اتصالات واجتماعات مكثفة لتسوية الأزمة السورية.. والجيش يواصل تقدمه على المسلحين
السبت 28/يناير/2017 - 06:49 م
طباعة
تتواصل محاولات التسوية السياسية بين القوى الفاعلة فى الشأن السوري، فى ضوء تجدد المعارك واستيلاء الجيش على كثير من الأراضي التى كانت خاضعة ضمن سيطرة تنظيم داعش وجماعات المعارضة المسلحة، حيث لم تتوقف المقابلات أو الاتصالات الهاتفية فى كل من روسيا وايران وتركيا وبريطانيا بشأن وضع نقاط توافق لإنهاء الصراع.
من جانبه بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، نتائج المفاوضات السورية في أستانا ، مؤكدا بقوله "إن هدفنا هو الشراكة الاستراتيجية.. لقد ناقشنا الوضع في سوريا والعراق والتعاون في إطار التحالف ومفاوضات أستانا ومواصلة عملية جنيف بشأن تسوية الأزمة السورية.
فى حين أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف استعداد موسكو وطهران لتنسيق جهودهما لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين أعربا، خلال اتصال هاتفي بينهماعن استعداد البلدين للاستمرار "في الاستفادة من تجربة أستانا وإمكانياتها من أجل تفعيل الخطوات العملية بشأن التسوية السورية، وفقا للقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي".
ذكر البيان أن الطرفين "قيما عاليا نتائج اللقاء الدولي حول سوريا الذي انعقد في أستانا يومي 23-24 يناير ، بدعوة من كازاخستان وتلبية لطلب من إيران وروسيا وتركيا، والذي شارك فيه كذلك المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا ومراقب عن الولايات المتحدة".، وبحسب الوزارة فإن لافروف وظريف شددا خلال اتصالهما الهاتفي، الذي بادر إليه الطرف الإيراني، على أن اللقاء في أستانا كان منبرا فعالا لحوار مباشر بين الحكومة السورية وممثلين عن المعارضة المسلحة بهدف تعزيز نظام وقف القتال وإعادة السلام والأمان لسوريا.
من حانبها أصدرت"مجموعة موسكو" للمعارضة السورية، بيانا مشتركا إثر لقائها يوم الجمعة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بموسكو، وأنه بناء على دعوة وجهها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى مجموعة كبيرة من المنصات والشخصيات السياسية المعارضة، حيث حضرت مجموعة منهم واعتذرت مجموعة أخرى، تم وضع الحضور بصورة نتائج اجتماعات أستانا التي ثبتت اتفاق وقف إطلاق النار.
وتمت الاشارة إلى أن ذلك سينعكس إيجابا على المسار السياسي المأمول، بالإضافة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، مشيرا إلى أنه قد تم النقاش حول السبيل الأفضل للذهاب نحو مفاوضات جنيف المزمع عقدها في شهر فبراير القادم، كما أشارت المجموعة المعارضة إلى أن الجانب الروسي أكد أن الأفكار الدستورية التي طرحها ليست إلا أفكارا للنقاش بين السوريين ولا يسعى لفرضها بأي شكل كان، مبينة أن الجانب الروسي أكد كذلك أن الدستور شأن سوري سوري، وهذه الأفكار فقط لبدء مرحلة النقاش الجدي والفعال بين الأطراف.
وأكدت قوى المعارضة المشتركة في اللقاء مع لافروف على تمسكها بالحل السياسي العادل في سوريا الذي يكفل عملية الانتقال السياسي وفق ما جاء في تفاهمات جنيف 2012 والقرار 2118 وبيانات فيينا وميونيخ والقرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2254 لعام 2016، والتأكيد على أن عدم وجود وفد واحد للمعارضة السورية هو أمر لا يساهم إيجابا في تعزيز العملية التفاوضية وتقدمها.
ووجهت قوى المعارضة المشتركة نداء إلى كل طيف من أطياف المعارضة السورية، بما فيهم ممثلو منصات المعارضة المعترف بها في القرار 2254 ، لمتابعة التواصل والحوار الجاد لتشكيل وفد عادل التمثيل ومقبول، دون إقصاء ودون هيمنة طرف على آخر، للتفاوض مع الوفد الحكومي السوري تحت مظلة الأمم المتحدة، وأن التوافق بين كل الأطراف يهدف لإنجاح الجولة القادمة من المفاوضات في جنيف.
وبعيدا عن المحاولات السياسية للتسوية، سيطرت وحدات من الجيش السوري على بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى بريف دمشق، ورفعت العلم السوري فوق منشأة نبع الفيجة المشهور، وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش دخل المنطقة الواقعة في وادي بردى بعد التوصل لاتفاق مع المسلحين الذين يسيطرون عليها يقضي بخروجهم منها.
تقع بلدة عين الفيجة قرب دمشق، وتعتبر استراتيجية نظرا لأنها تحوي نبع الفيجة الذي يغذي معظم أنحاء العاصمة بالمياه الصالحة للشرب، ونقلت وكالة "سانا" عن منسق المصالحات المحلية في منطقة وادي بردى بريف دمشق علي محمد يوسف تأكيده التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج المجموعات المسلحة من بلدة عين الفيجة. وأشار يوسف إلى خروج أفراد المجموعات المسلحة من بلدة عين الفيجة باتجاه قرية دير مقرن.
بينما كشف نشطاء أن الجيش السوري لم يدخل عين الفيجة بعد أو يسيطر على نبع المياه أو محطة الضخ.
وقد شهد وادي بردى الذي تقع فيه عين الفيجة معارك عنيفة، وتسبب قطع إمدادات المياه، من قبل المسلحين الذين سيطروا على النبع، بنقص حاد في مياه الشرب، في دمشق، منذ بداية العام.
فى حين أعلن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم في سوريا أنه قدم مساعدات إنسانية لأكثر من 4 آلاف سوري خلال الـ24 ساعة الماضية، والإشارة إلى إنه قدم خلال الـ24 ساعة الماضية 6 شحنات مساعدات إنسانية، إلى أكثر من 4300 مدني". وأوضح أن سكان أحياء الصاخور-3، والميرديان، والخالدية، والشيخ مقصود، تسلموا 3.8 طن من الخبز و1500 وجبة طعام.
أضاف المركز أن الجنود الروس يعملون على إزالة الألغام والمتفجرات من المباني والشوارع والمراكز الاجتماعية في شرق مدينة حلب، مشيرا إلى أنهم "أبطلوا خلال الـ24 ساعة الماضية الألغام المزروعة في القسم الشرقي من مدينة حلب على مساحة تزيد عن 70 هكتار بالإضافة إلى 58 مبنى، و15 كلم من الشوارع".، كذلك يواصل الأطباء الروس تقديم أنواع مختلفة من المساعدة الطبية لـ 130 شخصا من سكان البلدات الواقعة في محافظة حلب.