"أنصار الإسلام".. جماعة إسلامية متشددة تهدد بوركينافاسو
الخميس 02/مارس/2017 - 01:35 م
طباعة
تنظيم جهادي جديد يظهر في منطقة غرب إفريقيا، التي تعاني من وجود العديد من الجماعات المتشددة والمتطرفة، فقد ظهر في شمال دولة "بوركينافاسو"، تنظيم جهادي يدعي "أنصار الإسلام".
أنصار الإسلام
تنظيم " أنصار الإسلام" بدأ يخذ مساحة واسعة في وسائل الإعلام العربية والعالمية بعد تبنيه، التنظيم للهجومين الأخيرين على مفوضيتي "بارابولي" و"تونغوماييل" الواقعتين شمالي بوركينافاسو على الحدود مع جمهورية مالي، الجماعة التي توصف بـ"الصغيرة نسبيا" إلى الواجهة من جديد، بعد زهاء خمسة أشهر من توقف عملياتها في المنطقة منذ آخر عملية لها.
وطرحت العمليات المتتالية للجماعة للجديدة تساؤلات حول انتمائها، وأهدافها، وكذا علاقاتها في المنطقة، والجهات الأقرب لولائها من بين الحركات الجهادية الناشطة إقليميا وعالميا.
وتعود البداية الفعلية لظهور جماعة "أنصار الإسلام" الناشطة في شمال بوركينافاسو إلى 22 سبتمبر 2016، حيث تبنت في بيان صادر عنها، الهجوم الذي وقع في 16 من نفس الشهر بمنطقة ناسومبو بشمال البلاد، وخلف مقتل 12 جنديا بوركينيا.
وقد أصدرت "أنصار الإسلام" بيانا وقع باسم زعيم الجماعة "مالام إبراهيم ديكو" وتوعد – حينها – البوركينابيين بأن هذا الهجوم لن يكون آخر هجوم لمقاتليه في المنطقة.
وكانت أصابع الاتهام حينها توجه لجماعة المرابطون التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث سبق لها وأن تبنت هجمات وقعت بالمنطقة.
وتتهم السلطات البوركينية الجماعة بمقتل وجرح 6 أشخاص بمنطقة "سوم" من ضمنهم مستشارون بلديون، وذلك بعد اتهامهم بالتخابر لصالح الحكومة، كما تتهم بعض أعضائها بتهديد معلمين شهر يناير الماضي بالقرب من منطقة جيبو، غير أن الحركة لم تصدر رسميا ما يثبت أو ينفي ذلك.
أنصار الاسلام والجماعات المتشددة:
يعتبر بعض المحللين والباحثين في القضايا الأمنية ببوركينافاسو أن لجماعة "أنصار الإسلام" "ارتباطا"، أو أنها "تشكل امتداد لجبهة تحرير ماسينا في مالي"، المنتمية لجماعة أنصار الدين التي يقودها إياد أغ غالي.
وتطالب الجماعة التي يقدر عدد أفرادها بالمئات جلهم من مكونة الفلان المنتشرة في شمال البلاد - حسب مصادر أمنية بوركينية - بترسيم منطقة خاصة يطلقون عليها اسم "الإمبراطورية الفلانية" والتي تعتبر أن تاريخها سابق على الاستعمار الفرنسي، كما تطالب الجماعة كذلك بتطبيق الشريعة الإسلامية.
ويعد الفلان إحدى القبائل الأفريقية التي ما زالت تحافظ على جزء كبير من ثقافتها وتقاليدها خاصة في الوسط الريفي، ويطغى النشاط الرعوي على مظاهر الحياة اليومية لهذه القبائل، كما أن لها خصائص ثقافية وعادات وتقاليد تميزها عن المجموعات الأفريقية الأخرى.
ووتواجد عرقية "الفلان" في عديدة في غرب أفريقيا ووسط أفريقيا والساحل الأفريقي، ويشكلون أقلية في كل دولة يسكنوها (باستثناء غينيا)، لذا يتحدثون لغات أخرى بجوار لغتهم الأم، ولديهم ثقافة خاصة مميزة. وجلهم من المسلمين.
ويُقدر فلان السنغال بحوالي ربع السكان الذين يزيدون على 12 مليون شخص. كما تنتشر هذه القومية في المناطق الساحلية الصحراوية من الغرب الأفريقي، إضافة إلى وجودها في جمهورية وسط أفريقيا والكاميرون والسودان.
المؤسس
يوصف زعيم جماعة "أنصار الإسلام" مالام ابراهيم ديكو في بعض الأوساط البوركينية بـ"العدو الأول" لبوركينافاسو، ويعتبر المطلوب الأول على قائمة المبحوث عنهم رسميا من طرف النظام.
ينحدر مالام من بلدة جيبو، الواقعة بولاية "سوم" التي تبعد 300 كلم شمالي العاصمة واغادوغو، ويدعى في أوساط أنصاره بـ"أمير المؤمنين".
أسس مالام في بداية ظهوره قبل سنوات جمعية أطلق عليها "جمعية الإرشاد الإسلامي" هدفها المعلن نشر سماحة الإسلام، وإشاعة ثقافة السلام بين المسلمين، وغير المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى، وقيل إنه "كان يوزع بعض الأموال أحيانا، ويركز على العنصر الشبابي".
وتقول بعض المصادر إن القيادي الفلاني المعروف بشمال بوركينافاسو تربطه علاقات وطيدة بنظيره محمد كوفا مؤسس كتيبة ماسينا التابعة لحركة "أنصار الدين" المالية.
وقد اعتقل مالام ابراهيم ديكو من طرف القوات الفرنسية نهاية عام 2013 بالقرب من منطقة تساليت الواقعة بشمال مالي، حيث كان "يسعى للانضمام للجماعات الجهادية التي كانت تسطير على المنطقة"، وبعد عامين من الاعتقال لدى المديرية العامة للأمن الخارجي بمالي، تم الإفراج عنه.
وقد أسس مالام رفقة عشرات آخرين جماعة "أنصار الإسلام" ببوركينافاسو والتي توصف بأنها "نسخة طبق الأصل" من جماعة أنصار الدين بمالي".
ويعتبر البعض أن "مالام" يختفي بغابة يصعب الوصول إليها بالقرب من منطقة جيبو على الحدود بين بوركينافاسو وجمهورية مالي.
المشهد البوركيني:
ظهر تنظيم جهادي جديد في غرب افريقيا، يستهدف في الاساس دولة بوركينافاسو، يشكل تحديا قويا أمام بوركينافاسو ودول غرب افريقيا والتي تعاني من ارتفاع معدلات العمليات الارهابية، وسطوة الجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة و"داعش"، وما يتحتم تعاون هذه الدول من أجل مواجهة التطرف والإرهاب.