عمليات قوات "قسد" الكردية تشعل الملاسنات بين واشنطن وموسكو فى سوريا

الخميس 02/مارس/2017 - 11:56 ص
طباعة  عمليات قوات قسد
 
 يبدو أن طبيعة العمليات التى تقوم  قوات سوريا الديمقراطية  المعروفة اختصارا باسم "قسد" سوف تشعل الصراع والملاسنات بين واشنطن وموسكو فى سوريا فقد اتهم قائد القوات الأمريكية التي تحارب تنظيم "داعش" في العراق وسوريا "ستيفن تاونسند" روسيا ونظام الأسد بقصف بقصف ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" والتي تدعمها الولايات المتحدة في شمال سوريا.

 عمليات قوات قسد
وقال الجنرال "تاونسند" في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من بغداد  إن "طائرات روسية وسورية قصفت مواقع يسيطر عليها تحالف عربي سوري مدعوم من الولايات المتحدة قرب بلدة الباب ، مما أدى لسقوط قتلى"، وذلك في إشارة إلى ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية عمودها الفقري لكن في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية، شن الطائرات الروسية ونطام الأسد ضربات على مواقع ميليشيا "سوريا الديمقراطية" وأعربت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها عن "الأمل في  استمرار التعاون بين سلاحي الجو الروسي والأمريكي لمكافحة تنظيم الدولة في سوريا".
من جانب آخر، أكد الجنرال الأمريكي أن "المقاتلين الأكراد سيشاركون في عملية السيطرة على الرقة، كاشفاً عن مناقشات جارية بين واشنطن وأنقرة بخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه الأخيرة في هذه العملية" كما أبدت تركيا في عدة مناسبات استعدادها للمشاركة في معركة الرقة، لكنها شددت على عدم المشاركة بالعملية في حال اشراك واشنطن الميليشيات الكردية في المعركة.
 إلى ذلك، استبعد الجنرال نشر الولايات المتحدة أعداداً إضافية كبيرة من قوات التحالف لمحاربة تنظيم "الدولة"، لكن أوضح انه "في حال جلب قوات إضافية فسنرتب ذلك مع شركائنا المحليين هنا في العراق وفي سوريا لضمان تفهمهم لأسباب قيامنا بذلك وللحصول على دعمهم" كما  أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تدرس عدة خيارات من بينها نشر قوات قتالية دورية في سوريا لأول مرة خلال الحملة ضد "الدولة"، وذلك بعد تلقيها أوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعداد خطة هجومية لمحاربة التنظيم في سوريا والعراق.
وحول المناطق الآمنة، نفى تاونسند "تلقي القوات الأمريكية في العراق وسوريا أي تعليمات من واشنطن بشأن إقامة مناطق آمنة"  وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية جوزيف فوتيل قد أكد يوم الثلاثاء، أن إنشاء مناطق آمنة في سوريا، فكرة "قابلة للحياة" في مناطق معينة.
وكانت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل "وحدات الحماية" الكردية عمودها الفقري  والتي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، قد أطلقت أطلقت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"(قسد)، ، يوم  الجمعة 25-2-2017م عملية عسكرية جديدة في محافظة دير الزور، بينما واصلت الميليشيا سيطرتها على المناطق العربية في ريف الرقة، لطرد تنظيم "داعش " وذكرت "قسد" في بيان لها أن حملة "غضب الفرات" أطلقت "المحور الرابع" من المرحلة الثالثة والذي يهدف لعزل محافظة الرقة عن دير الزور.

 عمليات قوات قسد
وأشار البيان إلى أن ميليشيا "قسد" سيطرت على ثلاث مزارع وتوغلت مسافة سبعة كم داخل الريف الشمالي الشرقي لدير الزور، بعد معارك مع تنظيم "الدولة"، كما سيطرت على قرية "جزرة الميلاج" العربية الواقعة على ضفة نهر الفرات في الريف الشمالي الغربي، وتقدمت باتجاه قرية "جزرة البوحميد" وبموازاة ذلك، سيطرت ميليشيا "قسد"، أمس الجمعة، على قرى "بطيمان وبير حمدان وسكر وبردان الغربي وفنان الشرقي وتيوس وتل زهماق " في ريف الرقة الشرقي، وذلك بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة".
يأتي ذلك، ضمن المرحلة الثالثة من حملة "غضب الفرات" التي أطلقتها ميليشيا "قسد" مؤخراً، بدعم جوي وبري من قوات التحالف الدولي يشار أن صحيفة "إيزفيستيا" الروسية روجت قبل أسبوعين لعملية عسكرية مشتركة بين قوات الأسد وميليشيا "وحدات الحماية" الكردية YPG في دير الزور، بحجة طرد تنظيم داعش من المحافظة وذكرت الصحيفة أن قوات الأسد توصلت إلى اتفاق مع ميليشيا "الوحدات" الكردية ينص على القيام بعمليات مشتركة في دير الزور.
 وأشارت الصحيفة إلى أن ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "الوحدات" عمودها الفقري، هاجمت مواقع تنظيم الدولة المداخل الشمالية لمدينة دير الزور، حيث أثنت الصحيفة على هذا الاتفاق الذي يؤدي إلى تخفيف الضغط عن قوات الأسد التي تتعرض لسلسلة هجمات من قبل تنظيم الدولة في مناطق سيطرة النظام في دير الزور وتحديداً مطارها العسكري.
وفي حين أكدت الصحيفة على أن تكثيف التنسيق بين نظام الأسد والميليشيات الكردية سوف يسرع في إلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة"، إلا أنها استدركت بالقول "إنه من السابق لأوانه الحديث عن فك الحصار عن دير الزور، لأن القوة الأساسية لـ "قوات سوريا الديمقراطية" منشغلة بعملية السيطرة على ريف الرقة بدعم من الولايات المتحدة".
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان طبيعة العمليات التى تقوم  قوات سوريا الديمقراطية  المعروفة إخصارا باسم "قسد"  سوف تشعل الصراع والملاسنات بين واشنطن وموسكو فى سوريا وهو الامر الذى ربما يؤسس لمرحلة جديدة بين كافة الاطراف .

شارك