استعادة غرب الموصل.. بين تقدم القوات العراقية وتقهقر "داعش"
الثلاثاء 21/فبراير/2017 - 05:45 م
طباعة
مع صعوبة المعركة بين القوات العراقية في مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش" لتحرير غرب الموصل، أعلن بعيد ساعات قليلة على انطلاق قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، نجاح الفرقة التاسعة بتحرير 6 قرى في الساحل الأيمن للمدينة.
وقال يار الله في بيان أمس الأثنين 20 فبراير 2017 إن قطعات الشرطة الاتحادية حررت قرية عذبة على طريق الموصل - بغداد وقرية اللزاكة على الطريق القديم حمام العليل -الموصل، وسيطرت على محطة الكهرباء الرئيسية في لزاكة، ورفعت العلم العراقي فوق المباني" عند الأطراف الجنوبية لثاني مدن العراق وآخر معاقل داعش في البلد.
وفي بيان أخر أكد يار الله أن "قوات الشرطة الاتحادية، حررت قرى الكافور و الجماسة وقرية البجواري".
في حين أضاف الفريق رائد جودت أنه تم تحرير كنيطرة أيضاً، وبهذا تصبح القرى المستعادة كالتالي: "العذبة واللزاكة و البوجواري والجماسة و كنيطرة والكافور" جنوبي الموصل.
وتعتبر عذبة ولزاكة آخر بلدتين قبل مطار الموصل الذي لا يزال في قبضة المتطرفين، ويقع المطار والقاعدة العسكرية الملاصقة له عند الأطراف الغربية للموصل، على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يعبر المدينة.
وسبق أن أعلن الأحد الماضي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، وفق بيان المكتب الإعلامي.
وقال البيان: نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات قادمون يا نينوى لتحرير الجانب الأيمن من الموصل، مضيفًا: تنطلق قواتنا لتحرير المواطنين من إرهاب داعش لأن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض.
وفي 24 يناير الماضي أعلن العبادي أن قواته استعادت شرق الموصل من تنظيم داعش، وأن المعركة تنتقل إلى الجانب الغربي من المدينة.
وفي 17 أكتوبر الماضي، انطلقت معركة تحرير مدينة الموصل من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة جيش الإقليم الكردي وقوات الحشد الشعبي فصائل شيعية مسلحة وبإسناد من التحالف الدولي، وبعد معارك شرسة تمكنت القوات من استعادة الجانب الأيسر شرق المدينة.
الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية في العراق، أعلن اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2017، أن مدفعية الشرطة بدأت قصف مقار تنظيم داعش في مطار الموصل، في إطار عملية تحرير الساحل الأيمن من المدينة 400 كلم شمال بغداد.
وقال في تصريح صحافي إن مدفعية الشرطة الاتحادية تقصف مقار التنظيم في مطار الموصل وحي الطيران تمهيدا لاقتحامهما".
وحظيت عملية تحرير غرب الموصل بدعم وزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس الذي قام بأول زيارة لبغداد منذ توليه مهماته في ادارة ترامب.
وبعد استعادة نحو 15 بلدة، وصلت قوات الشرطة الاتحادية إلى حاجز العقرب على طريق سريع يؤدي إلى جنوب الموصل.
وقال مسؤول أمريكي في الاستخبارات انه "لم يبق سوى الفي جهادي" في القسم الغربي من المدينة. وكان عددهم يقدر ما بين خمسة إلى سبعة آلاف قبل بدء الهجوم الواسع النطاق في 17 اكتوبر لاستعادة آخر أكبر معقل للتنظيم المتطرف في العراق.
كذلك، ضمنت القوات العراقية الاثنين امن منطقة استراتيجية على التلال المطلة على مطار الموصل.
وتقدمت وحدات الحشد الشعبي للوصول إلى الطريق الرابط بين الموصل وتل عفر المدينة التي لا تزال تحت سيطرة داعش. وبات الطوق شديد الاحكام على الجهاديين الذين يدافعون عن القسم الغربي من الموصل.
وفي نهاية يناير أعلن عن تحرير القسم الشرقي من المدينة "بشكل تام" بعد ثلاثة اشهر على بدء معركة الموصل.
وبدأت القوات العراقية في 17 أكتوبر الماضي ، عملية واسعة بمشاركة عشرات الالاف من القوات الامنية بدعم جوي وبري من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في 24 يناير، "تحرير كامل" الجانب الشرقي من الموصل. واستغرقت العملية اكثر من شهرين، وشاركت فيها قوات عدة أبرزها قوات مكافحة الإرهاب.
وبعد فترة توقف للعمليات، أصبحت القوات الأمنية أمام خطوة حاسمة وصعبة متمثلة باستعادة الجانب الغربي من الموصل حيث البلدة القديمة والشوارع الضيقة.
ووفق تقارير لوكالات عالمية فقد قال باتريك سكنر من مجموعة "صوفات" للاستشارات الاستخبارية إن المعركة في غرب الموصل "قد تكون أكثر صعوبة، مع معارك من منزل إلى آخر أكثر دموية وعلى نطاق أوسع".
وستشكل الشوارع الضيقة للمدينة القديمة عائقا لمرور الآليات العسكرية التي تستخدمها القوات الأمنية، ما سيدفعها لخوض حرب شوارع.
ويرى محللون أن الجهاديين قد يحظون في هذه المنطقة بدعم أكبر من السكان، وغالبيتهم من السنة.
وأوضحت إيميلي اناغنوستوس من معهد دراسات الحرب إن "تنظيم الدولة الاسلامية قد يبدي مقاومة أكبر في هذه المنطقة وسيكون من الأصعب، ولو أنه في غاية الأهمية، تطهير الموصل تماما من الشبكات (الجهادية) بعد استعادتها".
ولا يزال الجهاديون ينفذون هجمات في المناطق التي استعادتها القوات العراقية، ما يعكس الصعوبة التي تواجهها القوات في رصد أي جهاديين قد يكونون اختلطوا بالسكان المدنيين.
ويتعرض الجهاديون حاليا لحصار شبه كامل في المدينة، إذ أن خطوط إمدادهم مع سوريا من الغرب قطعت من قبل قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران.
وكان أثنى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على دور جميع القوات المشاركة في معركة الموصل ومن ضمنها الفصائل العراقية.
وأكد قائد التحالف الجنرال ستيفن تاونسند في بيان أن "التحالف بكامله يرحب ويدعو الله أن يحمي الجنود الشجعان والشرطيين وميليشيات العراق الذين يقاتلون اليوم من أجل تحرير بلادهم وجعل المنطقة والعالم أكثر أمنا.
تاونسند أشار إلى انها ستبقى في العراق بعد معركة الموصل، وصرح في ختام زيارة ماتيس "لا اتوقع ان تطلب منا الحكومة العراقية الرحيل فورا بعد معركة الموصل". واضاف "اعتقد ان السلطات العراقية تدرك بانها معركة في غاية التعقيد وانها ستحتاج إلى دعم التحالف حتى بعد المعركة.
وكان ترامب أكد مرارا أنه كان على واشنطن الاستيلاء على النفط العراقي قبل أن تسحب قواتها من هذا البلد العام 2011، وذلك لتمويل جهود الحرب ولحرمان الجهاديين من مصدر حيوي لتمويلهم.
وأعلن العراق الأحد الماضي ارتفاع معدل احتياطي البلاد من النفط إلى 153 مليار برميل، ليملك بذلك خامس أكبر احتياطي في العالم بعد فنزويلا والسعودية وكندا وإيران.
ويري محللون أن معركة الجانب الغربي للموصل ستكون من أصعب المعارك التي خاضتها القوات العراقية منذ انطلاق المعركة في أكتوبر الماضي، حيث أن الكثافة السكانية أكبر بكثير من الجانب الشرقي، وهذا سيكلف القوات العراقية مجهود أكبر للحفاظ علي سلامة أهالي المدينة.
ويقاوم مسلحو تنظيم داعش بشراسة للدفاع عن آخر معاقلهم في شمال العراق، وتمكن التنظيم عبر هجوم شرس في يونيو 2014، من السيطرة على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق.
وتشكل استعادة مدينة الموصل ضربة قاسية لتنظيم داعش الإرهابي التي أعلن منها أبو بكر البغدادي إقامة دولة الخلافة في يونيو 2014 وباتت مساحاتها تتقلص منذ عامين مع تقدم القوات العراقية.