المعارضة السورية تعلن انسحابها من أستانا..والبنتاجون يستعد للرقة
الإثنين 13/مارس/2017 - 09:12 م
طباعة
رغم اعلان المعارضة السورية انسحابها من اجتماع استانا لرفض الحكومة السورية والمبعوث الأممي إلى سوريا شروطها، وافق مسلحو المعارضة السورية على الخروج من حي الوعر في محافظة حمص، مع عائلاتهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن مفاوضين من حي الوعر وقعوا اتفاقا يقضي برحيل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى شمال سوريا.
وكشف نشطاء من المعارضة في محافظة حمص تأكيدهم، أنه تم التوصل للاتفاق، ولكن لم تحدد الوجهة النهائية لمقاتلي المعارضة بعد خروجهم من حي الوعر، ويأتي الاتفاق بعد تفاهمات أخرى، لم تنفذ بالكامل، بين الحكومة ومسلحي المعارضة في الوعر، آخر معاقل المسلحين في حمص.
وقال نشطاء إن ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص سيغادرون في مجموعات خلال الأسابيع المقبلة، وأول مجموعة ستضم 1500 شخص، ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن محافظ حمص طلال البرازي، قوله إن جميع المسلحين وعائلاتهم سيغادرون حي الوعر على دفعات باتجاه شمال سوريا، وإن أول مجموعة ستغادر يوم الجمعة المقبل.
أكد البرازي أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاقية المصالحة في حي الوعر، والاستفادة من مرسوم العفو لتسوية أوضاع الراغبين في تسليم السلاح والعودة إلى حياتهم الطبيعية، وأوضح البرازي، أن استكمال تنفيذ اتفاقية المصالحة في حي الوعر تم بالتعاون مع مركز التنسيق الروسي، عبر تسوية أوضاع المسلحين في الحي وخروج الرافضين للتسوية على دفعات مع عائلاتهم خلال 6 إلى 8 أسابيع.
من جانبه وجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الدعوة إلى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لزيارة دمشق، لتعزيز العلاقات بين البلدين، وأوضح مكتب الجعفري أن الوزير العراقي تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره السوري ، وجرى خلال الاتصال التطرق للتفجير الإرهابي الأخير الذي طال منطقة باب مصلي بدمشق، وراح ضحيته عدد من الزوار العراقيين، ودعا الجانبان، إلى حل الخلافات وإنهاء الصراعات الجانبية التي تشهدها المنطقة، مؤكدين أن الرابح الوحيد من تلك الخلافات هو الإرهاب، ومشددين على أهمية بذل المزيد من الجهود والتنسيق الأمني لمواجهته.
أكد الجعفري أن "العراق أرسل وفداً أمنياً لمتابعة التحقيق بالتفجير الإرهابي، ووفدا طبياً لإسعاف الجرحى العراقـيين الذين يرقدون في المستشفيات السورية"، مشيراً إلى أن "وزارة النقل العراقية ستتكفل بنقل الجرحى والشهداء إلى العراق".
اشار، إلى"أهمية أن تقف كل دول العالم لمواجهة العدوِ المشترك، المتمثل بالإرهاب، سيما أن العالم اليوم يعيش حرباً عالمية ضد عدو يستهدف الإنسانية كلها، ولا يميز بين بلد وآخر، ومن يظن أنه في مأمن من وحشية الإرهاب فهو مشتبه".
من جهته "دان وزير الخارجية السوري، التفجير الإرهابي بأشد العبارات"، مقدماً تعازيه باسم حكومة وشعب سوريا بـ "استشهاد الزوار العراقـيين".، وقدم المعلم، "شكر وتقدير سوريا للموقف الشجاع الذي طرحه العراق في الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية في القاهرة، والداعي إلى عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية".
يذكر أن العاصمة السورية دمشق شهدت، يوم السبت 11 مارس ، مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، معظمهم عراقيون، بتفجيرين وقعا قرب مقبرة باب الصغير بمنطقة باب مصلى.
على صعيد آخر نفى الرئيس السوري بشار الأسد وجود حرب أهلية في بلاده، مؤكدا أن ما يجري في سوريا هو معركة مع عقلية رفض الآخر، معربا عن أمله في أن تصبح بلاده أفضل بعد انتهاء الحرب. وفي مقابلة مع وسائل إعلام أوروبية، نشرت الاثنين 13 مارس ، قال الأسد ردا على سؤال حول ما إذا كانت السياسة في الشرق الأوسط هي في المحصلة "إما أقتلك أو تقتلني"، قال: "يوجد هناك مثل هذه الثقافة - وهذا الأمر مرتبط بالثقافة لا بالسياسة، الأمر يتعلق بتفكير الناس.
أصر الأسد على أن "هذه الثقافة لم تكن جزءاً من الثقافة الأصلية، بل أصبحت شيئا جديدا بتنا نراه على مدى العقود القليلة الماضية".، وأوضح قائلا: "مناخ رفض الآخر يمكن أن يؤثر في كل شخص في المجتمع نفسه ما دام موجوداً، وبالتالي فهي موجودة في بؤر محلية في مختلف المجالات في المجتمع. وقد كان ذلك عاملاً مهماً في نشوء المشكلة في سوريا مؤخراً".
اعتبر أنه "حتى هذه اللحظة ليست هناك حرب أهلية، ما يجري هو معركة مع هذه العقلية. بشكل أساسي تلك المجموعات الإسلامية الوهابية المتطرفة التي تقاتل باقي شرائح المجتمع، لكن عند نهاية الحرب قد تكون هناك خريطة سياسية مختلفة"، شددد على أن "الحرب نفسها تشكل درساً قاسياً جداً لأي مجتمع، وبالتالي يمكن أن أقول إن كل بلد بعد الحرب ينبغي أن يكون أفضل، لأنك تتعلم الدروس".
استطرد قائلا: "وعندما تأتي الحرب من الخارج وتستخدم وكلاء سوريين، إلى جانب الأجانب، لا يكفي أن تحمل المسؤولية للآخرين وأن تلوم الغرب أو دول البترودولار التي تدعم أولئك الإرهابيين.. في المحصلة عليك أن تنظر إلى نفسك وأن تقول: ما هي مشكلة بلدي".، وتابع: "إذا أردت أن تتحدث عن كيف ستصبح سوريا بعد الحرب، فأولويتي هي فتح وتسهيل الحوار بين السوريين، لأن ذلك يتم عبر نقاش وطني حول النظام السياسي الذي نريده: هل سيكون نظاماً رئاسياً أو شبه رئاسي أو برلمانيا أو غيره. وعندما تتحدث عن النظام السياسي يمكنك التحدث عن المؤسسات، لأن تلك المؤسسات سواء كانت الجيش أو الوزارات أو الحكومة وكل شيء آخر ينبغي أن تكون انعكاساً للدستور، لا نستطيع الحديث عنها بمعزل عن الدستور والنظام السياسي الرئيسي، وذلك يحتاج إلى حوار بين أوسع طيف ممكن من المجتمع السوري، لأنه في المحصلة ينبغي إجراء استفتاء حول تلك المسألة".
أكد أنه لا يمكن للحكومة أن تتخذ القرار وأن تقول: "هذا جيد أو هذا سيء لمستقبل البلد". وأضاف: "وبالتالي أفضل ألا أتحدث عن رؤيتي لسوريا، أفضل أن أتحدث عن الرؤية السورية لمستقبل بلدنا".
على الجانب الآخر، تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى التحضيرات الجارية لتحرير مدينة الرقة؛ متوقعة وقوع هذه المهمة على كاهل قوات الصاعقة البرية الأمريكية "رينجرز".
وكشفت أن البنتاجون يخطط لاقتحام الرقة استخدام وحدات من فوج المغاوير الـ 75، والتي تم إعداد أفرادها وتدريبهم لحرب الشوارع داخل المدن. وبحسب شبكات التواصل الاجتماعي، سيتعاون هؤلاء مع مشاة البحرية والفصائل الكردية المنضوية تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية". بيد أن الخبراء يشككون بإمكانية تجنب الأخطاء، التي حصلت في عملية تحرير الموص
ونشرت وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بأن الكتيبة الثالثة من فوج الصاعقة الـ 75، التي خضعت لتدريبات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة، والتي نقلت إلى سوريا مؤخرا، ستكون القوة الضاربة الرئيسة في الهجوم على مدينة الرقة، وأن مشاة البحرية المنتشرين في سوريا سيوفرون لها الدعم المدفعي في العملية. وهناك قوات إضافية احتياطية ترابط حاليا في الكويت وسيتم نقلها إلى ساحات القتال فورا إذا تطلب الأمر ذلك.
وبحسب التصريحات الرسمية لمسؤولين في البنتاجون، فإن مهمة تحرير الرقة ملقاة على عاتق "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تضم فصائل كردية وعربية ومسيحية. بيد أن تعداد الفصائل غير الكردية لا يتجاوز ألفي شخص، وهذا لا يكفي لتحرير المدينة، إضافة إلى ان إعدادهم العسكري ليس بالمستوى المطلوب.
ومن المفترض أن يتم اقتحام الرقة وفق السيناريو، الذي استُخدم في اقتحام الموصل في العراق. ففي المرحلة الأولى ستستخدم القوات الأمريكية والمحلية العربات المدرعة في مهاجمة أحياء المدينة، لكي تكتشف مواقع "داعش"، التي تُطلق منها النيران. ثم تدمر هذه المواقع طائرات التحالف الدولي وطائرات القوة الجو-فضائية الروسية.
أما في المرحلة الثانية من عملية تحرير الرقة، فسيكون على الأمريكيين الاستيلاء على مواقع في المدينة والاحتفاظ بها لكي يهاجمها مسلحو "داعش". وقوات "رينجرز" مدربة جيدا على خوض مثل هذه المعارك، واستخدم عناصر "الرينجرز" هذا التكتيك في أفغانستان بين عامي 2006 - 2008، حيث كانوا ينزلون إلى عمق المناطق، التي تقع تحت سيطرة "طالبان"، وكانوا في البداية يقيمون مواقع في أماكن تحفز طالبان على مهاجمتهم. وكان مسلحو "طالبان" يتكبدون خسائر كبيرة في هذه العمليات، وكانت هذه الخسائر تشمل المدنيين أيضا. لذلك قررت القيادة اختيار الأساليب التقليدية في العمليات القتالية.