وعلي صعيد الوضع الميداني، شهدت الساعات الماضية معارك ضارية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، ومليشيا الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف.

وقال المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة عبد الله الأشرف، إن معارك عنيفة استمرت حتى الثانية فجر اليوم، بكل أنواع الأسلحة، جنوب منطقة السَلَّان.

كما أعلنت قوات الجيش اليمني، عن مقتل وإصابة العشرات من مسلحي الحوثيين في قصف شنته مقاتلات التحالف العربي على مواقع لهم في جبهتي حرض وميدي بمحافظة حجة قرب الحدود السعودية، شمال غربي اليمن.

وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن مقاتلات التحالف العربي شنت سلسلة غارات على تجمعات الميليشيا الانقلابية في كل من جبهتي حرض وميدي، أوقعت العشرات منهم ما بين قتيل وجريح.

وأضاف المركز بأن المقاتلات استهدفت بغارة جوية صباح اليوم الأربعاء تجمعاً للميليشيا جنوب مزارع النسيم، أدى الى مقتل خمسة أفراد وجرح آخرين، فيما قتل سبعة أفراد في منطقة المغافلة جراء استهدافهم بغارة جوية أخرى.

وأشار إلى أن هذه الغارات "تزامنت مع محاولات الميليشيا رفد جبهتي حرض وميدي بالمقاتلين، نتيجة نقص شديد في الأفراد جراء استهدافهم من قبل طيران ومدفعية التحالف ومدفعية الجيش الوطني".

وتشهد المناطق القريبة من الحدود السعودية في محافظة حجة مواجهات عنيفة بين الطرفين منذ نحو عامين، خلفت أضراراً بشرية ومادية كبيرة، فضلاً عن نزوح معظم المدنيين إلى مناطق بعيدة عن تلك المواجهات.

كما اقتحمت جماعة  الحوثي في ساعة متأخرة من مساء أمس منزل قائد المقاومة الشعبية في مديرية عتمة بمحافظة ذمار عضو مجلس النواب الشيخ ” عبدالوهاب معوضة ” .

وقال شهود عيان في تصريح أن أكثر من 15 طقما تابعا للحوثيين اقتحمت منزل الشيخ ” معوضة ” في منطقة ” بيت بوس ” – جنوب العاصمة صنعاء .

وأضاف الشهود ” أن مسلحين عدة اطقم عسكرية  فرضت طوقاً عسكرياً على المنزل وأغلقت الطرق الفرعية المؤدية إليه .

يشار إلى ” أن مواجهات عنيفة تدور بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي وصالح في مديرية ” عتمة ” منذ أكثر من شهر سقط خلالها عشرات الحوثيين بينهم قيادات كبرى في الجماعة .

فيما قال أركان حرب المنطقة العسكرية الخامسة العميد ركن عمر جوهر، إن خبراء من إيران وحزب الله اللبناني يقومون بمهمات جمع المعلومات الميدانية عبر الطائرات المسيرة، ويقدمون الاستشارات العسكرية للانقلابيين

ولفت في تصريحات لصحيفة «عكاظ» السعودية، إلى أن أسرى الحوثيين اعترفوا بوجود الطائرات المسيرة والتنسيق بين الخبراء والانقلابيين.

وأضاف جوهر، فيما يتلق بالعمليات العسكرية في سواحل تهامة، أوضح العميد جوهر، أن تشكيلات برية وبحرية وجوية من الجيش الوطني والتحالف العربي ستشارك في العمليات لتحرير تلك السواحل، مضيفا أن العمليات العسكرية ستجري في مناطق عدة وستكون مفاجئة.

وذكر جوهر أن الجيش الوطني أسر خمسة من مسلحي الميليشيات الانقلابية أثناء المعارك في حرض وميدي خلال الـ24 ساعة الماضية، وهناك العشرات من القتلى يصعب تحديد عددهم، مضيفا أن الجيش دمر عددا من الطائرات المسيرة التي تستخدم في تصوير المواقع وضبط عددا آخر.

فيما قال العميد عبد الكريم أحمد متاش، القيادي بالجيش الوطني، إن معركة صعدة الحقيقية لم تبدأ بعد، كون المواجهات لا تزال محصورة في مناطق منبسطة وليست جبلية.

وأكد العميد متاش، في تصريح لصحيفة "الخليج" الإماراتية، إلى أن الحوثيين استحدثوا بدعم من إيران الكثير من المخابئ الجبلية التي تم تهيئة العديد منها كمخازن للسلاح.

وأشار إلى أن الانقلابيين يراهنون على قدرتهم بالصمود في حرب استنزاف طويلة حين تبدأ قوات الشرعية في خوض مواجهات بالمناطق الجبلية التي تتألف منها معظم مديريات صعدة الـ 15.

وأوضح بأن ميليشيا الحوثيين عززت من أعداد المقاتلين الموزعين في هيئة مجاميع متفرقة على مواقع جبلية محيطة بمنطقة مران التابعة لمديرية «حيدان» والتي تمثل مسقط رأس زعيم جماعة الحوثي.

وقال إن من أهم التحشديات التي ستواجه قوات الشرعية والتحالف في جبهة صعدة يتمثل في انخفاض فاعلية الغارات الجوية في المناطق الجبلية الشاهقة والتي توفر للحوثيين إمكانية الاختباء في الجروف الجبلية المنتشرة.

إلى ذلك، دمرت مقاتلات التحالف العربي مخازن سرية للصواريخ الإيرانية في محافظة صعدة معقل مليشيا الحوثي.

وعلي صعيد أخر، نفذ قوات أمريكية نفذت، اليوم الخميس، عملية إنزال جوي في بلدة موجان على ساحل البحر العربي شرقي محافظة أبين، جنوبي اليمن.

وقال سكان محليون إن “طائرة مروحية نفذت صباح اليوم عملية إنزال في بلدة موجان شرق عاصمة أبين زنجبار، واشتبكت مع بعض المسلحين في المنطقة، دون إعطاء المزيد من التفاصيل حول حجم الخسائر من الجانبين أو الهدف من العملية”.

وأكدت مصادر خاصة لـ"يمن برس"، أن مقاتلات أمريكية بينها طائرات بدون طيار، شنت سلسلة غارات عنيفة على مواقع وأهداف يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة في المنطقة الواقعة بين البيضاء وأبين، وكذا محافظة شبوة.

وقالت الصادر، إن 4 من عناصر القاعدة قتلوا بغارة شنتها طائرة بدون طيار أمريكية، في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، بحسب الصحفي عبد الرزاق الجمل.

كما شن الطيران الأمريكي، قرابة 35 غارة على مواقع تابعة للتنظيم في محافظتي البيضاء وأبين فجر اليوم. مصادر خاصة قالت لـ"يمن برس"، إن الغارات استهدفت معسكر تدريبي للقاعدة ومواقع أخرى بين البيضاء وأبين.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها وحدات تابعة للجيش الأمريكي بعملية إنزال في محافظة أبين، والثانية لها على مستوى اليمن، عقب عملية الانزال التي تمت نهاية في يناير الماضي، في محافظة البيضاء، منذ تولي دونالد ترامب سدة الحكم في بلاده.

ونفى المصدر وجود معسكرات أو عناصر لتنظيم القاعدة في البلدة، مؤكداً أن ذلك مجرد تكهنات لبعض وسائل الإعلام كونها تعزي الأمر لانتماء زعيم تنظيم القاعدة في اليمن جلال بلعيدي المرقشي، المكنى بأبي “حمزة الزنجباري”، للمنطقة ذاتها.

وقتل جلال بلعيدي و2 من مرافقيه في الـ 4 من فبراير 2016 في غارة جوية لطائرة دون طيار، في موقع قريب من بلدة موجان.

وعلي صعيد الوضع الانساني: قالت الأمم المتحدة إن نحو سبعة ملايين شخص في اليمن يعانون من نقص التغذية أو لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم القادمة.

جاء ذلك على لسان ستيفان أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في مكالمة هاتفية مع الصحافيين في نيويورك، أثناء رحلته التي قام بها لليمن اليوم الأربعاء. وأشار أوبراين إلى أن أكثر من يعانون الجوع في اليمن يعيشون في مناطقه الشمالية.

وقال أوبراين إن الظروف التي يعيشها هؤلاء صعبة وتزداد سوءاً.

وأكد أوبراين أنه منع من الوصول إلى مناطق الحرب في اليمن.

وتعاني اليمن من وضع كارثي على المستوى الإنساني حيث يواجه ملايين اليمنيين الجوع ولا يستطيعون الحصول على رعاية طبية. وشدد أوبراين على ضرورة تعزيز الجهود الرامية لدعم المساعدات الإغاثية وقال: "نسعى لتوسيع هذه الجهود بشكل واضح حتى لا يتردى الوضع الإنساني هناك".

وأوضح المسؤول الأممي أنه لم يكن من الممكن حتى الآن سوى تزويد ثلاثة إلى أربعة ملايين شخص يعانون من خطر المجاعة بالسلع الأكثر إلحاحاً مرة كل شهرين.

كما أشار أوبراين إلى أن مناطق أخرى في اليمن، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 27 مليون نسمة، تعاني من نقص في المواد الغذائية.

فما دعا مجلس وزراء الصحة العرب الدول العربية تقديم الدعم المادي والفني للقطاع الصحي الفلسطيني، وطالب المجلس في ختام أعمال دورته الـ 47 اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، وزير الصحة الفلسطيني تقديم تقرير حول احتياجات وزارة الصحة الفلسطينية أمام الدورة العادية المقبلة لمجلس وزراء الصحة العرب المقرر انعقادها في جنيف مايوالمقبل.

كما طلب المجلس بتقديم الدعم المادي والفني للقطاع الصحي العراقي لتوفير الدعم الطبي اللازم للمرضى والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات النازحين داخل العراق.

وفيما يخص الأوضاع الإنسانية في اليمن، حث المجلس الدول الأعضاء على توفير الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لدعم القطاع الصحي اليمني بالتنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

ووافق المجلس على قيام الامانة الفنية للمجلس بالقيام بزيارة ميدانية الى جمهورية الصومال بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب لتقديم الدعم اللازم للحكومة الصومالية.

وطلب الدول العربية أيضاً بتقديم الدعم المادي والفني للقطاع الصحي بالصومال للمساهمة في مواجهة آثار الجفاف.

وفيما يخص موضوع أثر اللاجئين السوريين على الوضع الصحي في الدول المستضيفة، أكد المجلس على أهمية تقديم الدعم للدول العربية المضيفة.

وعلي صعيد المشهد السياسي، كشفت مصادر مطلعة سبب الهجوم اللاذع الذي شنه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ،  الأثنين الماضي، على كل من الرئيس عبدربه منصور هادي ، وحزب التجمع اليمني للاصلاح- الذراع السياسي لجماعة الإخوان في اليمن.

ونقل موقع "الخبر" عن المصادر، التي لم يسمها، أن الهجوم يأتي عقب مساعي وضغوط كبيرة مارستها دولة الامارات العربية على الرئيس “هادي” و”الإصلاح” وحلفائهما للقبول بصفقة مع “صالح” يقوم الاخير بموجبها بتنفيذ عددا من الخطوات التي اقترحتها الامارات ابرزها انهاء الانقلاب الحوثي.

لكن الرئيس هادي ، وكذلك الاصلاح رفضوا الصفقة ، واصروا على المضي في انهاء الانقلاب بشكل كامل وشامل، والآثار التي ترتبت عليه.

وأكدت المصادر أن الامارات وبعد ان تم رفض المبادرة التي تقدمت بها ، قررت ومن خلال عدد من الخطوات والضغوط – يتناولها «الخبر» لاحقا في تقرير مستقل – وضع الرئيس “هادي” أمام خيارين القبول بالصفقة مع صالح أو ترك السلطة هو ونائبه.

وأشارت المصادر إلى أن “صالح” ظهر بخطابه ، ليسوق لنفسه لدى السعودية بهدف جذب انتباهها للاتفاق معه ،وسيقوم بإنهاء الحوثي، لافتة الى ان الانهاء الذي يرمي اليه “صالح” يتمثل في الباس مليشيات الحوثي ، زي الحرس الجمهوري ، في حين سيوجه المليشيات القبلية بان تعود من حيث اتت ، في عمران وصعدة وذمار ومحافظة صنعاء” وبهكذا يكون قد انهى الحوثيين، بتلك الحيلة التي يعتقد انه قادر على تكرارها مع السعودية على غرار الحروب الستة التي خاضها معهم لابتزاز الرياض، وتقويتهم في ذات الوقت، وهذا مالم يعد ممكنا” وفقا للمصادر.

وكان “صالح” شن ، الاثنين الماضي، هجوما عنيفا على الرئيس عبدربه منصور هادي” متهما اياه بالعمالة لبريطانيا منذ استعمارها لليمن ، وانه يحمل حقدا دفينا على الوحدة اليمنية وعلى الشعب.

كما طالب “صالح” بإدراج “الاصلاح”، في قوائم الارهاب ومحاكمتهم ، متهما جامعة محمد بن سعود بانها أساس الأكاديمية “الاخونجية الإرهابية” حد قوله.

 بشأن التحالف القائم بين حزب المؤتمر اشلعبي العام وبين جماعة الحوثي، قال القيادي الاعلامي البارز في حزب “المؤتمر الشعبي العام” عادل الشجاع إن “هذا التحالف سيستمر مع استمرار الحرب وسينفرط عقده مع التوصل إلى حل سياسي والبدء بالعملية السلمية وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية في البلاد”، مؤكداً أن التحالف القائم بين الحوثيين وحزب “المؤتمر” كانت إعلاناته واضحة منذ البداية لمواجهة ما وصفه بـ”العدوان”.

وأضاف “إذا توقفت الحرب فسيكون لكل طرف برنامجه المختلف وبعيداً عن الآخر”..

وعلي صعيد المسار التفاوضي، كشف القيادي الاعلامي البارز في حزب “المؤتمر الشعبي العام” عادل الشجاع عن مبادرة روسية سيتم تقديمها الأسبوع المقبل إلى مجلس الأمن الدولي لإعادة فتح مطار صنعاء المغلق من قبل دول التحالف العربي منذ أشهر على خلفية الحرب الجارية في اليمن.

واعتبر الشجاع ، أن الحل السياسي رغم الحرب التي توشك على دخول عامها الثالث هو الذي يتخلق حالياً، استناداً إلى القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي للتسريع بالحل السياسي في اليمن، مشيراً إلى أن القرار الأممي 2216 كان يمثل عقبة أمام أي مفاوضات بين طرفي الصراع.

وقال: إن “القرار الأخير لمجلس الأمن تجاوز القرار 2216، وأعطى سهولة لتحرك المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي سيكون متحرراً أكثر للبدء بجولة جديدة الأسبوع المقبل، لاستئناف التفاوض، كما أن طرف الشرعية لم يعد قادراً على المطالبة بتنفيذ الحل من السطر الأول، خصوصاً ما يتعلق بتسليم الأسلحة والمدن، لأن أعضاء مجلس الأمن كما يبدو وصلوا إلى قناعة بأن القرار 2216، كان قيداً للعملية السياسية فأنجزوا القرار الجديد الذي دعا إلى انتقال سياسي وسريع”.

مع اخفاقات المعبوث الأممي في توصل إلي جولة مفاوضات جديدة  تجمع الفرقاء اليمنيين رغم تمديد العقوبات علي الرئيس اليمني السابق علي صالح وقيادات جماعة الحوثيين، وهو ما يشير إلي استمرار الحرب في اليمن.

تواصل أصوات البنادق والمدافع في اليمن، يأتي علي وقع تكشف التحالف القوي بين الإخوان والحوثيين في فرض كلمتهم علي الأوضاع السياسية بالبلاد، عبر السيطرة علي الميدان، واستنزاف قوي الجيش اليمني والتحالف العربي.