اتفاق روسي جديد لتعزيز الحلول السياسية للأزمة السورية وسط ترحيب دولى
الخميس 29/ديسمبر/2016 - 07:49 م
طباعة
تفاق تركي روسي إيراني على إجراء محادثات حول سوريا
تلوح فى الأفق بوادر حل سلمى للأزمة السورية فى ظل اصرار موسكو على استخدام كل الكروت المتاحة لتعزيز حلول سياسية بعيدا عن المعارك المسلحة، والاتفاق مع ايران وتركيا على دعم الأجندة الروسية فى سوريا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، استثناء التنظيمات الإرهابية، وبالدرجة الأولى، "داعش" من الهدنة في سوريا، وأوضح الكرملين في بيان، أن الرئيسين أعربا، عن ارتياحهما للاتفاقات التي توصلت إليها الحكومة السورية والمعارضة السورية المعتدلة بوساطة روسيا وتركيا، حول وقف إطلاق النار في كامل أراضي سوريا، وبدء التسوية السياسية، وشدد الرئيسان على أهمية الجهود التي تبذل حاليا من أجل إطلاق عملية مفاوضات سلام في أستانا، كما أيد بوتين وأردوغان مواصلة تعزيز التعاون في مجال محاربة الإرهاب، وبحثا بعض المسائل الملحة على جدول أعمال التعاون الروسي التركي الثنائي.
كان الرئيس الروسي قد أعلن أن الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة وقعتا، الخميس، على اتفاقية وقف إطلاق النار في كامل أراضي سوريا، بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقية حول إجراءات الرقابة على وقف إطلاق النار وبيان حول استعداد أطراف النزاع لبدء الحوار في أستانا.
من جانبه أطلع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، نظيره المصري، سامح شكري الاتفاقات بين الحكومة السورية والمعارضة حول الهدنة والانتقال إلى التسوية السياسية، واتفق الوزيرين على مواصلة الاتصالات حول الجوانب المختلفة للوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفى سياق متصل رحب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، متوقعا أن يسهم تطبيقه في إجراء مفاوضات مثمرة بين الحكومة والمعارضة ، وأشار دي ميستوراإلى أن "الوقف الشامل للأعمال القتالية لا يزال أساسا في البرنامج الذي وضعه قرار مجلس الأمن الدولي 2254 ".
وأعرب دي ميستورا عن أمله في أن يحافظ تطبيق الاتفاق على حياة المدنيين ويسهل عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة أراضي سوريا ويمهد الطريق إلى مفاوضات مثمرة في أستانا، موضحا أن موقف المبعوث الخاص يتمثل في أن هذا الوضع من شأنه أن يسهم في إجراء مفاوضات شاملة ومثمرة بين الأطراف السورية من المخطط إجراؤها في 8 فبراير 2017 تحت رعاية الأمم المتحدة".
من ناحية آخري أعلن تنظيم "الجيش السوري الحر" أنه سيلتزن باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وقال ممثلون عن "الجيش السوري الحر"، إن الاتفاق يشمل كافة أراضي سوريا وجميع المجموعات والفصائل المقاتلة في البلاد، وذلك في وقت أعلنت فيه سلطات روسيا وسوريا وتركيا، وكذلك أطراف أخرى من القوات المعارضة للحكومة السورية، بما في ذلك "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، أن الهدنة لا تشمل تنظيم "داعش" وتشكيلات إرهابية أخرى.
و"شدد الجيش السوري الحر" على أن روسيا تفاوضت باعتبارها طرفا ضامنا للسلطات في دمشق، مضيفا أن المفاوضات لم تتضمن أي لقاء مباشر مع الحكومة، وقال التنظيم إن هذه المفاوضات عملت على توفير واقع أفضل للمواطن السوري، وجاءت بعد فشل المجتمع الدولي ومنظماته في دعم الأهالي.
ممثلى المعارضة السورية
وسبق وأكد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، دعمه لاتفاق وقف الأعمال القتالية في كافة أراضي سوريا، المبرم بين السلطات في دمشق والمعارضة المسلحة، وقال المتحدث باسم الائتلاف، أحمد رمضان يعبر الائتلاف الوطني عن دعمه للاتفاق ويحث كافة الأطراف على التقيد به".، وأكد على أن فصائل المعارضة "سوف تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وسترد في حال حصول انتهاكات"، لافتا إلى أن من بين الفصائل الموقعة على الاتفاق "حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وفيلق الشام ونور الدين الزنكي".
شدد رمضان على أن الاتفاق يستثني تنظيم "داعش" و"التنظيمات الإرهابية الأخرى" لكنه أضاف أن الوثيقة لا تسمح "بمس المدنيين" ومؤكدا أنه "يسري كذلك على محافظة إدلب" في شمال غرب البلاد والتي يسيطر عليها ائتلاف فصائل إسلامية في مقدمها "جبهة فتح الشام" "جبهة النصرة" سابقا)
نوه رمضان على أن المعارضة السورية تتوقع "إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة بإشراف الأمم المتحدة" بعد سريان وقف إطلاق النار.
فى حين أكدت جماعة "فاستقم" التابعة لتنظيم "الجيش السوري الحر" أن قوات المعارضة السورية المسلحة وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، وقال زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي للجماعة، إن وقف إطلاق النار يستثني المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
هدنة جديدة فى سوريا
ومن المقرر أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، 29 إلى 30 ديسمبر.
وفى هذا الإطار أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية وقفا شاملا للأعمال القتالية على جميع الأراض السورية، اعتبارا من منتصف ليل الخميس إلى الجمعة، 30/29 ديسمبر، وأضافت القيادةأن اتفاق وقف إطلاق النار يستثنى كلا من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" المصنفين إرهابيين، والمجموعات المرتبطة بهما، وتمت الاشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يأتي بهدف تهيئة الظروف الملائمة لدعم المسار السياسي للأزمة في سوريا.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية، لاحقا، قائمة تشكيلات المعارضة السورية المسلحة المنضمة للهدنة في البلاد، التي تشمل 7 مجموعات، وهي: "فيلق الشام"، "أحرار الشام"، "جيش الإسلام"، "ثوار الشام"، "جيش المجاهدين"، "جيش إدلب"، "الجبهة الشامية".
واستطاع سكان حي سيف الدولة في شرق حلب العودة إلى منازلهمأي بعد أسبوع فقط من إعلان القوات الحكومية عن فرض سيطرتها على المدينة بالكامل، وشوهد هؤلاء السكان في طريق عودتهم إلى منازلهم، حيث الأنقاض وبقايا القذائف والعبوات الناسفة، وفي أيديهم أمتعتهم وأشياؤهم الشخصية، والحسرة في عيونهم، وهم يتفقدون ما بقي من حيهم وبيوتهم.