87 داعشيًا من مرتكبي مذبحة سجن "بادوش" تحت مقصلة قوات الحشد الشعبي

الأحد 12/مارس/2017 - 02:36 م
طباعة 87 داعشيًا من مرتكبي
 
لا زال الدمار الذي تسبب فيه تنظيم داعش الدموي في العراق، تارك أثرًا في بعض المناطق التي حررتها القوات العراقية من قبضة التنظيم الإرابي، وأعلنت قوات الحشد الشعبي اليوم الأحد 12 مارس 2017،أن عناصرها عثرت على مقبرة جماعية تضم رفات مئات من ضحايا مجزرة سجن "بادوش" التي وقعت منتصف عام 2014 شمال مدينة الموصل العراقية.
87 داعشيًا من مرتكبي
وأفاد الحشد، في بيان، بأن اللواء الثاني في قوات الحشد الشعبي، عثر على مقبرة جماعية كبيرة تضم رفات نحو (500) سجين مدني من سجناء "بادوش" الذين أعدمهم تنظيم "داعش" الإجرامي، مضيفًا أن قوات اللواء الثاني، اعتقلت 87 عنصرا من "داعش" الإرهابي من المسؤولين عن المجزرة".
الجدير بالذكر أن المذبحة، وقعت في الحادي عشر من يونيو 2014، حينما سيطر "داعش" على الموصل وهي ثاني أكبر مدن العراق، وقام عدد كبير من مسلحي التنظيم الإرهابي باقتحام السجن في ناحية "بادوش" شمال المدينة، وقام بإعدام أكثر من 670 شخص وإحراق جثامينهم.
وقام مقاتلو داعش باقتحام سجن بادوش يوم استيلائهم على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، والواقعة على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من السجن.
 ساق المسلحون ما يصل إلى 1500 نزيل في شاحنات، وقادوهم إلى بقعة صحراوية منعزلة على بعد كيلومترين من السجن، على ما قال الناجون. وكان النزلاء يقضون عقوبات على طيف من الجرائم، تتراوح بين القتل والاعتداء وحتى الجرائم الخالية من العنف.
ووفق رواية الشهود آنذاك فصل المسلحون عدة مئات من الرجال السنة وعدداً أقل من الرجال المسيحيين وانطلقوا بهم في الشاحنات، كما قال شهود عيان، ثم قاموا بسرقة متعلقات الشيعة وأهانوهم هم وغيرهم من النزلاء المتبقين، وساقوهم إلى واد وأرغموهم على تشكيل طابور واحد طويل على حافته. 
وقالت هيومن رايتس ووتش أنذاك إن  التحقيق الأممي ينبغي أيضاً أن يفحص ما إذا كان بوسع السلطات العراقية بذل المزيد من الجهد لحماية سجناء بادوش وسكان الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.
ليتا تايلر أفادت: رغم أن أي قدر من الإهمال الحكومي لن يمثل عذراً لفظائع الدولة الإسلامية، إلا أن على السلطات بذل كل ما بوسعها لحماية الشيعة وغيرهم من الذبح. وعلى السلطات العراقية فضلا عن ذلك أن ترتب بأسرع وقت ممكن لنقل الناجين من تلك المذبحة إلى سجون في أماكن أخرى من العراق يمكنهم فيها الحصول على زيارات عائلية منتظمة".
وقد أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات فردية ومنفصلة مع 11 من الناجين الشيعة ومع النزيل السني الذي أفرج عنه تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك مع ثلاثة من نزلاء سجن بادوش، من بينهم إيزيدي واحد واثنين من السنة، الذين أفلتوا من الأسر صبيحة 10 يونيو. 
كما أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة جماعية مع 4 سجناء شيعة آخرين، فوصفوا بدورهم قيام التنظيم بفصل السجناء السنة عن الشيعة وقتل الشيعة.
قال الناجون الشيعة والسنة إن معظم أقاربهم لم يتمكنوا من زيارتهم في كردستان العراق بسبب خطر المرور بمناطق النزاع للوصول إليهم، وكذلك القيود التي تفرضها حكومة إقليم كردستان العراق على دخول العرب إلى كردستان العراق منذ استيلاء الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من العراق.
وقد اتفقت أوصاف الشهود لعملية إطلاق النار الجماعية مع نتائج بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، التي خلصت إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية قتل ما يصل إلى 670 من نزلاء بادوش الشيعة قرب السجن في 10 يونيو.

في اليوم السابق على الهجوم لم يقدم حراس السجن في بادوش للنزلاء طعاماً يذكر، ثم فروا في منتصف الليل، كما قال الناجون والرجال الثلاثة الآخرون الذين كانوا سجناء في بادوش آنذاك.
وفي توقيت الهجوم، كان السجن يؤوي ما يزيد على 3000 سجين في عنبرين كبيرين، أحدهما للجنايات والآخر للجنح، بحسب أقوال الشهود وكذلك مسؤولي السجون والمخابرات في كردستان العراق الذين تحدثوا مع هيومن رايتس ووتش. 
وكان بالسجن قسم منفصل للإيزيديين والمسيحيين وغيرهم من الأقليات العرقية والدينية، في 9 يونيو حصل معظم السجناء على قطعة خبز واحدة ولم يحصلوا على مياه معبأة، كما قال النزلاء. 
87 داعشيًا من مرتكبي
 وقال السجناء السابقون إنهم سمعوا قصفاً عنيفاً على مدار الليل، وبين الساعة 6 و8 صباحاً، كما قالوا، اقتحم مقاتلو الدولة الإسلامية السجن وكسروا أبواب الزنازين بمعونة النزلاء من أفراد التنظيم. وقد تمكن من النجاة العديد من السجناء الذين فروا على الفور، ومنهم ر. ك. أما من خرجوا في حوالي العاشرة صباحاً فقد وجدوا السجن محاطاً بالعشرات من مسلحي التنظيم، على الأقدام وفي عشرات من سيارات الشرطة العراقية وسيارات "همفي" وغيرها من المركبات العسكرية، التي افترضوا أن المسلحين اغتنموها من جنود الحكومة العراقية وشرطتها.
وقد أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع العشرات من سكان الموصل ومسؤولي إنفاذ القانون بين يونيو وسبتمبر فقالوا إن قوات الأمن العراقية فرت من الموصل قبل أن يدخل تنظيم الدولة الإسلامية المدينة.
شرع مسلحو التنظيم على الفور في تطويق نزلاء السجن الذين حاولوا الخروج وحاصروهم داخل ساحة السجن، كما قال 14 شاهداً لـ هيومن رايتس ووتش. 
كما استعاد المسلحون سجناء كانوا يحاولون الهرب على طريق رقم 1، وهو الطريق الرئيسي للخروج من السجن، بحسب الشهود.
وكان جنود التنظيم يرتدون ثياباً تتراوح من زي المران الرياضي والدشداشات إلى الأزياء السوداء بالكامل أو المموهة، بحسب الناجين. وكان معظم المسلحين من عرب العراق، لكن بعضهم كان يتكلم العربية بلكنة أجنبية بحسب قولهم.
جمع المسلحون ما يصل إلى 1500 من النزلاء في تقدير الشهود، وقال اثنان من الناجين إنهم شاهدوا المسلحين يعدمون 3 أو 4 سجناء ممن قدموا أنفسهم على أنهم شيعة ميدانياً بالرصاص في ساحة السجن.
ووفق هيومن رايتس قام مقاتلو تنظيم داعش بإهانة السجناء الباقين بإطلاق الافتراءات الدينية، متهمين الشيعة بالخضوع لرئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت نوري المالكي، كما قال الناجون. ثم سرقهم المقاتلون.
وقال الناجون إن المسلحين أمروا الشيعة وبقية الأسرى الآخرين، عند الظهيرة تقريباً، بالسير في أزواج طوال عدة أمتار من جانب المدق الصحراوي نحو واد هلالي الشكل يبلغ عمقه 2-4 أمتار. وأرغم المسلحون السجناء على الركوع في طابور واحد بطول الحافة المقوسة للوادي.
بعد المقتلة قام المسلحون بإشعال النار في نباتات الحلفاء على الأرض وفي أكوام منها، كما قال الناجون لـ هيومن رايتس ووتش. وامتدت النيران سريعاً وبدأت تلتهم بعض الرجال حديثي الوفاة، كما قالوا.

شارك