"داعش" يُناور في الجزائر "المُحاصرة حدودياً" بـ"قمبري الفاشل"
الأحد 12/مارس/2017 - 07:39 م
طباعة
على الرغم من فشل تنظيم "داعش" الإرهابي في تنفيذ عملية انتحارية أمام أحد مراكز الشرطة الجزائرية في مدينة قسنطينة شرق العاصمة الجزائرية، الجمعة الماضية، إلا ان التنظيم يبدو أنه يسعى إلى التصعيد من الدولة الجزائرية التي بذلت جهود مضنية خلال الفترة الأخيرة لتأمين البلاد من خطر التنظيمات الإرهابية، جيث نشر التنطيم الإرهابي، صورة الإرهابي الذي نفذ العملية الانتحارية الفاشلة، وتوعد بشن العديد من العمليات خلال الأيام المقبلة.
وتتشارك الجزائر حدودا مع دول مضطربة أمنيا، ما يجعلها وجهة تلقائية للجماعات المسلحة أو أنشطة التهريب، حيث تبلغ الحدود الجنوبية مع مالي حوالي 1300 كيلومتر، وهي الحدود الأطول والأصعب في التحكم، وتبلغ الحدود الجزائرية مع تونس التي تعاني أيضا من الجماعات الإرهابية المسلحة نحو 965 كيلومترا مربعا، بينما تتشارك مع ليبيا الغارقة في الفوضى الأمنية 982 كيلومترا مربعا.
وكشفت الصحيفة الناطقة باسم تنظيم داعش الإرهابي في الجزائر، الرواية الكاملة والحصرية للعملية الفاشلة التي استهدفت أحد المراكز الأمنية بقسنطينة الأسبوع الماضي، وفي التفاصيل أن الإرهابي الفاشل الملقب بـ "المكنى أبا الحسن على" اسمه الحقيقي هو عزالدين بالقمبري من منطقة برج بوعريرج شرق مدينة الجزائر، نفذ هجومه الانتحاري وسط المركز بحقيبة متفجرة وأدى هجومه إلى مقتل وإصابة عدد من الأمنيين، حسب ما جاء في الصحيفة.
ويبلغ بالقمبري 25 من العمر، وبدأ نشاطه مع التنطيم خلال حضوره جلسات في مسجد منطقته، وانضم لاحقا إلى المنهج السلفي وبعدها أصبح عضوا بجماعة الإخوان باالجزائر ثم التحق بتنظيم القاعدة الإرهابي، ثم بايع زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي.واعتبرت الصحيفة الناطقة باسم تنظيم داعش الإرهابي أن هذه العملية هي أول عملية لجند الخلافة وهي "فاتحة عمليات قادمة لها في ما اسمته بـ"ولاية الجزائر"، مهددا بشن عمليات إرهابية جديد في الجزائر.
كان تنظيم "داعش" الإرهابي تبنى، الإثنين 27 فبراير الماضي، هجوم انتحاري بحزامٍ ناسف، داخل مقر أمني بمدينة قسنطينة (400 كلم شرق العاصمة الجزائرية).
وشهدت الفترة الأخيرة، سعى كل من تنظيم "داعش" وتنظيم ما يسمى بـ"القاعدة في المغرب الإسلامي"، لفرض سيطرة أوسع على تيار الإرهاب الذي يهدد الجزائر، وليكون التنظيم المسيطر في البلاد، وقد استطاع داعش استغلال انشقاقات بين فصائل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وبعد إطلاق حملة اغتيالات وهجمات تفجيرية لاستهداف القوات الأمنية الجزائرية، ليثبت وجوده في ظل الضغوط عليه في العراق وسوريا وفرار بعض عناصره من شمال إفريقيا.
ويهدد توسع داعش وسط عناصر الإرهاب شمالي الجزائر هيمنة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي لا يزال يفرض سلطته في عدد من المحافظات، وتجاور الجزائر بلادا ينشط فيها التنظيم من تونس ومالي إلى ليبيا، وقد نشر الجيش الجزائري قواته على الحدود الشرقية لمواجهة تسلل عناصر التنظيم.
ولم ينته طموح داعش داخل الحدود الجزائرية فحسب، بل أخذ نفوذه يتزايد ويتوسع، وراح يسلب من القاعدة أتباعها في دول الساحل والصحراء الواقعة على الحدود الجنوبية للجزائر، مثل مالي، التي شهدت نشاطا واسعا للقاعدة في السنوات الماضية، كما قامت فصائل كبيرة بإعلان بيعتها لتنظيم داعش، مثل حركة "أنصار الدين في مالي" التي يتزعمها إياد إغ غالي، الذي أعلن بيعته لتنظيم داعش، إضافة إلى إعلان مجموعات وأفراد كانوا تابعين للقاعدة بيعتهم لداعش عبر تسجيلات فيديو أطلقوها عبر الإنترنت.
ويذهب مراقبين، إلى أنه بالمقارنة بين عمل التنظيمين في المنطقة، فإن القاعدة أصبحت هشة وضعيفة ومفككة، بعد أن أعلنت عدة مجموعات الاستقلال عنها، والظهور بأسماء جديدة، تخالف الاسم الذي عرف به التنظيم منذ انطلاقه في دول الساحل والصحراء، وهو ما يعد كسبا لتنظيم داعش الذي أخذ يتزايد ويتكاثر، لعدة أسباب، أهمها هزائمه المتوالية في العراق وسوريا وفي تونس، وهو ما حمل التنظيم إلى محاولة صناعة وجود آخر له في إفريقيا، خاصة بعد مبايعته من قبل جماعة بوكو حرام الناشطة في غرب إفريقيا.
ونقلت مواقع إخبارية، أن نشاط الجماعتين، انقسم حيث توجهت القاعدة في وقت مبكر إلى كسب المال عبر تهريب المخدرات والمهاجرين، واختطاف رهائن غربيين، فيما يسعى داعش إلى محاولة تهريب أسلحة متطورة تمكنه من بسط سيطرته ونفوذه في المنطقة، أسوة بما قام به في العراق وسوريا، ومن خلال تجربة بوكو حرام في نيجيريا.