بعد الكشف عن وجود روس في ليبيا.. تساؤلات حول حدود دعم موسكو لحفتر
الأحد 12/مارس/2017 - 07:25 م
طباعة
بينما لا تزال ليبيا تشهد صدامات داخلية بين الأطياف المختلفة وفرقاء المشهد السياسي، حيث يعتمد كل تيار على الدعم العسكري الذي يحصل عليه من حلفائه الدوليين، كشف رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية، أوليج كرينيتسين، عن وجود قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في جزء من ليبيا في المناطق التي يسيطر عليها القائد العسكري خليفة حفتر.
ويستشعر حفتر حرجاً دولياً بعد سيطرة ميلشيا مسلحة تتبع مفتى ليبيا السابق، على منطقة الهلال النفطي الاستراتيجية، حيث سيطر عليها حفتر منذ نحو شهرين وأناط مسؤولية إدارتها لهيئة النفط الليبية، ثم قدم نفسه للقوى الغربية على إثر تلك الواقعة انه قادر على فرض الامن في انحاء ليبيا المختلفة.
وقد زار حفتر موسكو خلال الفترة الأخيرة وأجرى مباحثات مع مسؤولين روس، وقد وعدته موسكو بدعمه عسكرياً وتدريب قواته، والدفع في المحافل الدولية إلى رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، لتخرج تصريحات أوليج لتكشف عن تعاون عسكري بين حفتر وروسيا، وربما تكون تلك التصريحات جزء من مجموعة من التفاصيل الخفية فيما يخص ملف التعاون بين البلدين.
تقارير متخصصة أشارت إلى أن الغعلان الأخير يعكس استعداد موسكو تعزيز الدعم الدبلوماسي العلني لحفتر حتى وإن هدد ذلك بإثارة قلق الحكومات الغربية الغاضبة بالفعل من تدخل روسيا في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد، خاصة أن بعض صناع السياسة الروس يعتبرون حفتر رجلاً قوياً يمكن أن ينهي ست سنوات من الفوضى التي تلت الإطاحة بمعمر القذافي.
ويقول رئيس الشركة إن وجود المتعاقدين العسكريين ترتيب تجاري. لكن أشخاصاً يعملون في مجال الأمن في روسيا يقولون إن ذلك ما كان ليحدث على الأرجح من دون موافقة موسكو، وأضاف كرينيتسين إنه بعث المتعاقدين إلى شرق ليبيا الشهر الماضي وتم سحبهم في فبراير الماضي، بعد إنجاز مهمتهم.
وتابع في مقابلة مع وكالة أنباء رويترز أن مهمتهم كانت إزالة الألغام من منشأة صناعية قرب مدينة بنغازي بشرق ليبيا في منطقة كانت قوات حفتر قد حررتها من قبضة مسلحين إسلاميين، ورفض الإفصاح عن الجهة التي استأجرت الشركة لتوفير المتعاقدين أو الكشف عن اسم المنشأة الصناعية، ولم يقل ما إذا كانت العملية حصلت على موافقة الحكومة التي تساندها الأمم المتحدة والتي تعتبرها معظم الدول الحاكم الشرعي لليبيا.
وسئل كرينيتسين عما إذا كانت المهمة حصلت على مباركة رسمية من موسكو فقال إن شركته لم تعمل مع وزارة الدفاع الروسية لكنها "تتشاور" مع وزارة الخارجية الروسية، وقال إن المتعاقدين لم يشاركوا في القتال لكنهم كانوا مسلحين بأسلحة حصلوا عليها في ليبيا. ورفض تحديد نوع الأسلحة. ويمنع حظر للأمم المتحدة ليبيا من استيراد السلاح ما لم يكن ذلك تحت سيطرة الحكومة التي تساندها المنظمة الدولية، وقال كرينيتسين إن المتعاقدين كانوا على استعداد للرد إذا تعرضوا للهجوم.
وأضاف "إذا كنا قد تعرضنا لاعتداء لكنا دخلنا المعركة بالطبع لحماية أرواحنا وأرواح عملائنا. ووفقاً للعلوم العسكرية فإن الهجوم المضاد لا بد وأنه يعقب هجوماً. هذا يعني أنه كان سيتعين علينا تدمير العدو"، وقال مسؤولون عسكريون وحكوميون في شرق ليبيا إنهم لم يعلموا بوجود المتعاقدين في حين لم يرد حفتر على طلب للتعليق، ووفق وكالات انباء لم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين في غرب ليبيا حيث تتمركز الحكومة التي تساندها الأمم المتحدة.
في السياق، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، وضع بين خيارين لا ثالث لهما، وأشارت الصحيفة أن ثمة صراع حاد بين روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية لإستمالة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتركلا الى طرفه، وذلك لأهميته الشخصية ودوره الفاعل في بناء حكومة ليبية جديدة.
وكشفت الصحيفة أن "قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا الجنرال توماس وايلد هاوسر، دعا إلى ضرورة أن يقوم حفتر ومجلس النواب الليبي بـ"دور بنّاء" في تشكيل حكومة وحدة وطنية"، وقالت مصادر ليبية مسؤولة إن "هذه الخطوة تمثل تغيراً واضحاً في موقف روسيا من الأزمة الليبية، واعتبار روسيا أن المشير حفتر هو جزء من المصالحة الليبية عموماً وليس جزء من المشكلة".
ومع تغيير الإدارة الأمريكية، باتت فرص دعم اميركا لحفتر اكبر، خاصة ان ترامب الذي سيلتقي السيسي أبريل المقبل، من المقرر ان يناقشا الازمة الليبية، وقد أشارت تقارير إلى إبداء ترامب إعجابه في أكثر من مرة بالرئيس السيسي، وانه يتطلع إلى الاستماع لرؤيته إزاء حل قضايا المنطقة.
ومصر تهتم بالازمة الليبية، وكانت تدعم برلمان وحكومة طبرق، وتعتبر ان المشير خليفة حفتر هو القائد الأعلى للجيش الليبي الوطني، الذي بلغ تعداده حتى الآن نحو 60 ألف مقاتل، على ألا يضم بين قواته أي مليشيات مسلحة.