حرب إماراتية إيرانية في اليمن.. وصالح يستعد للتخلي عن الحوثي
السبت 28/يناير/2017 - 04:45 م
طباعة
واصلت القوات اليمنية تقدمها في عدة جبهات في اليمن، بعد سيطرتها علي ساحل المخا الاستراتيجي، فيما كشف مسؤل عسكري يمني عن اسقاط القوات الاماراتية في اليمن لطائرات ايرانية، وسط ضبط كميات من الاسلحة الايرانية للحوثيين، فيما تتصاعد الانباء عن تخلي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن حلفائه من "الحوثيين" في اليمن، مع اقتراح المبعوث الأممي ليقترح هدنة طويلة، والتفاوض على حل سلمي، وتماطل جماعة الحوثي حتى الآن في القبول بمبادرة السلام الدولية.
الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، أعلن الجيش اليمني الطريقَ الرابط بين المخا ومحافظة الحديدة منطقةً عسكرية، داعيا المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن تجمعات الميليشيات.
كما دعا الجيشُ اليمنيين إلى تجنب استخدام الخط الساحلي، والابتعاد عن المركبات والمدرعات العسكرية وأماكن تمركز ميليشيات الحوثي والمخلوع.
ونفذ التحالف العربي، فجر السبت، عملية إنزال بري وبحري في مديرية وميناء المخا بعد استعادة كامل السيطرة عليها.
وتواصلت المواجهات، الجمعة، شرق مدينة المخا، حيث صد الجيش اليمني هجوماً للميليشيات الانقلابية التي تحاول الاستماتة من أجل استرجاع ميناء المخا.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل "العربية" من الحد الجنوبي، أن قوات الشرعية اليمنية وبدعم من قوات التحالف العربي وبإسناد كبير من المدفعية السعودية، سيطرت بشكل كامل، الأحد، على مديرية حرض الموازية للطوال السعودية ومديرية ميدي الساحلية.
وتكمن أهمية مديرية ميدي الساحلية في أنها المنفذ الأهم لتهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، فيما تعتبر مديرية حرض مسرحا لانطلاق قذائف الانقلابيين التي تستهدف القرى الحدودية السعودية.
هذا وتعتبر عملية السيطرة على حرض وميدي تقدما لوجستيا هاما لقوات التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية.
كما تسعي الحكومة لاستعادة مدينة الحديدة ، من يد الحوثيين، والتي تحوي أحد الموانئ اليمنية المهمّة ستعني قطع شريان آخر من شرايين تهريب السلاح الإيراني للمتمرّدين الذين خسروا مؤخرا شريان التهريب الأول ميناء المخا بغرب محافظة تعز.
وصرح مصدر يمني قبل يومين عن قرب إطلاق عملية تحرير الحديدة. وعمليا شرع طيران التحالف العربي في التمهيد لهذه العملية بقصف مركّز استهدف البنية العسكرية للمتمرّدين هناك.
وشنّت مقاتلات التحالف، الجمعة، سلسلة غارات جوية مكثفة على موقع عسكري يسيطر عليه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة الحديدة.
وقالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف العربي شنت ست غارات جوية على المطار الحربي في الحديدة حيث يوجد تجمّع كبير ومعدات حربية للمتمرّدين.
وهزت انفجارات عنيفة المدينة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المطار حسب المصادر ذاتها.
كما أحبطت القوات السعودية المشتركة السبت محاولة للميليشيات الانقلابية في اليمن للاقتراب من الأراضي السعودية وذلك بقصف مدفعي استهدف تجمعين للميليشيات، وأسفر عن مقتل 12 مسلحاً وتدمير قاعدة لإطلاق صواريخ الكاتيوشا.
هذا وقد شهدت جبهتي حرض وميدي اليمنيتين تقدما للقوات الداعمة للشرعية، بمساندة طيران قوات التحالف العربي.
يأتي هذا في وقت نفذ قناصة سعوديون مجموعة من الطلعات القتالية في القرى اليمنية المخلاة، بعد أن حاول الانقلابيون التمترس بها لمباغتة القطعات الأمامية للقوات السعودية المشتركة.
حرب اماراتية ايرانية:
من جانبنها، أعلنت قوات التحالف العربي في اليمن، تدمير طائرة عسكرية دون طيار في منطقة شمال المخا، قبل إطلاقها من منصة متنقلة لاستهداف قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية التي شاركت في عمليات تحرير مدينة وميناء المخا.
وقال نائب رئس أركان الجيش اليمني اللواء ركن أحمد سيف اليافعي، إن القوات اليمنية وأثناء استطلاعها منطقة شمال المخا، رصدت الاستعداد لإطلاق الطائرة من فوق آلية نقل خفيفة، حيث تم التنسيق والتواصل مع القوات الجوية الإماراتية العاملة في اليمن، والتي قامت بدورها بالتعامل مع الطائرة، حيث تم تدميرها من خلال صاروخ جو أرض.
وأضاف أن "الميليشيات الانقلابية وبعد تضييق الخناق عليها، بدأت باستخدام أسلحة تم تهريبها إليها من إيران، ومنها هذا النوع من الطائرات التي يتم تهريبها إلى اليمن".
فيما ذكر موقع منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، اليوم السبت، أن الجيش اليمني المدعوم من قوات التحالف العربي، تمكن من العثور على أسلحة تم تهريبها من إيران إلى مليشيات الحوثي في ميناء المخا.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها إن “قوات الجيش اليمني تمكنت من العثور على أسلحة إيرانية مهربة للحوثيين في معسكر اللواء 107 شرق المخاء غربي المحافظة”.
وتواصل قوات التحالف العربي دعمها لقوات الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، من أجل استعادة السيطرة على المدن التي تحتلها المليشيات الحوثية، والموالون للرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.
المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، اقترح المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، هدنة طويلة، والتفاوض على حل سلمي، فيما تماطل جماعة الحوثي حتى الآن في القبول بمبادرة السلام الدولية. الحوثيون يصرون على نقل جميع صلاحيات رئيس الجمهورية إلى نائبه، وليس جزءًا كبيرًا منها.
وقد هاجم الناطق الرسمي باسم الحوثيين الانقلابية، محمد عبدالسلام، اليوم السبت، المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بعد أن حمل الأخير جماعة الانقلاب، المسؤولية عن إفشال التوصل إلى حل سياسي خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي.
وقال محمد عبدالسلام، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أنهى ولد الشيخ إحاطته لمجلس الأمن وحتى يظهر مجدداً ينتظر موعد الإحاطة القادمة وما بينهما، يمنح قوات التحالف العربي فرصة استمرار الحرب والحصار، فما دور الأمم المتحدة؟".
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن حمل جماعة الحوثي وحليفها حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، المسؤولية الأكبر في إفشال التوصل إلى حل سياسي، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي.
وقال ولد الشيخ: "قبول تحالف الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام بخطة السلام بتشجيع من سلطنة عمان والولايات المتحدة مؤشر إيجابي، إلا أن امتناعهم عن تقديم أية طروحات عملية، وعن وضع خطة مفصلة للترتيبات الأمنية تتطرق إلى تفاصيل الانسحاب العسكري وتسليم الأسلحة الثقيلة، لم يساعد على التقدم".
وأشار إلى أن قرار جماعة أنصار الله الحوثية والمؤتمر الشعبي العام بإنشاء حكومة موازية تابعة للمجلس السياسي الأعلى، "يضع عراقيل إضافية لمسار السلام ويؤثر سلباً على عامل الثقة بين الأطراف، وكررنا أكثر من مرة خطورة القرارات الأحادية في هذه الأوقات العصيبة وتأثيرها على إعادة تفعيل مؤسسات الدولة".
فيما أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، أن تحرير المخا ترك آثاره الكبيرة على الانقلابيين في اليمن. كما توعد ميليشيات الحوثي وصالح قائلاً "إن الضربات القادمة ستكون أكثر ألماً".
وقال في تغريدة على حسابه على تويتر مساء الجمعة، إن "كذبة الانسحاب المسبق باتت مكررة سمجة، تحرير مخا ترك آثاره، ورفع درجة اليأس لدى متمردي الحوثي/صالح، الضربات القادمة ستكون أكثر ألماً".
المشهد السياسي:
وعلي صعيد اخر، كشفت مصادر يمنية وثيقة الصلة أن المخلوع علي عبدالله صالح يسعى للتخلي عن الحوثيين بشكل رسمي خلال الأيام القادمة، وإنهاء التحالف الموالي لإيران من طرفه، عقب توتر العلاقة بين الطرفين إثر قيام الحوثيين بمحاولة اغتيال نجل صالح في العاصمة اليمنية صنعاء، يوم الأربعاء الماضي.
وقالت المصادر لموقع "24 الإماراتي"إن "مسؤولين موالين للمخلوع صالح أجروا اتصالات بعدد من الدول الإقليمية، لعرض استعداد صالح تخليه عن الحوثيين، ومحاربتهم وإعادتهم إلى صعدة".
وجاء ذلك بالتزامن مع حملة إعلامية شنتها وسائل إعلام صالح على الحوثيين، واتهمتهم بنهب أموال الشعب اليمني.
وقال الدكتور عادل الشجاع، في رسالة بعث بها إلى زعيم الحوثيين، إن "الحوثيين نهبوا أموال الشعب اليمني، وزجّوا بالأطفال في القتال بلا رحمة".
وأكد الشجاع، أن "زعيم الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي، وعد الشعب اليمني بالغنى وزاده فقراً، ووعده بالسيادة ولم تزده إلا مهانة"، مخاطباً الحوثي" بأن البعض وقف ضدكم لمعرفتهم أنكم تتحركون بدافع الكراهية والحقد، لكن الكثير من أفراد الشعب وقفوا إلى جانبكم ليبعدوا هاجس الخوف ويزيلوا الحقد من صدوركم، لكنكم ضيعتم هذه الفرصة وقدمتم أنفسكم على أنكم تريدون معاقبة الشعب اليمني ولم تلتقطوا السلام الذي قدمه لكم".
وتفسر تصريحات الشجاع عن وصول صالح إلى مرحلة يعتقد أنها الأنسب لتخليه عن الحوثيين.
واتهم الشجاع الحوثي بأنه ترك اللجان الثورية التابعة له تنهب ما تبقى من أموال الشعب الذي هو بأمس الحاجة إليها.
وقال الشجاع للحوثي مبرراً له تحالف المخلوع معه للإطاحة بهادي "لقد قبل بكم الشعب بوصفكم مواطنين يمنيين ولم يقبلوا بكم كسادة كما تسوقون أنفسكم، فنحن في القرن الـ21 ولا يمكن أن نشتري سادة لنكون لهم عبيداً".
فيما عبر رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمس الجمعة، عن أسفه الشديد، لأن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لا يزالون يستولون على 300 مليار ريال، تأتيهم من الجمارك والضرائب وفائض وأرباح قطاع الاتصالات والتبغ والسجاير ومصانع الإسمنت، ويخضعون مدراءها لإرهاب شديد ويرغمونهم على تسليم المليارات.
واتهم بن دغر في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، الحوثيين بابتزاز القطاع الخاص الصناعي والخدمي، وحمله على دفع المزيد من الإتاوات لدعم مجهودهم الحربي، ويخضعون البنوك التجارية لإجراءات تعسفية ويستولون على جزء كبير من فائض نشاطها تحت مسميات مختلفة لتغطية نفقاتهم الحربية، مما يطيل أمد الحرب.
المشهد اليمني:
المكاسب العسكرية الجديدة تقود إلى انفراجات مهمة في حرب اليمن التي مضى عليها عام ونصف العام تقريبًا، يأتي ذلك مع تعنت من قبل الحوثيين، لجهود مبذولة من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للحل في اليمن، مع تصاعد الخلافات بين"الحوثي وصالح"، بما يهدد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وهو ما يشير إلى استمرار العمليات العسكرية في ظل تعنت الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى حل سلمي يُنهي الحرب ويعيد السلام.