بعد فرضها عقوبات جديدة على طهران.. قراءة في الدوافع الأمريكية
السبت 04/فبراير/2017 - 08:06 م
طباعة
فيما يبدو تصعيداً جديداً بين الإدارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، أعلن الحرس الثوري الإيراني السبت بدء مناورات عسكرية تشمل اطلاق صواريخ وذلك على خلفية عودة التوتر مع الولايات المتحدة، وأورد موقع الحرس الثوري "سباه نيوز" أن المناورات تهدف إلى اظهار "الاستعداد التام لمواجهة التهديدات بما فيها العقوبات المهينة ضد طهران التي أعلنتها واشنطن الجمعة".
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الجمعة 3 فبراير 2017، فرض عقوبات جديدة على طهران تشمل 12 كيانا و13 فردا، ردا على إجرائها تجربة لصاروخ باليستي، وجاء في بيان الوزارة أن بعض المشمولين بالعقوبات الجديدة ضد طهران، من أفراد وكيانات، موجودون في الإمارات ولبنان والصين، وقالت الوزارة إن العقوبات أظهرت التزام الولايات المتحدة باستخدام مثل تلك الإجراءات ردا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني "وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
وبحسب مراقبين فإن القرار الأميركي يعكس بشكل أو بآخر مدى رغبة الجانب الأميركي مغازلة دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وذلك بعدما رجّح مراقبين أن تنتهج إدارة ترامب خطوات عدائية ض المملكة السعودية، إلا ان القرار الأميركي الأخير يأتي في المقام الأول لإرضاء السعودية، خاصة أن الاتفاق النووي بين إيران ودول الست الكبرى لم يحظر على طهران إجراء تجارب صاروخية بالستية.
اللافت للنظر، وما يُعزز من فرضية أن الجانب الأميركي يسعى من خلال تلك الخطوة تلطيف الأجواء مع المملكة العربية السعودية، أن أميركا ترى أنها خزلت الجانب السعودي في الملف السوري وتركته كلية إلى الدب الروسي الذي يناصر الرئيس السوري بشار الأسد، كما تحدث مراقبون عن أن ترامب رغم تهديده بإلغاء الاتفاق النووي مع طهران، إلا أنه لن يُقبل على تنفيذ تلك الخطوة، كون مؤسسات الدولة الأمريكية خاصة التقارير الصادرة عن جهاز الاستخبارات (CIA) حذرت ترامب من اتخاذ أي إجراءات تجاه ذلك الملف المعقد.
فيما ربطت تقاير متخصصة بين العقوبات الامريكية الجديدة على طهران وبين عدم وفاء الأخيرة بالتزامات غير معلنة مع الأطراف الفاعلة في المنطقة والتي كانت تستهدف في المقام الأول تسوية بشكل أو آخر للأزمات في سورية والعراق واليمن، فضلاً عن رفض واشنطن للدور الإيراني البارز في أفغانستان والتي تتعلق بدعمها لحركة طالبان، والجماعات الشيعية في أفغانستان.
وازدادت المنطقة توتراً وتعقيداً منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، إذ تسود حالة من الترقب الدولي إزاء العديد من الملفات، خاصة أن ترامب أبدى إعجابه المكتوم بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما وعد بإنهاء الصراع في سورية، وأعلن رفضه للاتفاق النووي الإيراني.
الخارجية الإيرانية، اعتبرت في بيان، أن العقوبات الأمريكية لا تتلاءم مع تعهدات الولايات المتحدة وتتناقض مع مضمون ونص القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والخاص بالاتفاق النووي الإيراني. وأفاد البيان بأن "تعزيز قدرات البلاد الصاروخية التي تم تصميمها لأهداف دفاعية وحمل أسلحة متعارف عليها فقط والتي لن تستخدم أبدا سوى في الدفاع المشروع، حق للشعب الإيراني استنادا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وأي تدخل من قبل الآخرين في هذا الشأن يعتبر خرقا للقواعد الدولية النافذة وخارج عن صلاحية أي بلد ومؤسسة"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.
وأضاف البيان أن إيران "ستواجه أي إجراء يستهدف مصالح الشعب الإيراني بشكل ملائم ومماثل وذلك عبر حضور ودعم الشعب الإيراني المتيقظ". وأشار البيان إلى أنه "تم تعليق إصدار تأشيرات لمواطني أمريكا في قالب آلية خاصة وذلك ردا على إجراء الحكومة الأمريكية المعادي للإسلام والحيلولة دون دخول الإيرانيين بشكل مؤقت".
وتابع البيان: "إيران ستقدم على إجراء تقييدات قانونية لعدد من الأشخاص والشركات الأمريكية التي لها دور في إيجاد ومساعدة المجموعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة أو ترتكب الجرائم وتمارس القمع بحق شعب المنطقة الأعزل وذلك ردا على إجراءات الولايات المتحدة وكرد مماثل، حيث سيتم الإعلان عن أسماء هؤلاء الأفراد تباعا".
وفيما يخص المناورة الإيرانية، فإنها ستشمل عدة أنظمة للرادارات والصواريخ المصنوعة محلياً بالإضافة إلى اختبار مراكز للقيادة، وأن الصواريخ التي ستستخدم في المناورات هي للمدى القصير جداً (75 كلم) وان المناورات تجري في محافظة سمنان (شمال شرق)، وأن المناورات تجري على مساحة 35 ألف كيلومتر مربع.
في السياق ذاته، قال قائد بالحرس الثوري الإيراني السبت إن بلاده ستستخدم صواريخها ضد "أعدائها" إن هم هددوا أمنها، ونقلت وكالة تسنيم عن البريغادير جنرال أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوية الفضائية بالحرس الثوري قوله "نعمل ليل نهار لحماية أمن إيران. إذا رأينا هفوة من الأعداء ستسقط صواريخنا بأصواتها المدوية على رؤوسهم"، وفق قوله.