على خطى "بيت المقدس".. المرابطون جماعة جديدة منبثقة عن "القاعدة"
الخميس 23/يوليو/2015 - 10:59 ص
طباعة
يبدو أن صراعات التنظيمات الجهادية، لم تتوقف فقط على العمليات الإرهابية الذين يقومون بها في أنحاء العالم سواء التنظيم الأم "القاعدة" أو تنظيم "داعش"، فكلا منهما يريد إظهار عضلاته لإحداث إرهاب أمام العالم بأكمله؛ الأمر الذي دفع كل تنظيم منهم إلى التوغل والتفرع في أنحاء الدول.
ومع إعلان تنظيم بيت المقدس الذي يتبني العمليات الإرهابية في سيناء انضمامه لتنظيم "داعش" تحت شعار "ولاية سيناء"، أُعلن عن تنظيم جديد تحت شعار "المرابطين" منبثق عن تنظيم للقاعدة.
وكشفت رسالة من قيادي في القاعدة، أُذيعت أمس الأربعاء 22 يوليو 2015، عن وجود تنظيم جديد يدعى "المرابطين" تابع لتنظيم القاعدة، بخلاف تنظيم ولاية سيناء الذي يتبع تنظيم داعش.
وحتى الآن لم يعلن عن هذا التنظيم من قبل الجهات الحكومية أو الأمنية، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجهات الرسمية حول الرسالة المنسوبة للقيادي القاعدي.
وعلى الرغم من أن التنظيمين الإرهابيين القاعدة وداعش مختلفين تمامًا ودائمًا على خلاف، إلا أن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه هو بث الرعب في مصر ومحاربة النظام المصري.
زعيم المرابطين
يأتي ذلك بينما تتحدث تقارير محلية ومصادر أمنية عن وجود تنظيم ولاية سيناء الذي كان يسمى في وقت سابق أنصار بيت المقدس، وعادة ما يعتبرهم الجيش المصري في أغلب بياناته تكفيريين.
وجاء الترويج للتنظيم الجديد عن طريق كلمة بثها هشام علي عشماوي، المعروف بأبي عمر المهاجر المصري، وصورة أيمن الظواهري زعيم القاعدة، حيث بدأ التسجيل الصوتي في التحريض ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والجيش في كلمة بلغ مدتها نحو 6 دقائق.
وبحسب التسجيل الصوتي المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي اليوتيوب والذي لم يتأكد من صحته من مصدر مستقل، دعا القيادي المتشدد الذي كان ضابطا سابقا في الجيش المصري إلى ما أسماه هبّة ضد السلطات المصرية.
ويعد تنظيم المرابطون تنظيم إرهابي بدأ منذ أشهر في مصر عقب عملية حادث الفرافرة التي تم ارتكابها العام الماضي، والكلمة الصوتية التي نسبت إلى قائده الإرهابي هشام عشماوي تعتبر بداية دعائية للتنظيم بحسب خبراء في شئون الجماعات الإسلامية .
وينشط التنظيم في شبه جزيرة سيناء، ويعتقد أن عناصره يحتمون داخل كهوف في جبل "الحلال" الذي يقع في وسط سيناء التي تحدد فيها اتفاقية كامب ديفيد للسلام.
ويشبه تنظيم المرابطين إلى حد كبير تنظيم ولاية سيناء المنتمي لداعش.
علاقته بالإخوان
بدأ التنظيم في إظهار نواياه عقب إصدار أحكام الإعدام على قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكثفت جماعة "المرابطين" هجماتها على قوات الجيش والشرطة المصرية عقب الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي من السلطة، حتى إن بعض المراقبين ربط بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين وجماعات فلسطينية مسلحة، خاصة مثل حركة حماس.
وقال مراقبون: إن التنظيم المتشدد ظهر منذ حادث كمين الفرافرة، وعلى انقسام فكري واختلاف مع "ولاية سيناء" ولكنهم متفقون على إنهاك الدولة المصرية على حد وصفهم.
واعتبروا أن هذا التسجيل المنسوب إلى قيادي التنظيم المتشدد بداية لظهور لاعب رئيسي لتنظيم القاعدة في مصر، غير تنظيم داعش.
يرى خبراء أن هذا الظهور الصوتي محاولة لـ تشتيت الأمن وإيجاد حالة من التضخيم عن وجود تلك التنظيمات المتشددة في مصر، معربين عن تخوفه من عودة العمليات الإرهابية لمصر مجددًا عقب تلك التسجيلات التي وصفها بـ"المحرضة".
خطورة التنظيم
أحد المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية يروا أن ظهور تنظيم المرابطين لن يكون نتاج انقسام فكري مع تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش، قائلا: لا أعتقد انه انقسام، هو تباين طبيعي ولا يكشف عن انقسامات أو انشقاقات بأي صورة.
وبحسب تقارير محلية، فقائد التنظيم هشام عشماوي، من العناصر التي تعتنق الفكر الجهادي، وأحد المشاركين في تنفيذ محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري السابق، ويرجح أنه العقل المدبر لحادث اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام، وشارك في مذبحة كمين الفرافرة، في 19 يوليو 2014 وهي العملية التي قتل فيها 22 شرطيا وشارك في مذبحة العريش الثالثة، في فبراير 2015، التي استهدفت الكتيبة 101.
ويعتبر عشماوي شخصية خطرة حيث كان في القوات المسلحة سابقا، لكنه كان متطرفا، وله علاقة بالإرهابيين وأنه ليس فقط على اتصال بهم بل يخطط ويدرب الإرهابيين في بعض العمليات.
ويعتبر مكان ارتكاز تنظيم "المرابطين" مجهول تماما، والذي كشفته الكلمة الصوتية التي بثت على لسان القيادي المتشدد ولا بيانات إعلامية تخص نشاطه بعد.
كان كشف أحد الخبراء أن هناك معلومات بوجود تنظيم إرهابي يدعى المرابطون ويتم ملاحقة أنصاره وجمع المعلومات حولهم، متحفظًا على كشف مزيد من التفاصيل حول هذا التنظيم .
كشف الخبير أن الفيديو المتداول سيتم فحصه أولا لمعرفة هل هو حقيقي أم مزيف، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة حيال ذلك الأمر، مشيرا إلى أن الأجهزة الامنية يقظة في مواجهة أي تهديد للبلاد.
المرابطون وولاية سيناء
وتنشط جماعة أنصار بيت المقدس الملقبة بولاية سيناء منذ إعلان ولائها لتنظيم داعش، في شبه جزيرة سيناء وعدة محافظات، حيث تشن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة والمنشآت الهامة والسياحية، وتعتبر الجماعة المسلحة الرئيسية المنتشرة بالبلاد.
ويتوقع مراقبون أن هناك تخطيط بين تنظيمي القاعدة وداعش، وكذلك اتصالات سرية لتنفيذ مخططاتهم ضد مصر، وذلك على الرغم من الخلافات بينهما، وكان محور خلاف أعضاء التنظيمين الإرهابيين حول مدى التأثير والهيمنة على الحركات الجهادية العالمية، وعلى التمويل وعلى إمكانية كسب مقاتلين جدد، وأيضا المكانة والهيبة بين صفوف المليشيات المتطرفة.
وتشبه البروفيسور كاثرين براون، خبيرة شئون الإرهاب في كلية "كنغ" في لندن، تنظيمي القاعدة وداعش بشركات عالمية تحاول أن تكسب المجموعات المحلية لأجندتها الأيديولوجية وإلى الجهاد العالمي، فتنظيم القاعدة مثلا ينضم إليه عدة مجموعات، كتنظيم القاعدة في شمال المغرب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكذلك حركة الشباب الصومالية التي أعلنت ولاءها لقائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
فيما يضم تنظيم داعش مجموعة أنصار بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء ومجموعة جند الخليفة في الجزائر، والتي قتلت أحد الرهائن الفرنسيين في سبتمبر الماضي، والفرق بين التنظيمين يكمن في طموحاتهما، تنظيم القاعدة مثلا لم يذكر إطلاقا أنه يريد الحكم والسلطة، كما توضح البروفيسور كاثرين براون، أما داعش فيطالب علنا بالحكم ويطلب من المجموعات الأخرى بأن يكونوا جزءا من نظامه الجديد.