الجيش السوري والأكراد يحاصران "داعش"..وجولة مفاوضات جديدة غدا
الأحد 05/فبراير/2017 - 05:59 م
طباعة
تتواصل المعارك فى سوريا وسط تصعيد الجيش السوري من عملياته لملاحقة تنظيم داعش والجماعات الارهابية، حيث بدأ الجيش السوري والوحدات الكردية المدعومة من واشنطن بالتنسيق في محاربة "داعش".، بعد أن اتفقت الحكومة السورية مع الكرد على القيام بعمليات مشتركة في دير الزور.
من جانبها هاجمت "قوات سوريا الديمقراطية" المداخل الشمالية للمدينة واستولت على بعض المواقع، وهو ما يعنى أن "داعش" سيضطر إلى توجيه قسم من مسلحيه لمواجهة هذه القوات؛ ما سيخفف الضغط عن القوات الحكومية السورية بعض الشيء، والسماح لها باستعادة السيطرة على الممر الرابط بين المطار ومقر اللواء 137.
وكثفت "قوات سوريا الديمقراطية" نشاطها في شمال دير الزور بطلب من القيادة العسكرية السورية. وتمكنت هذه القوات، المدعومة بطيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من الاستيلاء على عدد من مواقع "داعش"، وشكلت بذلك تهديدا مباشرا للتنظيم شمال المدينة، أما داخل المدينة، فقد هدأ الوضع بعض الشيء وتحولت المعارك إلى مناوشات هنا وهناك، حيث لم يعد التنظيم يمتلك القوة الكافية لشن هجمات مستمرة على مواقع القوات الحكومية السورية. ومن جانب آخر لم تتمكن القوات الحكومية من استعادة السيطرة على الممر الواصل بين الجيبين، على الرغم من النجاح الذي حققه لواء الحرس الجمهوري 104 المحمول في منطقة المقبرة ومحطة توليد الكهرباء.
ويري مراقبون إن الوضع في دير الزور يميل استراتيجيا إلى مصلحة "داعش"، لذلك، فإن من المهم جدا للجيش السوري وبالسرعة الممكنة استعادة سيطرته على مواقع منطقة القاعدة الجوية، وهنا يمكن أن يقدم الكرد المساعدة اللازمة؛ حيث تشير وسائل الإعلام المحلية إلى عدم وجود مواقع محصنة للإرهابيين في شمال دير الزور. أي أن خطوطهم الخلفية مكشوفة، لذلك فإن تقدم الوحدات الكردية سوف يجبر "داعش" على نقل قسم من مسلحيه، الذين يدافعون عن الممر الرابط بين القاعدة والمطار، إلى الشمال لمواجهة الكرد.
ويري محللون أن تكثيف التنسيق بين الحكومة السورية والكرد سوف يسرع في إلحاق الهزيمة بـ "داعش".
وفى سياق متصل كشفت وكالة "سبوتنيك" بأن الجانب الروسي تمكن في شهر يناير الماضي من تنظيم لقاء بين الكرد والحكومة السورية حول بناء الدولة السورية وآفاق الفدرلة. كما تم خلال هذه اللقاء مناقشة مسائل تتعلق بالتنسيق في عملية محاربة "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى.
من جانبه قال سيمون بجداساروف مدير مركز دراسة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إن "دمشق بدأت في الفترة الأخيرة تستعرض تعاطفها مع الكرد، إذ لا بد للجانبين من أجل البقاء وبلوغ الأهداف المنشودة من التعاون فيما بينهما"، منوها
أنهما يتعاونان ليس فقط في دير الزور، بل وفي مناطق حلب ومدينة الباب. ويمكنهما الاتفاق بشأن إكمال طوق الحصار المفروض على الباب.
أكد أنه بالنظر إلى الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين في منطقة الحسكة خلال الأزمة السورية، فإن الجانب الروسي يبذل جهودا كبيرة من أجل استمرار الحوار بين الجانبين وتقريب مواقفهما المتعارضة. ويبدو أن هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها.
في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للجيش السوري ضد تنظيم "داعش" في مناطق، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في محيط دمشق، إضافة إلى ذلك اندلعت عمليات قصف من قبل بعض الفصائل المسلحة على الجيس السوري في ريف حماة.
وفي تدمر ومحيطها تواصلت المعارك العنيفة في البادية الغربية للمدينة بين وحدات من الجيش وتنظيم "داعش"، ووفقا لمصادر إعلامية فقد تمكنت خلالها القوات السورية من التقدم في محيط الحقول النفطية والسيطرة على شركة حيان النفطية بعد تمكنها خلال الأيام الماضية من التقدم في منطقة الكتيبة المهجورة وتثبيت سيطرتها فيها، إضافة الى تقدمها على عدة محاور على خط الاشتباكات الممتد من تلال التياس القريبة من مطار التيفور العسكري وصولا إلى منطقة قصر الحير الغربي.
وكشفت التقارير أن الاشتباكات تترافق مع قصف مكثف من قبل الجيش السوري على مواقع "داعش" إضافة إلى تنفيذ سلاح الجو غارات مكثفة على مواقع التنظيم ومناطق سيطرته في ريف حمص الشرقي أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر التنظيم.
كما استهدفت وحدة من الجيش السوري مواقع التنظيم في دير الزور، وقال مصدر عسكري سوري إن وحدة من الجيش دمرت بصاروخ موجه آلية مزودة برشاش ثقيل لإرهابيي "داعش" وأوقعت عددا من القتلى بين صفوفهم قرب منطقة المكبات جنوب مدينة دير الزور.
واستمرت الاشتباكات في محيط مطار السين العسكري بأطراف القلمون الشرقي ومحاور أخرى على طريق دمشق – التنف، بين تنظيم داعش ووحدات من الجيش السوري وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، في حين استهدف مسلحون خط الغاز المغذي لمحطة توليد الطاقة الكهربائية في الناصرية والتي تغذي المنطقة الجنوبية من سوريا، الأمر الذي تسبب في توقفها عن العمل بشكل مؤقت وانقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المناطق.
كما اندلعت اشتباكات متقطعة في محور المحمدية بغوطة دمشق الشرقية بين الفصائل المسلحة ووحدة من الجيش السوري دون أنباء عن خسائر في صفوف الجانبين ، أما في محافظة حماة فقد استهدفت المسلحون بعدة قذائف أماكن في بلدة سلحب، الخاضعة لسيطرة الدولة السورية، في الريف الغربي لمدينة حماة دون أنباء عن وقوع ضحايا ، وكانت البلدة تعرضت أمس السبت لقصف من الفصائل المسلحة ما تسبب بمقتل مواطنة وسقوط عدد من الجرحى.
وعلى صعيد الحلول السياسية، أعلنت كازاخستان عن بدء توافد ممثلي الدول المشاركة في اجتماعات أستانا حول سوريا المزمعة غدا، دون الإشارة إلى هوية الوفود التي وصلت حتى الآن.
وذكر أنور جيناكوف، رئيس الدائرة الصحفية لدى وزارة الخارجية الكازاخستانية، أنه من المنتظر في أستانا اجتماع أعضاء فريق العمل المشترك الذي يضم ممثلين عن رعاة وقف إطلاق النار الثلاثة في سوريا، والمعلن في الـ29 من ديسمبر الماضي.
وسبق لوزارة الخارجية الكازاخستانية وأعلنت عن التحضير لمباحثات روسية تركية إيرانية في أستانا في الـ6 من الشهر الجاري، للوقوف على سبل تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا.
يشار إلى أن جولة أستانا الأولى من مفاوضات السوريين والتي عقدت مؤخرا، كانت قد أكدت على ضرورة صمود وقف إطلاق النار في سوريا، ومهدت لمفاوضات لاحقة تلتئم برعاية أممية في جنيف، في الثامن من فبراير الجاري، إلا أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أعلن إرجاء اجتماع جنيف هذا حتى الـ20 من نفس الشهر بما يخدم تعزيز وقف إطلاق النار، ومنح المعارضة السورية المزيد من الوقت لحشد جبهة موحدة تمثلها إلى المفاوضات مع الحكومة.
تعود مبادرة أستانا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حظيت بدعم وترحيب الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان والكازاخستاني، نورسلطان نزاربايف وخلصت إلى الإعلان عن مفاوضات سورية سورية برعاية روسية تركية إيرانية تسبق العودة إلى مفاوضات جنيف ومقرراتها للتسوية في سوريا.