هل يدفع دعم إيران لـ"pkk" الى الصدام مع تركيا فى العراق؟
الخميس 29/ديسمبر/2016 - 06:22 م
طباعة
على الرغم من علم إيران التام بالخصومة الثأرية بين النظام التركى وحزب العمال الكردستاني التركي الذى تعتبره تنظيما إرهابيا الا انها لاتتوقف عن دعمه داخل الأراضى العراقية وهو ما كشف عنه عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، شاخوان عبدالله قائلا " إن حكومة بغداد ترسل عن طريق ميزانية الحشد الشعبي رواتب مقاتلي حزب العمال الكردستاني في سنجار" الامر الذى قد يدفع الى صدام وشيك بين إيران وتركيا فى الشمال العراقي .
وكانت مصادر كردية أفادت في نوفمبر 2016م ، أن قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، يدعم تواجد حزب العمال الكردستاني التركي "ب ك ك" في شمال العراق، داعيا إياه للمشاركة بمعركة الموصل، وقد تعهّد بزيادة الدعم العسكري والمادي له، وذلك على الرغم من رفض رئاسة إقليم كردستان وتركيا لهذه المشاركة وفي تصريحات لشبكة "رووداو" الكردية، قال شاخوان عبدالله: "لدينا معلومات بأن بغداد ترسل بأسماء خاصة وضمن ميزانية الحشد الشعبي رواتب القوات التابعة لحزب العمال الكردستاني في سنجار ومناطق عراقية أخرى، لكون هذه القوات هي أجنبية، وتركيا وصفت هذه القوات هي أعداء مباشرة بالنسبة لها وسنجار لم تعد بحاجة لقوات العمال الكردستاني، ويجب أن يخرجوا من المنطقة ويعودوا إلى مناطقهم وأن حكومة إقليم كردستان تسعى إلى حل هذه المسألة بطرق سلمية، وعلى العمال الكردستاني أن يعلم جيداً هذه المسألة".
ودخلت الإدارة الامريكية على الخط عندما أعلنت وزارة خارجيتها في وقت سابق، أنه يجب على حزب العمال الكردستاني الخروج من سنجار، "لأنه ليس لحزب العمال الكردستاني أي مكان في سنجار وكان المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي، قال في مؤتمر صحفي، إن حزب العمال الكردستاني موجود على قائمة الإرهاب في أميركا، وأنه يجب على حزب العمال الكردستاني الخروج من سنجار، لأنه سيصبح عائقاً أمام عودة أهالي سنجار" من جانبه، قال رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، في وقت سابق، إنه من الضروري خروج عناصر حزب العمال الكردستاني من سنجار، لأن تواجدهم أصبح يهدد الاستقرار في هذه المنطقة".
وكان موقع "باسنيور"، المقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني، نقل عن مصدر مطلع لم يكشف عن هويته، أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني التقى جميل بايك، القيادي في حزب العمال الكردستاني، في مدينة السليمانية، وطلب منه أن يشارك عناصر "ب ك ك" الموجودين في سنجار، في عملية تحرير الموصل وأن اللقاء جاء مباشرة بعد قيام أعضاء في الحكومة المركزية بالعراق، بتوفير تسهيلات لحزب العمال الكردستاني لإنشاء مقر عسكري وسياسي لها في بغداد.
ويقول مراقبون إن حزب العمال الكردستاني يهدف من وراء تواجده في العراق والمشاركة في معركة الموصل إلى عدة أهداف:
أولا: تلميع صورته وتعزيز شرعيّته والحد من آثار تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي.
ثانيا: توسيع قواعده في سنجار وقنديل وفي المناطق الكردية في سوريا أيضا.
أما إيران فتدعم تواجد العمال الكردستاني في شمال العراق ليكون ورقة ضغط ضد تركيا وبنفس الوقت ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني، الذي لا يريد وجود حزب العمال الكردستاني وهو ما دفع الحزب الى المشاركة في عمليات تحرير سنجار عام 2015م ، بعد ما أرسل إلى قوات إقليم كردستان وحدة قوامها 500 عنصر من قاعدته في جبال قنديل إلى سنجار وأعلنت قيادة الحزب وقتها أنها ستسحب القوات بعد تحرير سنجار، لكنها لم تفعل ذلك، بل ازداد تواجد عناصر التنظيم في المنطقة إلى 5 آلاف مقاتل وهو ماعملت طهران على تعزيزه من خلال الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني، الذي يرحّب بتواجد حزب العمال الكردستاني.
واعتبر محمد زاهد جول الباحث التركى أن وجود الحزب فى العراق جزء من معادلة التحالفات في العراق قبل الاحتلال الأمريكي وبعده، ومن الأدوات التي تستخدمها الدولة الإيرانية في العراق وسوريا استخدامها لحزب العمال الكردستاني، مع العلم أن حزب العمال الكردستاني كان موجوداً قبل الاحتلال الأمريكي وأن صدام حسين استخدمه في منافسة ومصارعة الأحزاب الكردية الأخرى، وبالأخص حزبي جلال الدين طالباني وحزب مسعود بارزاني. ولكن وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق وتقسيمه إلى أقاليم ومنها إقليم كردستان العراق، فقد عملت الدولة الإيرانية على ادخال حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان لإحداث شرخ سياسي وأمني فيه، من خلال حرسها الثوري وفيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني، الذي تولى القيادة العسكرية الإيرانية في الدول العربية وان إيران أرادت إحداثه رغما عن إرادة الحكومة العراقية وعن إرادة إقليم كردستان العراق نفسه، لأن إيران أرادت ان يكون لها وجود عسكري من خلال حزب العمال الكردستاني دون ان يظهر بأنه وجود إيراني صريح، فإيران هي التي مكنت حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق.
وشدد على أن هذا الدور السلبي لحزب العمال الكردستاني في العراق والمتعاون من الخطط الإيرانية في تقسيم العراق وإضعافه لم يأت من فراغ، لأن قيادة حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل أخطأت تقديراتها السياسية والعسكرية، فارتضت في ظل الهيمنة الإيرانية على العراق أن تكون تحت هذه الهيمنة لإجراء مناكفات وصراعات سياسية مع الأحزاب الكردية الأخرى التي تنافسها على قيادة الشعب الكردي، إضافة إلى خضوعها للسيطرة الإيرانية العسكرية في العراق في أن لا تصطدم معها، بل وأخذ المساعدات العسكرية منها، مما جعلها أداة سياسية وعسكرية بيد النفوذ والهيمنة الإيرانية في المنطقة.
واعتبر سونر چاغاپتاي زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن وتايلر ايفانز الباحث في زمالة "شوسترمان" في برنامج الأبحاث التركية في المعهد أن مشكلة الدعم الإيراني والسوري لـ "حزب العمال الكردستاني" قد برزت من جديد على الساحة، حيث استأنفت دمشق سياستها في دعم الجماعة لمجابهة السياسات التركية المناهضة للنظام وفي ربيع عام 2012 وردت تقارير مفادها بأن دمشق سمحت لحوالي 2000 عضو من أعضاء "حزب الاتحاد الديمقراطي" وهو مجموعة سورية فرعية لـ "حزب العمال الكردستاني" بالانتقال من مقاطعة قنديل في شمال العراق إلى سوريا. ومؤخراً، ألقى مسؤولون أتراك اللوم على سوريا لدعمها "حزب العمال الكردستاني" الأمر الذي يعكس نظرة أنقرة بأن دمشق تؤيد الآن الجماعات المسلحة وقد جاء ذلك بعد قيام "حزب العمال الكردستاني" بتفجيرات في المركز التجاري الجنوبي الشرقي من غازي عنتاب - مدينة تركية كردية مزدهرة سبق أن نجت من عنف كهذا - مما أثار شكوك أنقرة حول تواطؤ سوريا و"حزب العمال الكردستاني" على زعزعة استقرار تركيا.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من علم إيران التام بالخصومة الثأرية بين النظام التركى وحزب العمال الكردستاني التركي الذى تعتبره تنظيما إرهابيا الا انها لاتتوقف عن دعمه داخل الأراضى العراقية وهو الامر الذى قد يدفع الى صدام وشيك بين إيران وتركيا فى الشمال العراقي .