبح أكثر شيوعا على الأرجح وأطول مع وقف مهام الاستخبارات على الأرض.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الفوضى في اليمن قد تمنح تنظيم القاعدة انفتاحا أكبر وفرصة لزيادة التآمر الإرهابي ضد الغرب في الوقت الذى تؤكد نفسها كمدافع عن المسلمين السنة في اليمن الذين هم مهددون بتقدم ميليشيات الحوثي.

المعركة في اليمن على الأرض:

المعركة في اليمن
وحول الأوضاع في اليمن أكد المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم" أحمد عسيري أن العمليات التي تتم في اليمن هي عمليات كرو فر، مشيراً الى ان الحوثيين يعتدون على المواطنين الأبرياء، لافتاً الى أن العناصر الحوثية تتحصن في بعض الأحياء في عدن.
وفي مؤتمر صحفي له، أكد عسيري أن العمل مع اللجان الشعبية والقبائل جاري للإسناد اللوجستي، لافتاً الى أن "قوات التحالف والعمليات الجوية مستمرة وقواتنا تقوم بهماتها حسبما هو مخطط لها".
وأوضح أن هناك دعم من القبائل في عدن وما حولها في الدفاع عن المدينة، مشيراً إلى أن أهداف العملية واضحة.
ورأى عسيري أنه أمام الحوثيين خياران إما البقاء في المعسكرات وسيتم الضرب عليها وإما ان تخرج إلى عدن، مشيراً الى أن هناك عددًا من مستودعات الذخائر التي سيطر عليها الحوثيين بعد نهبها من مستودعات الجيش اليمني، مشدداً على "أننا مصرون على استهدافها".
ولفت إلى أنه تم استهداف الطرق المؤدية إلى عدن، مؤكداً أن الهدف ليس تهديم البنى التحتية ولكن الضرورات العسكرية تحتم ذلك.
ورأى أن الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أضعفت اليمن لصالح تنظيم "القاعدة".

بعيدًا عن اليمن:

بعيدًا عن اليمن:
وفي نفس السياق وفي منطقة ملتهبة اخرى من وطننا العربي، اتهم قيادي كردي في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، في "كوباني" عين العرب، جبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، بخطف نحو 300 مدني كردي سوري ينحدرون من مدينة عفرين في محافظة حلب (شمال) خطفوا لدى مرورهم على حاجز لفصائل إسلامية، أثناء توجههم إلى حلب لقبض رواتبهم".
وقال إدريس نعسان إن المدنيين الأكراد خطفوا مساء أمس بينما كانوا في طريقهم من بلدة عفرين إلى مدينتي حلب والعاصمة دمشق. 
وتابع أن الخاطفين تركوا النساء والأطفال وأخذوا 300 من الرجال والشبان.
ولم تعلن جبهة النصرة مسؤوليتها عن الخطف، ولم تتحدث وسائل الإعلام السورية الرسمية عن الحادث، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع الصراع ومقره بريطانيا ويُحسب على المعارضة، إن أكرادا اختطفوا لكن عددهم لم يتضح بعد.
كل هذه الأمور وغيرها تفتح نقاشات وتفسيرات كثيرة حول مصير تنظيم القاعدة بين الحل وإعادة التفكيك رغم أنه بات من الواضح أن دعوى حل التنظيم والحديث الذي دار حولها إنما هو لجس نبض بعض فروع التنظيم المنتشرة في الكثير من الدول، ما أدى بتنظيم القاعدة في اليمن إلى تكثيف عملياته لإثبات وجوده من ناحية ومن ناحية أخرى كسب أرض جديدة قبل أن يستولي عليها تنظيم الدولة "داعش"، وبهذا فهو يقطع الطريق على "داعش" من التمدد في اليمن.

شارك