في ظل الحرب ضد "داعش".. مستقبل مسيحي العراق بين الهجرة والبقاء

الإثنين 30/يناير/2017 - 01:33 م
طباعة في ظل الحرب ضد داعش..
 
حالة من القلق يعيشها مسيحي العراق، مع استمرار المعارك بين الجيش العراقي وتنظيم "داعش" الارهابي، واستمرار  خروج العديد من مواطني العراق المسيحيين من بلاد الرافدين في ظل عدم وجود نهاية قريبة للتنظيم واستمرار عمليات القتل والخطف في البلاد وغيب الاستقرار الأمني.

1300 أسرة مسيحية:

1300 أسرة مسيحية:
أعلنت الكنيسة الكلدانية في العراق، أن 1300 أسرة مسيحية مهجرة أبدت رغبتها في العودة إلى مساكنها في محافظة نينوى، فيما دعت الأبرشيات والمسيحيين في الخارج إلى دعم مسيحيي العراق لإعادة إعمار مناطقهم.
وقالت الكنيسة في بيان أنها أجرت "استفتاء لألف و667 عائلة مهجرة من تللسقف وباقوفا وبطنايا في محافظة نينوى حول الرغبة في العودة"، مشيرًا إلى أن "1300 أسرة أبدت رغبتها بالعودة سريعًا إلى منازلها وبدء الحياة الطبيعية والقيام بزراعة أراضيها".
وأضافت أنه "منذ سنتين ونصف هَجَّر تنظيم داعش مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى التي كانوا يعيشون فيها منذ آلاف السنين، واليوم بفضل القوات المسلحة على مختلف صنوفها تم تحريرها، لكن العديد من هذه البيوت دمرت أو أحرقت أو نهبت، وكذلك الكنائس والمؤسسات الخدمية والبنى التحتية، وهؤلاء المسيحيون المهجرون بحاجة إلى إعانتهم على إصلاح بيوتهم وتأثيثها قدر الإمكان، وإعادة الماء والكهرباء إليها".

دعم الكنيسة:

دعم الكنيسة:
وأوضحت الكنيسة أن "على الأبرشيات والمسيحيين في الداخل والخارج دعم إصلاح بيوت اخوتهم وتسهيل عودتهم والمجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وحكومة العراق للمساعدة في عملية الإعمار هذه وتطوير هذه البلدات، وخلق استثمارات لإتاحة فرص عمل لسكانها وتأمين رزقهم، وزرع الأمل في قلوبهم للبقاء في وطنهم والحفاظ على هويتهم وتاريخهم".
وتابعت: أن "نتائج الكشف الأولي الذي قامت به الكنيسة تشير إلى أن نسبة الأضرار في الأقضية والنواحي المسيحية هي أضرار تللسقف كانت التي بلغت 15% وباقوفا التي شملت نهبا وأضرارا في بعض البيوت، وباطنايا التي بلغت 80% أنها بلدة منكوبة، وتلكيف 5% وكرمليس 30%".
وأشارت إلى أن "أهالي هذه البلدات بحاجة لرفع الألغام من حقولهم ليتمكنوا من زراعتها منذ هذا الموسم، كما يحتاجون إلى مشاريع خيرية كمستوصف خيري ومولدات كهرباء للمساعدة على البقاء". من جهته، قال البطريرك لويس ساكو إن "الكنيسة الكلدانية سوف تباشر عملية إصلاح البيوت اعتبارا من الأسبوع المقبل للراغبين بالعودة.

تغيير ديموغرافي

تغيير ديموغرافي
وفي وقت سابق حذر بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الاول ساكو من مخطط اقليمي ـ دولي لتغيير ديموغرافي لإجلاء المسيحيين من العراق ومنطقة الشرق الاوسط وحرمانهم ممارسة دورهم السياسي والثقافي، مشيرا الى ان الواقع المسيحي في العراق مرير مع تنامي التشدد وصعود الاسلام السياسي واتساع ظاهرة الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين من قبل ميليشيات ومافيات، مؤكدا انه سيكون المسيحي الاخير في العراق حتى لو هاجر جميع رعاياه.
وانتقد البطريرك ساكو في حوار له نشر اخيرا وتابعته “الراصد 24 ” عجز الحكومة العراقية عن توفير الحماية للمسيحيين في بغداد ومناطقهم الاخرى، معبرا عن غضبه من تنامي حالات الاستيلاء على املاك المسيحيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من قبل الميليشيات والمافيات المنفلتة من دون اي اجراء امني، مشيرا الى ان الحديث عن التعايش السلمي والمصالحة الوطنية في حاجة الى افعال حقيقية، مشددا على ان معالجة ظاهرة «داعش« تتم من خلال حزمة اجراءات عسكرية وفكرية.

شارك