بعد "خطبة الوداع".. "أبوبكر البغدادي" إلي المجهول

الخميس 09/مارس/2017 - 12:28 م
طباعة بعد خطبة الوداع..
 
وفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، بأن الأنباء عن أماكن تواجد زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي تتضارب في ظل الخسائر التي يتكبدها التنظيم يوما بعد الأخر، وكان أخرها أن البغدادي ألقي إحدي الخطب تحت شعار "خطبة الوداع"، وكأنه يخطط لحراك جديد يبني علي أساسه عملياته الإرهابية المقبلة.
بعد خطبة الوداع..
وذكرت حينها بوابة الحركات أن التنظيم الإرهابي "داعش" بدأ يتراجع ويعترف بهزيمته وسط حالة الحرب التي تشنها القوات العراقية علي التنظيم الإرهابي، وكشف مصدر محلي في محافظة "نينوى" العراقية عن توجيه زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، خطابا لأنصاره دعاهم فيه للتخفي والفرار إلى المناطق الجبلية.
واليوم الأربعاء 9 مارس 2017 قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي فر من الموصل وفوّض على الأرجح القيادة التكتيكية للمعركة إلى قادة محليين، موضحًا أن البغدادي، الذي أعلن "الخلافة" في ظهوره العلني الوحيد في يوليو 2014، فر من المعقل السابق للتنظيم قبل فترة وجيزة من محاصرة القوات العراقية لمدينة الموصل خلال العملية العسكرية لاستعادة السيطرة عليها.
وقال المسؤول في تصريحات صحافية، إن البغدادي "كان في الموصل قبل الهجوم، نعلم أنه كان هناك، مضيفًا "لقد غادر قبل أن نعزل الموصل وتلعفر"، وهي بلدة غرب المدينة.
وأشار المسؤول إلى أنه لا يوجد اعتقاد بأن البغدادي يمارس أي نوع من النفوذ التكتيكي حيال كيفية إدارة القتال في الموصل، لافتًا إلي أنه على الأرجح أنه أعطى توجيهات إستراتيجية عامة وترك الأمر لقادة ميدانيين".
ويشهد تنظيم داعش الإرهابي هذه الفترة حالة من التخبط والخسائر الغير مسبوقة جعلته يترنح ما بين رحيله من الدول العربية إلي الأوربية وبين فرض سيطرته علي أماكن مختلفة في دول لم يدخلها من قبل، وأكد المسؤول الأمريكي أن تنظيم داعش خسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ويسعى جاهدا للاحتفاظ بما تبقى له من أراضي "الخلافة" التي أعلنها.
ومنذ يونيو 2014 عندما كان التنظيم في ذروته، قبل الحملة التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضده، فقد الجهاديون 65% من الأراضي التي كانوا يستولون عليها في شمال سوريا والمناطق الواسعة التي سيطروا عليها في العراق، بحسب مسؤول الدفاع الأميركي.
ويري محللون أن التنظيم الإرهابي يدرس مرحلة ما بعد خسارته التي تبدو محققة لمعاقله في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، وفيما توقع مسؤولون أن هذا لا يعني أنهم تخلوا عن رؤيتهم بشأن الخلافة، مشيرين إلي أن التنظيم المتطرف يأمل بالاحتفاظ بأجزاء من شرق سوريا وغرب العراق. وأضاف "إنهم لا يزالون يعتقدون أنهم يستطيعون الصمود، ولا يزالون يخططون لمواصلة العمل كدولة وهمية تتركز في وادي الفرات".
وتشن القوات العراقية الفترة الحالية حرب شرسة علي التنظيم الإرهابي، خسرته الكثير من عتاده وعناصره، حيث استعادت القوات العراقية المدعومة بتغطية جوية من التحالف، السيطرة على الجانب الشرقي من المدينة، وتحقق تقدما تدريجيا باتجاه الجانب الغربي في قتال دامٍ
وأكد المسؤول أن التنظيم يدرك أن أيامه أصبحت معدودة في الموصل، ورغم أنه أمضى عامين في بناء دفاعاته في الرقة، فإنه يعلم أنه سيخسرها كذلك، مضيفًا أنه منطقياً فإن احد هؤلاء القادة (من التنظيم) سينظر إلى الوضع وسيقول من وجهة نظر عسكرية أنه لن يكون بامكانهم الصمود أكثر، فيما قال أن الرقة "قد لا تكون المعركة الأخيرة ضد داعش .. فلا يزال للتنظيم وجود في باقي أنحاء وادي نهر الفرات ويجب التعامل معه، مؤكدًا أن لا يزال في العراق وسوريا نحو 15 ألفا من مقاتلي داعش من بينهم نحو 2500 في الموصل وبلدة تلعفر المجاورة، ونحو أربعة آلاف في الرقة.

بعد خطبة الوداع..
كانت وكالة "سبوتنيك" الروسية، ألمحت في تقرير لها أن "البغدادي" أقر بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة، ووجه خطابه الذي أسماه "خطبة الوداع"، إلى المقربين منه ووزعها على الخطباء؛ لشرح ما يمر به التنظيم.
وتطرق الخطيب في حديثه عن الهزائم التي يمنى بها التنظيم في نينوى وباقي المناطق، حيث تضمنت الخطبة أيضا تعليمات لعناصر التنظيم بأن يفجروا أنفسهم عند محاصرتهم من قبل القوات العراقية.
قال المصدر: "إن قادة ما يسمى "مجلس شورى المجاهدين" هربوا جميعهم من نينوى وتلعفر باتجاه الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن القادة البارزين المقربين من البغدادي يتحركون على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.
وشهد مصير البغدادي المرحلة الماضية حالة من الغموض ما بين مقتله تارة واختفائه تارة أخري، لكن لا تتوافر معلومات موثقة حول ذلك حتي الآن.
وقالت قيادة العمليات المشتركة أنذاك إن قادة التنظيم الجهادي كانوا مجتمعين في قضاء القائم بمحافظة الانبار "غرب" منتصف فبراير الماضي، حين استهدفتهم المقاتلات العراقية، مما أسفر عن مقتل 13 ارهابيا من قيادات داعش.
وجاء البيان  التي تنسق القتال ضد الجهاديين في العراق أن خلية استخباراتية راقبت تحرك قافلة كانت تنقل البغدادي من منطقة الرقة، معقل الجهاديين الرئيسي في سوريا، عبر الحدود الى منطقة القائم، مضيفًا أن رتلا من ثلاث عجلات نوع لاندكروز تحرك يوم 09-02-2017 من ريف الرقة واستقر في منطقة السويعية في اطراف البو كمال وفي اليوم التالي تم استبدال العجلات بشاحنات في منطقة البو كمال.
وقال البيان:كانت هناك طائرة مسيرة يديرها المسؤول عنهم المدعو ابو عمار العراقي وهو من مدينة سامراء، مؤكدًا أن الرتل توجه إلى منطقة العبيدي واستقر في ما يسمى ديوان الخلافة يعود الى المدعو ابو خليل العزاوي.
كانت ذكرت وسائل إعلام محلية وعربية عن المتحدث باسم قيادة عمليات القوات العراقية، العميد يحيى رسول، أن الأجهزة الاستخبارية العراقية تتابع بدقة تحركات البغدادي، ولم تتأكد من إصابته بعد.
وكانت وسائل إعلام عراقية قد نقلت عن مصادر أمنية، بأن زعيم التنظيم الإرهابي أصيب بقصف جوي على مدينة القائم بالقرب من الحدود السورية.
يذكر أن آخر تسجيل صوتي للبغدادي بث في أوائل نوفمبر 2016، ودعا فيه أنصاره إلى القتال، واعداً إياهم بما سمّاه "النصر المكين والفتح المبين الذي وعد الله به عباده". أما التسجيل السابق له فكان في ديسمبر 2015.
كذلك لفتت بوابة الحركات الإسلامية إلي أن كثرة التكهنات تشير بأن خسائر التنظيم الإرهابي دفعته بالاعتراف بهزيمته والتراجع ، في حين يري مراقبون أن اعتراف أبو بكر البغدادي بهزيمته ما هي إلا خطة ضمن الخطط الكثيرة التي يقوم بها التنظيم لتحقيق مجازره وعملياته الإرهابية، كذلك قد يكون الأمر هو دراسة داعش لمرحلة ما بعد خسارته التي تبدو محققة لمعاقله في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، أحد أبرز مناطق خلافته.

شارك