تقرير دار الإفتاء.. صراع "داعش" و"شباب المجاهدين" وراء فشل الدولة الإسلامية في الصومال
السبت 31/ديسمبر/2016 - 02:16 م
طباعة
رصد تقرير مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصريةن عن فشل تنظيم"داعش" في تثبيت موطئ قدم له في الصومال في ظل التنافس القوي مع جماعة "شباب المجاهدين" الموالية لتزين القاعدة، وهو ما يعني استمرار صراع الولاءات بين المقاتيلني المتطرفيين في الصومال بين "داعش" والقاعدة".
فشل "داعش"
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن تنظيم داعش الإرهابي فشل في تثبيت موطئ قدم له في الصومال التي سعى بشدة لإقامة دولته المزعومة فيها نظرًا لموقعها الاستراتيجي وأهميتها في تأكيد وجوده في قارة إفريقيا وتثبيت صراعه وتنافسه مع تنظيم القاعدة في شرقي القارة وشمالها.
وفي تقرير جديد للمرصد تحت عنوان “تنظيم داعش في الصومال.. الواقع والتحديات"، اليوم السبت، أضاف المرصد أن التنظيم يعيش مرحلة عصيبة، وأن مستقبل بقائه في الصومال ليس سهلاً، فحركة شباب المجاهدين، الموالية لتنظيم القاعدة، ترصد أتباعه وتطاردهم في جميع أنحاء الصومال، ما يجعله لا يتمتع بحظوظ البقاء، في ظل العداوة الشديدة بين التنظيمين والتي بدأها داعش من خلال محاولاته إغراء عناصر القاعدة في كل مكان للانضمام إليه.
ولفت المرصد إلى أن أنظار داعش اتجهت إلى الصومال في ظل تصاعد وتيرة الانشقاقات الداخلية في حركة الشباب المجاهدين، ما أدَّى إلى تآكل دور حركة الشباب وتراجعها وفقدانها السيطرة على كثير من نفوذها السياسي والاجتماعي بعد تحرير الجيش الصومالي لمعظم المناطق التي تسيطر عليها.
وذكر مرصد دار الإفتاء أن الصراع بين تنظيمي داعش والقاعدة اشتد حول كسب الولاءات وقيادة مسيرة الجهاد العالمي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن حركة الشباب الصومالية تتمتع بنفوذ واسع يمكِّنها من أن تقوِّض جهود تنظيم داعش لبسط سيطرته على القرن الإفريقي، ما يجعل تلك المناطق خالصة للحركة التي تشهد هي الأخرى تراجعًا أمام النفوذ العسكري الحكومي في الفترة الأخيرة.
وأضاف المرصد أنه في ظل الهزائم المتلاحقة التي تضرب تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا يواجه فرعه في الصومال تحديات كبيرة في التمويل وشح الموارد المالية، مما يعود بالسلب على مستقبل التنظيم في الصومال.
تاسيس ولاية الصومال:
ويسعى تنظيم داعش إلى توسيع مساحة سيطرته وانتشاره، من خلال إنشاء فرع له في ما يسميه مقاتليه «إمارة صغيرة» في الصومال، البلد الذي مزقته الحرب.
وتعد الصومال منطقة مهمة جداً لـ «داعش» وتمثل «مكافأة» لجماعة متطرفة، إذ إنها (الصومال) تمتلك أطول خط ساحلي في القارة الأفريقية، ويحده ثلاثة حلفاء للولايات المتحدة، هم إثيوبيا وجيبوتي وكينيا.
وفي تقرير سابق لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، اشار الي أن وجود تنظيم "داعش" في الصومال لن يكون سهلاً، إذ إن حركة «الشباب المجاهدين»، وهي جماعة صومالية تابعة إلى تنظيم «القاعدة»، لها وجود طويل الأمد في البلاد الواقعة في شرق أفريقيا، إضافة إلى أن أتباع الحركة هددوا الأشخاص الذين ينضمون إلى «داعش» بالموت.
وكانت حركة «الشباب» حذرت في نوفمبر 2015، من أنها «ستذبح» أي عنصر يغير ولاءه من تنظيم «القاعدة» إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقال المسؤول في الحركة أبو عبد الله في بيان بث إذاعياً: «إذا قال أحد ما إنه ينتمي إلى حركة أخرى، فاقتلوه مباشرة» مضيفاً: «سنذبح أي شخص إذا قوض الوحدة».
وظهر الصراع مكرا بين التنظيمين في الصومال، حيث يكثّف «داعش» جهوده لتوسيع نفوذه باستقطاب مقاتلين في بلد يعاني صراعاً مسلحاً منذ أكثر من عقدين. وبعدما نجح «داعش» في إقناع تنظيم «بوكو حرام» النيجيري، وغيره من التنظيمات المسلحة في شمالي أفريقيا وجنوبي آسيا، بإعلان الولاء له، يحاول جاهداً إقناع حركة «الشباب» الصومالية بالتخلي عن ولائها لـ«القاعدة»، في محاولة لكسب أرضية في تلك البلادن وهو ما استجاب له عدداً قليلاً من المقاتلين، على الأرجح بضع عشرات، من التحول إلى دعم تنظيم «الدولة الإسلامية».
المقاتلون الأجانب تحديدًا، والذين يحملون فكرة الجهاد العالمي دون الالتفات لتعقيدات الأوضاع المحلية، هم العامل الأبرز في الضغط على تنظيم الشباب من داخله ليركب موجة داعش، فهُم لا يبالون كثيرًا بما قدمته القاعدة، كما أن أفكارهم "العالمية" تعطيهم اهتمامًا مبالغًا فيه بمعارك سوريا والعراق والتضامن معها، على العكس من قيادات الشباب الصومالية التي تحسب خطواتها آخذة في الاعتبار أولًا الوضع الصومالي ثم الإقليمي بشرق أفريقيا عامة، وهو ما يفسر اعتقال تنظيم الشباب لخمسة من هؤلاء الأجانب المنضمين له حديثًا، والذين ثارت شكوك حول ولائهم لداعش.
منشقين ينضمون لـ"داعش"
وبعد وقوع اشتباكات عنيفة بين المنشقين والحركة التي حذّرت أعضاءها من أن الانضمام إلى «داعش» «بدعة» يعاقب عليها بالموت، ومقتل القيادي السابق في «شباب المجاهدين» والمنشق عنها، السوداني محمد مكاوي إبراهيم، ظنّت «شباب المجاهدين» أنها تمكنت من احتواء هذه الانشقاقات. لكن في نهاية العام الماضي أعلنت خلية «شباب المجاتهدين» الموجودة في جبال غلغلا، في أرض البنط، تحت قيادة عبد القادر مؤمن، مبايعتها «داعش».
أشهر من حوّل ولاءه للدواعش هو الداعية الجهادي المعروف في كينيا حسين حسن، والذي أيد الشباب في الصومال حتى وقت قريب، ولكنه يحث مريديه الآن على التوجه إلى صفوف داعش، كما قال في رسالة صوتية مسجلة مؤخرًا، ليتجاوزوا على حد قوله "إمارة الشباب الصغيرة،" ويقبلوا بأبي بكر البغدادي كأمير للمؤمنين، وهو نمط سيستمر ليُضعِف القواعد الجديدة لتنظيم الشباب طالما بقيت داعش بتلك القوة، وحتى يتمكن تنظيم القاعدة من استعادة وزنه السابق.