أكاذيب "العدالة والتنمية" المغربي وعلاقته بالإخوان

الخميس 09/مارس/2017 - 12:27 م
طباعة أكاذيب العدالة والتنمية
 
قالت قناة سي إن إن الأمريكية، أمس الأربعاء، إن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في المغرب، جدد نفيه وجود علاقة تربطه بجماعة "الإخوان المسلمين"، عبر مقال نشره على موقعه الرسمي، به تصريحات سابقة لقيادييه، بهدف الرد على ربط تقارير إعلامية الحزب بالجماعة، خاصة بعد زيارة عبد الإله ابن كيران، الأمين العام للحزب، لقطر التي تتبنى موقفا داعما تجاه "الإخوان".
وأضافت القناة أن موقع الحزب عاد إلى تصريحات ابن كيران عام 2015، عندما "انتقد الاختيارات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين"، وكذلك "حديثه عن المراجعات الفكرية والسياسية التي قام بها طيلة مساره"، حتى "يقنع شباب الحزب بإقامة حدود فاصلة بين منهج الحزب وحركته الدعوية وبين منهج الإخوان المسلمين"، كما تحدّى أن يوجد ما يثبت أي علاقة بين الحزب والإخوان.

أكاذيب العدالة والتنمية

كما ذكر الموقع تصريحات رئيس المجلس الوطني للحزب، سعد الدين العثماني، عندما قال إن حزب العدالة والتنمية تأثر بفكر علال الفاسي، أحد مؤسسي حزب الاستقلال المغربي، أكثر من كتابات الإخوان المسلمين في مصر، وكذا تصريحات القيادي عبد الله بوانو، عندما قال إن استراتيجية حزبه في التغيير السياسي تختلف جوهريا عن استراتيجية الإخوان المسلمين، وإن حزبه لم يكن يوما جزءا من تنظيم الإخوان، حتى وإن كانا يتشاركان المرجعية الإسلامية.
وكذلك حوار أجراه القيادي بالحزب عزيز رباح مؤخرا، قال فيه إن من يرّوجون لوجود علاقة بين العدالة والتنمية والإخوان المسلمين هم "تلاميذ كسالى يرسبون في كل مرة ويبقون في نفس المستوى، ويعيدون نفس الأسطوانة المشروخة التي تسقطهم، وهي اتهامات قديمة يصرون عليها"، وأن الحزب" يرفض رفضا قاطعا ألا يكون ولاؤه إلا للمغرب ولأمير المؤمنين".
ولفتت القناة لتصريحات بن كيران، لموقعها قبل انتخابات 2016، أن حزبه ليس امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، مردفا: "صحيح أننا كنا نملك في بداياتنا ثقافة هذه الحركة، لكن بعد 1981 أسسنا مسارًا خاصًا قَطع مع هذه الثقافة ورموزها، وهو المسار الذي أوصلنا إلى رئاسة الحكومة".
ورغم إصرار حزب العدالة والتنمية وتأكيدات قياداته على أنه ليس فرعا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والقول بان لا علاقة تربط بين إخوان بنكيران وباقي الاخوان المنتشرين في شتى انحاء العالم والحاملين لجنسيات مختلفة، إلا أن بعض الاحداث تكشف زيف ما يدعون وتؤكد عكس ما يريدون إقناعنا به..

أكاذيب العدالة والتنمية

فلنذكر بن كيران وحزبه، بواقعة حدثت في 2013، ابان ثورة 30 يونيو في مصر بقيام محمد يتيم، نائب رئيس مجلس النواب وزعيم الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية، بجمع توقيعات البرلمانيين المغاربة على عريضة أعدت من طرف مجموعة من الاخوان المسلمين، تروم الحصول على ألف توقيع من أعضاء برلمانات دول اسلامية وغربية قبل إحالتها على مؤسسات ومنظمات دولية، حكومية وغير حكومية، ضمنها منظمة الأمم المتحدة، و"مطالبتها بتحمل مسؤوليتها إزاء ما يجري في مصر"..
العريضة التي تحمل اسم "ضد الانقلاب في مصر"، التي وقع عليها لحد أكثر من 140 برلمانيا مغربيا من أحزاب مختلفة، والتي تدخل في إطار حملة "برلمانيون ضد الانقلاب"، كما اسماها مدشنوها، والتي أشرفت عليها لجنة تنسيق تضم في عضويتها البرلماني التركي أمر الله إيشلر، والكويتي ناصر الصانع، واللبناني عماد الحوت، إضافة إلى محمد يتيم نفسه.
وبإطلالة صغيرة على هويات أعضاء اللجنة يتبين بما لا يدع مجالا للشك ان أصحابها ينتمون للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وإن حاول البعض منهم، شأن يتيم وإخوانه، دفع هذه "التهمة" على تنظيماتهم بالقول ان هذه الاخيرة ما هي إلا احزاب ذات مرجعيات اسلامية تنهل من شرع الله وتحترم ما لا يخالفه من شرائع البشر..
فعماد الحوت، وهو احد اعضاء اللجنة، هو برلماني لبناني عن الجماعة الإسلامية التي تعد فرعا لجماعة الإخوان المسلين في لبنان، كما ان الكويتي ناصر الصانع هو نائب عن الحركة الدستورية الإسلامية أو "حدس"، وهي لافتة سياسية كويتية أعلن عنها في 1991 بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، لتكون واجهة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الكويت..
أما أمر الله إيشلر، عضو البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، فلا يخفى على احد علاقات تنظيمه بحركة الاخوان المسلمين ومدى الدعم الذي يقدمه لهم، من خلال تحركاته الدولية وكذا الانشطة التي يقوم بتنظيمها داخل ارض العثمانيين وخارجها تحت مسميات عدّة..
ويبقى امر محمد يتيم مبهما بالنسبة للبعض وإن كان المعروف عن حزب العدالة والتنمية انه جزء لا يتجزأ من حركة الاخوان المسلمين العالمية، وفرع لها بالمغرب، وهم بذلك كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، كما حدث مع إخوان مرسي، الذين يلقون من إخوانهم في المغرب كل الدعم والنصرة والتأييد في مواجهة الكفرة والملحدين والانقلابيين على حد قولهم، وفي هذا الاطار كان عماد الحوت عضو الجماعة الإسلامية التي تعد بمثل فرع لجماعة الإخوان المسلين في لبنان، قد اعلن عن تأسيس ما أسماه ب"التحالف البرلماني الدولي للحفاظ على الشرعية الدستورية والديموقراطية وحقوق الشعوب". وهو تحالف يضم عددا كبيرا من رموز الاخوان المسلمين في برلمانات دول إسلامية وأوروبية منهم نواب من تركيا، والسويد، وإندونيسيا، والمغرب، والكويت، ولبنان ومصر، وماليزيا.. وهو ما لم يقله محمد يتيم في تصريحه لوكالة الاناضول الرسمية في أستانة اوردغان بالباب العالي.

أكاذيب العدالة والتنمية
وفي نفس العام 2013، انعقد بمدينة لاهور الباكستانية مؤتمر للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ضم قيادات دينية من التنظيم تمثل حوالي 25 دولة في العالم. هذا اللقاء عرف مشاركة السيد محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية وممثل عن التنظيم في المغرب.
الاجتماع الذي انعقد في عاصمة البنجاب، لاهور، له دلالات كبيرة من حيث الزمان والمكان، فالمكان له رمزية كبيرة حيث إن المدينة عرفت تأسيس الجماعة الإسلامية على يدي أبو الأعلى المودودي، والذي سمي بعد ذلك بالأمير للجماعة بعد انتخابه سنة 1941م. يعد المودودي من بين أبرز المنظرين الأوائل لتنظيم الجماعة الاسلامية إن لم نقل، من أوائل من أسسوا للنظرية السياسية الإسلامية المبنية على آليات فكرية تبني، حسب صاحب كتاب تدوين الدستور الإسلامي، دولة الثيوقراطية الاسلامية ويعد المودودي احد اهم مرجعيات سيد قطب امير التكفير الاخواني والذي كان ينتمي اليه مكتب الارشاد القابع حاليا في السجون المصرية والذي خرج عليه الشعب المصري في 30 يونيو 2013.
وفي كلمة السيد الحمداوي في هذا الاجتماع أظهر أن الإخوان المسلمين يحاولون فرض مفهوم جديد للدولة و يحصرونها في قضية مركزة، وهي الحلم بعودة دولة الخلافة الراشدة. بمعنى أن وضع تنظيم الإخوان المسلمين، وهم يستندون الى فترة الخلفاء الراشدين كمرجع، تصوراً متدرِّجاً خماسي المراحل للوصول إلى الدولة الإسلامية عبر «تكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، فالدولة الإسلامية، فالخلافة الإسلامية » وهذا ما يمكن أن يلمس من خطاب السيد الحمداوي الذي دعا من لاهور الى تأطير شباب "الصحوة الإسلامية" و التضامن بين جميع فروع التنظيم الاخواني في العالم.

فرغم إصرار حزب العدالة والتنمية وتأكيدات قياداته على أنه ليس فرعا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والقول بان لا علاقة تربط بين إخوان بنكيران وباقي الاخوان المنتشرين في شتى انحاء العالم والحاملين لجنسيات مختلفة، إلا أن هناك العديد من الاحداث تكشف زيف ما يدعون وتؤكد عكس ما يريدون إقناعنا به، ولقد تناولنا في بوابة الحركات الاسلامية بمزيد من التفاصيل، في ملف خاص ارتباط حزب العدالة والتنمية المغربي بجماعة الاخوان في مصر وتنظيمها الدولي، تحت عنوان:  الإخوان المسلمون في المغرب.. حزب العدالة والتنمية
للمزيد عن حزب العدالة والتنمية اضغط هنا

شارك