استثناء الامارات من جولة اردوغان الخليجية تزيد من التوتر بين البلدين

الأربعاء 15/فبراير/2017 - 10:20 م
طباعة استثناء الامارات
 
اردوغان
اردوغان
رصد مراقبون انزعاج دولة الإمارات من استثنائها من جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجية،  وأن الإمارات هي الأكبر امتعاضًا من جولة أردوغان الخليجية، وبرز ذلك من الاعلامى الاماراتى  حمد المزورعي أن استثناء أردوغان الإمارات وسلطنة عمان من جولته لعلمه كل العلم أن سياستهما لا تتفق مع حزب العدالة والتنمية"، مضيفًا: "أعتقد أن الخليج لا يلدغ من أردوغان مرتين".
فى حين كتب الفريق "ضاحي خلفان"، نائب رئيس شرطة دبي، قبل الزيارة قائلًا: "أردوغان حشد المعارضة ضد الأسد، ونفخ فيهم، وجمعهم وجيشهم ضده، والآن نفض يده منهم وقدمهم قرابين لقوات النظام".، وذهب "خلفان" إلى ما هو أبعد من ذلك عندما اتهم الرئيس التركي في تغريدة أخرى بأنه ذبح المعارضة، وشارك بفاعلية في تهجير الشعب السوري وتدمير سوريا، بحسب تعبيره.
كان الكاتب التركي المعروف "إسماعيل ياشا" قد قال في وقت سابق، إن سبب استثناء الإمارات من زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يعود لمعاداة تركيا وتجربة الإسلام السياسي في الحكم، موضحا  أن  الإمارات حتى الآن ترفض التراجع عن هذا العداء، ولا تريد الخروج من المشهد وكأنها منهزمة، على الرغم من حدوث اجتماعات بين عدد من المسؤولين في الجانبين، وتوقيع العديد من الاتفاقيات والتفاهمات.
اردوغان فى السعودية
اردوغان فى السعودية
أشار إلى أن تركيا لم تبادر لمعاداة الإمارات، بل ما حصل هو العكس، لافتًا إلى تدخلات الإمارات في المصالح التركية بعدد من المناطق، منها ليبيا، ودفع "حفتر" لإطلاق تهديدات ضد الطائرات التركية بإسقاطها وإغلاق السفارة التركية في ليبيا.
ويري محللون أن استثناء الإمارات من الجولة الخليجية التي يقوم بها إردوغان حاليا العنوان الأبرز لهذه الجولة، خاصة وأن العلاقات التركية الإماراتية تشهد توترا منذ الإطاحة بمحمد مرسي ، لكن الاتصالات الأخيرة التي جرت بين أبو ظبي وأنقرة وعقد الاجتماع الوزاري للجنة الاقتصادية المشتركة التاسعة بين  البلدين برئاسة وزير الاقتصاد الإماراتي ونائب رئيس الوزراء التركي أوحت بان العلاقات الثنائية في طريقها إلى التحسن، خاصة أن نهاية العام الماضي شهدت زيارات مبتادلة بين وزيري الخارجية التركي والإماراتي. 
وبحسب مراقبين فإن اردوغان اختار زيارة البلدان الخليجية التي تجمعه بها علاقات جيدة فقط، مستثنيا الإمارات وسلطنة عمان والكويت. 
وربط الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري عطوان بين عدم زيارة إردوغان لكل من الكويت وعمان والزيارة التي يجريها الرئيس الإيراني حسن روحاني لهذين البلدين، مضيفا بقوله "إردوغان تحدث بلهجة عدائية عن إيران من البحرين في الوقت الذي يزور فيه روحاني دولتين خليجيتين هما الكويت وعمان تربطهما بإيران علاقات جيدة لأسباب مختلفة، وهذا يظهر بشكل أوضح تزايد التنافس التركي الإيراني في المنطقة".
أكد عطوان أن تركيا تسعى حاليا لتزعم المحور السني الذي ينوي الرئيس الأمريكي ترامب دععه مستقبلا، وتسعى تركيا من أجل ذلك إلى تعويض  مكان مصر التي كانت تتزعمه قبل وصول السيسي إلى السلطة.
شدد عطوان على أن الخلاف الأساسي حول الإخوان مازال مهيمنا على العلاقات بين البلدين، مضيفا "جماعة الإخوان المسلمين موضوع مقدس بالنسبة لأنقرة وخصوصا إردوغان لدرجة أنه يقيم علاقاته مع دول المنطقة حسب موقفها من الجماعة فالأخيرة تدعم التوجهات التركية في المنطقة، والاشارة إلى دعم تركيا لعدد من المعارضين الإماراتيين والمقربين أيضا من جماعة الإخوان المسلمين، فقد كان يتردد هؤلاء على أنقرة وهذا أثار استياء الإماراتيين، يضاف إلى ذلك أن الأزمة السورية ليست موضوع توافق بين البلدين كما هو الحال بين تركيا وكل من قطر والسعودية، فالموقف الإماراتي من الأزمة أقرب إلى الحياد منه إلى موقف الأتراك بحسب المحلل السياسي.
في حين قال نمر سليمان، رئيس الملتقى الخليجي للدراسات والتحليل السياسي في أن الإمارات لم تخف تعاطفها مع الانقلاب الفاشل لكنها سرعان ما حاولت فيما بعد تدراك موقفها وفي هذا الإطار جاءت الزيارات المتبادلة نهاية العام الماضي وعقد الاجتماع الوزاري للجنة الاقتصادية المشتركة التاسعة بين  البلدين".
اردوغان وملك البحرين
اردوغان وملك البحرين
ويري محللون أن الإمارات المنتقد الأول لتركيا في الشرق الأوسط، وتري الامارات أن دعم تركيا للحركات الإسلامية يشكل تهديدا لها ولأمنها، فى الوقت الذى لا تزال فيه مواقف البلدين على حالها فيما يتعلق ببعض قضايا المنطقة، يمكن ملاحظة تقارب كبير في وجهات نظر البلدين، تجاه قضايا أخرى، فسياسياً تدعم تركيا التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وتشارك فيه الإمارات لدعم الشرعية في اليمن، وتتطابق وجهات نظرها مع دول الخليج، فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
كما تعد مكافحة الإرهاب تحدياً بارزاً أمام البلدين، وتؤمن الدولتان بأهمية تعزيز تعاونهما من أجل مواجهة التحديات المشتركة، وخاصة تحدي الإرهاب، وبذل مزيد من الجهود لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
وشهدت العلاقات بين البلدين، على مدار الـ 10 شهور الماضية، 8 محطات بارزة، أعادت الدفء إلى العلاقات الثنائية بين أنقرة وأبوظبي، ففي 25 أبريل الماضي، قام وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بزيارة للإمارات، التقى خلالها إلى جانب نظيره الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، كلاً من محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.
وبعد شهرين من زيارة جاويش أوغلو، أعادت أبوظبي سفيرها لتركيا، وقدم "خليفة شاهين المرر"، في 14 يونيو الماضي، أوراق اعتماده للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما سلمت الإمارات في 26 يوليو الماضي، قائد القوات التركية في أفغانستان، اللواء جاهد باقر، إلى سلطات بلاده، برفقة ضابط آخر، بعد محاولتهما الفرار إلى مدينة دبي، قادمين من العاصمة الأفغانية كابول.
بموازاة الموقف الرسمي الداعم لتركيا في مواجهة الانقلاب الفاشل، واصلت الشركات الإماراتية استثماراتها في السوق التركية، في السياق ذاته تستثمر "مجموعة أبراج كابيتال" الإماراتية، التي تدير أصولاً قيمتها 9 مليارات دولار وتمتلك مكتباً في إسطنبول، نحو 900 مليون دولار منذ عام 2007 في السوق التركية، وفقاً لبيان سابق للمجموعة، كذلك افتتحت شركة موانئ دبي العالمية في مايو الماضي رسمياً، محطة "موانئ دبي العالمية- ياريمشا"، التي تعد واحدة من أكبر المحطات البحرية في تركيا. وتبلغ الطاقة الاستيعابية 1.3 مليون حاوية نمطية، وتمتد على مساحة 460 ألف متر مربع، ما يعزز ربط تركيا بكل من أوروبا وآسيا، وتمكين التجارة في خليج "إزميت"، أحد أهم مناطقها الصناعية.

شارك