في خدمة إيران.. حزب الله يعطل التقارب بين "شيعة لبنان" والسعودية
الأحد 29/يناير/2017 - 03:10 م
طباعة
فتح تعطيل حزب الله اللبناني، عبر نصحه للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ الأمير قبلان، بعدم حضور لقاء السفير السعودي في بيروت خلال لقاء نظمه للطوائف اللبنانية الاربعاء الماضي 24 يناير الجاري، تساؤلات علي مدى هيمنة الحزب علي القرار الشيعي في لبنان ومنعه لأي تقارب "شيعة لبنان" مع السعودية بما يخدم الوجود الإيراني.
لقاء السفير السعودي:
كشف موقع لبناني، أسباب عدم تلبية المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، دعوة السفير السعودي علي عواض عسيري، إلى لقاء نظمته سفارة المملكة في بيروت، الأربعاء 24 يناير2017، ضمّ جميع رؤساء الطوائف اللبنانية، لافتا إلى دور حزب الله في منع حضور الشيخ عبد الأمير قبلان اللقاء.
وذكر موقع "جنوبية" اللبناني، أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برئاسة الشيخ عبد الأمير قبلان غاب عن لقاء "كلنا لبنان" أقامته السفارة السعودية في منزل السفير في اليرزة لقاء جامعا لرؤساء الطوائف اللبنانية الدينية، ضمن سلسلة نشاطات يقيمها القائم بالأعمال السعودي وليد بخاري، لها طابع فكري وثقافي كما حصل خلال الشهرين المنصرمين عندما عقد لقاء حول اللغة العربية في يومها، وآخر عن الأديب أمين الريحاني.
وأضاف "جنوبية"، غياب رئيس المجلس الشيعي اللبناني عبد الأمير قبلان، عن لقاء السفر السعودي، جاء بعد نصيحة من حزب الله بعدم المشاركة، وذلك لأن حزب الله الذي لا يزال موقفه معاد للسعودية التزاما بالموقف الإيراني في المنطقة، يرفض بحسب بعض المتابعين «تسلل" السفارة السعودية إلى المؤسسة الشيعية في لبنان من خلال الطرق التقليدية.
وأوضح الموقع أن حزب الله اراد أن يوصل رسالة إلى المعنيين بالأمر في السفارة السعودية، أنه لا يمكن أن تكون علاقتكم طبيعية مع المجلس الشيعي أن لم تكن ممتازة مع حزب الله وعليكم أن تقررو.
وذكر "جنوبية" أن الشيخ عبد الأمير قبلان لا يشارك في أي من النشاطات العامة في الآونة الأخيرة لأسباب صحية، ولكن عادة ما يوفد نجله الشيخ أحمد قبلان ممثلا عنه، وهو ما لم يحصل مع الدعوة السعودية.
المجلس الشيعي اللبناني:
وحسب القانون التأسيسي للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، يقع هذا المجلس ضمن مؤسسات الدولة اللبنانية، ويتقاضى رئيسه وبقية العاملين فيه رواتب وتعويضات من الخزينة العامة، ويتوجب أن تُجرى انتخابات المجلس بهيئاته الشرعية والمدنية كل ست سنوات.
ومنذ أن تولى الشيخ عبد الأمير قبلان مهام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على أثر إصابة السيد محمد مهدي شمس الدين، بمرض عضال ودخوله إلى المستشفى في أوائل شهر يوليو من العام 2000 ووفاته عام 2001. ولا المجلس يشابه لا من قريب ولا من بعيد مؤسسات الدولة. فمن يوم تولّي قبلان مهام الرئاسة، يكاد يكون المجلس الشيعي مؤسسة حزبية تابعة للثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل)، لا بل يرى فيه البعض أكثر من ذلك، "مؤسسة لها امتيازات عائلية" يكاد يشغل آل قبلان أهم ومعظم مناصبها.
ولفتت الاوساط المتابعة إلى أن الاستعدادات الجارية لإجراء تعيينات في الهيئة التنفيذية والشرعية بناء على قانون تمديد المجلس الشيعي الأخير الذي اقر في مجلس النواب، فان الشيخ أحمد قبلان يقدم نفسه كمشروع وريث لوالده في المجلس الشيعي، ومع إلغاء الانتخابات أو تمديد مدة المجلس حتى العام 2020 يصبح قرار التعيين رهن اتفاق حركة أمل وحزب الله اللذين يتحكمان عمليا بقرارات المجلس اليوم.
حزب الله وايران:
يري كثيرا من المحللين أن حزب الله أصبح يقف حائلا ومانعا لأي تقارب بين "شيعة لبنان" علي اختلاف مرجعياتهم وتوجهاتهم السياسية، مع السعودية، في محاولة لإبقاء سيطرة الحزب علي البيئة الشيعية، واستمرار أن تكون رهينة لقرار حزب الله الذي هو رهينة بدوره للنظام الإيراني والمرشد الأعلي أيه الله علي خامنئي وفقا لنظرية "ولاية الفقيه" التي تحكم إيران وكل المليشيات والمجموعات الشيعة التابعة لها في الدول العربية.
ويضيف المحللون أن حزب الله اللبناني أصبح أكثر قلقا من عودة السعودية بقوة الي الساحة اللبنانية عقب انتخاب الرئيس اللبناني ميشال عون، والتي كانت أول المملكة العربية السعودية هي اول محطة في زيارة عون الخارجية، ليبرهن علي مدي الدور الكبير الذي تلعبه السعودية في لبنان وخاصة علي المستوري الإقتصادي مما يضع الحزب في موقف ضعيف وحرج علي الساحة اللبنانية مع استمرار سياسية الهجوم من قبل قادة الحزب ضد المملكة الخليجية مجانا دون أي ثمن مدفوع من قبل إيران، ويعد الإقتصاد الكلمة الأولي في ثورة غضب اللبنانيون بشكل عام و"شيعة لبنان" بشكل خاص من سياسية حزب الله المذهبية تجاه السعودية مما يؤثر علي أوضاعهم الاقتصادية مع وجود الألاف من اللبنانيون يعملون في السعودية والخليج، وايضا الاستثمارات السعودية في لبنان بما تعد مواقف حزب ضد الرغبة الشعبية في لبنان.
عدم حضور ممثل عن المجلس الشيعي اللبناني للقائ السفير السعودي في بيروت، مع حضور باقي الطوائف اللبنانية المسيحية والسنية و الدرزية، اجتماع السفير السعودي، يضع شيعة لبنان في موقف محرج، فحضور القاء يبقي الباب مفتوحا بين السعودية وشيعة لبنان، ولكن الخوف الايراني من تسلل السعودية الي البيئة الشيعة يهدد نفوذها في لبنان يؤثر علي مكانة الحزب السياسية والروحية.
ويري المراقبون أن حزب الله لن يستمر طويلا في سياسته ضد السعودية في ظل السياسية الأمريكية الجديدة وارتفاع فواتير الحرب السورية مع وجود الدب الروسي الذي اصبح له الكلمة العليا في سوريا، واستمرار الأوضاع الاقتصادية الايرانية ودخول ايران في صراع الانتخابات الرئاسة وخليفة المرشد الأعلي علي خامنئي الذي يعاني من سرطان البروستاتا، والعقوبات الامريكية والغربية علي حزب الله، يعجل من تغير سياسية حزب الله في البيئة الشيعة اللبنانية مما قد يخفف قبضته علي القرار الشيعي اللبناني، ويغير من معادلة الحضور الايراني في لبنان.