نيويورك تايمز: العراق طلب سرا من واشنطن أن تنفذ غارات جوية ضد المسلحين
الخميس 12/يونيو/2014 - 08:47 م
طباعة
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسئولين عراقيين وأمريكيين قولهم: إن حكومة نوري المالكي العراقية طلبت سرا من إدارة الرئيس أوباما الشهر الماضي تنفيذ غارات جوية بطائرات، مسيرة على تجمعات مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في الصحراء العراقية الغربية، ولكن الطلب جوبه بالرفض.
وتقول الصحيفة: إن الإدارة الأمريكية الحالية تتردد في فتح فصل جديد من الحرب، التي أصر الرئيس أوباما على أنها انتهت عندما سحب آخر القوات الأمريكية من العراق في عام 2011.
وفيما أكد التقدم السريع الذي حققه مسلحو (داعش) بالاستيلاء على مدينتي الموصل وتكريت الكيفية التي التقت فيها الحربان في سوريا والعراق لتشكلا حربا إقليمية، فإنه سلط الضوء أيضا على الحدود التي فرضها البيت الأبيض على استخدام القوة الأمريكية في هذه المنطقة الملتهبة.
وامتنعت برناديت ميهان الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي عن التعليق على طلب المالكي المزعوم ورد الإدارة الأمريكية عليه، إذ قالت: "لن نتطرق إلى تفاصيل نقاشاتنا الدبلوماسية، ولكن حكومة العراق عبرت عن ترحيبها بتأييدنا لها".
وفيما نفذت إدارة أوباما غارات صاروخية باستخدام طائرات مسيرة ضد أهداف للمسلحين في اليمن وباكستان، يصر مسئولوها على أن الولايات المتحدة ليست في صدد استخدام قدراتها الجوية لضرب المسلحين في العراق.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد طرح في العام الماضي فكرة استخدام الطائرات الأمريكية المسيرة لضرب المسلحين الذين يزدادون قوة في العراق، ولكن المسئولين الأمريكيين رفضوا الفكرة، قائلين: إن الطلب لم يأت من المالكي.
ولكن بحلول شهر مارس، أحيط المسئولون الأمريكيون الذين يزورون بغداد، علما برغبة القيادة العراقية في أن تقوم الولايات المتحدة بهذا الدور لضرب أماكن تجمع المسلحين في العراق ومنعهم من عبور الحدود من سوريا المجاورة.
وقال المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والمسئول السابق في مجلس الأمن القومي كينيث بولاك، الذي كان قد زار بغداد في مارس الماضي "قال مسئولون عراقيون على أعلى مستوى إنهم طلبوا من الولايات المتحدة تنفيذ غارات بطائرات حربية وطائرات مسيرة، ضد معسكرات داعش في صحراء الجزيرة".
كما قال المالكي للجنرال لويد أوستن قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى المسئولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط في اجتماع، عقد ببغداد في الحادي عشر من مايو أنه يتمنى أن توفر الولايات المتحدة طائرات مسيرة للعراق، مضيفا أنه في حال رفضت واشنطن ذلك، فإنه مستعد للسماح للولايات المتحدة بتنفيذ ضربات جوية ضد المسلحين.
وكرر المالكي طلبه في مكالمة هاتفية أجراها في السادس عشر من مايو مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، استتبعها برسالة خطية بعد فترة قصيرة.
ويقول بعض الخبراء: إن المساعدة العسكرية الأمريكية قد تكون ذات جدوى، ولكن فقط إذا اتخذ المالكي الخطوات الكفيلة بجعل حكومته أكثر تمثيلا للأطياف السياسية والدينية والاثنية في العراق.
وقال بولاك: "يجب أن يشرك المالكي السنة في الحكم، وأن يوافق على أن توضع قيود على الصلاحيات التي يتمتع بها، وأن يجري إصلاحات في قوات الأمن العراقية بحيث تصبح أكثر حرفية وكفاءة".
"تحزموا واستعدوا"
من جانب آخر، قالت جماعة SITE الأمريكية المتخصصة في رصد المواقع الإلكترونية التي تستخدمها الجماعات الإسلامية المتشددة: إن المسلحين الذين استولوا على مساحات شاسعة من شمال ووسط العراق مؤخرا ينوون الآن التوجه إلى بغداد.
وكان تنظيم داعش قد استولى على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، في اليوم التالي لاستيلائه على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية.
ونقلت SITE عن تسجيل صوتي لأ بي محمد العدناني الذي وصفته بالناطق باسم داعش قوله: إن المعركة ستعصف ببغداد وكربلاء.
وقال العدناني، حسب التسجيل، وهو يخاطب المسلحين: "لا تتراجعوا بوجه عدوكم، فالمعركة لم تستعر بعد، ولكنها ستستعر في بغداد وكربلاء".
وقال: "تحزموا واستعدوا".
وقال العدناني: إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي غير كفوء بالمرة واصفا إياه "ببائع ملابس داخلية".
وقال مخاطبا المالكي: "ماذا فعلت بشعبك، يا أيها الغبي. ليس أغبى منك إلا أولئك الذين قبلوا بك رئيسا وقائدا عاما. ما الذي تعرفه عن السياسة والقيادة؟ لقد ضيعت فرصة تاريخية سنحت لشعبك؛ لأن يحكم العراق، وسيلعنك الشيعة طيلة حياتهم".