بعد تفخيخ داعش للمدينة.. "الجيش السوري" علي أعتاب تحرير "تدمر"
الخميس 02/مارس/2017 - 01:03 م
طباعة
لا زال الجيش السوري يبذل مساعية لتحرير مدينة تدمر السورية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، الذي سيطر عليها الأخير منذ ديسمبر 2015، وقامت قوات الجيش أمس الأربعاء 1 مارس 2017 بدخول مدينة تدمر.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يستعيد فيها الجيش مدينة تدمر، حيث سيطر تنظيم داعش على المدينة المدرجة على قائمة اليونسكو للمواقع الأثرية مرتين الأولى في مايو 2015 ثم استعاد الجيش السيطرة على المدينة في مارس الماضي لكن التنظيم استعاد السيطرة عليها مجددا في ديسمبر الماضي.
وبدأت قوات النظام منذ نحو أسبوعين هجوما على أحياء برزة والقابون وتشرين التي تحاصرها والواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، بعد استقدامها تعزيزات عسكرية.
ووفق وكالة "فرانس برس"، فإن الجيش السوري دخل حيا في غرب مدينة تدمر وسيطر على أجزاء منه وهناك اشتباكات وقصف على المدينة.
وتواصل الطائرات الحربية والمروحية الروسية قصفها المكثف على عدة نقاط في مدينة تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع استكمال أكثر من غالبية عناصر تنظيم "داعش" انسحابهم من المدينة.
وكانت أنباء سابقة قد تحدثت عن تقدم قوات الجيش السوري وحلفاءه، إلى مشارف مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، بعد خوضها معارك عنيفة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي سياق أخر، ذكرت مصادر بأن الجيش السوري وحلفاءه حرروا مدينة تدمر من تنظيم داعش، الذي عمد إلى تلغيم وتفخيخ نقاط كثيرة في المدينة.
ومشّط الجيش السوري وحلفاؤه الأحياء الغربية من تدمر بعد استعادتها وطرد داعش منها، وفق مراسلنا الذي أضاف أن الطائرات السورية دمرت رتلاً للتنظيم كان منسحباً باتجاه طريق السخنة شرقاً.
ووفق مصادر، قالت إن الجيش السوري تمكن من الدخول إلى تدمر بريف حمص الشرقي وسيطر على حي المتقاعدين الواقع بالقسم الغربي منها، وذلك بعد سيطرتها على كامل القسم الغربي والقسم الشمالي الغربي من ضواحي تدمر.
وعلمت المصادر أن الجيش وصل إلى بعض المنازل في القسم الشمالي والشمالي الغربي من المدينة، وسط معلومات عن انسحاب عناصر من تنظيم داعش من داخل مدينة تدمر، ولا تزال المعارك قائمة في عدة محاور بين الطرفين في المنطقة.
في ذات السياق، قالت وكالة سانا الرسمية للأنباء إن وحدات من قوات النظام بالتعاون مع ما أسمتها القوات الرديفة، سيطرت على مثلث تدمر الإستراتيجي غربي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي والذي يبعد كيلومترين عن المدينة، وذلك بعد معارك مع تنظيم الدولة، وكبدت التنظيم خسائر في العدد والعتاد، وسط أبناء عن استعادة تلك القوات قلعة تدمر على مشارف المدينة الأثرية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر عسكري سوري أن مسألة السيطرة على المدينة ودخولها أصبحت مسألة وقت، بعد أن باتت مكشوفة أمام جيش النظام، حيث تعتبر المدينة ساقطة ناريا.
وذكرت وكالة سانا أن طائرات النظام استهدفت مواقع تنظيم الدولة بعشرات الغارات الجوية في جبل الطار ومحيط مدينة تدمر، مما أدى لمقتل عدد من عناصر التنظيم وتدمير عربة مفخخة قرب مدخل المدينة.
من جانبها قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن مقاتليها استهدفوا بقذائف الدبابة ومدافع الهاون، مواقع سيطرة النظام في منطقة البيارات الشرقية غربي مدينة تدمر.
وقالت شبكة شام إن التنظيم شن هجوما بسيارتين مفخختين أدى لسقوط قتلى وجرحى من عناصر النظام.
وفي مدينة حمص، قصف النظام حي الوعر المحاصر مما أوقع جرحى من المدنيين، بينما تعرضت مدينة تلبيسة بالريف الشمالي لقصف مدفعي أوقع قتيلة وجرحى بين المدنيين.
وأعلنت تنسيقيات المعارضة عن سيطرة الجيش السوري على قلعة تدمر غرب المدينة، وعلى منطقة العوينة والقصر القطري وصولاً إلى منطقة الفنادق والبساتين.
وسيطر تنظيم داعش على المدينة المدرجة على قائمة اليونسكو للمواقع الأثرية مرتين الأولى في مايو 2015 ثم استعاد الجيش السيطرة على المدينة في مارس الماضي لكن التنظيم استعاد السيطرة عليها مجددا في ديسمبر الماضي.
وبحسب الصور التي التقطت بالأقمار الاصطناعية فإن التنظيم قام بتدمير عدة مواقع أثرية في المدينة.
كما دمرت عدة معالم أثرية في المدينة خلال المعارك بين الطرفين منها قوس النصر الذي يرجع تاريخه إلى 1800 عام.
كما دمر التنظيم واحدا من أشهر المعالم الأثرية في المدينة وهو (التترابيلون) المعروف بنصب الواجهات الأربع بالإضافة لواجهة المسرح الروماني.
حزب الله اللبناني قال في وقت سابق إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على قلعة تدمر التاريخية على الأطراف الغربية للمدينة.
في هذه الأثناء قالت الولايات المتحدة إن عدة مواقع تابعة للقوات الموالية لها قرب مدينة الباب تعرضت للقصف من قبل المقاتلات الروسية والسورية.
وأشارت واشنطن إلى أن المقاتلات الروسية تقول إنها ظنتها مواقع تابعة لتنظيم "داعش".
وفي سياق متصل، أعلنت مصادر مقربة من النظام السوري عن مقتل قائد عمليات النظام شرق العاصمة دمشق العميد الركن بلال مبارك مع 12 عنصرا، إثر معارك مع قوات المعارضة المسلحة.
وذكرت المواقع الموالية للنظام أن العميد مبارك كان يقود حملة النظام الأخيرة على أحياء جوبر وتشرين وبرزة شرقي العاصمة، مشيرة إلى أنه ترأس -في وقت سابق- أغلب المفاوضات بين النظام والمعارضة في المدن والبلدات بمحيط دمشق والتي أدت إلى تهجير سكانها.
وقد أكدت مصادر المعارضة مقتل العميد مبارك بينما تستمر المعارك المحتدمة في أحياء تشرين والقابون وبساتين برزة وسط قصف صاروخي عنيف بلغ أكثر من أربعين صاروخا.
ويري مراقبون أن هدف الهجوم هو فصل حي برزة عن تشرين والقابون ومنع انتقال المقاتلين بينها، والضغط على الفصائل الموجودة في القابون وتشرين لدفعها لتوقيع ما يسمى اتفاق مصالحة أو المغادرة والتهجير.
وتعد برزة منطقة مصالحة منذ عام 2014، في حين تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في حيي تشرين والقابون في العام ذاته دون أن تدخلهما مؤسسات النظام.