تعرف على رؤية مصر لحل الأزمة الليبية
السبت 04/فبراير/2017 - 10:10 م
طباعة
في الوقت الذي تدعم فيه القاهرة بقوة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وتعول عليه في تحقيق الاستقرار في الدولة المحازية لها من الجهة الغربية، والتي تمتد فيها الحدود بين البلدين لنحو 1500 تتحمل القاهرة وحدها مسؤولية مهام تأمينها، كشفت تقارير متخصصة في الشأن الليبي مُحددات القاهرة لاستمرار تدفق دعمها للجيش الليبي بقيادة حفتر.
وتنفي القاهرة تقديم أي دعم عسكري لحفتر وتقول إنها تحث كل أطراف النزاع الليبي في الوصول إلى حل للأزمة الليبية، لكن تمسك القاهرة بعدم الجلوس مع جماعة الإخوان على أي مائدة للتفاوض ربما يكون هو سبب تعثر المفاوضات بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، المدعوم من جماعة الإخوان.
واتهمت تقارير بعضها استخبارتي مصر ودولة الإمارات بشن طلعات جوية تستهدف معاقل تنظيم (الدولة) المتمركز في بعض المدن الليبية إلا أن الدولتين تنفي تلك الاتهامات، وقد اعترفت مصر في 16 فبراير 2015 بشن طلعات جوية ضد معاقل تنظيم (داعش) في مدينة سرت الليبية، بعدما بث تنظيم (الدولة) فيديو يظهر نحر جماعي لـ21 قبطياً على شاطئمياه المتوسط.
مصادر فرنسية قالت لوكالات انباء دولية، إن مصر تريد حلاً سياسياً للوضع الليبي يكون في مصلحة حفتر، وهذا يعني أن مصر لا ترى أن بإمكان حفتر أن يصل إلى طرابلس بالمدرعات وأن يأخذ السلطة عسكرياً، ورأت هذه المصادر أن القاهرة مثل أوساط بارزة في باريس، تضغط لكي تتم صفقة سياسية تكون لمصلحة حفتر في شكل أساسي ولكن بالشراكة مع سلطة مدنية حقيقية لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وأوضحت المصادر أن تردي العلاقة بين مصر والإسلاميين جعلتها غير قادرة بمفردها على التوصل إلى تسوية سياسية يكون المسيطر فيها حفتر، وهي تراهن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساعدة في ذلك.
ويبدو أن إصرار حفتر الاستئصار بالسلطة عن طريق القوة العسكرية ربما يُعرقل المساعي المصرية، حيث علمت جريدة (الحياة) السعودية، أن السفيرة الفرنسية لدى ليبيا بريجيت كورمي اجتمعت مطولاً بقائد فصيل الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الذي أبلغها أنه ينوي السيطرة على السلطة في أنحاء ليبيا وأنه غير مستعد للحوار مع أحد، وقالت مصادر فرنسية وليبية إن سجالاً دار بين السفيرة التي تتخذ من تونس مقراً لها وهي نصحته بأن يتحاور مع الأطراف وألا يحاول استخدام السلاح لفرض سلطته لأن إذا أراد ذلك سيختلف مع فرنسا وأوروبا وسيفشل. كما أبلغته أن أوساطاً نافذة في فرنسا تعتقد بأنه إذا حاول أخذ السلطة بالسلاح ستكون النتيجة تأجيج المعارك والحرب الأهلية.
وثمة تباين في الرأي حول ليبيا في فرنسا بين الرئاسة والدفاع من جهة والخارجية من جهة أخرى، ومصادر الرئاسة ووزارة الدفاع تعتبر أن ليست هناك مشكلة إذا كان بإمكان أي جهة دفع تسوية سياسية بين السراج ومصراته وحفتر يكون فيها النفوذ الأكبر للأخير، في حين ترى الخارجية أن قوات حفتر ترتكز على السلفيين، وترى الرئاسة ووزارة الدفاع في باريس أنه يجب تسليم الأمن لحفتر لأنه وحده لديه الوسائل لتحقيق ذلك على عكس السراج.
في غضون ذلك، أعلنت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، إنها تتوقع أن يقوم السراج بزيارة موسكو الشهر الجاري، في أحدث مؤشر على رغبة الروس في لعب دور أكبر في ليبيا، وقالت زاخاروفا إن روسيا تسعى للمساعدة في الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وترغب في أن تحل الفصائل المتناحرة خلافاتها عبر المحادثات لا العنف.
كانت روسيا استقبلت حفتر الشهر الماضي على متن إحدى سفنها الحربية، بعد زيارته موسكو العام الماضي، فيما يأتي تجدد الحوار بينه وبين روسيا في وقت تواجه الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس المزيد من الأزمات، كما يرى مسؤولون غربيون الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة سبيلاً لإرساء الاستقرار في ليبيا التي سقطت في هوة القتال والتناحر بين فصائل مسلحة منذ الحرب الأهلية في 2011 التي أطاحت العقيد معمر القذافي.