بعد اندماج 5 فصائل مسلحة.. تساؤلات حول مستقبل "هيئة تحرير الشام"
السبت 28/يناير/2017 - 09:33 م
طباعة
بينما تستمر أعمال القتال بين حركتي "أحرار الشام" وجبهة "فتح الشام"، النصرة سابقاً، أعلنت عدة فصائل سورية معارضة بينها "جبهة النصرة"، اليوم السبت، الاندماج في تنظيم واحد يحمل اسم "هيئة تحرير الشام" كما ورد في بيان، ودعا البيان بقية فصائل المعارضة للالتحاق بهذا الكيان.
خطوة اتحاد الفصائل المعارضة، جاءت بالتزامن مع انطلاق مباحثات الأستانة، برعاية روسيا وتركيا وإيران، ووسط حديث عن انهزام المعارضة أمام الأسد، خاصة بعد حدوث مواءمات سياسية بين تركيا وروسيا، وتضيق الخناق على قطر والسعودية فلم يعد لتلك الدول القدرة على دعم العناصر المسلحة والجماعات المتطرفة، مما أثر على قدرتها الميدانية.
اللفات أن خطة الاندماج التي تضم خمس كيانات هي، "هيئة تحرير الشام" إلى جانب "النصرة" و"حركة نور الدين الزنكي" و"جيش السنة" و"جبهة أنصار الدين" و"لواء الحق"، حيث أعلن البيان حل تلك الفصائل واندماجها تحت اسم الهيئة، وذكر البيان أن أبو جابر هاشم الشيخ سيكون المسؤول عن هذا التنظيم.
وقبل أيام انضمت بعض الجماعات التي تقاتل ضد "جبهة فتح الشام" تحت مظلة جديدة باسم "أحرار الشام"، غير أن بعض الجماعات الأخرى ما زالت غير منتمية لأي من الجانبين الأمر الذي يبرز الانقسام الشديد في صفوف المعارضة السورية، وقد ذكر البيان أن تشكيل الهيئة الجديدة جاء "نظرا لما تمر به الثورة السورية…من مؤامرات تعصف بها واحتراب داخلي يهدد وجودها وحرصا على جمع الكلمة ورص الصف."
ولا أحد يعلم إن كان الموقعون على بيان الاندماج يمهدون من خطوتهم الانسحاب من مؤتمر الاستانة، خاصة أن حركة أحرار الشام، من أكبر المشاركين في مؤتمر الاستانة.
المشاركون في مؤتمر الاستانة
ويشارك في مؤتمر الاستانة، فصائل، "فيلق الشام" الذي يضم 19 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين 4 آلاف، وينشط في أرياف حلب وإدلب وحماة وحمص، و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، وتضم الحركة نحو 80 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين قرابة 16 ألفاً، وتنشط في أرياف حلب ودمشق ودرعا وإدلب واللاذقية وحماة وحمص، و"جيش الإسلام" ويضم 64 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين 12 ألفاً، وينشط في أرياف حلب ودمشق ودرعا ودير الزور واللاذقية وحماة وحمص.
كما يشارك في المؤتمر "كتائب ثوار الشام"، وتضم 8 كتائب، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين 2500، وتنشط في أرياف حلب وإدلب واللاذقية، و"جيش المجاهدين"، ويضم 13 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين نحو 8 آلاف، وينشط في أرياف حلب وإدلب وحماة، و"جيش إدلب الحر"، ويضم 3 فصائل، و ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين قرابة 6 آلاف، وينشط في ريف إدلب، و"الجبهة الشامية"، وتضم 5 فصائل، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين نحو 3 آلاف، وتنشط في أرياف حلب وإدلب ودمشق.
كانت حركة "أحرار الشام" قد أعلنت النفير العام، لوقف الاقتتال وما سمّته البغي، بعد اشتباكات بين فصائل من المعارضة المسلحة و "جبهة فتح الشام"، ويأتي إعلان "أحرار الشام" بقبول انضمام الفصائل لها، بعد أن أعلنت فصائل مسلحة توحدها لصد هجوم من جانب جبهة فتح الشام.
أسباب قتال "جبهة فتح الشام" حركة "احرار الشام"
وشنت "جبهة فتح الشام" - التي كانت تعرف بجبهة النصرة سابقا وربطتها صلات مع تنظيم القاعدة- هجوما على عدد من فصائل الجيش السوري الحر هذا الأسبوع، متهمة إياها بالتآمر عليها خلال مفاوضات السلام التي جرت في كزاخستان هذا الأسبوع، كما دعت الجبهة الفصائل إلى ما سمتها ورقة عمل تنقذ الساحة يجري الاتفاق بموجبها على إنشاء كيان سني موحد سياسيا وعسكريا يقوم على أسس شرعية، ويمتلك قرار السلم والحرب، على حد وصف بيان لها.
ولم تشارك "جبهة فتح الشام" في مفاوضات أستانا التي رعتها روسيا، بينما قالت الحركة إنها ستساند فصائل الجيش السوري الحر التي شاركت إذا ما توصلت إلى نتائج إيجابية لصالح المعارضة.
اللافت أن حركة أحرار الشام، طرحت خلال الفترة الأخيرة، مبادرة لوقف إطلاق النار، وبحسب ماجاء في بيان لـ"أحرار الشام"، فإن من بنود هذه المبادرة توقيف جميع الحشود العسكرية والاقتتال في جميع المناطق، وأن يتم احتواء جميع مسلحي الفصائل المنضمة مؤخراً للحركة ودمجهم داخل مكونات الحركة بشكل كامل، والقبول بالمبادرة التي طرحها عدد ممن يسموهم "أهل العلم والفضل" والتي تنص على دعوة مسؤولي الفصائل في الشمال السوري إلى اجتماع خلال 48 ساعة يتمخض عنه "قيادة موحدة".
وأكدت الحركة أنه في حال استمرار "جبهة النصرة" في تحشيدها العسكري والهجوم على مقرات "الحركة" في جبل الزاوية وغيرها من المناطق ورفضها للمبادرة المطروحة فإن الحركة ستبدأ بالرد وحماية مسلحيها ومقراتها.