حماس تبدي استعدادها للإفراج عن 34 رهينة في «المرحلة الأولى»/"الذخائر العمياء" في سوريا.. خطر يهدد الحياة ويعيق الإعمار/الأكراد وسوريا الجديدة.. بين وعود دمشق وضغوط أنقرة

الإثنين 06/يناير/2025 - 11:12 ص
طباعة حماس تبدي استعدادها إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 6 يناير 2025.

رويترز: مقتل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

قالت حركة فتح ووزارة الصحة الفلسطينية، إن فلسطينيَّين، أحدهما فتى عمره 17 عاماً، قُتلا برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، الأحد.


وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال أطلقت النار على منزل رجل يبلغ من العمر 37 عاماً في بلدة جنوبي جنين بالضفة الغربية.

وأفادت وزارة الصحة في بيان بـ«مقتل الطفل معتز أحمد عبد الوهاب مدني (17 عاماً) برصاص الاحتلال في مخيم عسكر بنابلس».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت مسلحاً. وأضاف في بيان منفصل أنه يتحرى تقارير عن مقتل الفتى.

وقُتل مئات الفلسطينيين وعشرات الإسرائيليين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.


ضربات إسرائيلية تُودي بحياة 14 فلسطينياً في غزة

قال مسعفون فلسطينيون: إنّ ضربات إسرائيلية أودت بحياة 14 فلسطينياً على الأقل في ثلاث هجمات منفصلة بقطاع غزة الأحد ما يرفع عدد من قُتلوا مطلع الأسبوع إلى 102 في وقت كثف فيه وسطاء جهودهم من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.


وقال مسؤولون في قطاع الصحة: إن ضربة جوية إسرائيلية قتلت خمسة في منزل بمخيم النصيرات في وسط القطاع بينما قتلت ضربة أخرى أربعة آخرين في جباليا على الطرف الشمالي للقطاع وهي منطقة تنفذ فيها القوات الإسرائيلية عمليات منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وفي وقت لاحق من اليوم، قال مسعفون: إن غارة جوية إسرائيلية أصابت مركزاً للشرطة في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. ولم يتضح بعد ما إن كان جميع القتلى من أفراد الشرطة.

كما قالت وزارة الصحة في قطاع غزة: إن ضربات إسرائيلية في أنحاء القطاع قتلت 88 فلسطينياً على الأقل وأصابت أكثر من مئتين آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، هرع أقارب وجيران لمنزل عائلة استهدفته ضربة جوية إسرائيلية في وقت متأخر من مساء السبت وقال مسعفون، إنها قتلت سبعة فيه. وتواصلت عمليات البحث صباح الأحد عن أربعة آخرين يعتقد أنهم محاصرون تحت الأنقاض.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد: إن قواته هاجمت أكثر من 100 هدف بأنحاء غزة في مطلع الأسبوع، ما أودى بحياة العشرات من مسلحي حماس.

وأضاف أنه دمر كذلك مواقع لإطلاق الصواريخ استخدمت خلال الأيام الماضية لشن هجمات صاروخية على إسرائيل.

وتجددت الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني.

وأرسلت إسرائيل مفاوضين إلى الدوحة الجمعة، لاستئناف محادثات بوساطة قطرية ومصرية في حين حثت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تدعم جهود الوساطة، حماس على الموافقة على اتفاق.

وقالت حماس، إنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، لكن لم يتضح بعد مدى التقارب بين الجانبين.

د ب أ: مقتل 24 فلسطينياً في أحدث الهجمات الإسرائيلية على غزة

قتل ما لا يقل عن 24 فلسطينيا في أحدث هجمات نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن مصادر طبية.

وقتل ثلاثة أشخاص في هجوم على مخيم البريج، كما سجلت حالات وفاة وإصابات في مخيم النصيرات ومنطقة خان يونس، بحسب الوكالة.

وزعمت القوات الإسرائيلية إنها استهدفت "إرهابيين" في مركز قيادة لحماس في منطقة خان يونس. كما قتلت أيضا مقاتلا كان يهاجم من المنطقة الإنسانية في دير البلح.

وتشن إسرائيل حربا على غزة منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص وأخذ حوالي 250 آخرين إلى غزة.

ومنذ ذلك الحين، أصبح جزء كبير من قطاع غزة غير صالح للسكن في ظل استمرار القتال، وقد قتل أكثر من 45 ألفا و800 فلسطيني، وفقا للتقديرات الفلسطينية.

إسرائيل تنفي تسلم قائمة باسماء المحتجزين لدى حماس في غزة

نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد تسلم قائمة من حركة حماس الفلسطينية تتضمن اسماء المحتجزين الإسرائيليين المقرر إطلاق سراحهم في حال التوصل إلى اتفاق على صفقة.

وقال مكتب نتنياهو في بيان "حماس لم ترسل قائمة باسماء المحتجزين حتى الآن"، نافيا تقارير سابقة لوسائل الإعلام والتي نقلت عن مسؤول بحماس قوله إن الحركة وافقت على إطلاق سراح 34 محتجزا.

وفي الوقت ذاته، أفاد تلفزيون كان الإسرائيلي المملوك للدولة يوم الأحد بأن رئيس الموساد ديفيد برنياع سيسافر إلى قطر اليوم الإثنين للمشاركة في المحادثات الجارية بشأن وقف إطلاق النار.

وكانت حركة الجهاد الفلسطينية قد قالت يوم الخميس الماضي إن الفصائل الفلسطينية تحتاج إلى أسبوع من أجل إعداد وإرسال قائمة بالمحتجزين الإسرائيليين من أجل عملية التبادل في المرحلة الأولى من صفقة محتملة لوقف إطلاق النار.

أ ف ب: حماس تبدي استعدادها للإفراج عن 34 رهينة في «المرحلة الأولى»

أعلن مسؤول في حماس الأحد، أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح 34 رهينة في «المرحلة الأولى» من اتفاق محتمل مع إسرائيل التي قالت: إنها لم تتلق حتى الآن قائمة بالأسماء من الحركة الفلسطينية.


وقال القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس: «حماس وافقت على الإفراج عن 34 أسيراً إسرائيلياً ضمن قائمة قدمتها إسرائيل عبر الوسطاء في إطار المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى في إطار اتفاق لوقف النار، وأبلغنا الوسطاء بالموافقة». وحصلت فرانس برس على نسخة من قائمة الأسماء الـ34.

وأضاف أن القائمة تشمل «كل النساء وكل المرضى وكل الأطفال وكبار السن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس»، موضحاً أن «حماس وافقت على الإفراج عن الـ34 أسيراً سواء كانوا أحياء أو موتى»، دون مزيد من التفاصيل.

في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان: إنه «خلافاً لما تردد، لم تقدم حماس بعد قائمة بأسماء المخطوفين».

استؤنفت الجمعة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية مصرية في الدوحة.

اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1208 أشخاص، بحسب تعداد لفرانس برس، وخلال الهجوم، خطف 251 شخصاً لا يزال 96 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا حتفهم.

ومنذ بداية الحرب، قُتل ما لا يقل عن 45805 أشخاص في غزة، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال.

بلينكن "واثق" من التوصل إلى وقف إطلاق نار قريباً في غزة

أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الإثنين عن "ثقته" في التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، سواء خلال ولاية الرئيس جو بايدن أو بعد أن يخلفه دونالد ترامب في 20 يناير.

وقال بلينكن الذي سعى مرارا وبدون نجاح العام الماضي للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، إن إدارة بايدن "ستعمل في كل لحظة من كل يوم" حتى نهاية الولاية الرئاسية من أجل التوصل إلى صفقة تسمح بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال للصحافيين خلال زيارة إلى سيول "نريد بإصرار أن نعبر (بالاتفاق) خط النهاية خلال الأسبوعين المقبلين".

وتابع "إن لم نعبر خط النهاية خلال الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه سيتم إنجاز الأمر في نهاية المطاف، وآمل أن يتم ذلك عاجلا وليس آجلا".

وأضاف "حين يتم ذلك، سيكون على أساس الخطة التي طرحها الرئيس بايدن والتي تحظى بتأييد العالم بأسره عمليا".

وأعلن مسؤول في حماس الأحد أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح 34 رهينة في "المرحلة الأولى" من اتفاق محتمل مع إسرائيل، وذلك بعدما استؤنفت الجمعة المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل بوساطة قطرية مصرية في الدوحة.

وقال بلينكن إن حماس "تتعاون بشكل مكثف" من أجل التوصل إلى اتفاق، غير أن الأمر لم يتم بعد.

وقال "نريد من حماس أن تتخذ القرارات الأخيرة الضرورية لإنجاز الاتفاق وأن تغير الوضع بصورة جوهرية بالنسبة للرهائن، أن تطلق سراحهم، ولسكان غزة، أن تدخل لهم المساعدات، وللمنطقة ككل، أن توجد فرصة للمضي قدما عمليا باتجاه شيء أفضل".

وقام بلينكن بـ12 زيارة إلى الشرق الأوسط منذ هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 والذي أطلق شرارة الحرب المدمرة في قطاع غزة.

سكاي نيوز: "الذخائر العمياء" في سوريا.. خطر يهدد الحياة ويعيق الإعمار

تعد الألغام أو ما يعرف بـ"الذخائر العمياء" إحدى أخطر التحديات التي تواجه سوريا اليوم، إذ تشكل إرثا ثقيلا خلفه نظام الأسد منذ اندلاع الأزمة في عام 2011.

ومع مرور أكثر من ثلاثة عشر عامًا من الحرب المدمرة، تنتشر هذه الألغام والقنابل العنقودية في مساحات شاسعة من الأراضي السورية، مما يهدد حياة السكان ويعيق عودة النازحين إلى منازلهم.

إلى جانب تأثيرها المباشر على حياة المدنيين، تُشكل الألغام عائقا كبيرا أمام جهود إعادة الإعمار، حيث تعرقل إصلاح البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء وخطوط الهاتف.

جهود على الأرض

رغم المخاطر الكبيرة، يعمل الدفاع المدني السوري على إزالة الألغام، وسط تحديات عديدة أبرزها غياب خرائط دقيقة توضح أماكن انتشارها. وأكد محمد سامي المحمد، منسق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، خلال مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أهمية وضع قضية إزالة الألغام ضمن أولويات الحكومة السورية المقبلة.

وأشار المحمد إلى أن فرق الدفاع المدني تعاملت حتى الآن مع 900 نوع مختلف من الألغام والذخائر غير المنفجرة. وشدد على ضرورة تعزيز فرق إزالة الألغام عبر توفير مزيد من العناصر المدربة والمعدات اللازمة، لزيادة كفاءة العمليات وتقليل المخاطر.

ضحايا الألغام

وتسببت الألغام في سوريا بخسائر إنسانية فادحة، حيث وثق مرصد الألغام الأرضية مقتل أكثر من 900 شخص خلال عام 2023 فقط، لتحتل سوريا بذلك المرتبة الثانية عالميا بعد بورما في عدد ضحايا الألغام.

كما تسببت الألغام في إصابات بليغة وإعاقات دائمة للعديد من المدنيين، ما يعمق معاناة المجتمع السوري الذي يواجه تحديات إنسانية كبيرة.

ومع تزايد أعداد الضحايا، تتزايد الدعوات لتوحيد الجهود المحلية والدولية لدعم عمليات إزالة الألغام وتأمين المناطق المتضررة. وتُعد هذه الجهود خطوة حاسمة نحو استعادة الأمن والاستقرار وتهيئة الظروف اللازمة لعودة النازحين وإعادة إعمار البلاد.

سوريا في مرحلة انتقالية.. انفتاح عربي وتحديات دولية

تشهد سوريا مرحلة انتقالية دقيقة تُعيد صياغة علاقاتها مع العالم العربي في ظل الإدارة الجديدة. في وقت تحاول دمشق تعزيز انفتاحها الدبلوماسي باتجاه "الحاضنة العربية".

وتواجه البلاد عقبات معقدة تتمثل في العقوبات الغربية، التحديات الاقتصادية، والضغوط السياسية. حيث تتسم هذه المرحلة بمساعٍ واضحة لاستعادة دور سوريا التقليدي في الإقليم، وسط مراقبة عربية ودولية حثيثة.

ففي الآونة الأخيرة، انطلقت سلسلة من الزيارات الرسمية التي قادها وزيرا الخارجية والدفاع السوريين برفقة مدير الاستخبارات إلى دول مثل قطر والإمارات والأردن، وحملت هذه الزيارات رسائل عدة، أبرزها رغبة الإدارة السورية الجديدة في فتح صفحة جديدة مع الدول العربية. ووفقًا لوزير الإعلام السوري السابق مهدي دخل الله، فإن "إعادة سوريا إلى العائلة العربية تكتسب اهتمامًا استراتيجيًا"، مع التركيز على أهمية الشراكات الاقتصادية والسياسية.

ولكن، هل يكفي الانفتاح العربي للتغلب على التحديات؟.. الباحث في مركز كاندل للدراسات، عباس شريفة يرى أن سوريا تسعى لتبني مسار جديد ينأى بها عن ارتباطها السابق بالمحاور الإقليمية والدولية التي أضرت بالأمن القومي العربي.

ويشير خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية إلى أن "الإدارة الحالية في دمشق تحاول تحقيق تكامل اقتصادي ضمن إطار عربي، بهدف كسر العزلة وإعادة بناء الثقة".

الحاضنة العربية بين الترقب والحذر

تتفاوت مواقف الدول العربية بشأن دعم سوريا. فعلى الرغم من الانفتاح الملحوظ، لا تزال هناك تحفظات معلنة من بعض العواصم العربية، خاصة في ظل التوجهات الأيديولوجية والإرث الطويل لعلاقة النظام السوري مع إيران. ويؤكد الأكاديمي الدكتور أمين المشاقبة خلال حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن "بعض الدول العربية تتخوف من الأبعاد الأيديولوجية والإسلامية للإدارة السورية الحالية، لكنها تدرك في الوقت نفسه أهمية سوريا كدولة مركزية في العالم العربي".

إضافةً إلى ذلك، تلعب دول الخليج، مثل قطر والسعودية والإمارات، دورا حاسما في صياغة هذا التحول. قطر، على سبيل المثال، تدفع باتجاه تكامل اقتصادي، بينما تُظهر السعودية اهتمامًا استراتيجيًا يعكسه دعمها للجهود الرامية لاستعادة الاستقرار الإقليمي.

العقبات أمام الانفتاح

رغم التفاؤل الحذر، تواجه سوريا تحديات كبيرة تعيق انتقالها السلس نحو الاستقرار. العقوبات الغربية المفروضة بموجب "قانون قيصر" تشكل عقبة رئيسية، حيث تؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وتعرقل جهود إعادة الإعمار. وهنا يوضح المشاقبة أن "رفع العقوبات يتطلب خريطة طريق واضحة تضمن خروج إيران وحزب الله من سوريا".

من جهة أخرى، التهديدات الإسرائيلية المستمرة تزيد من تعقيد المشهد. ففي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى دعم استقلال الأكراد، تُظهر دمشق رغبة في استعادة السيطرة على أراضيها وتوحيد البلاد. الباحث عباس شريفة يُحذر من أن "أي فشل في التوافق الداخلي السوري قد يؤدي إلى استمرار الانقسامات وزيادة التدخلات الخارجية".

الآفاق المستقبلية

ترسم المرحلة الانتقالية في سوريا ملامح تحديات وفرص في آن واحد. على المستوى السياسي، يشدد الخبراء على ضرورة إشراك كافة مكونات الشعب السوري في صياغة دستور جديد يضمن المواطنة والديمقراطية. أما اقتصاديًا، فإن تعزيز التعاون مع الدول العربية يمكن أن يسهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية وإعادة بناء المؤسسات.

ويشير مهدي دخل الله إلى أهمية بناء الثقة بين سوريا والدول العربية، مضيفًا أن "الاستقرار الإقليمي يتطلب تعاونًا عربيًا لمواجهة التدخلات الخارجية وضمان وحدة الأراضي السورية".

وفي السياق نفسه، يدعو المشاقبة إلى "إعادة صياغة العلاقات السورية-العربية على أسس جديدة تركز على التكامل الاقتصادي والسياسي".

وتواجه سوريا مرحلة حاسمة تُعيد فيها تشكيل هويتها الإقليمية وسط تحديات سياسية واقتصادية كبرى. النجاح في هذه المرحلة يعتمد على قدرة الإدارة الجديدة في دمشق على تحقيق توازن بين متطلبات الانفتاح العربي وضمان استقلالية القرار الوطني.

وفي ظل الحراك الدبلوماسي الحالي، يبدو أن سوريا ماضية نحو استعادة دورها، لكن الطريق مليء بالعقبات التي تتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا مستدامًا.

الأكراد وسوريا الجديدة.. بين وعود دمشق وضغوط أنقرة

شهد الشمال السوري في الأيام الأخيرة تطورات متسارعة، مع تصاعد القتال بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل الموالية لتركيا، وهو صراع أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص خلال يومين فقط، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

هذه المعارك، التي تركزت في محيط سد تشرين ومنطقة رأس العين، تعكس تعقيد الأزمة السورية، حيث تتداخل المصالح المحلية والإقليمية والدولية، وسط غياب أي رؤية واضحة للحل.

الإدارة الذاتية الكردية دعت المجتمع الدولي للتدخل ووقف الهجمات التركية، مؤكدة أن استمرار العمليات سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى.

السيطرة على المناطق الغنية بالنفط والمياه والطاقة، بالإضافة إلى موقعها الجيوسياسي الحساس، يجعل هذه المناطق مركزًا للصراع، حيث تسعى تركيا إلى منع أي مشروع كردي مستقل بالقرب من حدودها الجنوبية.

الأكراد في المعادلة السورية

الأكراد يمثلون مكونًا قوميًّا أصيلًا في سوريا، لكنهم يواجهون تحديات سياسية معقدة. القيادة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع أبدت استعدادها لدمج الأكراد في المشهد السياسي، لكن التساؤلات تبقى بشأن جدية هذه الوعود، خصوصًا في ظل غياب خطوات تنفيذية ملموسة.

من ناحية أخرى، تواجه قسد اتهامات بأنها تمثل أجندة سياسية منفصلة عن تطلعات الأكراد كشعب، حيث يصفها الكاتب الصحفي عبدالله الحمد بأنها "تنظيم سياسي مرتبط بأجندات خارجية، لا يعكس تطلعات المكون الكردي الأصيل في سوريا". هذا التمييز بين قسد والأكراد يعكس تعقيد المشهد الداخلي، حيث تبدو قسد غير قادرة على التفاعل الإيجابي مع دعوات الحوار والاندماج في الدولة السورية الجديدة.

الدور التركي خط أحمر ضد الكيان الكردي

تركيا ترى في أي مشروع كردي مستقل على حدودها الجنوبية تهديدًا وجوديًّا لأمنها القومي. هذا التخوف ينبع من مخاوف أن يؤدي قيام كيان كردي في سوريا إلى تحفيز الأكراد في تركيا على المطالبة بمزيد من الحقوق أو السعي للانفصال.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شدد مؤخرًا على أن الفصائل المسلحة "إما أن تسلّم سلاحها أو تُدفن معه"، في إشارة واضحة إلى عزمه الحازم على كبح أي تطلعات كردية انفصالية. التحركات التركية العسكرية ليست مجرد رد فعل على الأحداث الميدانية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذ أنقرة الإقليمي ومنع إعادة تشكيل سوريا بشكل يتعارض مع مصالحها.

الدور الأميركي... بين حليف كردي ومصالح إقليمية

الولايات المتحدة تجد نفسها في موقف صعب، إذ تسعى إلى حماية حليفها الكردي من جهة، والحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع تركيا من جهة أخرى.

التحركات الأميركية الأخيرة في عين العرب (كوباني)، بما في ذلك إنشاء قاعدة عسكرية جديدة، تعكس التزام واشنطن بمنع انهيار قسد أمام الضغط التركي. لكن هذا الالتزام لا يبدو غير محدود. الأسئلة المطروحة الآن هي: إلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة في دعمها للأكراد؟ وهل ستتمكن من تحقيق توازن بين تطلعاتها في محاربة داعش، واحتواء النفوذ التركي المتزايد في الشمال السوري؟.
صراع على الثروات الوطنية

المناطق التي تسيطر عليها قسد تعتبر "خزان سوريا الاقتصادي"، حيث تضم معظم حقول النفط والغاز وأراضي القمح الخصبة. هذه الموارد تمثل نقطة خلاف رئيسية بين قسد والإدارة السورية الجديدة. الكاتب عبد الله الحمد أشار إلى أن "احتكار قسد لهذه الثروات يثير تساؤلات حول استخدامها، وهل تخدم الشعب السوري أم أجندات سياسية منفصلة؟".

على الجانب الآخر، تعاني هذه المناطق من انقطاعات حادة في الكهرباء والخدمات الأساسية، بينما تلجأ الحكومة السورية إلى استيراد الطاقة. هذه المفارقة تعكس فشل الأطراف المختلفة في إدارة الموارد بشكل يخدم المصالح الوطنية، ما يؤدي إلى استمرار معاناة السكان.

مسارات متناقضة

رغم دعوات الحوار بين دمشق وأنقرة، إلا أن الموقف التركي تجاه الأكراد يبقى عائقًا رئيسيًا أمام أي تفاهم طويل الأمد. تركيا ترى في سوريا الجديدة فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي، لكنها ترفض أي صيغة تتيح للأكراد دورًا مؤثرًا في مستقبل البلاد.

الشمال السوري ليس مجرد مسرح لصراع عسكري، بل هو نقطة محورية لرسم مستقبل سوريا والمنطقة بأسرها. الحل يتطلب إرادة سياسية شاملة تتجاوز المصالح الضيقة للأطراف الفاعلة.

شارك