مع رفع العقوبات عن حكمتيار.. السلام في افغانستان بانتظار حركة طالبان
الأحد 05/فبراير/2017 - 02:19 م
طباعة
أوفت الحكومة الأفغانية بإتفاق السلام الذي جري في نهاية سبتمبر 2016 مع زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار ، مما يفتح باب الأمل أمام اتفاقات أخرى تنهي الحرب الأهلية في البلاد التي بدأت منذ 2001، بطلب حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني من مجلس الأمن الدولي برفع العقوبات التي فرضها بحق أحد قادة الجهاد الأفغاني قلب الدين حكمتيار، مما قد يمهد الطريق لعودته علنا إلى أفغانستان.
رفع اسم حكمتيار:
رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات المفروضة على الأفغاني قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي، مما قد يمهد الطريق لعودته علنا إلى أفغانستان.
وطلبت الحكومة الأفغانية هذا الإجراء ضمن اتفاق سلام مع حكمتيار وجماعته المقاتلة، في سبتمبر.
وبموجب قرار مجلس الأمن، فإن الأصول التابعة لحكمتيار تعد الآن غير مجمدة، كما أن الحظر على سفره وتنقلاته أصبح الآن ملغيا.
وينظر إلى الاتفاق بين الحزب الإسلامي والحكومة الأفغانية، على أنه خطوة رمزية، كما يعد الاتفاق الأول من نوعه، يتم التوصل إليه بين الأطراف الأفغانية، دون تدخل الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي.
ورفع اسم حكمتيار من قائمة الأفراد المفروضة عليهم عقوبات لصلاتهم بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش من الجماعات المتطرف ينهي تجميدا فرضته الأمم المتحدة على أرصدته وممتلكاته وحظرا للسفر والسلاح صدر بحقه.
ومكان حكمتيار غير معروف منذ وقع اتفاق السلام مع الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني في سبتمبر عبر تسجيل فيديو مسجل مسبقا في موقع لم يُعلن عنه.
وكان حكمتيار من أهم القادة الأفغان، الذين قادوا الحرب ضد الغزو السوفيتي في الثمانينيات، لكنه اتهم لاحقا بقصف المدنيين في الصراع الداخلي في أفغانستان.
وشغل حكمتيار أيضا منصب رئيس الوزراء في الحكومة الأفغانية، كما يعد الحزب الإسلامي الذي يقوده حكمتيار، ثاني أكبر حزب في البلاد.
واضطر الزعيم الأفغاني للخروج من البلاد في عام 1996، بعد سيطرة طالبان على الحكم، ووضع في عام 2003 على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة. ووضع حكمتيار على قائمة العقوبات الدولية بقرار من مجلس الأمن عام 2015.
للمزيد عن حكمتيار اضغط هنا ..
اتفاق سلام:
وكان الرئيس الأفعاني أشرف غني، ورئيس الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، وقعا في 29 سبتمبر 2017 اتفاق سلام بين الطرفين.
ونص على إخراج اسم "حكمتيار"، زعيم الحزب، وأعضائه من اللائحة السوداء الدولية، إلى جانب إنشاء ثكنة خاصة بهم في كابول، ليتمكنوا من الإقامة بها بأمان، وإمكانية استفادتهم من الدعم الحكومي، وإطلاق سراح أعضاء الحزب من السجون الأفغانية.
كما نص الاتفاق أيضًا على عدم خضوع حكمتيار لأي محاكمات سياسية أو عسكرية تتعلق بما قام به في الماضي.
وتأمل السلطات أن تحذو الجماعات المسلحة لا سيما حركة طالبان حذو الحزب الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار السياسي المخضرم، وأحد أبرز قادة أحزاب المجاهدين ضد الاجتياح السوفيتي لأفغانستان في حقبة ثمانينيات القرن الماضي، وفي نفس الوقت يوفر الاتفاق لذلك الحزب وقيادته أرضية خصبة للملمة صفوفه وإعادة ترتيب أولوياته على أسس جديدة.
ويقول الرئيس الأفغاني أشرف غاني: "الآن هذا هو الوقت لحركة طالبان ولأحزاب معارضة أخرى لتقرر إن كانت تريد الاستمرار في الحرب، أو المشاركة في محادثات سلام".
أما قلب الدين حكمتيار فقال: "الاستمرار في الحرب لا يصب في مصلحة الأفغان، لكنه يصب في صالح الأعداء الداخليين والخارجيين لأفغانستان".
وسيمنح حكمتيار الحصانة من الملاحقة القضائية لاتهامه بارتكاب مجازر من قبل منظمات حقوقية مقابل اعترافه بالدستور ونبذ العنف.
وكانت الولايات المتحدة رحبت في وقت سابق بالاتفاق مع الحزب الإسلامي، الذي قالت إنها تأمل في أن يساعد توقيع اتفاق نهائي في إنهاء العنف في أفغانستان.
وقوبل الاتفاق بانتقادات من بعض الأفغان وجماعات حقوق الإنسان بسبب العفو الذي يمنحه لحكمتيار وكثير من مقاتليه.
ولا يلعب حكمتيار دورا كبيرا في الصراع الحالي في أفغانستان، إلا أنه كان شخصية رئيسية خلال الحرب الأهلية في التسعينيات وانهالت عليه اتهامات بإطلاق صورايخ عشوائيا على العاصمة كابل وارتكاب انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
المشهد الأفغاني:
تنفيذ الاتفاق بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي ورفع العقوبات الدولية عن احد وامراء الحرب في أفغانستان، يمثل نجاحًا لحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورسالة إلى الجماعات المتمردة وفي مقدمتها حركة طالبان على المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق السلام، وإنهاء الحرب الدائرة منذ 2001، فهل ستنجح حكوم أشرف غني في إنهاء الصراع في أفغانستان، أم ستستمر حركة طالبان في معاركها ضد الحكومة الأفغانية؟ وهل ستصل رسالة اتفاق السلام بين الحزب الإسلامي والحكومة الأفغانية لحركة "طالبان" أم أن للأخيرة رأي آخر؟