اجتماع أركان أمريكي روسي تركي.. هل حان القضاء علي "جبهة النصرة" بسوريا

الخميس 09/مارس/2017 - 03:51 م
طباعة اجتماع أركان أمريكي
 
مع تضييق الخناق علي تنظيم "داعش" الارهابي، في سوريا والعراق، واستعداد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح مصير تنظيم "جبهة النصرة" الممرتبط بتنظيم القاعدة في مرمي نيران الحرب علي الارهاب في سوريا، والتي وضعت خطتها في اجتماع ثلاثي لجنرالات جيوش الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وتركيا، ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق والتي لن تكون "جبهة النصرة" بعيدة منها.

اجتماع أمريكي روسي تركي:

اجتماع أمريكي روسي
والثلاثاء الماضي، فقد بحث رؤساء أركان جيوش تركيا والولايات المتحدة وروسيا لإجراء محادثات في أنطاليا جنوب تركيا، آخر تطورات الوضع بخصوص محاربة جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا، وتبادلوا الآراء حول المشاكل الأمنية في سوريا والعراق.
والاجتماع الذي ضم رئيس أركان الجيش الأميركي جوزف دانفورد إلى جانب نظيريه الروسي فاليري غيراسيموف والتركي خلوصي آكار هو الأول من نوعه.
وأشار بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية أن رئيس الأركان التركي خلوصي أكار، ونظيره الأمريكي جوزيف دنفورد، والروسي فاليري غيراسيموف، اجتمعوا في أنطاليا، إثر دعوة وجهها أكار، حيث بحثوا آخر تطورات الوضع بخصوص محاربة جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا وتبادلوا الآراء حول المشاكل الأمنية الإقليمية في كل من سوريا والعراق.
وأضاف البيان أنه تم تقييم إمكانية اتخاذ تدابير إضافية في إطار منع وقوع أحداث غير مرغوب بها بين القوات المسلحة للدول الثلاث(تركيا وأمريكا وروسيا) بهدف محاربة فعالة ضد جميع التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة.
ومن ناحيتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية عقد الاجتماع مشيرة إلى أن مباحثات «حول مسائل أمنية في سورية والعراق مدرجة» على جدول أعماله.
وتأتي محادثاتهم في مدينة أنطاليا الجنوبية في وقت يحرز فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدماً في دفع تنظيم «داعش» إلى الخروج من سورية، حيث تكثف أنقرة جهودها في محاربة المتطرفين.
ورغم دعمها لقوى متباينة في النزاع السوري، فإن الدول الثلاث تتفق على محاربة تنظيم «داعش»، فيما لا يزال التوتر العسكري قائماً نتيجة معارضة تركيا لمشاركة المقاتلين الأكراد السوريين في القتال ضده.
وأطلقت تركيا حملة عسكرية داخل سورية أواخر أغسطس، حيث دعمت فصائل من المعارضة السورية وتمكنت من طرد تنظيم «داعش» من عدة بلدات تقع قرب حدودها بينها جرابلس والراعي ودابق والباب. إلا أن الحملة التركية تهدف كذلك لوقف تقدم المقاتلين الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بأنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وأبدت تركيا كذلك رغبتها في التعاون مع حلفائها للسيطرة على مدينة الرقة، معقل التنظيم المتطرف في سورية، إلا أنها أوضحت بأنها لن تقوم بأي عملية إلى جانب المقاتلين الأكراد.
وتتعاون كذلك مع روسيا في الشأن السوري رغم مواقفهما المتناقضة حيال مصير الرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو عسكرياً وسياسياً.

الموقف من "جبهة النصرة"

الموقف من جبهة النصرة
واليوم باتت جبهة النصرة المصنفة على قائمة الإرهاب، علي موعد لحرب ضروس بعد أن اعتبرتها تركيا وروسيا وامريكا  منظمة إرهابية.
ويبدو أن محاولة أمير جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني" لاعادة تصنيف النصرة والسيطرة على الجبهة الجهادية الواسعة باءت بالفشل، على العكس من ذلك، الجولاني الآن يجد نفسه في موقف أضعف من ذي قبل، هل يمكن للجولاني البقاء في هذه الموجة العنيفة من الاشتباكات مع المتطرفين الآخرين؟ أم هل هذه هي نهايته؟
 أصبحت المعارضة الجهادية للجولاني أكثر واقعية في نهاية يناير 2017 عندما قررت ست مجموعات الانضمام الى أحرار الشام بعد أن تعرضوا لهجوم من جبهة فتح الشام، كانت جبهة فتح الشام غير راضية عن جماعات المعارضة المشاركة في محادثات أستانة، بعد الهجوم قال تجمع أحرار الشام انه إذا واصلت جبهة فتح الشام مهاجمة جبل الزاوية وغيرها من الأماكن، فانها ستنتقم.
وظهر اسم "جبهة النصرة" أولا في كانون يناير 2012 وبعد هجمات نفذت ضد مواقع للجيش النظامي في منطقة إدلب قرب الحدود التركية، نشر على الإنترنت تسجيل دعائي. ويظهر في مشاهد الهجمات عنصر من هذه الحركة وهو يعلن عن تشكيل جماعة ويدعو إلى الجهاد.

تراجع النصرة:

تراجع النصرة:
ومع فشل  الجولاني في  الوصول إلى أهدافه، استغرق الأمر بعض الوقت لأتباعه لادراك ذلك، ولكن لعبته انتهت الآن، هاجم فصائل سورية مسلحة محسوبة علي تركيا  بدافع من الياس ولكن في النهاية وجد جماعته معزولة أكثر من أي وقت مضى، الجولاني نفر من متشددي القاعدة الذين يُرون الآن أنهم خونة.
ودخلت الجبهة في قتال مع “داعش” الذي انتزع منها مناطق كثيرة بما فيها المناطق السورية المنتجة للنفط، فمنذ نشأة داعش وأبو بكر البغدادي يتعامل معها على أنها “دولة”، تفضل مد نفوذها إلى الأماكن ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية بغض النظر تماماً عمن يسيطر عليها، (على سبيل المثال قتال جبهة النصرة في دير الزور للسيطرة على حقل كونيكو للغاز، السيطرة على معابر باب السلامة وتل أبيض مع تركيا)، وبشأن الخلافات العقائدية بين “الجبهة” و”داعش”، قال الجولاني “نرفض الخلافة التي يعلنونها ونعتبرها غير شرعية لأنها أقيمت على أسس غير شرعية”.
كما شنت  “جبهة النصرة” التي ترعف بـ"فتح الشام" يناير 2017، هجومًا على عدد من فصائل “الجيش الحر” في شمال غربي سوريا ، حيث سحقت فتح الشام “جيش المجاهدين” وهو أحد فصائل الجيش السوري الحر في هجوم يهدد بتوجيه ضربة قوية لجناح المعارضة السورية.
وانضمت أ ستة فصائل معارضة ابرزها “جيش الإسلام (قطاع إدلب)، وألوية صقور الشام، وكتائب ثوار الشام، والجبهة الشامية (قطاع حلب الغربي)، وجيش المجاهدين”، إلى حركة “أحرار الشام” في شمال غربي سورية، في واهة جبهة النصرة ، بعد حرب الاخيرة ضد المعارضة المسلحة، لتشير الي الورطات المستقبيلة لوجود جبهة الجولاني في الشمال السوري.
ولكن تبقي جبهة النصرة متواجهة بقوة في محافظة ادلب شمال سوريا علي الحدود مع تركيان حيث تتقاسم «جبهة النصرة»  السيطرة على المناطق المحررة في شمال سوريا مع فصائل المعارضة الإسلامية والثورية وقد شهدت العلاقات بينهم بعض التوترات وصلت لحد القتال كما حصل في معرة النعمان
وايضا في جنوب سوريا حيث تعد ابرز الفصائل المسلحة  بالجبهة الجنوبية وخاصة في محافظة درعا علي الحدود السورية الاردنية.
وفي فبراير 2016  أسست«جبهة النصرة» تشكيلاً جديداً أطلقت عليه اسم «جيش النصرة» وهو جيش خاص بالمعارك والمؤازرات يُمثل القوة المركزية للجبهة، حيث سيمثل الجناح العسكري لقيادة «جبهة النصرة» وهو ورقة اضافية إلى قوات الجبهة في بقية القواطع الواقعة في شمال سوريا، حيث افرع «النصرة» في درعا والغوطة تُعتبر شبه منفصلة لبعد المسافة وصعوبة الوصول إلى هناك.

مستقبل جبهة النصرة:

مستقبل جبهة النصرة:
ختاما، أصبح التنسيق الامني والعسكري بين القوي المعنية بالصراع السوري ودول الجوار، علي اعلي مستوري في  التوحدة لمواجهة الجماعات الارهابية في سوريا وفي مقدمتها تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" والتي ربما تبدا االفصائل المسلحة المحسوبة علي تركيا في القضاء نفوذ القاعدة في شمال سوريا، فيما يبحث التنسيق الامريكي الاردني مع الفصائل المعتدلة في الجنوب السوري أمر القضاء علي الوجود العسكري لجبهة النصرة..
وعندما يتعلق الأمر بفصيلي «داعش» و«النصرة»، فإن واشنطن لم تكن تتعامل معهما أبداً استناداً إلى منطق «عدو عدوي صديقي»، بل كانت قذائفها وصواريخها تستهدفهما معاً دون أن تفرق بينهما.. فهل ستشهد الأسابيع المقبلة  انتهاء الحضور القوي لجبهة النصرة في سوريا.. والي أين ستكون وجهة مقاتلي جبهة النصرة؟
للمزيد عن مستقبل "داعش" وجبهة النصرة.. أضغط هنا 

شارك