خطة الإخوان لإنقاذ الجنرال الأحمر.. مع ايجابية هادي من خطة "ولد الشيخ"
الأحد 12/مارس/2017 - 02:32 م
طباعة
مع ابداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تعاطي ايجابيا مع خطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بدا الإخوان خطة لانقاذ الجنرال علي محسن الاحمر في السلطة اليمنية مع تاكيد الخطة علي ابعاد الأمر، وهو ما شهدته جبهة نهم بالعاصمة صنعاء من تقدم للجيش اليمني في عدة مناطق، ياتي ذلك مع دعوة من قبل رئيس الوزراء اليمني للحوثيين بالانضمام لسلطة في توافق مع خطة الامم المتحدة حول حكومة وطنية.
الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، حققت قوات الجيش الوطني في جبهة نهم ، تقدما، خلال المعارك العنيفة ضد الحوثيين التي شهدتها المديرية في اليومين الأخيرين مكنها من السيطرة النارية على أولى مناطق مديرية أرحب الواقعة شمال العاصمة صنعاء.
وقال السكرتير الإعلامي لقائد المنطقة العسكري السابعة، محمد الأشول، إن قرية بيت قطيش التابعة لمديرية أرحب، المطلة على مطار صنعاء الدولي، باتت تحت السيطرة النارية الكاملة للجيش الوطني، وفقًا لما أورده موقع 26 سبتمبر.
جاء ذلك بعد أن فرضت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرتها على نحو 14 موقعاً استراتيجياً، منها جبل السفينة، وتبة القناصين، والتبة الحمراء، وعدد من المرتفعات المطلة على الطريق الرابط بين نهم وأرحب.
يأتي ذلك فيما كثفت طائرات التحالف العربي (من نوع F15)، غاراتها على العديد من مواقع الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح، في مناطق ساقين، وآل مجدع، وآل الصيفي، ومحديدة، والطلح، وضحيان؛ ما أسفر عن مقتل عشرات الانقلابيين وتدمير 4 مستودعات للأسلحة في حيدان، ومصفحتين في مثلث باقم، و3 منصات لصواريخ الكاتيوشا قرب الجبال السود.
كما تمكنت رجال الجيش الوطني من إسقاط طائرة مسيرة (بدون طيار)، تابعة لمليشيا الحوثي وصالح في جبهة نهم شرق صنعاء.
وعلى جبهة المخا، صد الجيش الوطني هجوماً واسعاً لميليشيات الانقلابيين شرق المدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، واستمرت المواجهات في محيط معسكر خالد بن الوليد شرق منطقة المخا حيث تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة على موقعين بالقرب من المعسكر بعد معارك عنيفة مع مليشيات الحوثي وصالح.
وأضافت المصادر أن معارك متواصلة تدور في محيط المعسكر، دمّر خلالها الجيش الوطني دبابة للميليشيات بالقرب من محطة الذنيب في مفرق المخا بعد استهدافها بالمدفعية وقتل وجرح عدد من عناصر ميليشيات الحوثيينن بحسب العربية نت.
وبحسب المصادر، تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة الزهاري بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة بعد اشتباكات عنيفة مع الميليشيات الانقلابية وأسرت عددا من عناصر الميليشيات، واستولت على عربة محملة بالذخيرة كانت متجهة لمناطق سيطرة الانقلابيين. فيما أفادت مصادر سعودية، أن العشرات من عناصر مليشيا الحوثي وصالح قتلوا أثناء محاولتهم التسلل إلى داخل أراضي المملكة خلال الساعات الماضية.
وأوضحت المصادر، أن الجيش السعودي استهدف بكثافة تجمعات للمليشيات قرب الخوبة بحدود جازان، بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، مشيرة إلى سقوط العشرات من تلك العناصر.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية أن القيادي العقيد أحمد محمد الأصنج، المعين من الحوثيين نائباً لمدير أمن صعدة، ومشرفاً أمنياً للميليشيا، قُتل مع 15 من مرافقيه، بغارة جوية لطائرات التحالف العربي استهدفت موكبه في مديرية كتاف البقع شرق صعدة.
وأوضحت المصادر أن طائرات التحالف شنت عشرات الغارات على مواقع وتحركات الميليشيات الانقلابية في عدة مناطق في محافظة صعدة ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتكبيد الانقلابيين خسائر كبيرة في العتاد العسكري.
المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، ربطت مصادر يمنية مطّلعة التصعيد على جبهة نهم والتلويح بدخول صنعاء برغبة حزب الإصلاح الإخواني في القيام بتحرك يحول دون تنفيذ خطة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والتي تقوم على إخراج نائب الرئيس الحالي الفريق علي محسن الأحمر، من المشهد في ضوء رفض واسع لدوره يمنياً وإقليمياً.
وقالت مصادر سياسية، نقلت عنها صحيفة "العرب" اللندنية، إن "الإصلاح وضع ثقله العسكري في جبهة نهم لدعم قوات الشرعية بهدف تحقيق "نصر على الحوثيين" يستثمره للحيلولة دون إزاحة الفريق الأحمر في وقت كانت جهات من داخل الشرعية تتهم فيه الحزب بتعطيل تقدم قواتها على أكثر من جبهة، وأنه يضع ساقاً مع الشرعية وأخرى مع المتمردين".
وكشفت المصادر، بحسب الصحيفة، أن قيادات حزب الإصلاح شرعت منذ ظهور تسريبات عن تعديل مبادرة ولد الشيخ أحمد في تعبئة مقاتليها في الجوف ومأرب ونهم لدعم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حتى يبدو جزءا من المقاومة وطرفا في التحرير ويطالب بمقابل ذلك في أيّ مفاوضات لترتيب مرحلة ما بعد الحرب.
وربط مراقبون سياسيون بين التحرك المفاجئ لمختلف الجبهات وخصوصا جبهتي نهم وصرواح بالتزامن مع التحركات الأخيرة للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والتسريبات عن تقديمه لخطة معدلة تقضي بإلغاء منصب نائب الرئيس الذي يشغله علي محسن الأحمر أو دمجه مع منصب رئاسة الوزراء الذي سيذهب وفقا للخطة المعدلة إلى شخصية توافقية تمنح صلاحيات واسعة مع الإبقاء على الرئيس عبدربه منصور هادي في منصبه.
المسار التفوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، تسلم الرئيس عبد ربه منصور هادي، خريطة السلام من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال لقاء جمعهما السبت.
وأوضح مصدر رئاسي، لصحيفة "عكاظ" السعودية، أن الرئيس هادي ،وعد ولد الشيخ بالتعاطي الإيجابي مع بعض تلك التعديلات، فيما أرجأ الرد على بعضها الآخر لما بعد دراستها كونها لا تتواءم مع المرجعيات.
كما أضاف أن هادي طالب بضرورة تنفيذ القرار 2216 بكامل بنوده دون انتقاص أو تأجيل بما فيها استكمال العملية السياسية بناء على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي تمثل خريطة طريق لبناء الدولة الاتحادية.
وذكر المصدر أن ولد الشيخ أبلغ الرئيس اليمني باستمرار الجهود لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وستطرح جميع الملاحظات للنقاش قبل استخلاص مبادرة حل، مضيفا أن مبعوث الأمم المتحدة شدد على ضرورة العودة للتفاوض والحوار المباشر مجدداً في أقرب فرصة.
وأشار المصدر الرئاسي، إلى أن اللقاء بين هادي وولد الشيخ كان إيجابياً ومثمراً، وشهد تفهماً كبيراً من قبل الأمم المتحدة لطبيعة التحديات التي ستواجه أي عملية سياسية غير متكاملة، مضيفا أن السلطة الشرعية بقدر ما تعول على السلام والجهود الدولية لديها في نفس الوقت توجه كبير للحسم العسكري.
ولفت المصدر، إلى أنه من بين التعديلات التي طرحت، منح الرئيس هادي كامل الصلاحيات، وإلغاء منصب نائب الرئيس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتسليم السلاح إلى قوات الجيش اليمني المتمركزة في حضرموت ولم تشارك في العمليات العسكرية، وبمراقبة من قوات التحالف العربي كطرف محايد.
فيما قال دبلوماسي خليجي مطلع على سير الأزمة اليمنية، "إن «التأكيدات الدولية لدينا تشير إلى عدم جدية الحوثيين في دخول مشاورات سياسية، ولا يزالون متمسكين بآرائهم برفض أي حل سياسي".
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، "متى كانوا جاهزين وموافقين في الدخول لمسار مفاوضات سياسية ستكون الجهود الدولية داعمة لهذا الحل بما في ذلك الجهد السعودي والخليجي».
من جهته قال محمد العامري، مستشار الرئيس هادي، لـ"الشرق الأوسط، بأن أي حل سياسي مقبول، شريطة ألا يتجاوز المرجعيات الثلاث؛ المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية، موضحاً أن التقدم الأخير الذي أحرزته القوات الموالية للشرعية كان له التأثير البارز على مسار حل الأزمة في البلاد.
فيما قال رئيس الحكومة الشرعية باليمن أحمد عبيد بن دغر يوم السبت، إن السلطة التي يقاتل من أجلها الإنقلابيون وضحوا في سبيلها باليمن وشعبه، لازالت متاحة أمامهم ولكن بشرط؛ وهو القبول بمخرجات الحوار الوطني الشامل كحكم بين الشرعية والانقلاب.
وأضاف في مقال له نشره على صفحته الشخصية في فيس بوك، إن طريق السلام هو السبيل الدائم لعودة الحياة الى مسارها الطبيعي للحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها من خلال العودة الى ما تبقى من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية واهمها القرار 2216 .
وذكّر بن دغر ميليشيات الحوثي وصالح بالتزام الشرعية بتوريد إيرادات المحافظات المحررة إلى البنك المركزي عندما كان مقره الرئيس بصنعاء، وما قامت به الميليشيات الانقلابية حينها من عمليات نهب للاحتياطيات النقدية والنقد المحلي والأجنبي والامتناع عن دفع مرتبات الموظفين.
وقال بن دغر موجها حديثه للحوثيين والموالين لصالح “لقد فرضتم على اليمنيين، وعلى العرب جميعاً حرباً تخوضونها أنتم لصالح أعداء الأمة، ونخوضها نحن للضرورة، دفاعاً عن قيمنا ومكاسبنا الوطنية ..عودوا إلى رشدكم إن بقي فيكم راشد، واقبلو سلام المرجعيات، سلام الشجعان وستتوقف الحرب فوراً، هذا هو طريق السلام. وليس في الأفق طريق آخر. بالسلام سنكسب جميعاً، سنكسب وطننا، وسنكسب حياتنا، ومستقبلنا والله إن دم يمني واحد لأغلى من كل سلطة وأثمن من كل مال “.
المشهد اليمني:
مع تعامل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بإيجابية مع مقترح أممي معدل حول الحل في اليمن، وحركة الإخوان في جبهة صنعاء، وغزل بن دغر للحوثيين، توضح المؤشرات الي أن دور الجنرال الاحمر اوشك علي الانتهاء في اليمن مع خسارة للاخوان، في وقت يبقي تحالف"صالح – الحوثي" علي حصته في السلطة، في حال نجحت مفاوضات الأممية في انهاء الحرب.