دور خفي لتركيا يسهل دخول الأسد في "عين الفيجة"
السبت 28/يناير/2017 - 10:00 م
طباعة
بدا أن الجانب التركي بات يلعب دوراً في كثير من التسويات داخل سورية بما يخدم نظام الأسد، وذلك بإعاز من روسيا، حيث سهلت تركيا، دخل الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد للمرة الأولى منشأة عين الفيجة، التي تزود العاصمة دمشق بالمياه، التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل معارضة منذ أكثر من أربع سنوات، وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري، إن "الجيش العربي السوري يدخل بلدة عين الفيجة بريف دمشق ويرفع العلم السوري فوق منشأة النبع"، دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.
وتقع عين الفيجة داخل منطقة وادي بردى، التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق، وتضم المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 ديسمبر بصورة تامة عن معظم أحياء العاصمة جراء المعارك بين قوات النظام وفصائل معارضة.
وشهدت منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، منذ 20 ديسمبر 2016، معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المعارضة ومقاتلين من "جبهة فتح الشام" (جفش، جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى، من أجل استعادة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ 2012، وتم التوصل مراراً إلى اتفاق بين الطرفين لكنه لم يترجم واقعاً. واستثنى الرئيس السوري بشار الأسد المنطقة من وقف إطلاق النار المستمر، لذا تم التوصل اليه في 30 ديسمبر بين طرفي النزاع برعاية روسيا وتركيا.
بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس، "إنها المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق الاتفاق"، وأفاد نقلاً عن مصادر في المنطقة بأن مقاتلي الفصائل في وادي بردى بدأوا الانسحاب من منطقة نبع الفيجة "تزامناً" مع دخول عشرات من عناصر الجيش السوري.
ومن المقرر أن يسمح الاتفاق لورش الصيانة بدخول منشأة المياه لإصلاح الأضرار، التي طاولتها جراء المعارك وضخ المياه الى سكان دمشق، وكانت الأمم المتحدة وصفت قطع المياه الصالحة للشرب عن 5.5 ملايين نسمة في المدينة بأنه "جريمة حرب"، وتتهم دمشق الفصائل المعارضة ومقاتلي "جفش" بقطع المياه عن دمشق بعد يومين من اندلاع المعارك، في حين تقول الفصائل، إن قصف قوات النظام أدى إلى تضرر مضخة المياه الرئيسية، نافية أي وجود لجبهة فتح الشام.
وتمكنت سيارات إسعاف تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول منطقة وادي بردى السبت من أجل إجلاء الجرحى، ويسمح الاتفاق لمسلحي الفصائل المقاتلة بتسليم سلاحهم أو بالذهاب إلى مدينة إدلب (شمال غرب) على غرار ما فعل آلاف من مقاتلي الفصائل المعارضة خلال العام الفائت في عدد من المناطق التي بسطت قوات النظام سيطرتها عليها.
إلى ذلك، أكدت الرئاسة السورية، أن "الرئيس بشار الأسد بصحّة ممتازة ويمارس مهامه بشكل طبيعي تماماً"، وأضافت، في بيان، أن هذه الأنباء "مصدرها جهات وصحف معروفة الانتماء والتمويل والتوجّه"، وتقاريرها تأتي "على شكل تحليلات أقرب لأمنيات تجول في مخيّلة من أطلقها فقط، وتتزامن مع تغيّر المعطيات الميدانية والسياسيّة".
كانت أخبار متواترة وردت في الأيام الأخيرة تحدثت عن تعرض الأسد لجلطة، كما تحدثت تقارير عن تعرضه للاغتيال على يد حارسه الشخصي وهو إيراني.