جاءت تصريحات وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزير في جريدة ذود دويتشه تسايتونج اليوم الاثنين 11 أغسطس كاشفة عن مدى الخطر المحتمل على ألمانيا من عودة المقاتلين الإسلاميين الألمان في سوريا، وقد طالب وزير الداخلية الألماني باستحداث قوانين تحد من عودة المقاتلين الألمان في سوريا إلى ألمانيا تصل إلى حد منعهم تماما من دخول ألمانيا. حيث إن القانون الألماني يقف عاجزا أمام خطر المجاهدين الألمان في سوريا على حد قوله، فلا يمكن القبض على مجاهد ألماني عائد من سوريا عن طريق تركيا إلى ألمانيا إلا إذا كانت هناك إثباتات مادية على أنه يخطط لعمل إرهابي داخل الأراضي الألمانية، وبالتالي فهناك صعوبة في استباق الخطر المحتمل بمنعه من دخول ألمانيا.

فضلا عن دعوات المجاهدين الألمان في سوريا والعراق لشن هجمات على ألمانيا تمثل بعدا آخر للتحدي، فمنذ عدة أيام دعا الشاب السلفي الألماني المقاتل في صفوف داعش لشن هجمات على ألمانيا هذا الشاب يُدعى "سيلفيو" عمره 27 عاما، ولد في ولاية ساكسونيا الألمانية، وانضم إلى الجماعة السلفية المحظورة في ألمانيا "ملة إبراهيم"، في البداية في مدينة "إسن"، ثم بعد ذلك في "زولنجن". وسيلفيو هو الوجه الألماني لتنظيم "الدولة الإسلامية". وفي مقطع فيديو يردد نشيدا جهاديا ويوجه حديثه قائلا: "لهذا انضموا إلى صفوفنا، صفوف الدولة الإسلامية.. حياة الطاعة، كلها شرف ورضى ورعب للكفار". 

ويفترض أن "سيلفيو" متواجد حاليا في سوريا، وأنه يدعو من هناك المسلمين في الغرب إلى الكفاح المسلح من أجل "خلافة كبرى" تحت حكم "الدولة الإسلامية".. سيلفيو مطلوب القبض عليه وقد صدرت ضده مذكرة اعتقال دولية.

"سيلفيو" معروف لدى المحققين ويقول جيدو شتاينبرج الخبير بشئون الإرهاب: "إنه نجم في المشهد الجهادي ويلقى أذانا صاغية لدى عشرة آلاف سلفي في ألمانيا، وقام في الماضي بالتهديد بشن هجوم على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. والآن وضعت سلطات الأمن الألمانية والأمريكية في حالة استعداد مرة أخرى بعد تهديده بشن عمليات إرهابية. وفي الرسالة، التي يتم توزيعها من خلال شبكة الإنترنت، يدعو سيلفيو علنا إلى شن هجمات داخل ألمانيا. والرسالة موجودة لدى "مجموعة فونكه" الإعلامية، وفيها يدعو إلى محاربة الكفار في ألمانيا: "ستتلقون ضربة لن تنسوها أبدا"، مكتوب حرفيا في الرسالة.

ونظرا للعدد الكبير لأتباع سيلفيو فإن السلطات الأمنية تأخذ الأمر على محمل الجد. كذلك توجد معلومات محددة عن أهداف للتهديدات، مثل وضع الإسلاميين نصب أعينهم موقعا للقنابل النووية الأمريكية في قاعدة "بوشل" الجوية بولاية راينلاند بفالتس؛ ولذلك تم تشديد الإجراءات الأمنية حول الموقع، وفقا لمجموعة فونكه الإعلامية. ويفترض وجود ما يصل إلى 20 قنبلة نووية تكتيكية مخزنة في المخابئ هناك. وأيضا تخضع قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية لحراسة مشددة وفقا لما قالته الشرطة في الولاية، علاوة على ذلك فإن هيئات عامة وخاصة، وهيئات كنسية، ومكاتب حكومية، وطرق نقل أفراد، وبضائع موجودة على قائمة أهداف المتطرفين.

وقد أحصت المخابرات الداخلية الألمانية (هيئة حماية الدستور) حتى الآن مغادرة نحو 320 من الجهاديين الألمان إلى سوريا منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011. لكن هذا الرقم ارتفع خصوصا منذ عام 2013، وسيلفيو واحد منهم.