صحيفة الاندبندنت: "تنظيم الدولة الإسلامية يتمدد في سوريا ويغير موازين قوى الحرب الأهلية"

الخميس 17/يوليو/2014 - 11:55 ص
طباعة صحيفة الاندبندنت:
 
"تنظيم الدولة الإسلامية يتمدد في سوريا ويغير موازين قوى الحرب الأهلية" هكذا عنون باتريك كوكبيرن مقاله في صحيفة الاندبندنت، ويتمحور المقال حول فكرة أنه وسط انشغال العالم بالتطورات الجارية في غزة فإن دولة "الخلافة" المعلنة ذاتيا تتوغل وتسيطر على المزيد من المناطق في سوريا باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة التي غنمتها في العراق.
باتريك كوكبيرن
باتريك كوكبيرن
ويضيف كوكبيرن أن مسلحي التنظيم سيطروا خلال الأيام الماضية على مناطق جديدة شرقي سوريا حيث ضمت أغلب مناطق محافظة دير الزور الغنية بالنفط وتركز حاليا على سحق الميليشيات المسلحة الكردية هناك.
ويوضح كوكبيرن أن الدولة الاسلامية تسيطر بشكل مضطرد على ساحة المعارضين لنظام بشار الأسد؛ حيث تسارع الفصائل المعارضة في سوريا إلى الانضمام إليها وتقديم البيعة للخليفة الجديد "أبو بكر البغدادي".
ويقول كوكبيرن: إن الدولة سيطرت الاثنين على نصف محافظة دير الزور على نهر الفرات والذي كان واقعا تحت سيطرة جماعة جبهة النصرة المعارضة، ورفعوا أعلامهم السوداء على المناطق التي دخلوها.
ويعتقد كوكبيرن أن هذه النجاحات المتتالية للدولة الإسلامية على الساحتين العراقية والسورية- سوف يؤدي إلى تغير كبير في موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط.
ويوضح أن الفصائل المسلحة غير المتحزبة مع أي من الدولة الاسلامية من جهة أو النظام السوري من جهة أخرى أصبحت تنزوي وتضمحل؛ ما يجعل أي خطط مشتركة بين كل من أمريكا وبريطانيا وتركيا والسعودية لدعم جهة مسلحة معادية لكل من الدولة الاسلامية ونظام بشار الأسد- أمرا مستحيلا.
ويؤكد كوكبيرن أن الدولة الاسلامية تسعى خلال الأسبوعين الماضيين إلى السيطرة على جيب يسيطر عليه الأكراد في منطقة عين العرب شمال سوريا، وهي المنطقة التي لجأ إليها نحو نصف مليون شخص.
وحسب ما ينقل كوكبيرن عن إدريس نعسان الناشط الكردي في المنطقة فإن أغلب هؤلاء السكان من اللاجئين الأكراد الفارين من مناطق أخرى في شمال سوريا.
وأكد إدريس أن المعارك جارية في المنطقة منذ 13 يوما حيث يستخدم جنود الدولة الإسلامية الصواريخ والدبابات وعربات "الهامفي" الأمريكية التي غنموها من العراق.
وحسب كوكبيرن فإن الدولة الإسلامية كانت طوال العام الماضي تقاتل أغلب الجماعات المسلحة الأخرى جهادية كانت أو غير جهادية، بالإضافة إلى قوات النظام السوري، وهو ما اضطرها إلى سحب قواتها مطلع العام الجاري من مدينة إدلب في محافظة حلب.
ويرى كوكبيرن أن هذه الخطوة تنم عن براعة في التخطيط العسكري للدولة؛ حيث جاء الانسحاب بهدف الحفاظ على جنودها وحتى لا تتشتت قواها في ذلك الوقت، ويعتبر أن الدولة كانت دوما تحظى بمستوى عال من التخطيط العسكري.
ويضيف أن هذا الانسحاب الذي اعتبره كثيرون وقتها دليلا على ضعف الدولة الإسلامية اتضح أنه كان تخطيطا ماهرا، قبل أن تعود لتتمدد وتسيطر على دير الزور وتستعد للعودة الى حلب مرة أخرى.

شارك