الصحف البريطانية: الفوضى في الدول العربية جعلت إسرائيل متهورة

الأربعاء 06/أغسطس/2014 - 03:24 م
طباعة الصحف البريطانية:
 
اهتمت الصحف البريطانية اليوم 6 أغسطس 2014 بالعديد من الموضوعات ولعل أهمها تأثير الفوضى والاضطرابات التي تعم الدول العربية على الأحداث الجارية في المنطقة؛ مما جعل إسرائيل "دولة متهورة ولا مبالية في تصرفاتها"، ومخاطر وصول عناصر "تنظيم الدولة الإسلامية" إلى لبنان وإمكانية اندلاع حرب مصغرة أهلية في عرسال ومحيطها؛ الأمر الذي يؤدي إلى تداعيات أخطر من الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

الفايننشال تايمز

الفايننشال تايمز
نطالع في صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لجدعون راشمن بعنوان "الفوضى العربية جعلت إسرائيل متهورة وراضية عن أفعالها". وقال راشمن إنه عندما انتقد الناطق باسم البيت الأبيض القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة لأمم المتحدة في غزة يحتمي فيها مدنيون، شعر بوجود تغيير ملموس في اللهجة الأمريكية المستخدمة تجاه إسرائيل، إذ أن أمريكا لم تنتقد إسرائيل بتاتا".
وأضاف كاتب المقال أن "صديقاً له نبهه إلى أن الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان انتقد إسرائيل في السابق، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن حينها واصفاً الغزو الإسرائيلي لبيروت الغربية بمثابة محرقة"، مشيراً إلى أن قتل المئات من المدنيين ليس أمراً جديداً على الجيش الإسرائيلي، كما أنه ليس بجديد أيضاً جميع تلك الاحتجاجات العالمية المصاحبة إليها.
وأوضح أن "إسرائيل مستفيدة اليوم من حالة الفوضى والاضطرابات التي تعم الدول العربية. فسوريا والعراق وليبيا تعاني من صراع يمزقها، أما الحكومة المصرية فقد قتلت المئات من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، كما أنها تعتبر "حماس" تنظيماً متفرعاً من الجماعة"، مضيفاً "أن السعودية والتي تعتبر من أقوى الدول العربية من أكثر المعادين لحماس".
وختم بالقول: إن الظروف السائدة حالياً في المنطقة قد تتغير في أي لحظة، لتحول حماس إلى حركة ذات تنظيم معتدل مقارنة بالتنظيمات الناشئة حديثاً كتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش)، إلا أن إسرائيل المهووسة بالأمن التي يساندها اليمين، قد توقفت عن التفكير بالمستقبل".

عمل إجرامي

جاءت افتتاحية صحيفة الاندبندنت تحت عنوان "حرب كلامية". وقالت الصحيفة: إن "الأحجار والعصي قد تكسر عظامنا، إلا أن الكلمات لا تؤثر علينا، مضيفة أنه في غزة حيث الأطفال يقتلون في المدراس ويدكون بالقذائف، فإن الحجر والعصا ليستا ذا أهمية لهما، إلا أنه في العالم الدبلوماسي الواسع وفي الخطاب العام، فالكلمات وإساءة استخدامها قد تسبب ردود فعل عنيفة".
وتطرقت الصحيفة إلى تعرض مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة لقصف إسرائيلي؛ مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى بعدما التجئوا إليها خوفاً على حياتهم، وأوضحت الصحيفة أن وصف الأمين العام للأمم المتحدة لهذا القصف بأنه "عار أخلاقي وعمل إجرامي"، يوجه بلا أدنى شك أصابع الاتهام نحو إسرائيل، مشيرة إلى أن هذا التوصيف لا يمكن المجادلة فيه.

"داعش" في لبنان

داعش في لبنان
وفي الصحيفة نفسها، نقرأ مقالاً لمراسلها روبرت فيسك بعنوان"داعش تنقل حربها إلى لبنان". وقال فيسك إنه "بعد جميع التحذيرات والسيناريوهات عن تداعيات الصراع الدائر في سوريا على لبنان، فإن مقاتلي أبو بكر البغدادي وصلوا أخيراً إلى الأراضي اللبنانية".
وأضاف فيسك أن "الجيش اللبناني قد خسر حتي الآن حوالي 14 جندياً خلال محاولته استعادة السيطرة على بلدة عرسال الحدودية من أيدي مسلمين متشددين"، موضحاً أن انتباه العالم منصب على "المجازر" التي يتعرض لها أبناء غزة.
وأشار فيسك إلى أن المصائب في منطقة الشرق الأوسط يجب أن تأتي فرادى؛ لذا فإن أخبار أحداث الصراع الدائر في سوريا واستيلاء تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش) على غربي العراق لا تأخذ الحيز الإخباري المطلوب وسط الأحداث التي تجري في غزة.
ونبه فيسك في مقاله إلى خطورة وصول عناصر تنظيم (داعش) إلى لبنان واحتمال نشوب حرب أهلية مصغرة في عرسال ومحيطها وامتدادها إلى طرابلس، قد يكون له تداعيات أخطر من الحرب على غزة.

"أوروبا وغزة"

أوروبا وغزة
ونشرت صحيفة الجارديان مقالاً لتشيرلي ويليامز بعنوان "واجب أوروبا تجاه غزة". 
وقالت ويليامز: إن "الأوروبيين أصيبوا بحالة من الصدمة جراء معاناة المدنيين خلال الحرب العالمية الأولى في عام 1914، إلا أننا أصبحنا اليوم فاقدي الإحساس تجاه هذه المسألة، وأضافت أن "ما يجمع بين الحروب الدائرة في سوريا وغزة والعراق وأوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية وسط إفريقيا هو أن أغلبية الضحايا هم من المدنيين، كما أن الأطفال الأبرياء يدفعون الثمن الأكبر جراء تلك الحروب".
ورأت أن "حالة الفوضى التي تعم الشرق الأوسط والكثير من الدول الإفريقية جراء تداعيات الحرب العالمية الأولى"، مضيفة أنه "بعد الحرب، قام بعض السياسيين برسم خارطة للشرق الأوسط تناسب مصالح الدول الفائزة بالحرب، إلا أن هذه الخارطة يجب إعادة رسمها".

شارك